شكرااااااااااااااااااااااا جزيلا أستاذ عبد الكريم ، واصل معنا تميزك يا أستاذ وسأكون أول المناقشين لسؤالك
قال الشاعر :
بعدما ارتقى الأدب
قد ترقـّت العرب
إنه لنهضتنا
وحده هو السبب
أستاذي الكريم عبد الكريم ؛ أظن أن بدراستنا الأدب واللغة العربية سنربح عظيم الفوز في نواح كثيرة من حياتنا الدنيوية والدينية
أولا في الأدب :
عندما نتعلم الشعر فإننا نربح الحكمة في التعامل مع ما يحيط بنا ومع من يحيط بنا ، قال صلى الله عليه وسلم إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا
في علاقتي مع أقرب الناس إلي ، قد أفشل في كسب قلب من أحبهم بدفع المال والذهب ، لكن أكسهم بحسن الكلام فأقول فيهم شعرا يأسر الوجدان ، الكلمة أكثر تأثيرا على النفس من تأثير السيف ومن تأثير ماديات الحياة ، على أن تكون الكلمة بليغة فصيحة مناسبة للمقام
بتعلمي الشعر أتعلم التأمل في ما وراء الأشياء ، فأصل إلى إدراك ما لم يستطع الآخرون أن يدركوه ، ثم إني أحس بما حولي من الأشياء وبما يدور في تلك السماء ، قال تعالى : قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق
وهنا أذكر أن عالم الفلك الروسي الشهير بيسكوك ، لما نزل من الفضاء ، كتب قصيدة رائعة يصف فيها القمر والسماء بلغة روسية نسأل هنا : ما علاقة الفلك بالشعر ، لقد حركت تلك المناظر نفس الفلكي فتحرك فؤاده لها فنَظم فيها شعرا
...........
ثانيا اللغة : بتعلمنا اللغة العربية نسير قدما لفهم تعاليم ديننا الحنيف ، وبإتقانها نحن نسير إلى فقه التعامل مع القرآن والسنة ، انظروا معي مثلا ، كيف يستطيع أن يعرف معنى الآيات من يجهل اللغة وحقائقها ، فإن قرأنا مثلا قوله تعالى : " كمثل غيث أعجب الكفار نباته .. " فكيف تفسرون لفظة الكفار وأنتم تجهلون علم الدلالة ؟ هنا ليس الحديث عن الملحدين والجاحدين بآيات الله ، إنما هو تشبيه تمثيلي بحال الزراع الذين يعجبون لزرعهم الذي اخضر ويفرحون له ، لكنه يصبح عما قليل مصفرا حطاما ، وهكذا حال من أتته الدنيا تعاتفه
اللغة تؤثر في الآخرين أكثر من تأثير السلاح ..
اللغة تصلح بين المتخاصمين ، وتفرق الأحبة بعضهم عن بعض ، على حسن استعمالها أو سوء ذاك الاستعمال
اللغة تجعل الإنسان يكشف عن نفسه ، غهو موجود بين الكمات التي يستعملها ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه : المرء مخبوء تحت لسانه ، وقال أفلاطون : زلات اللسان تنبئ عن شخصية الإنسان
ويكفينا أن نعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكلكة تدخل الجنة ، وتدخل النار ، إذ قال الحبيب المختار صلوات الله عليه : إن المرء لينطق بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيرفعه الله بها درجات يوم القيامة ، وإن المرء لينطق بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها سبعين خريفا في جهنم
أيها الأعضاء الكرام هذه لفة كرمها الله تعالى فجعلها لغة الجنة بين أهل الجنة ، يكفينا شرفا أنها كذلك ، ولا علاقة لتخلقف بلاد العرب بها ، ولو كانت هي سبب التخلف لكانت شقيقتنا وصديقتنا السنغال بلدا متقدما وهي التي تتحدث الفرنسية بروحا وكل كيانها
فما تقولون أنتم أيها الأعضاء الكرام ؟