معجم المخصص

قسم اللغة العربية و آدابها وحدة : مصادر اللغة العربية































السنة الدراسية : 2009 ـ 2010









التّعريف بصاحب المعجم





هو أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيدة المرسي ، ولد بمدينة مرسيةـ و إليها قد نسب و هي مدينة تقع شرق الأندلس ـ و ذلك سنة 398 ه ـ 1007 م .
والده إسماعيل ـ الذي اختلف في تسميته ـ كان من علماء النحو ، لذلك فقد أخذ الضرير بن الضرير العلم في بادئ الأمر من والده ، ثم من العالم النحوي صاعد بن الحسن البغدادي الوافد على الأندلس ، ثثم من أبي عمرو أحمد بن محمد بن عبد الله الطّلمنكي ـ نسبة إلى مدينة طلمنكا غرب الأندلس ـ الذي كان إماما في علم القراءات .
لقد عني ابن سيدة المرسي بعلوم اللغة و الدين فلم يكن في زمانه امرؤ أعلم منه بالنّحو و اللغة و أشعار العرب ، كما أنه لم يحرم نفسه من تعلم علم المنطق ، فكان من كبار المناطقة أيّام زمانه .




مؤلّفاته :


ترك ابن سيدة مؤلفات كثيرة ، ماوصل إلينا إلاّ القليل النّادرـ حسب ما ترويه المصادر القديمة ـ فقد ألّف كتاب الأنيق في ستة مجلدات ، وهو عبارة عن شرح لديوان الحماسة لأبي تمام ، و شرح إصلاح المنطق لابن السّكيت ، و الوافي في علم القوافي ، و كتاب شاذ اللغة في خمس مجلدات ، المشكل من شعر المتنبي ، المحكم و المحيط الأعظم ، و المخصّص، و لم يصل إلينا إلا الكتب الثلاثة الأخيرة ذكرها .
فأما المحكم و المحيط الأعظم عبارة عن معجم كبير ألّفه ابن سيّدة في إمارة مجاهد بن عبد الله العامري ، و قد التزم فيه منهج الخليل في معجم العين ، فقد رتب الألفاظ حسب مخارج أصواتها ، و الأخذ بمبدإ التقاليب الستّة .
توفي الضرير بن الضّرير بمدينة دانية سنة 408 ه ـ 1065 م و قد عاش قرابة الستين عاما ، مخلفا وراءه تراثا ضخما و علما زاخرا يشهد عليه القاصي قبل الدّاني .































معجم المخصّص لابن سيدة المرسي


يعدّ معجم المخصّص ـ الذي هو محل بحثنا ـ من أضخم المعاجم العربية و أثراها من حيث الكم فهو غني بالمفردات ، فالمخصص عبارة عن معجم يصنف الألفاظ و الكلمات حسب معانيها .

• لدينا أن ابن سيدة قد ألّف المخصص بعد تأليف المحكم و المحيط العظيم الذي التزم فيه منهج الخليل في تصنيف الألفاظ و ترتيبها ، و قد قسّم ابن سيدة معجمه ـ المخصص ـ إلى كتب و الكتب إلى أبواب ، إلاّ أنه لم يقسم الأبواب إلى فصول مثل من سبقه ، لأنّه قد يستغني عنه ، فالتسلسل المنطقي أساس تصنيف ألفاظ المخصص .

• رتب معجمه على ترتيب خاص و ذكي ، حيث ينتقل بين موضوعاته بشكل منطقي و متسلسل ، فمن كتاب خلق الإنسان إلى الحيوان ثم إلى النّبات ، ثمّ إلى الوسط المحيط بالنّبات وهو الطّبيعة بكلّ ما تشتمل عليه من جبال و رواسي و أنهار ، و سماء و أفلاك ونجوم و أقمار .....إلخ .


• يحتوي المعجم على قرابة إثنا عشر كتابا مقسّمة على سبعة عشرة سفرا

و مما تناوله ابن سيده من الموضوعات مايلي :

1. كتاب خلق الإنسان : و قد شمل الأبواب التالية :
• باب الحمل و الولادة .
• باب الفصاحة .

2. كتاب الغرائز : و قد احتوى على الأبواب الآتية :
• باب السر
• أبواب المشي .
• باب حلى الملك
• باب الفيء
• باب الدّول
• أبواب النّسب .

3. كتاب النّساء : و ما يلحق به من نعوت في وصف النّساء في كلّ الأحوال و الأزمنة المختلفة .

4. كتاب اللّباس : ويشمل أوصاف اللّباس و كلّ ما يتعلّق بالملبس ، و قد احتوى ذا الكتاب على عدّة أبواب .

5. كتاب الطّعام : و يشتمل على أبواب تختصّ بكل ما يتعلّق بالطعام و صفاته و ما يتركه من أثر على مستوى النّفس .


6. كتا السلاح : و يحتوي على ذكر أنواع أدوات الحروب من رماح و سهام و سيوف ...، و كل ما يتعلق بالحرب .

