salimmen1 salimmen1
عدد المساهمات : 898 تاريخ التسجيل : 05/07/2008 العمر : 42
| موضوع: المدرسة البغدادية السبت نوفمبر 08, 2008 8:12 pm | |
| المدرسة البغدادية وأما البغداديون فقد أخذوا عن البصريين والكوفيين، ومادة الدرس عند هؤلاء إنما هي النحو البصري المتمثل في كتاب سيبويه ، وكل ما في الآمر آنهم خلطوا أقوال هؤلاء وهؤلاء وانتخبوا من هؤلاء وهؤلاء، ويسر لهم هدا أن بغداد كانت مقصد البصريين والكوفيين لأنها عاصمة الخلافة الإسلامية وموطن الأعمال واكتساب الرزق .
فليس المذهب البغدادي إذن إلا مذهبا انتخابيا فيه الخصائص المنهجية للمدرستين جميعا، على نحو ما فعل ابن مالك في محاولته الجمع بين المذهبين وانتهاجه منهجا وسطا بينهما "فإن مذهب البصريين إتباع التأويلات البعيدة التي خالفها الظاهر
وهكذا كان البغداديون في موضع يمكنهم من الانتفاع بعلم البصريين وعلم الكوفيين في وقت معا، ويكفي في دلك أن نشير إلى ما أورده الزبيدي في طبقات النحويين واللغويين عندما ترجم لأحمد بن يحي ثعلب إد يقول "أبو علي الدينوري زوج ابنته يخرج من منزله وهو جالس على باب داره فيتخطى أصحابه ويمضي ومعه محبرته ودفتره فيقرأ كتاب سيبويه على محمد بن يزيد المبرد فيعاتبه على دلك أحمد بن يحي ويقول "إذا رآك الناس تمضي إلي هذا الرجل وتقرأ عليه يقولون ماذا ؟ فلم يكن يلتفت إلى قوله "
- وبدخول بعض هده المصطلحات في الاستعمال النحوي المعاصر من خلال البغداديين والمتأخرين من أصحاب الشروح أصبح طلاب النحو لا يفرقون بين البصري والكوفي من المصطلحات .
ومن الواضح أن الخلاف حول المسائل لا ينهض مبررا لدعوى وجود مدرستين نحويتين ، لأن البصريين يختلفون حول المسائل تأويلا وتخريجا، ولكن الأصول واحدة ، ومن ثم يكون مجرد الخلاف في المسائل بين البصريين والكوفيين أبعد ما يكون عن الدلالة على اختلاف المدرستين .
وقد كانت عناية كتب الخلاف تنصب في العادة على مسائل الخلاف دون الخلاف حول مسائل الأصول ولكنها جاءت دون قصد(1)
وأبرز من ينسب إلى المدرسة البغدادية من العلماء : أبو على الفارسي ت 337 هـ وابن جني 392 هـ (1) يمكن الرجوع إلى كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري
نص تطبيقي حول المدارس النحوية :
يقول شوقي ضيف : وينبغي أن يستقر في الأذهان أن المدرسة الكوفية لا تباين المدرسة البصرية في الأركان العامة للنحو ، فقد بنت نحوها على ما أحكمته البصرة من تلك الأركان التي ظلت الى اليوم راسخة في النحو العربي ، غير أنها مع اعتمادها لتلك الأركان استطاعت أن تشق لنفسها مذهبا نحويا جديدا له طوابعه وله أسسه .. وإذن فمن الخطأ أن يرى معاصر الكسائي أو الفراء يتأثر بالنحو البصري فيظن أنهما ليسا كوفيين وأنهما مقدمة المذهب البغدادي أو المدرسة البغدادية فان هذا التأثر عندهما وعند جميع أئمة الكوفة شيء طبيعي ومعروف أن الكسائي تتلمذ للخليل بن أحمد وأنه قرأ كتاب سيبويه على الأخفش ، وقد رحل الفراء الى البصرة وتتلمذ على يونس بن حبيب و أكب على كتاب سيبويه يقرؤه و يدرسه كما أكب عليه جميع أئمة الكوفة من بعده . ومعنى ذلك أن الصلة بين المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية في النحو ظلت قائمة على مدار الزمن ، وأن من الطبيعي أن نجد دائما عند نحاة الكوفة تأثرات مختلفة بالمذهب البصري ، ولكنهم مع ذلك استطاعوا أن يتبينوا شخصياتهم إزاءه وأن ينفذوا أي مذهب مستقل بهم ، له طوابعه وخصائصه التي تفرده عن المذهب البصري إفرادا متميزا "
عن المدارس النحوية التحليل :
يتحدث صاحب النص عن أهم المدارس النحوية التي أسست النحو العربي وهي : المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية . وكلاهما مدرستان ظهرتا في العراق لأن العراق كانت موطنا للنشاط العلمي ، وفيها نشأت العلوم العربية . ويحدد لنا شوقي ضيف أهم أعلام المدرستين . فمن علماء البصرة يذكر : الخليل بن أحمد ( ت175هـ ) ، سيبويه ( ت183هـ ) ، يونس بن حبيب (ت182هـ ) الأخفش (ت215هـ ) .
ومن علماء المدرسة الكوفية يذكر لنا : الكسائي(ت189 هـ)، الفراء (20 هـ )
ويقر شوقي ضيف أن المدرسة الكوفية ما هي الا امتداد للمدرسة البصرية ، حيث يقول في بداية النص : "إن المدرسة الكوفية ... راسخة في النحو" . ويستدل على ذلك بسرده لأسماء العلماء الكوفيين الذين تتلمذوا على علماء البصرة إضافة إلى بقاء العلاقة بين المدرستين على امتداد الزمن حيث يقول: "ومعنى ذلك أن الصلة بين المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية في النحو ظلت قائمة على مدار الزمن". لكنه لا يعدم وجود بعض الخلافات بين المدرستين في آخر النص ، ويذكر أنه أمر طبيعي ناتج عن استقلالية علماء المدرسة الكوفية بآراء وأفكار نتيجة اختلاف في منهج البحث .
إذ نجد أن البصريين مثلا يقفون عند الشواهد الموثوق بصحتها، الكثيرة النظائر (الأمثلة التي يقاس عليها) ، وكانوا يؤولون ما خالف القواعد ، ويحكمون عليه بأنه شاذ أو مصنوع .
وإذا رأوا لغتين ( لهجتين ) احداهما تسير على القياس والأخرى لا تسير عليه فضلوا التي تسير على القياس وضعفوا من قيمة غيرها . في حين رأى علماء المدرسة الكوفية ضرورة احترام كل ما جاء عن العرب وأجازوا للناس أن يستعملوا استعمالهم ، حتى لو كان شاذا لا ينطبق على القواعد العامة ، بل إنهم يجعلون هذا الشاذ أساسا لوضع قاعدة عامة | |
|