القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ *** إنّي أحبُّ ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ .. لو شرحتمُ جســـدي *** لسـالَ منهُ عناقيـدٌ .. وتفـّـــــــــاحُ
ولو فتحـتُم شراييني بمديتكـــــــــــم *** سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ .. تشفي بعضَ من عشقوا *** وما لقلـبي - إذا أحببـتُ - جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـنــــــــــي *** و للمـآذنِ .. كالأشجارِ .. أرواحُ
لليــــــاسمـينِ حقـوقٌ في منازلنــا .. *** وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـــــــاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا *** فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فــــوّاحُ
هذا مكـــــــــــــانُ "أبي المعتزِّ".. *** منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي.. هنا لغـتي *** فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها *** حتّى أغازلها ... والشعـرُ مفتـــاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً *** فهل تسامحُ هيفاءٌ .. ووضّـــــاحُ ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ .. *** فوقَ المحيطِ .. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها .. *** وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـــــــــاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي *** حتى يفتّـحَ نوّارٌ ... وقــــــــــدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ ؟ *** أليسَ في كتبِ التــــــــاريخِ أفراحُ ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ *** إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومــــــــدّاحُ ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ *** وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّــــــــــــــاحُ ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني *** ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتـــاحُ ؟