وهذه الخمسة مسموعة ، واشتق منها : تعبشم الرجل ، و تعبقس إذا أنتسب إلى عبد شمس ، و إلى عبد قيس بحلف أو جوار أو ولاء .
2 - النحت الفعلي ما ينحت من الجملة دلالة على منطوقها أو تحديدا لمضمونها .
أ - ما ينحت دلالة على منطوق الجملة مثاله :
بسمل، إذا قال بسم الله .
حسبل – حسبي الله .
ب - ما ينحت تحديدا لمضمونها، ومن أمثلة ذلك :
بزمخ ، فهو من " بزح و " زمخ " إذا تكبر.
وقد ينقسم اللغويون إلى ثلاثة فرقاء باعتباره وعدم اعتباره :
1 - فريق يؤكد أن النحت يدخل فيه معنى الاشتقاق ، وهو توليد فرع من أصل .
أصل
فرع
بسم الله
بسملة
.
2 - فريق ينفي فيقول : النحت غريب عن نظام الاشتقاق فلا يعد قسما منه.
3 - فريق يتوسط ويرى أنه من قبيل الاشتقاق وإن لم يكن بالفعل، وذلك أن أكثر المنادين به كابن فارس لم يحشروه في أبواب الاشتقاق؛ إلا أنهم رأوا فيه رغم ذلك أنه ضرب من التوسيع في المعاني .
يوصى بالرجوع إلى :- دراسات في فقه اللغة لصبحي الصالح .
- فقه اللغة وخصائص العربية لمحمد المبارك .
- كشاف اصطلاحات الفنون للتها نوي .
- بالإضافة إلى لسان العرب لابن منظور .
نص تطبيقي حول النحتيقول عبد القادر مصطفى المغربي ـ وهو من علماء اللغة المحدثين - في كتابه الاشتقاق والتعريب ، معرفا النحت : "أن تعمد الى كلمتين أو جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة تدل على ما كانت تدل عليه الجملة نفسها .و لما كان هذا النزع يشبه النحت من الحجارة والخشب سمي نحتا
ويقول ابن فارس (في القرن 4ه ) في كتابه فقه اللغة وسنن العرب في كلامها في باب النحت : " العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة وهو جنس من الاختصار وذلك رجل عبشمي منسوب الى اسمين : الأول عبد والثاني شمس ".
التحليل :يبرز لنا هذان النصان اهتمام اللغويين قديما وحديثا بالنحت، واعتبارهم أنه وسيلة من وسائل الاشتقاق حتى أنه سمي بالاشتقاق الكبار لأنه يسمح بالحصول على كلمات جديدة ، كل كلمة هي اختصار لمجموع كلمات .
وقد رد العلماء النحت الى أربعة أقسام هي :
1 - النحت الفعلي : وهو نحت فعل من جملة ليدل هذا الفعل المنحوت على ما تدل عليه الجملة، مثال ذلك : " بسمل" من بسم الله الرحمن الرحيم ، اذ أخذنا " الباء" و "السين" و"الميم" من كلمة : بسم و" اللام " من اسم الجلالة الله .
2 - النحت الاسمي : و هو نحت اسم من جملة فنختزل منها ذلك الاسم مثل الحمدلة ، المنحوتة من الحمد لله
3- النحت النسبي : وهو أن نستخرج اسما منسوبا الذي تكون في آخره ياء النسبة، وتنحت من اسمي شخصين أو مدينتين اسما واحدا تنسب اليهما مثل :
- طبرخزي : نسبة الى طبرستان وخوارزم .
- شفعنتي : نسبة الى الامامين ـ رحمهما الله ـ الشافعي و أبو حنيفة
4 - النحت الوصفي : وهو أن تنزع صفة أو وصفا من كلمتين فتدل الكلمة المنحوتة على معنى صفة الكلمتين أو بأشد من معناهما مثل الصلد: الشديد الحافر وهو وصف للناقة منحوت من الصفة التي هي الصلد بمعنى الصلب والصدم بمعنى الضرب والدفع.
تباينت آراء العلماء حول النحت ، اذ نجد منهم من اعتبر النحت نوعا من أنواع الاشتقاق وبذلك جعله وسيلة لتوليد الكلمات، خاصة في مجال المصطلحات العلمية ولنأخذ على سبيل المثال مصطلحين في علم الحيوان وضعا عن طريق النحت وهما :
- غمجناحيات من غمد و جناح
- البطجليات من بطن ورجل
- قبتاريخي من قبل وتاريخ
في حين رفض علماء آخرون استغلالها كوسيلة لتوليد المصطلحات وحجتهم في ذلك: - أن ما يوضع من مصطلحات منحوتة لا يخضع الى قواعد معينة، اذ تعتمد على أذواق واضعيها فقط .
- غرابة بعض المنحوتات، اذ يصعب علينا إيجاد علاقة بين الكلمة المنحوتة والأصل الذي نحتت منه - ثقلها .
تمرين
كتب ، جبل ، هديل ، حيعلة ، جلب ، ملك ، جليل ، مكتوب ، محركيار ، كتم ، كاتب ، هدير ، لكم ، أكتب ، كلم .
المطلوب : ميز بين هذه الكلمات حسب نوع الاشتقاق