| تفسير القرآن الموضوع الرابع | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:10 am | |
| 64-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ هذا الخطاب يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن جرى مجراهم « قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة » والكلمة تطلق على الجملة المفيدة كما قال هاهنا ثم وصفها بقوله « سواء بيننا وبينكم » أي عدل ونصف نستوي نحن وأنتم فيها ثم فسرها بقوله « أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا » لا وثنا ولا صليبا ولا صنما ولا طاغوتا ولا نارا ولا شيء بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له هذه دعوة جميع الرسل قال الله تعالى « وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون » وقال تعالى « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت » ثم قال تعالى « ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله » وقال ابن جريج يعني يطيع بعضنا بعضا في معصية الله وقال عكرمة يسجد بعضنا لبعض « فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون » أي فإن تولوا عن هذا النصف وهذه الدعوة فاشهدوا أنتم على إستمراركم على الإسلام الذي شرعه الله لكم-كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل-وقد ذكرنا في شرح البخاري عند روايته من طريق الزهري « 7 » عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن أبي سفيان في قصته حين دخل على قيصر فسألهم عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صفته ونعته وما يدعو إليه فأخبره بجميع ذلك على الجلية مع أن أبا سفيان إذ ذاك كان مشركا لم يسلم إلا بعد وكان ذلك بعد صلح الحديبية وقبل الفتح كما هو مصرح به في الحديث ولأنه لما سأله هل يغدر قال فقلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها قال ولم يمكني كلمة أزيد فيها شيئا سوى هذه والغرض أنه قال ثم جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فأسلم تسلم وأسلم يؤتك أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين و « يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون » -وقد ذكر محمد بن إسحاق وغير واحد أن صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران وقال الزهري هم أول من بذل الجزية ولا خلاف أن آية الجزية نزلت بعد الفتح فما الجمع بين كتابة هذه الآية قبل الفتح إلى هرقل في جملة الكتاب وبين ما ذكره محمد بن إسحاق والزهري والجواب من وجوه « أحدها » يحتمل أن هذه الآية نزلت مرتين مرة قبل الحديبية ومرة بعد الفتح « الثاني » يحتمل أن صدر سورة آل عمران نزل في وفد نجران إلى هذه الآية وتكون هذه الآية نزلت قبل ذلك ويكون قول ابن إسحاق إلى بضع وثمانين آية ليس بمحفوظ لدلالة حديث أبي سفيان « الثالث » يحتمل أن قدوم وفد نجران كان قبل الحديبية وأن الذي بذلوه مصالحة عن المباهلة لا على وجه الجزية بل يكون من باب المهادنة والمصالحة ووافق نزول آية الجزية بعد ذلك على وفق ذلك كما جاء فرضالخمس والأربعة أخماس وفق ما فعله عبد الله بن جحش في تلك السرية قبل بدر ثم نزلت فريضة القسم على وفق ذلك « الرابع » يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بكتب هذا في كتابه إلى هرقل لم يكن نزل بعد ثم أنزل القرآن موافقة له صلى الله عليه وسلم كما نزل بموافقة عمر بن الخطاب في الحجاب وفي الأسارى وفي عدم الصلاة على المنافقين وفي قوله « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى » وفي قوله « عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن » الآية « خ 4483 م 2399 » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:14 am | |
| 65-يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 66-هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 67-مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 68-إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ينكر تبارك وتعالى على اليهود والنصارى في محاجتهم في إبراهيم الخليل عليه السلام ودعوى كل طائفة منهم أنه كان منهم كما قال محمد بن إسحاق بن يسار حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فأنزل الله تعالى « يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم » الآية أي كيف تدعون أيها اليهود أنه كان يهوديا وقد كان زمنه قبل أن ينزل الله التوراة على موسى وكيف تدعون أيها النصارى أنه كان نصرانيا وإنما حدثت النصرانية بعد زمنه بدهر ولهذا قال تعالى « أفلا تعقلون » ثم قال تعالى « ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم » الآية هذا إنكار على من يحاج فيما لا علم له به فإن اليهود والنصارى تحاجوا في إبراهيم بلا علم ولو تحاجوا فيما بأيديهم منه علم مما يتعلق بأديانهم التي شرعت لهم إلى حين بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لكان أولى منهم وإنما تكلموا فيما لا يعلمون فأنكر الله عليهم ذلك وأمرهم برد ما لا علم لهم به إلى عالم الغيب والشهادة الذي يعلم الأمور على حقائقها وجليتها ولهذا قال تعالى « والله يعلم وأنتم لا تعلمون » ثم قال تعالى « ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما » أي متحنفا عن الشرك قاصدا إلى الإيمان « وما كان من المشركين » وهذه الآية كالتي تقدمت في سورة البقرة « وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا » الآية ثم قال تعالى « إن أولى الناس بإبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين » يقول تعالى أحق الناس بمتابعة إبراهيم الخليل الذين اتبعوه على دينه وهذا النبي يعني محمدا صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا من أصحابه المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بعدهم قال سعيد بن منصور حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي ولاة من النبيين وإن وليي منهم أبي وخليل ربي عز وجل ثم قرأ « إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه » الآية وقد رواه الترمذي « 2995 » والبزار من حديث أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري عن أبيه به ثم قال البزار ورواه غير أبي أحمد عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله ولم يذكر مسروقا وكذا رواه الترمذي من طريق وكيع عن سفيان ثم قال وهذا أصح لكن رواه وكيع في تفسيره فقال حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لكل نبي ولاية من النبيين وإن وليي منهم أبي وخليل الله عز وجل إبراهيم عليه السلام ثم قرأ « إن أولى الناس بإبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا » الآية وقوله « والله ولي المؤمنين » أي ولي جميع المؤمنين برسله تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:23 am | |
| 69-وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 70-يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 71-يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 72-وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 73-وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 74-يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ يخبر تعالى عن حسد اليهود وبغيهم إياهم الإضلال وأخبر أن وبال ذلك إنما يعود على أنفسهم وهم لا يشعرون أنهم ممكور بهم ثم قال تعالى منكرا عليهم « يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون » أي تعلمون صدقها وتتحققون حقها « يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون » أي تكتمون ما في كتبكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأنتم تعرفون ذلك وتتحققونه « وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار وأكفروا آخره لعلهم يرجعون » الآية هذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم وهو أنهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس إنما ردهم إلى دينهم إطلاعهم على نقيصة وعيب في دين المسلمين ولهذا قالوا « لعلهم يرجعون » وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى إخبارا عن اليهود بهذه الآية يعني يهودا صلت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح وكفروا آخر النهار مكرا منهم ليروا الناس أن قد بدت لهم الضلالة منه بعد أن كانوا اتبعوه وقال العوفي عن ابن عباس قالت طائفة من أهل الكتاب إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منا وهكذا روي عن قتادة والسدي والربيع وأبي مالك وقوله تعالى « ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم » أي تطمئنوا وتظهروا سروركم وما عندكم إلا لمن تبع دينكم ولا تظهروا ما بأيديكم إلى المسلمين فيؤمنوا به ويحتجوا به عليكم قال الله تعالى « قل إن الهدى هدى الله » أي هو الذي يهدي قلوب المؤمنين إلى أتم الإيمان بما ينزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات البينات والدلائل القاطعات والحجج الواضحات وإن كتمتم أيها اليهود ما بأيديكم من صفة محمد النبي الأمي في كتبكم التي نقلتموها عن الأنبياء الأقدمين وقوله « أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم » يقولون لا تظهروا ما عندكم من العلم للمسلمين فيتعلموه منكم ويساوونكم فيه ويمتازون به عليكم لشدة الإيمان به أو يحاجوكم به عند ربكم أي يتخذونه حجة عليكم بما في أيديكم فتقوم به عليكم الدلالة وترتكب الحجة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى « قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء » أي الأمور كلها تحت تصرفه وهو المعطي المانع يمن على من يشاء بالإيمان والعلم والتصرف التام ويضل من يشاء فيعمي بصره وبصيرته ويختم على قلبه وسمعه ويجعل على بصره غشاوة وله الحجة التامة والحكمة البالغة « والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم » أي اختصكم أيها المؤمنون من الفضل بما لا يحد ولا يوصف بما شرف به نبيكم محمدا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء وهداكم به إلى أكمل الشرائع تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:27 am | |
