الفلكلور : إشكالية المصطلح وجمع المادة
إشكالية المصطلح : إليكم مجموعة من التعاريف الخاصة بمصطلح" الفلكلور" من قاموس مصطلحات الاثنولوجيا
والفولكلور، نحاول بعد رصدها استنتاج محتواها والوقوف عند أهم عناصرها.
تعريف " وليام جون تومز" هو
"المعتقدات والأساطير والعادات التقليدية الشائع بين عامة الناس؛فهو آداب السلوك والعادات وما يراعيه الناس والخرافات والأغاني الروائية والأمثال التي ترجع إلى العصور السالفة".
تعريف" اندرو لانج":
"دراسة الرواسب الثقافية"
تعريف" فارانياك:" هو
ذلك الجزء من الماضي الذي يحتوي عليه الحاضر".
تعريف " ليموان": هو
كل ما يعرفه الشعب من خلال التراث ، فهو تراث العصور الماضية"
تعريف "باليس"
يشمل الفلكلور الابداع التقليدي للشعوب البدائية والمتحضرة"
تعريف " تايلور"
"الفلكلور يتكون من المواد التي تنتقل تقليديا من جيل إلى آخر دون اسناد إلى مبدع أو مؤلف معين"
تعريف" أتلي"
"الأدب الذي يتناقل شفاها"
تعريف" سانتيف"
الفلكلور يدرس الحياة الشعبية في البلاد المتحضرة"
تعريف" بودكار"
"العلم الذي يتناول الجانب من الحضارة المكون من الخرافات الروائية و الأساطير والألغاز والأغاني والرقصات والمعتقدات مع مراعاة أن الجزء الأكبر من هذا التراث ينتقل عن طريق عملية النقل الشفاهي"
الاستنتاج - ارتبطت التعريفات بالأصل أو الشكل أو الوظيفة أو الانتقال
-
عد " تومز" الفلكلور جزءا من الثقافة الشعبية التي تمتثل للتراث القديم خاصة في بعض الميادين
-
نلمس تأثره بالروح الرومانسية التي سادت العصر في الاهتمام بالخرافات والعادات الغريبة
- الفلكلور هو رواسب ثقافية في البيئة الحضارية
- يجب أن يقتصر على الأدب الشعبي الذي هو نوع من الخلق الأدبي وهو جزء هام من التراث الشعبي ، ويتضمن الحكايات والأغاني الشعبية وأهازيج الطقوس الدينية والألغاز.
- يفهم الفلكلور على أنه مجموع الثقافة الشعبية تمييزا له عن ثقافة الطبقات العليا.
- التركيز على الشفاهية" هو الثقافة المنقولة شفاها" من هنا طرح مصطلح الأدب الشفاهي كمصطلح بديل فالأدب الشفاهي هو الذي ينتقل أساسا عن طريق الرواية الشفوية ، هذا المصطلح قائم على أساس فني ولا يتضمن التفسير الاجتماعي الخاطئ مثلما هو الحال بالنسبة لمصطلح الأدب الشعبي هذا الأخير رفض عند بعض الفلكلوريين بسبب الغموض الذي يكتنف مفهوم الشعب
- اقتصر مفهوم الفلكلور عند بعض الفلكلوريين على المواد التي تعتمد على الكلمة فحسب، نادرا ما يعرف مؤلفه فهو خلق جماعي.
- من خلال بعض التعريفات المذكورة أعلاه" بودكر"،"لانج"،"سانتيف" فالفلكلور هو أيضا العلم الذي يدرس التراث الروحي للشعب ، تعدد تفسيرات المفهوم يرجع إلى اختلاف أهداف الدراسة؛ فالمصطلح اكتسب معناه من طبيعة الاطار الثقافي للمجتمع الذي صاغه. كما أن الذين عرفوا هذا المصطلح قصدوا به التطور الذي يحدث للمادة أثناء انتقالها وما يصيبها من تغير.
إشكالية جمع المادة سؤال هام وملح يطرح للإجابة عن مشكلة جمع المادة ؛ فمن ينقل هذه الأخيرة؟
اهتم بنقله رواة،وإذا كان هذا الأدب يتعارض مع الكتابة هل يجوز لنا أن نقدر بأن هؤلاء الرواة الذين لا يستطيعون القراءة هم الذين رددوه ؟
يجب تغيير وجهة النظر القائمة على الربط بين الرواة الأميين وبين نقل الأدب الشعبي فنقول أنه لا علاقة للتعلم أو عدمه بهده العملية(الرواية والنقل) إذن ما هي الاعتبارات التي تتحكم في الانتشار وكيف ينتقل هذا الأدب من جيل إلى آخر؟ نقول بالانتقال الشعبي فالجماعة تحفظ و تردد عن طريق الذاكرة كما تم عن طريق المصادر
هل تتشابه الأشكال الأدبية في انتقالها بين الناس، ما هي التغيرات التي تطرأ عليها، ما هو الثابت فيها وما هو المتغير؟ ما هي خصوصيات كل شكل أدبي ؟ هذه التساؤلات تجيب عنها ملاحظات الجامع الذي يجب أن تتوفر فيه
- مهارات من بينها القدرة على التواصل مع الجماعة التي يأخذ منها المادة
- أن يكون عالما وحافظا لبعض الأشكال الشعبية هذا ما يدفع الراوي على الإلقاء نعزز كلامنا هذا بنص لمهتم بالأدب الشعبي وهو "أحمد مرسي"" وقد حدث في إحدى المرات خلال الرحلة الميدانية أن توقف أحد الرواة عن إلقاء المواويل بدعوى أن هذا ما يعرفه وعلى هذا فقد استأذنته في أن ألقي بعض المواويل واندهش الرجل لذلك وقد استفزه الأمر وإذا به ينطلق في حدة" هذا النص يؤكد على ضرورة تنشيط ذاكرة الرواة وتحسيسهم بما يملكون، هذه مهارة من مهارات الجامع الدالة على معرفته بالمنهج العلمي وبفنيات العمل.
- تقدم المادة المجموعة على أنها أدب شعبي شفاهي مسموع لا أدبا مقروءا لها أسلوبها الخاص ، فالحكايات الشعبية على سبيل المثال تفقد حيويتها عندما تدون إذن ماذا يمكن أن يفعله الجامع حتى لا تقدم المادة دون أية إشارة إلى ماحولها؟
- تجب الاستعانة بالصور الثابتة أو المتحركة
- رصد النص بكل تفاصيله( كيفية القراءة وما يصاحبها من تمثيل مع ردود أفعال الجمهور المستمع)
للبحث عن منشأ المادة ننطلق من فكرة مهمة وهي أن الأدب الشعبي يعكس ثقافة جمعية قابلة للنمو فللمتغيرات أهمية كبيرة نأخذ على سبيل المثال الأغاني الشعبية التي كانت متممة لبيئتها فهي لصيقة بإطارها الثقافي تأتي عفوية ثم يحاكيها الكثير من المغنيين المعاصرين فتفقد معناها التلقائي البيئي اللصيق بها والأمثلة على ذلك كثيرة في أغانينا الشعبية " الحوفي" مثلا عندنا في الجزائر كان شعرا غزليا ارتبط بالمجتمع الرجالي ثم بفعل التغير انتقل إلى التجمع النسوي فأصبحت هذه الأخيرة تغنيه للأطفال أو أثناء التنزه.