ثمّ ينتقل إلى الحيوان و قد احتوى هذا الموضوع على حوالي خمسة كتب ، وهي كالآتي :
1.كتاب الخيل
2.كتاب الغنم
3.كتاب السّباع
4. كتاب الحشرات
5. كتاب الطّير
و قد ختم معجمه الكبير بكتاب الإلواء ، وقد أورد فيه أوابا في السماء و ماتحتوي عليه من بروج و كواكب ، و قد تناول أيضا أسماء اللّيالي و الشهور و الحساب .
ثمّ تطرق إلى موضوع الرّياح و السّحاب ثمّ المطر و بعض الظواهر الكونية ، ثم تطرّق بعد ذلك كله إلى اللغة و علومها و قواعدها من النّحو و البلاغة و الصّرف...









• لدينا أنّ ابن سيده في مقدّمة معجمه قد تناول قضيّة نشأة اللّغات من حيث أنّها توقيفية أم اضطرارية أم اصطلاحية تواضعية ، و قد أورد آراء أصحاب هذه النّظريات مع الأدلة التي يعتمدون عليها ، ثمّ تطرق إلى تعريف مصطلح اللّغة .

• ابن سيده من خلال ـ مقدّمته ـ يخبرنا عن دوافعه في تأليف معجم المعاني ـ على الرّغم من أنّه قد ألّف المحكم و المحيط العظيم قبل ذلك ـ وذلك لاحتواء المعاني و إيرادها جاهزة مع ألفاظها ، لمن يريد أن يعبّر عن معنى يريده لم يجد له لفظا، خاصّة فئة الكتّاب و الشعراء ، يقول ابن سيّده " لمّا وضعت كتابي الموسوم بالمحكم مجنّسا ، لأدلّ الباحث على مظنّة ـ بكسر الظاء ـ الكلمة المطلوبة أردت أن أعدل به كتابا أضعه مبوّبا حين رأيت ذلك أجدى على الفصيح المِدره ، و البليغ المفوّه ، و الخطيب المصقع ، و الشّاعر المجيد المِدقع ، فإنّه إذا كانت للمسمّى أسماء كثيرة و للموصوف أوصاف كثيرة عديدة تنقّى الخطيب و الشّاعر منها ماشاآ و اتّسعا فيما يحتاجان إليه من سجع أو قافية " ص10.ج1


• صاحب معجم المخصّص التزم التّرتيب المنطقي في تسلسل الألفاظ ، و قد التزم الانتقال من العام إلى الخاص ، و من الجزء إلى الكلّ ، و ذلك حسبما نفهمه من القول الآتي " فأمّا فضائل هذا الكتاب من قِبل كيفية وضعِه ، فمنها تقديم الأعم فالأعم على الأخصّ فالأخصّ ، و الإتيان بالكلّيات قبل الجزئيات ، و الابتداء بالجواهر و التّقفية بالأعراض ....و تقديمها كمّ على كيف " ص10.ج1 .

• كذلك لدينا أيضا ممّا تفرّد به ابن سيّده في معجمه أنه قال " و من غريب ذلك إذا جئت باسم الفاعل على غير الفعل عقدته بالواو أو جئت به على الفعل عقدته بأو ...و الواو ليست بسببِِِ إلاّ أنّي أجيء باسم الفاعل إذا كان على الفعل ، لأن صيغة الفعل دليلة على صيغة اسم الفاعل الذي بني على الفعل ، و هذا ممّا لم يتقدّمني إليه لغوي ، ولا أشار إلى الإشعار به نحوي .."


• و قد اعتمد ابن سيّدة على كتب قديمة منها: كتاب أبي حنيفة في الإلواء ة النّبات ، كتب أبي حاتم في الأزمنة وفي الحشرات و في الطّير ، كتي الأصمعي في السلاح و في الإبل وفي الخيل ، كتاب ابن زيد في الغرائز و الجرائم ،...إلخ

• يستشهد ابن سيّدة كثيرا فيما يذهب إليه بأقوال اللّغويين و النّحويين ، و لاسيما الشّعراء ، كما أنّه يورد شواهدا من القرآن الكريم مثل ما أورده في كتاب خلق الإنسان في باب الرّضاع و الفطام و سائر الغذاء، إذ يقول : أبو عبيد *رضِع الصّبي أمّه و رضَعها يَرضِعها و أنشد الأصمعي قال أنشدنا عيسى بن عمر لهمَّام بن مرّة
وذمّوا لنا الدّنيا و هم يرضِِِعونها أفاويق حتّى مايدِرُّ لها ثُعل
الثّعل: الزّيادة في ضرع الشّاة *ابن دريد* رضعها رَضعا *ابن السّكيت * هو الرِّضاع و الرُّضاع و الرِّضاعة و الرًّضاعة .....






المصادر و المراجع

• http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA
• مكتبة المصطفى الإلكترونية : http://www.al-mostafa.com/
• كتاب المخصّص ، تأليف أبي الحسن علي بن إسماعيل النّحوي اللّغوي المعروف بابن سيّده المتوفى 458 ه تغمّده اللّه برحمته ، الطّبعة الأولى بالمطبعة الكبرى الأميرية ، بولاق مصر المحمية سنة 1316 ه بالقسم الأدبي ، من السِفر الأوّل إلى السّفر السّابع عشر .

السلام عليكم..............
بااااااااااااااااااااااااااااارك الله فيــــــــــــك اخ خليفة و جعلها في ميزان حسناتك......
موفق................

أرجو أن تقدموا لي ملاحظات حول البحث و هل هو قصير أم لا و شكرا