حكم عام على شعراء المهجر والرابطة القلمية وأدباء التجديد والإصلاح

حكم عام على شعراء المهجر والرابطة القلمية

بدا الشاعر إنساني التفكير، متقصيا جوهر الأشياء، مثبتا مبادئ الرابطة القلمية القائمة على اعتبار الأدب رسالة دعامتها الدعوة إلى الحق والخير والجمال ... ( مثال افتراضي : وتناول الشاعر مسألة الأخلاق في المجتمع، منتقدا جملة من الصفات المذمومة ، رصدها في الواقع ، والتي تحط من إنسانية الإنسان ، وصاغ تأملاته بلغة واقعية سهلة

شعراء الرابطة القلمية هم : تأسست عام 1920 على يد جبران خليل جبران ورفاقه

أهم أعضاء الرابطة القلمية :
جبران خليل جبران . ميخائيل نعيمة . إيليا أبو ماضي . نسيب عريضة . رشيد أيوب . عبد المسيح حداد . ندرة حداد . وليم كاتسليف . وديع باموط . إلياس عبد الله

ميخائيل نعيمة : قدم مفاهيم متعددة للشعر، قوامها أن الشعر هو ذاك التعبير عن الجمال والحب والصفاء والنزعة الإنسانية ، وهو التعبير عن الحياة في صورها المتعددة، كما أكد على رسالة الأدب لدى الرابطة القلمية والتي تتمثل في اعتبار الأدب رسالة اجتماعية إنسانية تدعو إلى الحق والخير والجمال
الشاعر القروي"رشيد سليم الخوري" الشاعر اللبناني من أدباء (العصبة الأندلسية) ، يقول عنه إيليا الحاوي : " كان ابن عصره وابن معاناته وابن الواقع الواقعي في القومية والسياسة، والنفحة الوطنية ، تشفع بشعره ، وإن كانت الخطابية والسردية وما إليها توهنه وترتهنه. وحسب الشاعر أنه جسّد صوت أمة، ووقف موقفا استشهاديا من القضايا المصيرية ... وكل خلجة تدوي في وجدان الأمة كانت تدوي في وجدانه ، وإن كان حينها يتخطاها ويستر شرف البعد الإنساني العام، وبخاصة في فهمه للحرية ،ومدى القوة والقيمة الإنسانية التي تصمد وتمثل مجد الإنسان "

نزار قباني : الشاعر السوري
نلاحظ في كثير من نصوصه ربطا ومزجا جميلا بين الأدب والسياسة والتاريخ والديانات، فنحن في آن واحد نرتقي بأذواقنا الفنية ونكسب مهارات لغوية ونتفاعل مع الشاعر الذي يذكرنا بالمأساة السياسية المتمثلة في الاحتلال والبعد التاريخي للأمة العربية التي تنظر من يبعثها من جديد

جمال النص عند نزار قباني :
تجسد أساسا في اللفظ الإيحائي القريب المنال، وفي الرموز الدينية والتاريخية التي يمكن استحضارها بسرعة .
لقد أن نزار يجسد في نصوصه بشكل قوي النزعة الوطنية والقومية . و يعبر عن روح الانتماء في كل لفظة أو عبارة وظفها ... وعليه فالقيمة السياسية هي أبرز قيمة في النص بما في ذلك نزوعه إلى السلم والتعايش مع الآخر في عدل ومساواة. لكنه لا يخلو من القيم الأخرى خاصة القيم الاجتماعية فهو يصور بعمق معاناة المجتمع اليومية ... ، هذه المعاناة التي جعلت من نفسية الشاعر قريبة إلى الاكتئاب، فمسحة الحزن والأسى بادية في جلّ عباراته ...

