بسم الله الرحمن الرحيم***
***تحويل القبله***
...بعد الهجره النبويه المباركه كانت قبلة المسلمين"بيت المقدس"يتوجه اليه المسلمون عند صلاتهم وعباداتهم.
وقد كان المسلمون فى مكه يتوجهون عند الصلاه قبل الهجره الى الكعبه ثم تحولت القبلة عندما هاجروا الى المدينة الى "بيت المقدس"ثم بعدما يقرب من ستة عشر شهراً من الهجرة اعيدت القبله الى"الكعبه المشرفه"مرة اخرى بأمر رب العالمين....
. وأيضا كان"بيت المقدس" قبلة اليهود التى يتوجهون اليها عند عبادتهم وصلاتهم فعاير اليهود النبى (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين لأنهم يستقبلون قبلتهم "بيت المقدس" فتأذى منهم النبى (صلى الله عليه وسلم) ودعا ربه أن يغيرها الى "الكعبه المشرفه" فنزلت الأيه الكريمه"قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق" وبالفعل أجاب الله على خير من دعاه (صلى الله عليه وسلم)وتحولت القبله الى البيت الحرام.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه "أن أول صلاة صلاها رسول الله هي صلاة العصر وصلي معه جماعة فكان رجل ممن صلي معهم أتي جماعة المسجد فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله نحو الكعبة فاستداروا وهم يصلون".وقال بعض المفسرين إن الرسول أمر بالتحويل وهو يصلي الظهر بعد ركعتين وكان في مسجد بني سلمة فاستداروا وهم يصلون فسمي مسجد القبلتين أما أهل قباء فلم يصلهم الخبر إلا في صلاة الفجر من اليوم التالي كما جاء في الصحيحين عن بن عمر رضي الله عنه"أنهم كانوا في صلاة الفجر فجاءهم آت أن الرسول قد أمر أن يتوجه إلي المسجد الحرام فاستداروا طائعين"ولكن ما حكم من مات علي القبلة الأولي ؟ من صلي علي القبلة الأولي ومات عليها مات موحدا لم يضع الله إيمانه واسمع لربك " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم " وهذا الحكم من الله قمة الرحمة ولم لا ؟ فهو الرؤف الرحيم ، وهو الذي قال ورحمتي وسعت كل شيء .
أما عن الحكمه التربويه فى تحويل القبله عن البيت الحرام الى بيت المقدس توضحها تلك الايه{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} (البقرة:143).
وذلك لأن العرب فى جاهليتهم كانوا يوقرون ويقدسون البيت ويعتبروه عنوانا لمجدهم فاراد الله ان يستخلص من نفوسهم ويجردها ويختبر قوة ايمانهمم ويعلم ايا منهم مؤمن حقا سيقول سمعنا واطعنا عندما يامرهم باخذ قبلتهم غير الكعبه.
وكان تحويل القبلة محنة لمختلف الطوائف من الناس . أما المسلمون : فقالوا سمعنا وأطعنا آمنا به إنه الحق من ربنا . وأما المشركون : فقالوا كما رجع لقبلتنا يوشك أن يرجع لديننا لأنه الحق وأما اليهود : فقالوا خالف قبلة الأنبياء قبله فلو كان نبيا لصلي لقبلة الأنبياء . وأما المنافقون : فقالوا لا يدري محمد أين يتوجه وهو يخبط عشواء وقد عبر القرآن عن هذا الخلاف فقال " سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ثم رد عليهم مخرسا إياهم قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم".
"اسال الذى جعلنا فى دنيا فانيه ان يجمعنا ثانيه فى جنه قطوفها دانيه