salimmen1 salimmen1
عدد المساهمات : 898 تاريخ التسجيل : 05/07/2008 العمر : 42
| موضوع: المقال الأدبي الإثنين نوفمبر 03, 2008 1:13 am | |
| المقال الأدبي إن المقالة الأدبية جاءت متأخرة عن المقال الصحفي، فإذا كان الدارسون يذهبون إلى أن المقال الصحفي قد نشأ في منتصف القرن الماضي، فإن المقال الأدبي في تقديرنا يرجع إلى هذا القرن، ذلك أن الصحافة العربية في الجزائر في القرن التاسع عشر كانت تخضع لإشراف الإدارة الفرنسية أو لمستشرقين و الذي كان يعني هؤلاء جميعا هو الخبر يساق في أسلوب بسيط ليصل إلى الناس، ثم أن الكتاب الجزائريين ما كان يمكن لهم في هذا الجو أ، يعبروا عن إحساسهم و مشاعرهم سواء فيما يتصل بالمجتمع و قضياه أو فيما يخص الطبيعة و الحياة بوجه عام،و إنما تم ذلك حين نشأت الصحافة الوطنية في بداية هذا القرن و أنشأ الجزائريون صحفا تعبر عن أفكارهم و مواقفهم و تعبر بالتالي عن ذواتهم و آرائهم فيما يتعلق بالشعب الجزائري و مطالبه.
و لا شك أن ظهور الصحافة الوطنية في وقت متأخر يرجع إلى أسباب كثيرة، من بينها انعدام الحرية تحت الاحتلال، فالمصادرة للحريات السياسية و التعبير و الاجتماع و النشر كانت من بين العوامل التي أخرت ظهور الصحافة الجزائرية قبل هذا القرن، التأثير في الوجدان، ثم التعبير عن الذاتية أو شخصية أضف إلى ذلك مشكلة الطباعة و النشر، فإن هناك عوامل أخرى أسهمت في ظهور المقال الأدبي، مثل الصلة بالمشرق و اقتفاء الكتب و الأدباء لأثر المشارقة إلى جانب الحركات السياسية و الإصلاحية التي لعبت دورها في هذه اليقظة الفكرية، الأمر الذي أسهم في أن تتعدد الأساليب و تظهر الأشكال الأدبية مثل المقال الذي ظهر ليعالج مشاكل سياسية ثم إصلاحية ثم أدبية إصلاحية، ثم أدبية صرفة بحيث يمكن أن نقول أن إيمان الكتاب بدور المقال في الحياة الأدبية و الفكرية و الاجتماعية قد أسهم في انتشاره و ساعد على تطوره، فقد نشأ أولا و أخيرا في أحضان الحركة الإصلاحية التي كان كتابها يصدرون عن رؤية دينية إصلاحية، و ينفعلون بما يكتبون و يعبرون عن مشاعرهم و أحاسيسهم تجاه المجتمع و الحياة، و من ثمة بدأ المقال الإصلاحي يتجه إلى مخاطبة العاطفة و كاتبه.
و يمكننا أن نرصد نوعين من المقال:- المقال الأدبي الإنشائي . المقال الأدبي الإصلاحي. إذن هناك أنواع من (المقال) ظهرت في النثر الجزائري الحديث، و لكن العامل الأساسي الذي ساعد على وجودها و تطورها و على انتشارها هو أن الصحافة قد لعبت دورا هاما في إذاعة هذا الشكل النثري كما ساعدت على إذاعة غيره من أشكال التعبير نثرا و شعرا.فكما كان للصحافة دورها في نشر النثر مثل المقال بل المقال بالذات. هناك رجال الفكر الإصلاحي و هم الذين تأثروا بالثقافة العربية و بتراثها العريق و بنهضتها الحديثة في شتى الميادين الثقافية و الأدبية و الفكرية، فهؤلاء يمكن أن تميز فيهم نوعين من كتاب المقالة:- - النوع الذي اهتم بالفكرة و توصيلها بأسلوب صريح مباشر و باهتمام باللغة من حيث مفرداتها و أيضا من حيث أصالتها و قدرتها على تبليغ الأفكار بل و العناية ببعض خصائص الأساليب العربية و البيان العربي دمن اهتمام كبير بجمال التعبير و صياغته صياغة يقصد من ورائها اللذة الأدبية. و هذا النوع هو الأكثر أو هو النموذج الغالب في الكتابات الإصلاحية، و يأتي في مقدمة هؤلاء الشيخ (عبد الحميد بن باديس) و (العربي التيسي) و (مبارك الميلي)، و إلى حد كبير (عمر راسم ) و (الطيب العقبي) و غيرهم من كتاب المقال الإصلاحي الذي يغلب عليهم الطابع الذهني و الروح الدينية الواضحة و قليل من العناية بالجانب الفني الأدبي.
- أما النوع الثاني من كتاب المقالة الإصلاحية فهم أولئك الذين عنوا – إلى جانب الفكرة – بالتعبير و التصوير، و اهتموا باللغة وحدها لا من حيث نقاؤها و صفاؤها و مرونتها كما فعل السابقون، بل عنوا بها من حيث الإيحاء و جمال التعبير و مراعاة الصور البيانية.
و يمكن التمييز بين نوعين منهم: الأول:- هو الذي لاءم بين الفكرة و الأسلوب العربي التقليدي و البلاغة العربية القديمة و يأتي في مقدمتهم ( الإبراهيمي). الثاني:- فهو الذي حاول أن يجدد في الصياغة و المحتوى معا، و يمثل هذا التيار (أحمد رضا حوحو)، و(رمضان حمود) و غيرهما ممن عبروا عن مشاعرهم و أحاسيسهم تجاه الطبيعة أو تجاه الحياة بوجه عام و حاولوا من خلال المقال أن يعكسوا إحساسهم بجمال الكون أو يصوروا تجربتهم في الحياة.
و لا يغيب عن البال أن المقالات التي كتبها مصلحون حول المجتمع الجزائري أو حول القضايا العربية أو العالمية تعبر عن وجهة نظر إصلاحية يغلب عليها الطابع الديني. أما المقالات السياسية التي كتبها كتاب ينتمون إلى الحركة الوطنية، فإن العناية فيها انصبت على المشاكل السياسية و على محاربة الاستعمار و أساليبه الإرهابية و الدعوة إلى الوقوف ضد مشاريعه الاستغلالية. | |
|