القصة الجزائرية والتعبير عن واقع الثورة والمجتمع
يقول محمد سياري في كتابه: التجربة الواقعية في الإبداع القصصي. كل قاص كان يرى من واجبه الوطني أن يسهم بإبداعه في بلورة القيم الوطنية الايجابية والتنديد بالظلم الاجتماعي والفقر المدقع والتفاوت الطبقي، وإبراز بطولات الشعب الجزائري في مقاومة الاستعمار
تستمد القصة الجزائرية بصورة جلية أو ضمنية مشروعية انتقادها للأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية من روح الثورة الجزائرية ومبادئها كل بحسب قناعاته وبحسب موقفه وخلفياته العقدية والإيديولوجية .
كما تجدر الإشارة إلى أن النظرة المثالية للثورة وتقديسها قد خفت نسبيا لدى كتاب القصة في بداية الثمانينات، وذلك لتغير زاوية النظر إليها والحكم عليها وبسبب تغير الظروف والمستجدات التي طرأت على المستوى المحلي والإقليمي والعالم
الثورة الجزائرية في عيون الشعراء العرب والجزائريين
يحاول الشاعر رسم لوحة فنية عن الثورة الجزائرية، وليس من الصدفة الجمع بين الحب والحرب بلغة مثلت طابع البيئة الطبيعية الجزائرية، يقول الناقد محمود الربيعي : إن العالم الذي يشغل الشاعر، ويستوعب تجربته الفنية، هو عالم لا يستطيع أي فنان مكترث أن يتجاهله، إنه الوطن والاشتغال الشديد بهموم البيئة التي يضطرب فيها الإنسان بين أبناء هذا الوطن، إنه التبشير بالحرية، والبحث عن الدائب عن العناصر الأصيلة التي تشكل الشخصية القومية، إنه الوعي الكامل بمشكلات الماضي والحاضر والمستقبل .. "
فالشعر لا يصور حقيقة تاريخية يعيشها إنسان يرزح تحت نير الاستعمار فحسب، بل يتجاوزها إلى دلالات خصب تتوالد مع توالد الأحداث وتتناسخ بتناسخ الرموز اللغوية عبر تواتر الأزمنة
إن السر في تقديس الشعراء الجزائريين والعرب للثورة الجزائرية تكمن في المعاني الثورية التي تصيب الإنسان أيا كان بالانبهار كلما ذكر اسم نوفمبر، وإلى صور البطولة والفداء التي تتبادر إلى الذهن كلما جر له ذكر على لسان
إن الثورة الجزائرية عملاقة خلقت الإنسان الجزائري خلقا جديدا، وبعثت في الأمة العربية والإسلامية حياة، لما تحمله من قيم إنسانية سامية
يقول صالح خرفي : " كان الشاعر في بعض الأحيان يتخطى الجلال الحسي في البطولة إلى صور خيالية مجنحة، وإطلالات رائعة لا تخطئها المبالغة أحيانا، ولكنها مبالغة مستحبة تجد لها من مواقف البطولة شفيعا، ومن الثورة الصاعدة إذنا بالتغلغل في النفوس