| 75-وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 76-بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ يخبر تعالى عن اليهود بأن منهم الخونة ويحذر المؤمنين من الإغترار بهم فإن منهم « من إن تأمنه بقنطار » أي من المال « يؤده إليك » أي وما دونه بطريق الأولى أن يؤديه إليك « ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما » أي بالمطالبة والملازمة والإلحاح في استخلاص حقك وإذا كان هذا صنيعه في الدينار فما فوقه أولى أن لا يؤديه إليك وقد تقدم الكلام على القنطار في أول السورة وأما الدينار فمعروف وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا سعيد بن عمرو السكوني حدثنا بقية عن زياد بن الهيثم حدثني مالك بن دينار قال إنما سمي الدينار لأنه دين ونار وقيل معناه من أخذه بحقه فهو دينه ومن أخذه بغير حقه فله النار ومناسب أن يذكر هاهنا الحديث الذي علقه البخاري في غير موضع من صحيحه ومن أحسنها سياقه في كتاب الكفالة حيث قال « 2291 » وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال إئتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا فقال أئتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها ليقدم عليه في الأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال اللهم إنك تعلم أني استسلفت فلانا ألف دينار فسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا وسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني استودعتكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم إنصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان سلفه لينظر لعل مركبا يجيئه بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما كسرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الرجل الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار وقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال ألم أخبرك أني لم أجد مركبا قبل هذا قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فأنصرف بألف دينار راشدا هكذا رواه البخاري في موضع معلقا بصيغة الجزم وأسنده في بعض المواضع من الصحيح « تحفة 13630 » عبد الله بن صالح كاتب الليث عنه ورواه الإمام أحمد « 2/348 » في مسنده هكذا مطولا عن يونس بن محمد المؤدب عن الليث به وروى البزار في مسنده عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ثم قال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد كذا قال وهو خطأ لما تقدم وقوله « ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل » أي إنما حملهم على جحود الحق أنهم يقولون ليس علينا في ديننا حرج في أكل الأموال الأميين وهم العرب فإن الله قد أحلها لنا قال الله تعالى « ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون » أي وقد اختلقوا هذه المقالة وائتفكوها بهذه الضلالة فإن الله حرم عليهم أكل الأموال إلا بحقها وإنما هم قوم بهت قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن صعصعة بن يزيد أن رجلا سأل ابن عباس فقال إنا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة قال ابن عباس فتقولون ماذا قال نقول ليس علينا بذلك بأس قال هذا كما قال أهل الكتاب ليس علينا في الأميين سبيل إنهم إذا أدوا الجرية لم تحل لكم أموالهم إلا بطيب أنفسهم وكذا رواه الثوري عن أبي إسحاق بنحوه وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا يعقوب حدثنا جعفر عن سعيد بن جبيرقال لما قال أهل الكتاب ليس علينا في الأميين سبيل قال نبي الله صلى الله عليه وسلم كذب أعداء الله ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر ثم قال تعالى « بلى من أوفى بعده وأتقى » أي لكن من أوفى بعهده وأتقى منكم يا أهل الكتاب الذي عاهدكم الله عليه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث كما أخذ العهد والميثاق على الأنبياء وأممهم بذلك واتقى محارم الله واتبع طاعته وشريعته التي بعث بها خاتم رسله وسيدهم « فإن الله يحب المحسنين » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:30 am | |
| 77-إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يقول تعالى إن الذين يعتاضون عما عاهدوا الله عليه من إتباع محمد صلى الله عليه وسلم وذكر صفته للناس وبيان أمره وعن أيمانهم الكاذبة الفاجرة الآثمة بالأثمان القليلة الزهيدة وهي عروض هذه الحياة الدنيا الفانية الزائلة « أولئك لا خلاق لهم في الآخرة » أي لا نصيب لهم فيها ولا حظ لهم منها « ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة » أي برحمة منه لهم يعني لا يكلمهم الله كلام لطف بهم ولا ينظر إليهم بعين الرحمة « ولا يزكيهم » أي من الذنوب والأدناس بل يأمر بهم إلى النار « ولهم عذاب أليم » وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه الآية الكريمة فلنذكر منها ما تيسر « الحديث الأول » قال الإمام أحمد « 5/148 » حدثنا عفان حدثنا شعبة قال علي بن مدرك أخبرني قال سمعت أبا زرعة عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت يا رسول الله من هم خسروا وخابوا قال وأعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال المسبل والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان ورواه مسلم « 106 » وأهل السنن « د 4087 ت 1211 س 7/245 246 » من حديث شعبة به « طريق أخرى » قال الإمام أحمد « 5/151 » حدثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن ابن الأحمس قال لقيت أبا ذر فقلت له بلغني عنك أنك تحدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما إنه لا يخالني أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما سمعته منه فما الذي بلغك عني قلت بلغني أنك تقول ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤنهم الله قال قلته وسمعته قلت فمن هؤلاء الذين يحبهم الله قال الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه والقوم يسافرون فيطول سراهم الجار يحبون أن يمسوا الأرض فينزلون فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم والرجل يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن قلت ومن هؤلاء الذين يشنؤهم الله قال التاجر الحلاف أو قال البائع الحلاف والفقير المختال والبخيل المنان غريب من هذا الوجه « الحديث الثاني » قال الإمام أحمد « 4/191 » حدثنا يحيى بن سعيد عن جرير بن حازم حدثنا عدي بن عدي أخبرني رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة عن أبيه عدي هو ابن عميرة الكندي قال خاصم رجل من كندة يقا له امرؤ القيس ابن عامر رجلا من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض فقضى على الحضرمي بالبينة فلم يكن له بينة فقضى على امرئ القيس باليمين فقال الحضرمي أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت ورب الكعبة أرضي فقال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحد لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان قال رجاء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا » فقال أمرؤ القيس ماذا لمن تركها يا رسول الله فقال الجنة قال فأشهد أني قد تركتها له كلها ورواه النسائي « 5996 » من حديث عدي بن عدي به « الحديث الثالث » قال أحمد « 5/211 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال أمرئ مسلم لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان فقال الأشعب في والله كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك بينة قلت لا فقال لليهودي أحلف فقلت يا رسول الله إذا يحلف فيذهب مالي فأنزل الله عز وجل « إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا » الآية أخرجاه « خ 2673 م 138 » من حديث الأعمش « طريق أخرى » قال أحمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق بن سلمة حدثنا عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان قال فجاء الأشعث بن قيس فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه فقال كان في هذا الحديث خاصمت ابن عم لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر كانت لي في يده فجحدني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينتك أنها بئرك وإلا فيمينه قالقلت يا رسول الله مالي بينة وأن تجعلها بيمينه تذهب بئري إن خصمي امرؤ فاجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال أمرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية « إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا » الآية « الحديث الرابع » قال أحمد « 3/440 » حدثنا يحيى بن غيلان قال حدثنا رشدين عن زبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله تعالى عبادا لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم قيل ومن أولئك يا رسول الله قال متبرئ من والديه راغب عنهما ومتبرئ من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم « الحديث الخامس » قال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا هشيم أنبأنا العوام يعني ابن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن يعني السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية « إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا » الآية ورواه البخاري « 2088 » من غير وجه عن العوام « الحديث السادس » قال الإمام أحمد « 2/480 » حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده ورجل حلف على سلعة بعد العصر يعني كاذبا ورجل بايع إماما فإن اعطاه وفى له وإن لم يعطه لم يف له « خ 2358 م 108 » ورواه أبو داود « 3474 » والترمذي « 1595 » من حديث وكيع وقال الترمذي حسن صحيح تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:32 am | |
