ما يحدث اليوم في ليبيا ، وما حدث بالأمس في تونس ومصر ، وما سيحدث في الأيام القادمة في دول ٍ عربية ٍ أخرى ، هو حراك ٌ له أهمية ٌ كبيرة ٌ في مستقبل المنطقة والأمة العربية ، انتظره أهل المنطقة قرونا ً عديدة .
حراك ٌ تكمن أهميته الداخلية في التغيير السياسي ،الاقتصادي ، الاجتماعي ، وأنظمة الحكم والإدارة (الموروثة ، والمورثة ) المتهالكة والمستهلكة ، بأخرى - يكفيها أنها تنبع من الشعب وحاجاته - رغم حاجتها للتنظيم والضبط .
أما أهميته الخارجية فتكمن في تغيير نظرة العالم إلى هذا المسمى (عربا ً ) ، والذي كان مسيرا ً ومحكوما ً - ليس بالأمل - بل بالذل والهوان والخنوع .. من هنا سيكون لهذا - سابقا ً - دور ٌ كبير ٌ في المنطقة والعالم ، وهذا يتطلب منه تحركا ً آخر يخرج من إقليميته ليصبح دوليا ً ، ومؤثرا ً في العالم ، وبالتالي ( وهو الوضع الطبيعي ) فاعلا ً في أحداث العالم ، ومؤثرا ًفي السياسات الدولية لا متأثرا ً بها .
هذا الدور يتطلب من الآن تفكيرا ً عميقا ً بالوضع العربي الضعيف تجاه السياسات الدولية الداعمة لإسرائيل،وتجاه سياسة إسرائيل- المحتقرة - للعرب والمسلمين الذين لا دور لهم في العالم ، وإيجاد فكر ٍ بديل ٍ وثوري ٍ يحقق للعرب أهدافهم ، ويقضي على محتقريهم ، وداعمي محتقريهم وأولهم أمريكا فهم سواء ولم ولن يكون أحد ٌ منهم في يوم ٍ من الأيام معنا ومع قضيتنا ضد إسرائيل ... .
القضية الأساس إذا ً هي إسرائيل ، بل فلسطين ، وبالتالي فإن الخطوة القادمة ، والمطلوبة من الحراك ( الثورة ) هي باتجاه الخارج ، بعد أن تكون الأمور قد استقرت في الداخل ، وصار لزاما ً على العرب والمسلمين أن يتوجهوا إلى تحرير الجزء الأهم والأقدس في دينهم وثقافتهم وتاريخهم ، وهذا سيكون سهلا ً جدا ً بعد أن نكون قد وجدنا أنفسنا ، ووثقنا بقدرتنا ، وثبتنا بوصلة أهدافنا باتجاه عدونا الرئيسي الذي حاول حكامنا ويحاولون إبعادنا عنها ، وإلهاءنا بأهداف خلبية ٍ تخدم مصالحهم .
ما يحدث اليوم هو بداية ليقظة جديدة ، يمكن أن تكون بداية تأريخ ٍ للأمة العربية ،بعد السبات الكبير
ارجو ان توجهوا اسلحتكم وانتقاداتكم الى اسرائيل و دول التي تخافون منها لا الى اهلكم و اخوتكم و استيقضوا من نومكم لقد طال كثيرا و لا بد من التغيير التغيير الشامل .