معجم " البارع" لأبي علي القالي 277- 356
صاحب هذا المعجم هو اسماعيل بن القاسم بن هارون، أبو علي القالي البغدادي ولد "بمنازكرد" من أرمينية ودخل بغداد لطلب العلم سنة( 305) وأقام فيها إلى سنة (328) ثم رحل عنها إلى الأندلس وتوفي بقرطبة أخذ علومه عن ابن دريد وابن القاسم الأنباري ، ونفطويه، والزجاج والأخفش، وابن درستويه، وله الأمالي، المقصور والممدود، فعلت وأفعلت، والبارع، النوادر.
وهذا المعجم ابتدأ فيه سنة 339 وعاونه فيه ورّاق اسمه محمد بن الحسين الفهري، من أهل قرطبة منذ عام 350 وأخذ يجمع مادته حتى عاجلته المنية سنة356 فتولى تهذيبه وراقه مع محمد بن معمر الجياني وقد بنى المعجم على مخارج الحروف ، ولكنه لم يسر على ترتيب الخليل فبدأ بالهمزة ثم الهاء ثم العين وخالف الخليل في الأبنية وترتيبها، فهي عند القالي ستة : الثنائي المضاعف ويسميه الثنائي في الخط والثلاثي في الحقيقة، وأبواب الثلاثي الصحيح وأبواب الثلاثي المعتل وأبواب الحواشي، وأبواب الرباعي وأبواب الخماسي، واتبع الخليل في ذكر الكلمة ومقلوبها، وعزا كل كلمة من الغريب إلى من نقلها عنه من العلماء، واختصر الإسناد عنهم، وما كان عمل القالي سوى تهذيب معجم العين حين (1) حاول التفريق بين بعض الأبنية المختلفة التي جعلها الخليل في باب واحد ، وحاول أن ينظم الصيغ المختلفة في داخل هذا الباب.وملأ القالي أبوابه التقاليب على نمط الخليل دون أدنى تغيير، وميز كل تقليب بتصديره بكلمة " مقلوبه".
وعني القالي باللغات عناية فائقة، فأكثر منها وبالغ ونسبها إلى الكلابيين والنميريين والطائيين...ومصر والعراق والجزيرة، ورجح في بعض الأحيان بين اللغات المختلفة؛ وكان من أثر خطة القالي التي اتبعها من جمع أكبر عدد من أقوال اللغويين في اللفظ المفسر خلل التكرار الذي ظهر في التفسيرات و الشواهد، وخلاصة القول إن كتاب البارع قد خطا ، بحركة التأليف في معاجم اللغة إلى الأمام خطوات في مادة اللغة، وأما في المنهج فقد ترك نظام ابن دريد المختل ورجع إلى نظام الخليل بعد أن أدخل عليه بعض التحسينات.
المصادر:1-
معجم البارع لأبي علي القالي تحقيق هاشم الطعان2-
المعجم العربي حسين نصار3-
المصادر الأدبية واللغوية في التراث العربي عز الدين اسماعيل4-
معجم المعاجم الشرقاوي إقبال5-
المصادر اللغوية في المكتبة العربية عبد اللطيف الصوفينص تطبيقي من معجم البارع
لأبي علي القالي
من مقلوب القاف والنون والتاء في الثلاثي الصحيح قال أبو علي: قال الخليل: القنوت في الصلاة دعاء بعد القراءة في آخر الوتر ، يعني أن تدعو قائما، ومنه قوله [ تعالى] أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما [ الزمر9 ]
والقنوت في الدعاء القيام في هذا الموضع، وسئل النبي صلى الله عليه وسليم :" أيّ الصلاة أفضل؟" فقال :" طول القنوت" أي القيام ويكون القنوت الصلاة كقول الله عزّ وجل أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما، .وفي الحديث مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم " أي المصلي، والقنوت : الطاعة ، وقوله عز وجل " كلّ له قانتون" [ البقرة 116] فسّر بالطاعة، وفي الحديث:" كنا نتكلم في الصلاة" حتى نزلـت : وقوموا لله قانتين [ البقرة 238] فامرنا بالسكوت، فالقنوت ها هنا السكوت والإمساك عن الكلام، وفي الحديث عن زيد بن أرقم: قنتوا لله: أي أطاعوه ، وقنتت المرأة لزوجها أي أطاعته ، وقوموا لله قانتين أي مطيعين.
قال : والقنوت الخشوع ، والقنوت الإقرار بالعبودية
ومن مقلوبه :
قال أبو علي: قال أبو زيد " نتقت المرآة تنتق وتنتق بفتح في الماضي وضمها وكسرها في المستقبل نتوقا بضم النون على مثال فعول أي كثر ولدها.
والناتق من النساء الولود والناتق من الماشية: البطين على مثال فاعل، الذكر والأنثى فيه سواء.