| 78-وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله أن منهم فريقا يحرفون الكلام عن مواضعه ويبدلون كلام الله ويزيلونه عن المراد به ليوهموا الجهلة أنه في كتاب الله كذلك وينسبونه إلى الله وهو كذب على الله وهم يعلمون من أنفسهم أنهم قد كذبوا وافتروا في ذلك كله ولهذا قال الله تعالى « ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون » وقال مجاهد والشعبي والحسن وقتادة والربيع بن أنس « يلوون ألسنتهم بالكتاب » يحرفونه وهكذا روى البخاري عن ابن عباس أنهم يحرفون ويزيدون وليس أحد من خلق الله يزيل لفظ كتاب من كتب الله لكنهم يحرفونه ويتأولونه على غير تأويله وقال وهب بن منبه إن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله تعالى لم يغير منهما حرف ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل وكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم « ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله » فأما كتب الله فإنها محفوظة ولا تحول رواه ابن أبي حاتم فإن عنى وهب ما بأيديهم من ذلك فلا شك أنه قد دخلها التبديل والتحريف والزيادة والنقص وأما تعريب ذلك المشاهد بالعربية فقيه خطأ كبير وزيادات كثيرة ونقصان ووهم فاحش وهو من باب تفسير المعرب المعبر وفهم كثير منهم بل أكثرهم بل جميعهم فاسد وأما إن عنى كتب الله التي هي كتبه من عنده فتلك كما قال محفوظة لم يدخلها شيء تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:36 am | |
| 79-مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ 80-وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ قال محمد بن إسحاق « 2/231 » حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس أو ذاك تريد منا يا محمد وإليه تدعونا أو كما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن نعبد غير الله أو أن نأمر بعبادة غير الله ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني أو كما قال صلى الله عليه وسلم فأنزل الله في ذلك من قوليهما « ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة » إلى قوله « بعد إذ أنتم مسلمون » فقوله « ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله » أي ما ينبغي لبشر آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة أن يقول للناس اعبدوني من دون الله أي مع الله فإذا كان هذا لا يصلح لنبي ولا لمرسل فلأن لا يصلح لأحد من الناس غيرهم بطريق الأولى والأحرى ولهذا قال الحسن البصري لا ينبغي هذا لمؤمن أن يأمر الناس بعبادته قال ذلك أن القوم كان يعبد بعضهم بعضا يعني أهل الكتاب كانوا يعبدون أحبارهم ورهبانهم كما قال تعالى « إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله » الآية وفي المسند والترمذي « 3095 » كما سيأتي أن عدي بن حاتم قال يا رسول الله ما عبدوهم قال بلى إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال يدخلون في هذا الذم والتوبيخ بخلاف الرسل وأتباعهم من العلماء العاملين فإنهم إنما يأمرون بما يأمر الله به وبلغتهم إياه رسله الكرام وإنما ينهونهم عما نهاهم الله عنه وبلغتهم إياه رسله الكرام فالرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم السفراء بين الله وبين خلقه في أداء ما حملوه من الرسالة وإبلاغ الأمانة فقاموا بذلك أتم القيام ونصحوا الخلق وبلغوهم الحق وقوله « ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون » أي ولكن يقول الرسول للناس كونوا ربانيين قال ابن عباس وأبو رزين وغير واحد أي حكماء علماء حلماء وقال الحسن وغير واحد فقهاء وكذا روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وعطاء الخراساني وعطية العوفي والربيع بن أنس وعن الحسن أيضا يعني أهل عبادة وأهل تقوى وقال الضحاك في قوله « بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون » حق على من تعلم القرآن أن يكون فقيها تعلمون أي تفهمون معناه وقرئ تعلمون بالتشديد من التعليم « وبما كنتم تدرسون » تحفظون ألفاظه ثم قال تعالى « ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا » أي ولا يأمركم بعبادة أحد غير الله ولا نبي مرسل ولا ملك مقرب « أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون » أي لا يفعل ذلك إلا من دعا إلى عبادة غير الله ومن دعا إلى عبادة غير الله فقد دعا إلى الكفر والأنبياء إنما يأمرون بالإيمان وهو عبادة الله وحده لا شريك له كما قال تعالى « وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون » وقال تعالى « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت » الآية وقال « واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون » وقال إخبارا عن الملائكة « ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:38 am | |
| 81-وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ 82-فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام لمهما آتى الله أحدهم من كتاب وحكمة وبلغ أي مبلغ ثم جاء رسول من بعده ليؤمنن به ولينصرنه ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته ولهذا قال تعالى وتقدس « وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة » أي لمهماأعطيتكم من كتاب وحكمة « ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري » وقال ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وقتادة والسدي يعني عهدي وقال محمد بن إسحاق « إصري » أي ثقل ما حملتم من عهدي أي ميثاقي الشديد المؤكد « قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك » أي عن هذا العهد والميثاق « فأولئك هم الفاسقون » قال علي بن أبي طالب وابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه وقال طاوس والحسن البصري وقتادة أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا وهذا لا يضاد ما قاله علي وابن عباس ولا ينفيه بل يستلزمه ويقتضيه ولهذا روى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه مثل قول علي وابن عباس وقد قال الإمام أحمد « 4/265 » حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت قال جاء إلى عمر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إني أمرت بأخ يهودي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن ثابت قلت له ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا قال فسرى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال والذي نفسي بيده لو اصبح فيكم موسى عليه السلام ثم أتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين « حديث آخر » قال الحافظ أبو بكر حدثنا إسحاق حدثنا حماد عن الشعبي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا وإنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق وإنه والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني وفي بعض الأحاديث لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة المقدم على الأنبياء كلهم ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس وكذلك هو الشفيع في المحشر في إتيان الرب جل جلاله لفصل القضاء بين عباده وهو المقام المحمود الذي لا يليق إلا له والذي يحيد عنه أولو العزم من الأنبياء والمرسلين حتى تنتهي النوبة إليه فيكون هو المخصوص به صلوات الله وسلامه عليه تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:40 am | |
| 83-أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 84-قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 85-وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ يقول تعالى منكرا على من أراد دينا سوى دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو عبادة الله وحده لا شريك له الذي له أسلم من في السموات والأرض أي استسلم له من فيهما طوعا وكرها كما قال تعالى « ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها » الآية وقال تعالى « أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون » فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله والكافر مستسلم لله كرها فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع وقد ورد حديث في تفسير هذه الآية على معنى آخر فيه غرابة فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن النضر العسكري حدثنا سعيد بن حفص النفيلي حدثنا محمد بن محصن العكاشي حدثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن النبي صلى الله عليه وسلم « وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها » أما من في السموات فالملائكة وأما من في الأرض فمن ولد على الإسلام وأما كرها فمن أتى به من سبايا الأمم في السلاسل والأغلال يقادون إلى الجنة وهم كارهون وقد ورد في الصحيح « خ 3010 » عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل وسياتي له شاهد من وجه آخر ولكن المعنى الأول للآية أقوى قد قال وكيع في تفسيره حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد « وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها » قال هو كقوله « ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله » وقال أيضا حدثنا سفيان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس « وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها » قال حين أخذ الميثاق « وإليه يرجعون » اي يوم المعاد فيجازي كلا بعمله ثم قال تعالى « قل آمنا بالله وما أنزل علينا » يعني القرآن « وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب » أي من الصحف والوحي « والأسباط » وهم بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل وهو يعقوب الأثني عشر « وما أوتي موسى وعيسى » يعني بذلك التوراة والإنجيل « والنبيون من ربهم » وهذا يعم جميع الأنبياء جملة « لا نفرق بين أحد منهم » يعني بل نؤمن بجميعهم « ونحن له مسلمون » فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل وبكل كتاب أنزل لا يكفرون بشيء من ذلك بل هم يصدقون بما أنزل من عند الله وبكل نبي بعثه الله ثم قال تعالى « ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه » الآية أي من سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه « وهو في الآخرة من الخاسرين » كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد « خ 2697 م 1718 » وقال الإمام أحمد « 2/362 » حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عباد بن راشد حدثنا الحسن حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يارب أنا الصلاة فيقول إنك على خير وتجيء الصدقة فتقول يارب أنا الصدقة فيقول إنك على خير ثم يجيء الصيام فيقول يا رب أنا الصيام فيقول إنك على خير ثم تجيء الأعمال كل ذلك يقول الله إنك على خير ثم يجيء الإسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا الإسلام فيقول الله تعالى إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي قال الله في كتابه « ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين » تفرد به أحمد قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد عباد بن راشد ثقة ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:42 am | |
