تنطلق الأمنيات عزيزةوخارجة من القلب..نرصد تقويم الزمن ، ونراقب الساعات والأيام وهي تأخذنا حيث نسير أو لانسير، نتطلع الى الحدث ، والمفاجأة.. محصلاتنا من ذلك الزمن الذي مر، نتطلع الى عالم يعج بالتناقضات والأحداث. الساعة هنا تشير الى الظهيرة من يوم 31 ديسمبر، هناك وفي قطب آخر من هذا العالم ترفعُ أنخابَ الدقائق الأخيرة من هذا اليوم، وحين يستقبلون عامهم الجديد ، نكون قد أعددنا موائدنا وبيوتنا وقاعات الأحتفال. تغمرالكثير ساعات البهجة لأستقبال عام جديد، ويحسُ بالأسى ذلك الذي يحس بقيمة الزمن الذي فلت من تقويم العمر.. لتسقط ورقة جديدة من شجرة الحياة. نتبادل التحايا والأمنيات ، وفي العين دمعتين، لنقل هما للفرح ِ والاسى، تخفقُ القلوب خلفَ سماعات الهاتف لتعانق من تحب عبرمسافات وأزمنة متباينة،نغرق في لجةِ لانعرف مداها ، رافعين كؤؤس من رحلوا ، ومن هم أَحياءٌ معنا.
هي فسحة ٌ غير مرئية تنطوي على عقارب الساعة ، نتطلع اليها .. كل العيون تتجه صوب أميالهاوهي تتجانس في تطابقها على الرقم 12، ليتحول الزمن الى شئ آخروحصيلة أخرى.
نفتحُ نوافذ َ الزمن الماض على ذكرى عزيزة.. حدث جميل.. او تسقط دمعة على من وما فقدناه..نتابع ذلك وكأننا قمنا بنزهة في غابة فسيحة ..
العيد ( العيد) ليس الا معنىً زمنياً .. وهو بحد ذاته انتصاراً من صنع البشر.. فقوة الأنسان وحدها هي القادرة على تغيير معاني الزمن..
يذهب علماء النفس الى تفسيرات عديدة لمعنى العيد :فعالم النفس(أريك فروم) الذي وضع مقدمة لنظريته في( نسق الأخلاق) في أطارها الأنساني والأجتماعي، مؤكدا على عدم فصل الأنسان عن أوضاعه الأجتماعية ، وأكد على ان ( العيد) هو تجسيد واضح لمظاهر التضامن الأجتماعي ، وتجديد الصلة بين الناس. بينما يؤكد بعض المشرعين: بأن من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها..
وانطلاقاً من مفهوم الطبيعة الأنسانية وتأكيدا على ماحملته الأفكار الماركسية من معان ِأنسانية كبيرة ، وما أكد عليه(ماركس) في كون العلاقات الأجتماعية وطبيعتها هي قابلة للتغيير بسبب الرأسمالية، وسطوتها على مقدرات الشعوب، وأكراهها على القبول بواقعها الأجتماعي ، بكون القاعد ة الاقتصادية في المجتمع، ستؤثر على البنية الأجتماعية ، وظهور طبقات اجتماعية على حساب اخرى في تناقضات ،ستؤدي في النهاية الى زوال البهجة ، وانعدام المعنى ، بكل ما تتعامل به تلك المجتمعات مع بعضها البعض، حتى في طقوسها ، وخلق شروخ اجتماعية حقيقية من أجل مصادرة سعادة الشعوب وتوقها والقضاء على آمالها. وركز جل أهتمامه وعبقريته الفذة في بلورة مبدأ ( العدالة الأجتماعية) كحصيلة لعلاقات توطد قيمة البشر وتأخذهم الى حيز كبير من التوافق والأنسجام والذي سيؤدي الى انتصار على قسوة الحياة ، ليبعث البهجة والسرور في نفوس البشرية جمعاء ، في تجديد لامثيل له ورؤية غير خاضعة لمقاييس الزمن والكرنفالات الموسمية ، حين يحل التوافق والتضامن الأجتماعي.
هل ياترى سيدق ناقوس العام الجديد في تلك البيوت التي تركنا ظلالنا فيها؟
هل ياترى سيدخل العام الجديد الى بيوت الفقراء ليمنحها خبز ة العيد و( العيدية).؟
هل ياترى ستطفئ أنوار ومصابيح هذا العام والى الأبد نيران الحروب والكوارث في العالم؟.
هل ياترى سيهجر المخيمات والعراء أطفالنا الى أحضان سلام وبيوت آمنة ،ودفئ ومحبة؟
هل ياترى ستغسل آخر سحابة مطر من هذا العام شجرة الميلاد المباركة؟
هل ياترى سنزهو فيما تبقى من العمر، بثياب العيد ، وأراجيح طفولتنا، ، الى مرفأ ولادتنا الاولى، لنلهو ونغني تحت ظل نخلة فراتية ، في بساتين الوطن؟
هل ياترى ستُجفف مناديل العام الجديد، أحزاننا ودموعنا، وتزرع الورد في أكفنا المشرعة للحياة ؟
هل ياترى يحق لنا في ( العيد) أن نحلم؟؟؟
أغمض عيني في آخر دقيقة صمت وصخب من عام 2007 لأقول لكم جميعاً :
كل عام وانتم بخيروأمن وسلام وأمنياتِ ومحبة...