salimmen1 salimmen1
عدد المساهمات : 898 تاريخ التسجيل : 05/07/2008 العمر : 42
| موضوع: نصوص للمطالعة والتطبيق .. النص الأول: الرجل المسلم الجزائري الإثنين نوفمبر 03, 2008 7:01 pm | |
| نصوص للمطالعة والتطبيق
النص الأول:
- الرجل المسلم الجزائري -
الرجل: خلق الرجل قويا، متهيئاً بما منح من القوة للقيام بما يقتضيها من عظائم الأمور و جلائل الأعمال ، للإنسانية التي هو فرد منها ، للوطن الذي هو من نباته، و للبلد الذي هو من سكانه ، و للبيت الذي هو رئيسه. هو رئيس البيت، و«الرِّجالُ قوِّامون على النِّسَاءِ» فعليه واجب الرعاية : بالسعي و التكسب، بالتهذيب والتعليم ، للزوجة، للأبناء ،للبنات، «يا أيُّها الذين آمنوا قُو أنفُسَكُم و أهليكم ناراً وقودها الناسُ والحجارة» ، وله حق الولاية « وللرِّجَال عليهِن درجةٌ» درجة الولاية بالنظر والتدبير، و التنظيم و التسيير، فهو السيد في بيته ليكون سيَّدا في قومه. والسيادة الحقيقية إنما هي بالنفع و العمل المنتج. فسيِّد البيت هو الأكثر عملاً و الأجلب نفعا له، وسيد الوطن هو الأعمل و الأنفع في سبيله.
فالسيادة حظ العاملين على درجاتهم في الاعمال.
المسلم: هو المتدين بالاسلام . والإسلام عقائد و أعمال و أخلاق بها السعادة في الدارين . أما تحصيلها لسعادة أخري فما بها على أحد من خفاء.
وأما تحصيلها لسعادة الدنيا فقد صار في هذه العصور المتأخرة عند كثير من الناس مما يخفى ، مع أن دعوته الى تحصيل السعادة و السيادة في الدنيا في آيات القرآن العظيم كثيرة جداً.
فدعا الى التعليم بمثل قوله تعالى: « وقُلْ ربي زدْنِي علماً» ، وللفلاحة بمثل قوله تعالى: «هو أنشَأَكُمْ مِن الأرضِ و استعْمَرَكُمْ فيهاَ» ، والى الصناعة وإتقانها بمثل قوله تعالى: «أنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ و قَدِّرْ في السَرْدِ » والى التجارة بمثل قوله تعالى: » فإذا قُضيتِ الصلاةُ فانتشِروا في الأرضِ و ابتغُوا من فضلِ اللهِ « ، كما سمى العبادة ابتغاء من فضل الله فقال تعالى: «وَ لا آمِّينَ البيتَ الحرامَ يبْتَغُونَ فضْلاً منْ ربِّهِمْ وَ رضْوَانَأ » .
وهو الى هذا دين السلامة، والمسلم من سلم الناسُ من لسانه ويده ، ودين المحبة ، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، و دين الترقي بالعلم «قُلْ هلْ يسْتَوِي الذين يعلمُون والذين لا يعلموُن» ، ودينُ السيادة بالعدل، والسعادة بالإحسان ، «إنَّ الله َيأمُرُ بالعدلِ والإحسان»
الجزائري: إنما ينسب للوط أفراده الذين ربطتهم ذكريات الماضي ، ومصالح الحاضر، آمال المستقبل . فالذين يعمرون هذا القطر و تربطهم هذه الروابط هم جزائريون. والنسبة للوطن توجب علبهم تاريخه ، و القيام بواجباته ، من نهضة علمية، اقتصادية ، وعمرانية ، والمحافظة على شرف اسمه ، وسمعة بنيه ، فلا شرف لمن لا يحافظ على شرف وطنه، ولا سمعة لمن لا سمعة لقومه.
طريق العلم بهذا و العمل به: هذه الحقائق التي ذكرناها بها يكون الرجل رجلا ، والمسلم مسلما ، والجزائري جزائريا ، فتهذب الرجل و تعليمه لا يكون إلا بالعلم و العمل بها . وما ذلك إلا ببثها : بالمحاضرات في النوادي ، بالدروس العامة في المساجد ، بالخطب الجمعية على المنابر.