| 86-كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 87-أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ 88-خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ 89-إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع البصري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه أن سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة فنزلت « كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم » إلى قوله « فإن الله غفور رحيم » فأسرل إليه قومه فأسلم وهكذا رواه النسائي « 7/107 » والحاكم « 2/142 » وابن حبان « 4477 » من طريق داود بن أبي هند به وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال عبد الرزاق أنبأنا جعفر بن أبي سليمان حدثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه فأنزل الله فيه « كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم » إلى قوله « غفور رحيم » قال فحملها إليه رجل من قومه فقرأ عليه فقال الحارث إنك والله ما علمت لصدق وإن رسول الله لأصدق منك وإن الله لأصدق الثلاثة قال فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه فقوله تعالى « كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات » أي قامت عليهم الحجج والبراهين على صدق ما جاءهم به الرسول ووضع لهم الأمر ثم ارتدوا إلىظلمة الشرك فكيف يستحق هؤلاء الهداية بعد ما تلبسوا به من العماية ولهذا قال تعالى « والله لا يهدي القوم الظالمين » ثم قال تعالى « أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » اي يلعنهم الله ويلعنهم خلقه « خالدين فيها » أي في اللعنة « لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون » أي لا يفتر عنهم العذاب ولا يخفف عنهم ساعة واحدة ثم قال تعالى « إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم » وهذا من لطفه وبره ورأفته ورحمته وعائدته على خلقه أن من تاب إليه تاب عليه تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:44 am | |
| 90-إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ 91-إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ يقول تعالى متوعدا ومهددا لمن كفر بعد إيمانه ثم إزداد كفرا اي إستمر عليه إلى الممات ومخبرا بأنهم لن تقبل لهم توبة عند الممات كما قال تعالى « وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت » الآية ولهذا قال هاهنا « لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون » أي الخارجون عن المنهج الحق إلى طريق الغي قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية « إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم » هكذا رواه وإسناده جيد ثم قال تعالى « إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به » أي من مات على الكفر فلن يقبل منه خير ابدا ولو كان قد أنفق ملء الأرض ذهبا فيما يراه قربة كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان وكان يقري الضيف ويفك العاني ويطعم الطعام هل ينفعه ذلك فقال لا إنه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين « م 214 » وكذلك لو افتدى بملء الأرض أيضا ذهبا ما قبل منه كما قال تعالى « ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة » وقال « لا بيع فيه ولا خلال » وقال « إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم » ولهذا قال تعالى هاهنا « إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به » فعطف ولو افتدى به على الأول فدل على أنه غيره وما ذكرناه أحسن من أن يقال إن الواو زائدة والله أعلم ويقتضي ذلك أن لا ينقذه من عذاب الله شيء ولو كان قد أنفق مثل الأرض ذهبا ولو افتدى نفسه من الله بملء الأرضذهبا بوزن جبالها وتلالها وترابها ورمالها وسهلها ووعرها وبرها وبحرها وقال الإمام أحمد « 3/127 » حدثنا حجاج حدثني شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به قال فيقول نعم فيقول الله قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك وهكذا أخرجه البخاري « 3334 » ومسلم « 2805 » « طريق أخرى » وقال الإمام أحمد « 3/107 208 » حدثنا روح حدثنا حماد عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك فيقول أي رب خير منزل فيقول سل وتمن فيقول ما أسأل ولا أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك فيقول يا رب شر منزل فيقول له أتفتدي مني بطلاع الأرض ذهبا فيقول أي رب نعم فيقول كذبت قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل فيرد إلى النار ولهذا قال « أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين » أي وما لهم من أحد ينقذهم من عذاب الله ولا يجيرهم من أليم عقابه تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:44 am | |
| 92-لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ روى وكيع في تفسيره عن شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون « لن تنالوا البر » قال الجنة وقال الإمام أحمد « 3/141 » حدثنا روح حدثنا مالك عن أبي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » قال أبو طلحة يا رسول الله إن الله يقول « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه أخرجاه « خ 1461 م 998 » وفي الصحيحين « خ 2737 م1632 » أن عمر قال يا رسول الله لم اصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر فما تأمرني به قال إحبس الأصل وسبل الثمرة وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن أبي عمرو بن حماس عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال قال عبد الله حضرتني هذه الآية « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد شيئا أحب إلي من جارية لي رومية فقلت هي حرة لوجه الله فلو أني أعود في شيء جعلته لله لنكحتها يعني تزوجتها تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:46 am | |
| 93-كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 94-فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 95-قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قال الإمام أحمد « 1/278 » حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر قال قال ابن عباس حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي قال سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام قالوا فذلك لك قالوا أخبرنا على أربع خلال أخبرنا اي الطعام حرم إسرائيل على نفسه وكيف ماء المرأة وماء الرجل وكيف يكون الذكر منه والأنثى وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم ومن وليه من الملائكة فأخذ عليهم العهد لئن أخبرهم ليتابعنه فقال أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله نذرا لئن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه وكان أحب الطعام إليه لحم الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها فقالوا اللهم نعم فقال اللهم اشهد عليهم وقال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله إن علا ماء الرجل ماء المرأة ذكرا بإذن الله وإن علا ماء المرأة ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا نعم قال اللهم اشهد عليهم قال وأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد قال وإن ولي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه قالوا فعند ذلك نفارقك ولو كان وليك غيره لتابعناك فعند ذلك قال الله تعالى « قل من كان عدوا لجبريل » الآية ورواه أحمد أيضا عن حسين بن محمد عن عبد الحميد به « طريق أخرى » قال أحمد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال « الله على ما نقول وكيل » قالهاتوا قالوا أخبرنا عن علامة النبي قال تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماآن فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة أنثت قالوا أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا قال أحمد قال بعضهم يعني الإبل فحرم لحومها قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله عز وجل قالوا فما هذا الصوت الذي يسمع قال صوته قالوا صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا بها إنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال جبريل عليه السلام قالوا جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان فأنزل الله تعالى « قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين » والآية بعدها وقد رواه الترمذي « 3117 » والنسائي « كبرى 9072 » من حديث عبد الله بن الوليد العجلي به نحوه وقال الترمذي حسن غريب وقال ابن جريج والعوفي عن ابن عباس كان إسرائيل عليه السلام وهو يعقوب يعتريه عرق النسا بالليل وكان يقلقه ويزعجه عن النوم ويقلع الوجع عنه بالنهار فنذر لله لئن عافاه الله لا يأكل عرقا ولا يأكل ولداله عرق وهكذا قال الضحاك والسدي كذا رواه وحكاه ابن جرير في تفسيره قال فأتبعه بنوه في تحريم ذلك استنانا به وإقتداء بطريقه قال وقوله « من قبل أن تنزل التوراة » أي حرم ذلك على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قلت ولهذا السياق بعد ما تقدم مناسبتان « إحداهما » أن إسرائيل عليه السلام حرم أحب الأشياء إليه وتركها لله وكان هذا سائغا في شريعتهم فله مناسبة بعد قوله « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » فهذا هو المشروع عندنا وهو الإنفاق في طاعة الله مما يحبه العبد ويشتهيه كما قال تعالى « وآتى المال على حبه » وقال تعالى « ويطعمون الطعام على حبه » الآية « المناسبة الثانية » لما تقدم بيان الرد على النصارى واعتقادهم الباطل في المسيح وتبين زيف ما ذهبوا إليه وظهور الحق واليقين في عيسى وأمه كيف خلقه الله بقدرته ومشيئته وبعثه إلى بني إسرائيل يدعو إلى عبادة ربه تبارك وتعالى شرع في الرد على اليهود قبحهم الله تعالى وبيان أن النسخ الذي أنكروا وقوعه وجوازه قد وقع فإن الله تعالىقد نص في كتابهم التوراة أن نوحا عليه السلام