تقويم نقدي للشاعر وللنص
أحكام على الأدباء والشعراء والقيم المتوفرة في النص
تبيان تأثر الشاعر بالقدامى في بعض المعاني: نستخرج بيت شعري من النص، ثم نأتي ببيت شعري جاهلي نحفظه شبيه له
أشهر من استعمل صيغة المثنى في بداية القصيدة : امرؤ القيس . ومن جاء بعده استعمل هذه الصيغة تأثرا به
أثر الرحلة والحرفة في صياغة نصّ أبي تمام : التجارب محكّ الرجال ولا شك أنّ الشاعر اعتصر أفكاره من الحياة العملية القاسية التي كان يحياها بطموح وعزيمة، أمّا الرحلة فقد جدّدت معرفته بالبشر وأعطته معارف إنسانية استمد منها فلسفته في الحياة ...
البردة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، للبصيري :
جاء في قول بعض الدارسين لشعر البوصيري : يمتاز شعره في المدائح النبوية بالرصانة والجزالة وحسن استعمال البديع . ولقد تجسد ذلك قصيدته المشهورة ( البردة) بلغ عدد أبياتها حوالي 457 بيتا ، امتلأت بالمعاني الدينية والخلقية والتاريخية الملحمية، ودافعت عن الدعوة المحمدية ، إضافة إلى امتلاكها رصيدا لغويا وجملا فنيا . فصارت بمثابة مرجع لكل ناسك متعبد، أو طالب للقدوة أو متعلم للغة، ففيها من البيان والبديع ما يسحر الألباب.
أحمد شوقي : من مظاهر ثقافته : الثقافة التاريخية المستفادة من الموروث الدينيّ ، والاطلاع على التاريخ الفرعونيّ القديم ( الأهرام)،وعلى الأساطير اليونانية القديمة والشاعر أحمد شوقي يبدو مقلّدا في موسيقى القصيدة سواء من حيث البديع كإكثاره من صنوف الجناس و الطباق و التصريع في مطلع القصيدة ، أو من حيث الموسيقى الخارجية التي تظهر في اتخاذ السين رويا، و قد سار فيها على نهج سينية البحتري في قصيدة "وصف إيوان كسرى"، (و هذا يدخل في نطاق التقليد) . وقد عبر الشاعر أحمد شوقي عن فيض من العواطف تجاه وطنه، وكان للمنفى أثر واضح في تأجيج تلك العواطف . وقد أفاد شوقي من التاريخ ومن التراث الشعري الأندلسي في نسج خيوط تجربته الشعرية، فرأى بأن وضعه يشبه الملك المعتمد بن عباد بعد أن أطيح به ونفي وسجن، وأن شجنه من شجن ابن زيدون، فناغاه في بكائيته مستعيرا الوزن والقافية والحالة الشعورية :
أضحى التناء بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
البشير البراهيمي : الكاتب محافظ وأسلوبه امتداد لمدرسة الصّنعة اللّفظيّة . من خصائصه الإكثار من توظيف البديع
الباروديّ : برع الموسيقى الدّاخلية لترجمة حالته النّفسيّ وقد حركت ظروف المنفى قريحتَة فأبدع خير القصائد التي يرى فيها أحمد حسن الزيات أنها بيّنت الفضل كله للبارودي في إحياء وتجديد الشعر العربي : " وكان الشعر في عهده صورة مشوهة من آثار القرون الأخيرة المظلمة ، فجلاه في خاطره وصقله على لسانه . نقل البارودي شعر ابن المعتز وأبي فراس والرضي وأمثالهم من الفحول، فارتسم شعرهم على لوح قلبه .. فاستخرج من مجموع تلك الأساليب أسلوبه الرائق الفخم، لذلك تحس وأنت تقرأ قصيدة من نظمه أن أرواح أولئك الفحول تحوم حول روحه، وتحلق فوق أبياته "
ابن خلدون : أما عن أسلوب ابن خلدون في الكتابة فهو صاحب أسلوب متميّز في الكتابة هو الأسلوب العلميّ المتأدّب
يتناول نظرياته بالحجج والبرهان وتقديم الأمثلة، ويستعين بنمط التعابير والروابط للوصول إلى مقصده ..
قال عبد الله عنان في كتابه"ابن خلدون حياته وتراثه الفكري" : " لابن خلدون أسلوب خاص في العرض والتعبير، وكما أن مقدمته تمتاز بطرافة موضوعاتها، فهي أيضا تمتاز بروعة أسلوبها الأدبي، الذي يجمع بين البساطة وقوة التعبير ودقة التدليل، وحسن الأداء والتناسق، وإذا كانت المقدمة مثلا أعلى للتفكير الناضج والابتكار الفائق ، فهي في نظرنا مثل أعلى لحسن البيان والفصاحة المرسلة والعرض الشائق