وإذا كانت هذه طريقنا الى التعليم العام فعلينا أن نجعلها في أول ما نهتم به من شؤون إصلاحنا إذ لو كانت هي كما يجب أن تكون و قامت بموجبها كما يجب أن تقوم لكنا على حال غير ما نحن عليه اليوم.
شقيقة الرجل وشريكته: إن العناية بالرجل تستلزم العناية بالمرأة شقيقته في الخلقة والتكليف وشريكته في البيت والحياة.
هما زوجان متلازمان لا تكمل الوحدة البشرية إلا بكمالهما . و ما الوحدة البشرية في ضرورية الزوجين لتكوينها إلاَّ كسائر المخلوقات الساري عليهما قانون الزوجية العام .
ويبتدئ ذلك في أصغر جزء و أول مادة للتكوين ، وهو الجوهر الفرد في اللسان العلمي القديم ، والكهرب في اللسان العلمي الحديث ، فإنه مركب من قوتين زوجيتين.
موجبه و سالبه. مصداق قوله تعالى: « وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَّّكَرُونَ» ويعم هذا القانون جميع المخلوقات و منها الإنسان ، كما قال تعالى:« وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًًا» هذا دليل الخلقة على ما بين الرجل و المرأة من لحمة اتصال ، وما لكل واحد منهما على الآخر من توفق لبلوغ الكمال .
أما أدلة ذلك من الشرع فآيات عدة . منها قوله تعالى: « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا » ، « وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْها َو َجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَة إَنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، «هُنَّ لِبَاسٌ لَكَمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُن َّ ».
هو الأول ، وهي الثانية: هما – على ما بينهما من هذا التشارك و التلازم و الاتصال – فإنه هو المقدم عليها ، و القيوم على شأنها ، و المسؤول على إنهاضها.
تشهد بهذا الفطرة الظاهرة في ضعف خلقها، و التاريخ البشري بما فيه من مدنيات قديمة و حديثة كلها قامت على كواهل الرجال. و يشهد به الدين في قوله تعالى: » الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ .
المرأة المسلمة الجزائرية: نرى حقا علينا بعد ما تكلمنا على الرجل المسلم الجزائري أن نتكلم شيئا عن المرأة المسلمة الجزائرية من نواحيها الثلاث أيضا.
المرأة: خلقت لحفظ النسل،وتربية الإنسان في أضعف أطواره » وَ حمْلُه وَ فِصَالُهُ ثلاثُون شهراً« فهي ربة البيت و راعيته و المضطرة بمقتضى هذه الخلقة للقيام به . فعلينا أن نعلمها كل ما تحتاج إليه للقيام بوظيفتها ، ونربيها على الأخلاق النسوية التي تكون بها المرأة امرأة لا نصف رجل و نصف امرأة . فالتي تلد لنا رجلا يطير خير من التي تطير بنفسها .
المسلمة: لهنَّ مثل الذي عليهن بالمعروفِ « فعلينا أن نعلمها ما تكون به مسلمة، ونعرفها من طريق الدين ما لهل و ما عليها و نفقِّهَها في مثل قوله تعالى: » إن المسلمين والمسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين والقانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين لله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما .
الجزائرية: بدينها و لغتها و قوميتها فعلينا أن نعرفها حقائق ذلك لتلد أولادا منا و لنا، يحفظون أمانة الأجيال الماضية للأجيال الآتية، و لا ينكرون أصلهم و إن أنكرهم العالم بأسره، و لا يتنكرون لأمتهم و لو تنكر لهم الناس أجمعون .
الطريق الموصل الى هذا: هو التعليم: تعليم البنات تعليم يناسب خلقتهن و دينهن و قوميتهن . فالجاهلية التي تلد أبناء للأمة يعرفونها مثل أمهاتنا – عليهن الرحمة – خير من العالمة التي تلد للجزائر أبناء لا يعرفونها ، تعليم كل واحد لأهله فيما عنده من علم. و يوم نسلك هذا الطريق في تعليم المرأة ، و الطريق السابق في تعليم الرجل سلوكا جديا نكون –بإذن الله – قد نهضنا بهما نهضة صحيحة نرجو من ورائها كل خير و كمال . عبد الحميد بن باديس | |
|