في المقهى
جواري اتخذت مقعدها
---------------- كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها
---------------- يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته
---------------- في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي
---------------- يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها
---------------- زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة
---------------- وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني
---------------- من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت
---------------- وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا
---------------- تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي
---------------- والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا
---------------- لوحة تبحث عن ألوانها
موعدا .. سيدتي ! وابتسمت
---------------- وأشارت لي إلى عنوانها ..
وتطلعت فلم ألمح سوى
---------------- طبعة الحمرة في فنجانها
على الغيم
فَرَشتُ أهدابي .. فلن تتعَبي
نُزْهتنا على دمِ المغربِ
في غيمةٍ ورديّـةٍ .. بيتـُنــا
نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ
يسوقُنا العطرُ كما يشتهي
فحيثُما يذهبْ بنا .. نَذْهَبِ ..
خذي ذراعي.. دربُنا فضّهٌ
ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ
أرجوكِ.. إنْ تمسّحتْ نجمةٌ
بذيلِ فستانكِ.. لا تغضبي
فإنها صديقةٌ .. حاولتْ
تقبيلَ رِجليكِ ، فلا تعتبي
ثِقي بحُبّي .. فهو أقصوصةٌ
بِأَدْمُعِ النجومِ لم تُكْتَبِ
حُبِّي بِلَونِ النار.. إنْ مرةً
وَشْوَشْتُ عنه الحبَّ ، يَسْتَغْرِبُ
لا تَسأَليني .. كيفَ أَحْبَبْتَني ؟
يَدفعني إليكِ شوقٌ نــبي ..
و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمةً
قَلَعْتُها من أُفْقِها .. فاطلبي
هل كان ينمو الوردُ في قمّتي ؟
لو لم تهلّي أنتِ في ملعبي
و مطلبي لَديكِ ما يطلبُ
العصفورُ عند الجدولِ المعشبِ
و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردة
الحمراء ، لا أكونُ إنْ تذهبي ..
القبلة الأولى
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي ؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي ..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي ؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي
الشقيقتان
قلم الحمرة .. أختاه .. ففي
------------------ شرفات الظن ، ميعادي معه
أين أصباغي .. ومشطي .. والحلي ؟
------------------ إن بي وجدا كوجد الزوبعة
ناوليني الثوب من مشجبه
------------------ ومن الديباج هاتي أروعه
سرحيني .. جمليني .. لوني
------------------ ظفري الشاحب إني مسرعة
جوربي نار .. فهل أنقذته ؟
------------------ من يد موشكة أن تقطعه
ما كذبت الله .. فيما أدعي
------------------ كاد أن يهجر قلبي موضعة
رحمة .. يا هند هل أمضى له
------------------ وأنا مبهورة .. ممتقعة ..
إنه الآن .. إلى موعدنا
------------------ جبهة .. باذخة .. مرتفعة
ورداء يحصد الشمس .. جوى
------------------ وفم لون الفصول الأربعة
لا أسميه .. وإن كان اسمه
------------------ نقرة العود .. وبوح المزرعة
لو سألت الريش من أجفانه
------------------ أتقي البرد به .. لاقتلعه
ركزي يا هند شغلى .. فعلى
------------------ سحبات الرصد ميعادي معه
هرة
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما
--------------------- قال عني ، أماه ، إني حلوة
وعلى سالفي .. غفا زر ورد
-------------------- وقميـــــــــــص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم
-------------------- فوق صدري ، والثوب يقطر نشوة
قال لي : مبسمي وريقة توت
-------------------- ولقد قال إن صدري ثروة
وروى لي عن ناهدي حكايا ..
-------------------- فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور
-------------------- وهما ربوة تعانق ربوة..
أأنا حلوة ؟ وأيقظ أنثى
-------------------- في عروقي ، وشق للنور كوه
إن في صوته قرارا رخيما
-------------------- وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما انسرح النور
-------------------- وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي
------------------- وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء
------------------- وحياء النساء للحب دعوة
تستحي مقلتي .. ويسأل طهري
------------------- عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكري على احتراقي
------------------- كلنا .. في مجامر النار نسوه