لما خرج من السفينة أباح الله له جميع دواب الأرض يأكل منها ثم بعد هذا حرم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل وألبانها فاتبعه بنوه في ذلك وجاءت التوراة بتحريم ذلك وأشياء أخر زيادة على ذلك وكان الله عز وجل قد أذن لآدم في تزويج بناته من بنيه وقد حرم ذلك بعد ذلك كله وكان التسري على الزوجة مباحا في شريعة إبراهيم عليه السلام وقد فعله إبراهيم عليه السلام وقد فعله إبراهيم في هاجر لما تسرى بها على سارة وقد حرم مثل هذا في التوراة عليهم وكذلك كان الجمع بين الأختين سائغا وقد فعله يعقوب عليه السلام جمع بين الأختين ثم حرم عليهم ذلك في التوراة وهذا كله منصوص عليه عليه في التوراة عندهم وهذا هو النسخ بعينه فكذلك فليكن ما شرعه الله للمسيح عليه السلام في إحلاله بعض ما حرم في التوراة فما بالهم لم يتبعوه بل كذبوه وخالفوه وكذلك ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الدين القويم والصراط المستقيم وملة أبيه إبراهيم فما بالهم لا يؤمنون ولهذا قال تعالى « كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة » أي كان حلا لهم جميع الأطعمة قبل نزول التوراة إلا ما حرمه إسرائيل ثم قال تعالى « فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين » فإنها ناطقة بما قلناه « فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون » أي فمن كذب على الله وادعى أنه شرع لهم السبت والتمسك بالتوراة دائما وإنه لم يبعث نبيا آخر يدعو إلى الله تعالى بالبراهين والحجج بعد هذا الذي بيناه من وقوع النسخ وظهور ما ذكرنا « فأولئك هم الظالمون » ثم قال تعالى « قل صدق الله » أي قل يا محمد صدق الله فيما أخبر به وفيما شرعه في القرآن « فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين » أي أتبعوا ملة إبراهيم التي شرعها الله في القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فإنه الحق الذي لا شك فيه ولا مرية وهي الطريقة التي لم يأت نبي بأكمل منها ولا أبين ولا أوضح ولا أتم كما قال تعالى « قل إنني هداني ربي إلى صراطمستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين » وقال تعالى « ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:47 am | |
| 96-إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ 97-فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس أي لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون به ويعتكفون عنده « للذي ببكة » يعني الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه ولهذا قال تعالى « مباركا » أي وضع مباركا « وهدى للعالمين » وقد قال الإمام أحمد « 5/150 » حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون سنة قلت ثم أي قال ثم حيث أدركتك الصلاة فصل فكلها مسجد وأخرجه البخاري « 3366 » ومسلم « 520 » من حديث الأعمش به وقال ابن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا سعيد بن سليمان عن شريك عن مجالد عن الشعبي عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى « إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا » قال كانت البيوت قبله ولكنه أول بيت وضع لعبادة الله وحدثنا أبي حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة قال قام رجل إلى علي رضي الله عنه فقال ألا تحدثني عن البيت أهو أول بيت وضع في الأرض قال لا ولكنه أول بيت وضع فيه البركة مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا وذكر تمام الخبر في كيفية بناء إبراهيم البيت وقد ذكرنا ذلك مستقصى في أول سورة البقرة فأغنى عن إعادته هنا وزعم السدي أنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا والصحيح قول علي رضي الله عنه فأما الحديث الذي رواه البيهقي في بناء الكعبة في كتابه دلائل النبوة من طريق ابن لهيعة عن يزيد أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فأمرهما ببناء الكعبة فبناه آدم ثم أمر بالطواف به وقيل له أنت أول الناس وهذا أول بيت وضع للناس فإنه كما ترى من مفردات ابن لهيعة وهو ضعيف والأشبه والله أعلم أن يكون هذا موقوفا على عبد الله بن عمرو ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب وقوله تعالى « للذي ببكة » بكة من أسماء مكة على المشهور قيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الظلمة والجبابرة بمعنى أنهم يذلون بها ويخضعون عندها وقيل لأن الناسيتباكون فيها أي يزدحمون قال قتادة إن الله بك به الناس جميعا فيصلي النساء أمام الرجال ولا يفعل ذلك ببلد غيرها وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعمرو بن شعيب ومقاتل بن حيان وذكر حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال مكة من الفج إلى التنعيم وبكة من البيت إلى البطحاء وقال شعبة عن المغيرة عن إبراهيم بكة البيت والمسجد وكذا قال الزهري وقال عكرمة في رواية ميمون بن مهران البيت وما حوله بكة وما وراء ذلك مكة وقال أبو مالك وأبو صالح وإبراهيم النخعي وعطية العوفي ومقاتل بن حيان بكة موضع البيت وما سوى ذلك مكة وقد ذكروا لمكة أسماء كثيرة مكة وبكة والبيت العتيق والبيت الحرام والبلد الأمين والمأمون وأم رحم وأم القرى وصلاح والعرش على وزن بدر والقادس لأنها تطهر من الذنوب والمقدسة والناسة بالنون وبالباء أيضا والناسة والحاطمة والرأس وكوثاء والبلدة والبنية والكعبة وقوله تعالى « فيه آيات بينات » أي دلالات ظاهرة أنه من بناء إبراهيم وإن الله عظمه وشرفه ثم قال تعالى « مقام إبراهيم » يعني الذي لما ارتفع البناء إستعان به على رفع القواعد منه والجدران حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل وقد كان ملتصقا بجدار البيت حتى أخره عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إمارته إلى ناحية الشرق بحيث يتمكن الطواف منه ولا يشوشون على المصلين عنده بعد الطواف لأن الله قد أمرنا بالصلاة عنده حيث قال « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى » وقد قدمنا الأحاديث في ذلك فأغنى عن إعادته هاهنا ولله الحمد والمنة وقال العوفي عن ابن عباس في قوله « فيه آيات بينات مقام إبراهيم » أي فمنهن مقام إبراهيم والمشعر وقال مجاهد أثر قدميه في المقام آية بينة وكذا روي عن عمر بن عبد العزيز والحسن وقتادة والسدي ومقاتل بن حيان وغيرهم وقال أبو طالب في قصيدته اللامية المشهورة-وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافيا غير ناعل-وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد وعمرو الأودي قالا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى « مقام إبراهيم » قال الحرم كله مقام إبراهيم ولفظ عمرو الحجر كله مقام إبراهيم وروي عن سعيد بن جبير أنه قال الحج مقام إبراهيم هكذا رأيته في النسخة ولعله الحجر كله مقام إبراهيم وقد صرح بذلك مجاهد وقوله تعالى « ومن دخله كان آمنا » يعني حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية كما قال الحسن البصري وغيره كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو يحيى التميمي عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى « ومن دخله كان آمنا » قال من عاذ بالبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤوي ولا يطعم ولا يسقى فإذا خرج أخذ بذنبه وقال الله تعالى « أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم » الآية وقال تعالى « فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف » وحتى إنه من جملة تحريمها حرمة إصطياد صيدها وتنفيره عن أوكاره وحرمة قطع شجرها وقلع حشيشها كما ثبتت الأحاديث والآثار في ذلك عن جماعة من الصحابة مرفوعا وموقوفا ففي الصحيحين « خ 3189 م 1353 » واللفظ لمسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا وقال يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتالفيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاها فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم فقال إلا الإذخر ولهما « خ 112 م1355 » عن أبي هريرة مثله أو نحوه ولهما « خ 1832 م1354 » واللفظ لمسلم أيضا عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة أئذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به أنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له إن الله أذن لنبيه ولم يأذن لكم وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح ما قال لك عمرو قال أنا أعلم بذلك منك يا أبا رشيح إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة رواه مسلم « 1356 » وعن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بالحزورة بسوق مكة يقول والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت رواه الإمام أحمد « 4/305 » وهذا لفظه والترمذي « 3925 » والنسائي « كبرى 4252 » وابن ماجة « 3108 » وقال الترمذي حسن صحيح وكذا صحح « 3926 » من حديث ابن عباس نحوه وروى أحمد عن أبي هريرة نحوه وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان حدثنا أبو عاصم عن زريق بن مسلم الأعمى مولى بني مخزوم حدثني زياد بن أبي عياش عن يحيى بن جعدة بن هبيرة في قوله تعالى « ومن دخله كان آمنا » قال آمنا من النار وفي معنى هذا القول الحديث الذي رواه البيهقي « سنن 5/158 » أخبرنا أبوالحسن علي بن أحمد بن عبدان حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن سليمان الواسطي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا ابن المؤمل عن ابن محيصن عن عطاء عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة وخرج مغفورا له ثم قال تفرد به عبد بن المؤمل وليس بالقوي وقوله « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » هذه آية وجوب الحج عند الجمهور وقيل بل هي قوله « وأتموا الحج والعمرة لله » والأول أظهر وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع قال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسولالله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ورواه مسلم « 1763 » عن زهير بن حرب عن يزيد بن هارون به نحوه وقد روى سفيان بن حسين وسليمان بن كثير وعبد الجليل بن حميد ومحمد بن أبي حفصة عن الزهري عن أبي سنان الدؤلي وإسمه يزيد بن أمية عن ابن عباس رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس إن الله كتب عليكم الحج فقام الأقرع بن حابس فقال يا رسول الله أفي كل عام فقال لو قلتها لوجبت ولو وجبت لم تعملوا بها ولن تستطيعوا أن تعملوا بها الحج مرة فمن زاد فهو تطوع رواه أحمد « 1/255 » وأبو داود « 1721 » والنسائي « 5/111 » وابن ماجة « 2886 » والحاكم « 2/293 » من حديث الزهري به ورواه شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه وروي من حديث أسامة بن زيد وقال الإمام أحمد « 1/113 » حدثنا منصور بن وردان عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختري عن علي رضي الله عنه قال لما نزلت « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » قالوا يا رسول الله في كل عام فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام قال لا ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم » وكذا رواه الترمذي « 814 » وابن ماجة « 2884 » والحاكم « 2/294 » من حديث منصور بن وردان به ثم قال الترمذي حسن غريب وفيما قال نظر لأن البخاري قال لم يسمع أبو البختري من علي وقال ابن ماجة « 2885 » حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال قالوا يا رسول الله الحج في كل عام قال لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لم تقوموا بها ولو لم تقوموا بها لعذبتم وفي الصحيحين « خ 1785 م1216 » من حديث ابن جريج عن عطاء عن جابر عن سراقة بن مالك قال يا رسول الله متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد قال لا بل للأبد وفي رواية بل لأبد الأبد وفي مسند الإمام أحمد « 5/218 » وسنن أبي داود « 1722 » من حديث واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته هذه ثم ظهور الحصر يعني ثم الزمن ظهور الحصر ولا تخرجن من البيوت وأما الإستطاعة فأقسام تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه وتارة بغيره كما هو مقرر في كتب الأحكام قال أبو عيسى الترمذي « 2998 » حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إبراهيم بن يزيد قال سمعت محمد بن عباد بن جعفر يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من الحاج يا رسول الله قال الشعث الثقل فقام آخر فقال أي الحج أفضل يا رسول الله قال العج والثج فقام آخر فقال ما السبيل يا رسول الله قال الزاد والراحلة هكذا رواه ابن ماجه « 2896 » من حديث إبراهيم بن يزيد وهو الخوزي قال الترمذي ولا يرفعه إلا من حديثه وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه كذا قال هاهنا وقال في كتاب الحج « 813 » هذا حديث حسن لا يشك أن هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات سوى الحوزي هذا وقد تكلموا فيه من أجل هذا الحديث لكن قد تابعه غيره فقال ابنأبي حاتم حدثني أبي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن محمد بن عباد بن جعفر قال جلست إلى عبد الله بن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما السبيل قال الزاد والراحلة وهكذا رواه ابن مردويه من رواية محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير به ثم قال ابن أبي حاتم وقد روي عن ابن عباس وأنس والحسن ومجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى من حديث أنس وعبد الله بن عباس وابن مسعود وعائشة كلها مرفوعة ولكن في أسانيدها مقال كما هو مقرر في كتاب الأحكام والله أعلم وقد اعتنى الحافظ أبو بكر بن مردويه بجمع طرق هذا الحديث ورواه الحاكم « 1/442 » من حديث أبي قتادة عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله عز وجل « من إستطاع إليه سبيلا » فقيل ما السبيل قال الزاد والراحلة ثم قال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقال ابن جرير حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » فقالوا يا رسول الله ما السبيل قال الزاد والراحلة ورواه وكيع في تفسيره عن سفيان عن يونس به وقال الإمام أحمد « 1/313 » حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن إسماعيل وهو أبو إسرائيل الملائي عن فضيل يعني ابن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له وقال أحمد أيضا « 1/255 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن مهران أبي صفوان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد الحج فليتعجل ورواه أبو داود « 1732 » عن مسدد عن أبي معاوية الضرير به وقد رواه وكيع وابن جرير عن ابن عباس في قوله تعالى « من استطاع إليه سبيلا » قال من ملك ثلاث مئة درهم فقد استطاع إليه سبيلا وعن عكرمة مولاه أنه قال السبيل الصحة وروى وكيع بن الجراح عن أبي جناب يعني الكلبي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال « من استطاع إليه سبيلا » قال الزاد والبعير وقوله تعالى « ومن كفر فإن الله غني عن العالمين » قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه وقال سعيد بن منصور عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن عكرمة قال لما نزلت « ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه » قالت اليهود فنحن مسلمون قال الله عز وجل فأخصمهم فحجهم يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم إن الله فرض على الناس حج البيت من إستطاع إليه سبيلا فقالوا لم يكتب علينا وأبوا أن يحجوا قال الله تعالى « ومن كفر فإن الله غني عن العالمين » وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود حدثنا مسلم بن إبراهيم وشاذ بن فياض قالا حدثنا هلال أبو هاشم الخراساني حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ملك زادا وراحلة ولم يحج بيت الله فلا يضره مات يهوديا أو نصرانيا وذلك بأن الله قال « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين » ورواه ابن جرير من حديث مسلم بن إبراهيم به وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبي زرعة الرازي حدثنا هلال بن فياض حدثنا هلال أبو هاشم الخراساني فذكره بإسناده مثله ورواه الترمذي « 812 » عن محمد بن يحيى القطعي عن مسلم بن إبراهيم عن هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي به وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي إسناده مقال وهلال مجهول والحارث يضعف في الحديث وقال البخاري هلال هذا منكر الحديث وقال ابن عدي هذا الحديث ليس بمحفوظ وقد روى أبو بكر الإسماعيلي الحافظ من حديث أبي عمرو الأوزاعي حدثني إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر حدثني عبد الرحمن بن غنم أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كل من كان عنده جدة فلم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:48 am | |
| 98-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ 99-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ هذا تعنيف من الله تعالى للكفرة أهل الكتاب على عنادهم للحق وكفرهم بآيات الله وصدهم عن سبيل الله من أراده من أهل الإيمان بجهدهم وطاقتهم مع علمهم بأن ما جاء به الرسول حق من الله وبما عندهم من العلم عن الأنبياء الأقدمين والسادة المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وما بشروا به ونوهوا به من ذكر النبي الأمي الهاشمي العربي المكي سيد ولد آدم وخاتم الأنبياء ورسول رب الأرض والسماء وقد توعدهم الله على ذلك وأخبرهم بأنه شهيد على صنيعهم ذلك بما خالفوا ما بأيديهم عن الأنبياء ومعاملتهم الرسول المبشر به بالتكذيب والجحود والعناد فأخبر تعالى أنه ليس بغافل عما يعملون أي وسيجزيهم على ذلك « يوم لا ينفع مال ولا بنون » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:49 am | |
| 100-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ 101-وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ يحذر تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن يطيعوا طائفة من أهل الكتاب الذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله وما منحهم من إرسال رسوله كما قال تعالى « ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم » الآية وهكذا قال هاهنا « إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين » ثم قال تعالى « وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله » يعني أن الكفر بعيد منكم وحاشاكم منه فإن آيات الله تنزل على رسوله ليلا ونهارا وهو يتلوها عليكم ويبلغها إليكم وهذا كقوله تعالى « ومالكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين » الآية بعدها وكما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه يوما أي المؤمنين أعجب إليكم إيمانا قالوا الملائكة قال وكيف لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن قال وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهركم قالوا فأي الناس أعجب إيمانا قال قوم يجيئون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بما فيها وقد ذكرت سند هذا الحديث والكلام عليه في أول شرح البخاري ولله الحمد ثم قال تعالى « ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم » أي ومع هذا الإعتصام بالله والتوكل عليه هو العمدة في الهداية والعدة في مباعدة الغواية والوسيلة إلى الرشاد وطريق السداد وحصول المراد تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:51 am | |
