إليكم جزء من قصيدة عن غزة.. أحببت أن تقرؤها
أين العَشاءُ؟ لدى الشظايا قصةٌ
عن بيْضَةٍ سلمتْ من الأَضرارِ
حَلَفَ الحُطامُ لنا يميناً، أنَّها
مسكونةٌ بالعزمِ والإصرارِ
ولربما صارت - على طول المدى-
حجراً يحطِّم جبهةَ المُتمارِي
أين العشاءُ؟، دع السؤالَ فربما
سمع السؤالُ إجابةَ استنكارِ
إسألْ عن الأُسَر التي اختلط الثرى
بدمائها، عن هَجْمةِ الكفَّارِ
إسألْ «مَهَا» عن أهلها فَلَرُبّما
سردتْ حكايةَ جرحها المَوَّارِ
ولربَّما رسمتْ ملامحَ دارِها
لمَّا غدتْ أثراً بلا آثارِ
ولربما وصفتْ ظَفيرةَ أختها
تحتَ الرَّكامِ، ووجهَ بنتِ الجارِ
إسألْ «مَهَا» عن ظالمٍ لا يَرعوي*عن قَتْل ما يلقى من الأَزهارِ
اسأل «مها» عن أمِّها كيف اختفتْ
في ليلةٍ مهتوكةِ الأستارِ
في ساعةٍ دمويةٍ شهدتْ بما
في أمتي من ذِلَّةٍ وصَغارِ
شهدتْ بأنَّ الغربَ أصبحَ لا يرى
إلاَّ بعينِ الفأْسِ والمِنْشارِ
إسألْ «مَهَا» عن غَزَّةٍ، وانظُرْ إلى
آثار ما اقترفتْ يَدُ الأشرارِ
وابعثْ إليها دَعْوَةً ممهورةً
بالحبِّ، وابعثْ صرخةَ استنفارِ
يا غَزَّةَ الألم الذي سيظلُّ في
أعماقنا لهباً لجذَوْةِ نارِ
غاراتُ شذَّاذ اليهودِ رسالةٌ
غربيَّةٌ محمومةٌ الأفكارِ
أين الصِّغارُ، وللسؤال مَرارةٌ
فوقَ الِّلسانِ، فهل يجيب صغاري؟!
أشلاؤهم صارتْ تُضيء كأنجمٍ
تحتَ الرُّكامِ نَقيَّةِ الأنوار
أين النِّساءُ؟، روى الدَّمارُ حكايةً
عن معصمٍ وحقيبةٍ وسِوَارِ
عن راحةٍ مقبوضةٍ تحت الثَّرى
فيها بقايا مِسْفَعٍ وخِمارِ
يا ليلةً سوداءَ أَقْفَرَ صمتُها
إلاَّ من الآلامِ والأكْدارِ
فكأَنَّها الغُولُ التي وصفوا لنا
قَسَماتها في سالفِ الأخَبارِ
في وجهها ارتسمتْ لنا صورُ الأسى
وبدت ملامحُ قبْحها المتوارِي
ساعاتُها امتشقتْ حساماً كالحاً
من طولها، ورمَتْ به إِصراري
من أين جاءت ليلتي بظلامها
حتى أجاد مع الهمومِ حصارِي؟؟
من أيِّ بحرٍ يستقي الليلُ الدُّجَى
ومتى تسير مراكب الإبحارِ؟؟
وبأيِّ ثَغْرٍ تنطق الدَّار التي
فُجِعَتْ بموتِ جميعِ أهل الدَّار؟؟
ماذا أقول لكم وبستان الرِّضا
أمسى بلا شجر ولا إثمارِ؟!
ماذا أقول، ولست أقدر أنْ أرى
أهلي وأطفالي، وهم بجواري؟!
لمّا دَنَا وجهُ الظلام تجمَّعوا
كي يستريحوا من عَناءِ نَهَارِ
أين العشاء؟، تحدَّث الصاروخ عن
طَبَقٍ تطايرَ ساعةَ الإِعصَارِ
عن كِسْرةٍ من خُبْزَةٍ شهدتْ بما
يُخفي ركامُ البيتِ من أسرارِ
غزة صبرا **
أشعل من شعري قنديلا .. وأنر ظلمات الديجور
سجل بالأنفاس طريقا .. نحو العزة نحو النور
حطم بالآهات دروعا .. هدم بالأذكار السور
زلزل بالصبر المتوالي .. جبلا يدعى باسم الطور
أثبت للتاريخ بأنا.. وعد بالنصر المقدور
أخرج من بيتك شذاذا .. فرحوا بكلام البلفور
ادحر أكذوبة هيكلهم .. فجر بالعزم المغرور
أدع عليهم صبح مساء.. شعب الزيف هو المقبور
غزة صبرا إن يقينا.. شعب القدس هو المنصور
رغم ظلام رغم حصار.. سنرى بعد من المسرور
هذا شهيد بعد شهيد .. بل أعراس وسط الحور
سنرى بعد العتمة
الإهداء : إلى غزة العزة ...كل حصار , وأنت بألف انتصار!!
مهما تمادت عصبة الأنــذال * لن يشعر الأحرار بالإذلال
في كل يوم نستزيد ضراوة * لن نخضع بالعنف والأهوال
لن يستطيع القهر سد طريقنا * بالقصف والتجويع والإنزال
قنص البراءة في الشوارع خلسة * يا ويح من يجني على الأطفال
حبس الأسود لن يميت جهادها * خلف الأسود عصبة الأشبال
في كل شبر من رباطك قدسنا * دم يضيء الدرب للأجيال
وفي كل شبر من ربوعك غزة * كتيبة من خيرة الأبطال
شجب المجازر في المحافل خدعة * لا تنطلي إلا على الجهال
لا تطمعي يا أمتي في ظالم * قد باعنا الأقوال بالأفعال
لا تخضعي يا أمتي لحاكم * في موكب نراه في الأذيال
سيري إلى النصر العزيز بقوة * لا تحفلي بالهم والأثقال
وإذا أردت رد حق ضائع * أتلي عليه سورة الأنفال
حُزْنِي عَلَى وطن تشتت شعبه * حزني عليه مقطع الأوصال
حُزْنِي عَلَى الثكلى تزف وليدها * كيف تسر بحلمها المغتال
حُزْنِي عَلَى شيخ جليل مقعد * قُصِفَ فلاحَ الفجرُ بالإقبال
حُزْنِي عَلَى الشجر المبارك أصله * حزني على الأزهار والآمال
حُزْنِي عَلَى الأقصى يعفر وجهه * بالرجس والأنجاس والأوحال
حُزْنِي عَلَى الجبل الجليل محاصرا * حزني عليه يموت في الأغلال
حُزْنِي عَلَى العربي يرقد ساليا * حزني على الأعمام والأخوال
أرض الرباط الحر يا أرض المنى * قد جئتنا بأروع الأمثال
ولقد حفظت العهد عهد نبينا * مَـنََّ عليك الله باستقلال ضوءا .. يعلنها فجرا وحبور