معجم الصحّاح للجوهري (332- 393هـ)
مؤلّف المعجم هو أبو نصر الجوهري ولد سنة 332هـ وتوفّي سنة 393هـ ،وتتلمذ على كبار اللغويين منهم : أبي علي الفارسي –أبي سعيد السيرافي –وخاله الفارابي ،حيث رحل إلى بادية الحجاز وشافه الأعراب الفصحاء ،وأخذ من الرواة الثقات .والجوهري يبدو هدفه جليا من خلال عنوان معجمه إذ كان يتوخّى الصحيح من اللغة .ومع أنّ معاجم أخرى توخّت الألفاظ الصحيحة قبل الجوهري كالبارع وتهذيب اللغة فإنّ الصحّاح هو الذي اتّسم بهذه الخاصية وعرف بها
منهجه :
نلاحظ أنّ الجوهري تخلّى عن الكثير ممّا ألزم به اللغويون قبله أنفسهم مثل الترتيب الصوتي ومبدأ التقاليب (الإشتقاق الكبير ) عند الخليل ومن تبعه ، وهذا طبعا هروبا من الصعوبات التي اعترضت ذلك المنهج ، ولهذا نلاحظ أنّ الجوهري إلتزم في ترتيبه لمعجمه على أساس ترتيب حروف الهجاء ، وانطلاقه كان من المادة المجرّدة وليس من صورة الكلمة . وقد بلغ عدد المواد اللغوية فيه ما يقارب أربعين ألف مادة
مميّزات الصحّاح :
لقد ذلّل المعجم صعوبتين اثنتين اعترضتا كتاب العين وجمهرة اللغة وهما :
1- صعوبة البناء الكمّي والنوعي الذي كان أساسا لا غنى عنه في تدوين المعجم بتبويبه بحسب حروف المادة الأصلية ، على النحو المعروف ( ثنائية –ثلاثية –رباعية ) وبحسب نوع الحرف ( سالمة ومعتلّة ) .
2- الحيرة في ترتيب المواد وفقا للمنهج السابق ذلك لأنّ جمع مشتقّات المادة الواحدة وحشدها في موضع واحد وإيرادها بحسب أسبقية الحروف الأبجدية أو الصوتية جعل الأمر عسيرا جدا ، بالمقابل قام الصحّاح على أساس واحد فقط هو تقسيمه أبوابا بحسب عدد حروف الهجاء ، ووفق الحرف الأخير من حروف المادة الأصلية .
ومن مميّزاته أيضا ضبط الكلمات درءا للتصحيف ، كما كان يكرّر المادة إذا تعدّد معناها واتّفق ضبطها .
عيوب المعجم :
1- التصحيف
2- إهماله المواد الصحيحة كما يذهب إلى ذلك الفيروز آبادي
3- نسبة الأقوال إلى غير أصحابها في بعض الأحيان .
4- اشتماله على أخطاء نحوية وصرفية قد يكون سببها النساخ .
5- اضطرابه في نسبة الأحاديث النبوية إلى غير رواتها ،وكذلك نسبة الكلام إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم على أنّه حديث .
للأمانة العامية: الموضوع منقول***فريد قرميش***