| 102-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ 103-وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن سفيان وشعبة عن زبيد اليامي عن مرة عن عبد الله هو ابن مسعود « اتقوا الله حق تقاته » قال أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكرفلا يكفر وهذا إسناد صحيح موقوف وقد تابع مرة عليه عمرو بن ميمونعن ابن مسعود وقد رواه ابن مردويه من حديث يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقوا الله حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى وكذا رواه الحاكم في مستدركه « 2/294 » من حديث مسعر عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا فذكره ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذاقال والأظهر أنه موقوف والله أعلم ثم قال ابن أبي حاتم وروي نحوه عن مرة الهمداني والربيع بن خيثم وعمرو بن ميمون وإبراهيم النخعي وطاوس والحسن وقتادة وأبي سنان والسدي نحو ذلك وروي عن أنس أنه قال لا يتقي العبد الله حق تقاته حتى يخزن لسانه وقد ذهب سعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان وزيد بن اسلم والسدي وغيرهم إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى « فاتقوا الله ما أسطتعتم » وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى « إتقوا الله حق تقاته » قال لم تنسخ ولكن « حق تقاته » أن يجاهدوا في سبيله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبناءهم وقوله « ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون » أي حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فعياذا بالله من خلاف ذلك وقال الإمام أحمد « 1/300 » حدثنا روح حدثنا شعبة قال سمعت سليمان عن مجاهد إن الناس كانوا يطوفون بالبيت وإن ابن عباس جالس معه محجن فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن ليس له طعام إلا الزقوم وكذا رواه الترمذي « 2585 » والنسائي « كبرى تحفة 6398 » وابن ماجة « 4325 » وابن حبان في صحيحه « 7470 » والحاكم في مستدركه « 2/294 » من طرق عن شعبة به وقال الترمذي حسن صحيح وقال الحاكم على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الإمام أحمد « 2/192 » حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه وقال الإمام أحمد أيضا « 3/315 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ورواه مسلم « 2877 » من طريق الأعمش به وقال الإمام أحمد « 2/391 » حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو يونس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله قال أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرا فله وإن ظن بي شرا فله وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين « خ 7405 م 2675 » من وجه آخر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت وأحسبه عن أنس قال كان رجل من الأنصار مريضا فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فوافقه في السوق فسلم عليه فقال له كيف أنت يا فلان قال بخير يا رسول الله أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف ثم قال لا نعلم رواه عن ثابت غير جعفر بن سليمان وهكذا رواه الترمذي « 983 » والنسائي « عمل 1062 » وابن ماجة « 4261 » من حديثه ثم قال الترمذي غريب وكذا رواه بعضهم عن ثابت مرسلا فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد « 3/402 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما ورواه النسائي في سننه « 2/205 » عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث عن شعبة به وترجم عليه فقال باب كيف يخر للسجود ثم ساقه مثله فقيل معناه أن لا أموت إلا مسلما وقيل معناه أن لا أقتل إلا مقبلا غير مدبر وهو يرجع إلى الأول وقوله تعالى « واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا » قيل « بحبل الله » أي بعهد الله كما قال في الآية بعدها « ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس » أي بعهد وذمة وقيل « بحبل من الله » يعني القرآن كما في حديث الحارث الأعور عن علي مرفوعا في صفة القرآن هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم وقد ورد في ذلك حديث خاص بهذا المعنى فقال الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أسباط بن محمد عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمكتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض وروى ابن مردويه من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه وروى من حديث حذيفة وزيد بن أرقم نحو ذلك وقال وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال قال عبد الله إن هذا الصراط محتضر يحضره الشياطين يا عبد الله هذا الطريق هلم إلى الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن حبل الله القرآن وقوله « ولا تفرقوا » أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالإجتماع والإئتلاف كما في صحيح مسلم « 1715 » من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وقد ضمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضا وخيف عليهم الإفتراق والإختلاف فقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلمة من عذاب النار وهم الذين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقوله تعالى « واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا » إلى آخر الآية وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج فإنه قد كان بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعداوة شديدة وضغائن وإحن وذحول طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم صاروا إخوانا متحابين بجلال الله متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال الله تعالى « هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو انفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم » إلى آخر الآية وكانوا على شفا حفرة من النار بسبب كفرهم فأنقذهم الله منها أن هداهم للإيمان وقد امتن عليهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قسم غنائم حنين فعتب من عتب منهم بما فضل عليهم في القسمة بما أراه الله فخطبهم فقال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي فكلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن وقد ذكر محمد بنإسحاق بن يسار وغيره أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج وذلك أن رجلا من اليهود مر بملأ من الأوس والخزرج فساءه ما هم عليه من الأتفاق والألفة فبعث رجلا معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكر لهم ما كان من حروبهم يوم بعاث وتلك الحروب ففعل فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض وتثاوروا ونادوا بشعارهم وطلبوا أسلحتهم وتواعدوا إلى الحرة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتاهم فجعل يسكنهم ويقول أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وتلا عليهم هذه الآية فندموا على ما كان منهم واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنهم وذكر عكرمة أن ذلك نزل فيهم حين تثاوروا في قضية الإفك والله أعلم تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:54 am | |
| 104-وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 105-وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 106-يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ 107-وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 108-تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ 109-وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ يقول تعالى ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأولئك هم المفلحون قال الضحاك هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء وقال أبو جعفر الباقر قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير » ثم قال الخير إتباع القرآن وسنتي رواه ابن مردويه والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه كما ثبت في صحيح مسلم « 49 » عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل وقال الإمام أحمد « 5/388 » حدثنا سليمان الهاشمي أنبأنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ورواه الترمذي « 2169 » وابن ماجة من حديث عمرو بن أبي عمرو به وقال الترمذي حسن والأحاديث في هذا الباب كثيرة مع الآيات الكريمة كما سيأتي تفسيرها في أماكنها ثم قال تعالى « ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات » الآية ينهي تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين في إفتراقهم وإختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم قال الإمام أحمد « 4/102 » حدثنا أبوالمغيرة حدثنا صفوان حدثني أزهر بن عبد الله الهوزني عن أبي عامر عبد الله بن يحيى قال حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به وهكذا رواه أبو داود « 4597 » عن أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى كلاهما عن أبي المغيرة وأسمه عبد القدوس بن الحجاج الشامي به وقد ورد هذا الحديث من طرق وقوله تعالى «يوم تبيض وجوه وتسود وجوه » يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة قاله ابن عباس رضي الله عنهما « فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم » قال الحسن البصري وهم المنافقون « فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون » وهذا الوصف يعم كل كافر « وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون » يعني الجنة ماكثون فيها أبدا لا يبغون عنها حولا وقد قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية « 3000 » حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح وحماد بن سلمة عن أبي غالب قال رأى أبو أمامة رؤسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ « يوم تبيض وجوه وتسود وجوه » إلى آخر الآية قلت لأبي أمامة أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه ثم قال هذا حديث حسن وقد رواه ابن ماجة « 176 » من حديث سفيان بن عيينة عن أبي غالب وأخرجه أحمد في مسنده « 5/352 » عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب بنحوه وقد روى ابن مردويه عند تفسير هذه الآية عن أبي ذر حديثا مطولا غريبا عجيبا جدا ثم قال تعالى « تلك آيات الله نتلوها عليك » أي هذه آيات الله وحججه وبيناته نتلوها عليك يا محمد « بالحق » أي نكشف ما الأمر عليه في الدنياوالآخرة « وما الله يريد ظلما للعالمين » أي ليس بظالم لهم بل هو الحاكم العدل الذي لا يجور لأنه القادر على كل شيء العالم بكل شيء فلا يحتاج مع ذلك إلى أن يظلم أحدا من خلفه ولهذا قال تعالى « ولله ما في السموات وما في الأرض » أي الجميع ملك له وعبيد له « وإلى الله ترجع الأمور » أي هو الحاكم المتصرف في الدنيا والآخرة تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:57 am | |