نازك الملائكة :

الشاعرة العراقية إن ظاهرة الحزن والألم عند نازك الملائكة متجذرة في الضمير الجمعي للشعوب العربية إلى حدّ بروز هذا الموقف المتناقض من الظاهرة بين الرغبة في تجاوزها والمحافظة عليها محافظة حميمية تعاطفية
تعبر نازك الملائكة عن هذا الموقف من خلال بناء شعري تصويري سردي لعب فيه الخيال واللغة الممزوجة بين البساطة والعمق الدلالي، والبناء الموسيقي الخادم للموقف والمتفاعل معه، الدور البارز في بلورته


أمل دنقل : الشاعر المصري يمثل مدرسة المجددين المعاصرين في الأدب العربي حيث أسهم في مجال الشعر الحر وسما بالكلمات المألوفة إلى مستوى الكلمات الرامزة ذات الدلالات المؤثرة ، فهو يسعى إلى شحن اللفظة بمدلولات شعورية جديدة مرتبطة بالأحداث المعيشة ، لذا نراه يوظف التاريخ الأدبي والتاريخ السياسي ويعطيهما أبعادا جديدة، وتبدو شخصيته حزينة حيث يسقط حزنه على ذكرياته والأمكنة ..


توفيق الحكيم (الأديب المصري المتميز) يعتبر بحق أبا المسرح العربي الحديث باعتباره الرائد الأول للأدب المسرحي النثريّ الفصيح، كما يعترف له بالمقدرة على توظيف اللغة العربية توظيفا دراميا ، وقدرته على إدارة الحوار . إلا أن إقحام فكرته الفلسفية التعادلية جعلت شخصياته أدوات منصاعة بيده يوظفها كيفما يشاء،ولم يتركها تتصرف بحرية، كمحاولة شهريار الانتحار دونما سبب دراميّ مقبول. كما أن الحوار عنده فكريّ ذهني لا يعمل على تحريك الصراع الدراميّ بين الشخصيات ومواقفها الطبيعية

حسين عبد لخضر (المسرحي العراقي ) عرض علينا الكاتب مشهدا مسرحيا دراميا يعبّر عن موقفه المستنكر للحرب والصراع المسلح الذي يعود بالخراب على اضعف المخلوقات، وقد صوّر لنا هذه المأساة في أبشع صورها وأعلى درجات المأساة الدرامية حين يجعل من الموت والقصف والدمار جزءا من يوميات الإنسان ، وشيئا مألوفا لديه ، وقد بنى الكاتب الشخصية الدرامية بناء ناميا ينتقل شيئا فشيئا من النقيض إلى النقيض بفعل فنبلة واحدة تدمر كل الحياة ، وتقضي على المستقبل، في لغة وحوار مبني بناء محكما


محمد البشير الإبراهيمي : من رواد الإصلاح في الجزائر، يعرض مقالاته بمنهج وأفكار متناسقة تخضع لتسلسل محكم (فن المقال) ، وبلغة راقية منتقاة ، فهو من كتاب المقالة المرموقين ، ومن الذين يتأنقون في أسلوبهم معجما وبلاغة ، فلا تخفى علينا اقتباساته من النصوص الدينية ، ولا صوره البلاغية مثل الاستعارة والكناية ، ولا محسناته البديعية مقل السجع ، وهذا ما يجعله بحق أديبا من أدباء الصنعة


لغة الأديب طه حسين :
لغة الكاتب واضحة سهلة اللفظ، لطيفة العبارة، دقيقة التصوير الفني، كثيرة التكرار غير الملل، ولعل ذلك ما جعل النقاد يصفون أسلوب طه حسين بالسهل الممتنع

شفيق الكمالي يرتبط هذا الشاعر العراقي بالثورة الجزائرية أعمق ارتباط، وبقواها الحية أعمق اتصال ، وبأمته العربية أعمق التحام . يتفاءل بمطلع فجر جديد وانطلاقة جديدة تتجاوز حدود الجزائر، وتتعانق مع الجرح المشرقي في وحدة ثأر عربية ، فإنه في الوقت نفسه اتخذ موقفا رافضا لسلبيات الحضارة المعاصرة وصورها بأبشع الصور، لأنها لم تحقق المجتمع الإنساني الذي يسوده السلم والتقدم والإخاء والعدل