| 110-كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 111-لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ 112-ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس » قال البخاري « 4557 » حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه « كنتم خير أمة أخرجت للناس » قال خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطية العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس « كنتم خير أمة أخرجت للناس » يعني خير الناس للناس والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس ولهذا قال « تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله » -فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم-قال الإمام أحمد « 6/432 » حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب قالت قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير قال خير الناس أقراهم وأتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم ورواه أحمد في مسنده « 1/372 » والنسائي في سننه « كبرى 11072 » والحاكم في مستدركه « 2/294 » من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس » قال هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما قال في الآية الأخرى « وكذلك جعلناكم أمة وسطا » أي خيارا « لتكونوا شهداء على الناس » الآية وفي مسند الإمام أحمد « 4/447 » وجامع الترمذي « 3001 » وسنن ابن ماجة « 4287 » ومستدرك الحاكم « 4/84 » من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل وهو حديث مشهور وقد حسنه الترمذي ويروى من حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد نحوه وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليهفإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه كما قال الإمام أحمد « 1/98 » حدثنا عبد الرحمن حدثنا زهير عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل عن محمد بن علي وهو ابن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا يا رسول الله ما هو قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتي خير الأمم تفرد به أحمد من هذا الوجه وإسناده حسن وقال الإمام أحمد « 6/450 » أيضا حدثنا أبوالعلاء الحسن بن سوار حدثنا ليث عن معاوية بن أبي حلبس يزيد بن ميسرة قال سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها يقولإن الله تعالى يقول يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم قال أعطيهم من حلمي وعلمي وقد وردت أحاديث يناسب ذكرها هاهنا قال الإمام أحمد « 1/6 » حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا المسعودي حدثنا بكير بن الأخنس عن رجل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر قلوبهم على قلب رجل واحد فاستزدت ربي فزادني مع كل واحد سبعين ألفا فقال أبو بكر رضي الله عنه فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ومصيب من حافات البوادي « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 1/197 » حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا هشام بن حسان عن القاسم بن مهران عن موسى بن عبيد عن ميمون بن مهران عن عبد الرحمن بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي أعطاني سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر يا رسول الله فهلا استزدته فقال استزدته فأعطاني مع كل ألف سبعين ألفا قال عمر فهلا أستزدته قال قد أستزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفا قال عمر فهلا استزدته قال قد استزدته فأعطاني هكذا وفرج عبد الرحمن بن أبي بكر بين يديه وقال عبد الله وبسط باعيه وحثا عبد الله وقال هاشم وهذا من الله لا يدري ما عدده « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/280 » حدثنا أبواليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة قال قال شريح بن عبيدة مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط الأزدي فلم يعده فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا له فقال له ثوبان أتكتب قال نعم قال أكتب فكتب للأمير عبد الله بن قرط ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فإنه لو كان لموسى وعيسى عليهما السلام بحضرتك خادم لعدته ثم طوى الكتاب وقال له ألا تبلغه إياه قال نعم فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط فلما رآه قام فزعا فقال الناس ما شأنه أحدث أمر فأتى ثوبان فدخل عليه وجلس عنده ساعة ثم قام فأخذه ثوبان بردائه وقال أجلس حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل الف سبعون تفرد به أحمد من هذا الوجه وإسناده رجاله كلهم ثقات شاميون حمصيون فهو حديث صحيح ولله الحمد والمنة « طريق أخرى » قال الطبراني حدثنا عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي حدثنا محمد بن إسماعيل يعنيابن عياش حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ربي عز وجل وعدني من أمتي سبعين ألفا لا يحاسبون مع كل ألف سبعون ألفا هذا لعله هو المحفوظ بزيادة أبي أسماء الرحبي بين شريح وبين ثوبان والله أعلم « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 1/401 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أكثرنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ثم غدونا إليه فقال عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة والنبي ومعه النفر والنبي وليس معه أحد حتى مر علي موسى عليه السلام ومعه كبكبة من بني إسرائيل فأعجبوني فقلت من هؤلاء قيل هذا أخوك موسى ومعه بنو إسرائيل فقلت فأين أمتي فقيل أنظر على يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سد بوجوه الرجال فقيل لي أرضيت فقلت رضيت يارب قال فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقال النبي صلى الله عليه وسلم فداكم أبي وأمي إن أستطعتم أن تكونوا من السبعين ألفا فافعلوا فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم أناسا يتهاوشون فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم أي من السبعين فدعا له فقام رجل آخر فقال أدع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة قال ثم تحدثنا فقلنا من ترون هؤلاء السبعين الألف قوم ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا حتى ماتوا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون وهكذا رواه أحمد بهذا السند وهذا السياق ورواه أيضا « 1/420 » عن عبد الصمد عن هشام عن قتادة بإسناده مثله وزاد بعد قوله رضيت يارب رضيت يارب قال رضيت قلت نعم قال أنظر عن يساركقال فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقال رضيت قلت رضيت وهذا إسناد صحيح من هذا الوجه تفرد به أحمد ولم يخرجوه « حديث آخر » قال الإمام أحمد حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم بالموسم فرأيت على أمتي ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم وهيأتهم قد ملؤا السهل والجبل فقال أرضيت يا محمد فقلت نعم قال فإن مع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم فقام رجل آخر فقال أدع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة رواه الحافظ الضياء المقدسي وقال هذا عندي على شرط مسلم « حديث آخر » قال الطبراني « كبير 18/427 » حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا محمد بن أبي عدي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب قيل من هم قال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ورواه مسلم « 218 » من طريق هشام بن حسان وعنده ذكر عكاشة « حديث آخر » ثبت في الصحيحين « خ 5811 م 216 » من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة من أمتي زمرة وهم سبعون ألفا تضيء وجوههم آضاءة القمر ليلة البدر قال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال مثله فقال سبقك بها عكاشة « حديث آخر » قال ابوالقاسم الطبراني « كبير 6/5782 » حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبوغسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبع مئة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر أخرجه البخاري « 6554 » ومسلم « 219 » جميعا عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حاتم عن أبيه عن سهل به « حديث آخر » قال مسلم بن الحجاج في صحيحه « 220 » حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم أنبأنا حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر الأفق الأخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة ابن محصن فقال أدع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال أدع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكاشة وأخرجه البخاري « 6541 » عن أسيد بن زيد عن هشيم وليس عنده لا يرقون « حديث آخر » قال أحمد « 3/383 » حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جرير أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا وفيه فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر لا يحاسبون ثم الذينيلونهم كأضواء نجم في السماء ثم كذلك وذكر بقيته رواه مسلم « 191 » من حديث روح غير أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم « حديث آخر » قال الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنة له « 589 » حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد سمعت أبا أمامة الباهلي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل وكذا رواه الطبراني « 8/7520 » من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش به وهذا إسناد جيد « طريق أخرى » يتبع | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:59 am | |
| عن أبي أمامة قال ابن أبي عاصم « 588 » حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي اليمان الهوزني واسمه عامر بن عبد الله بن لحي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين الفا بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات وهذا أيضا إسناد حسن « حديث آخر » قال أبو القاسم الطبراني « كبير 17/312 » حدثنا أحمد بن خليد حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثي ربي عز وجل بكفيه ثلاث حثيات فكبر عمر وقال إن السبعين الأول يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشيرتهم وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر قال الحافظ الضياء أبو عبد الله المقدسي في كتابه صفة الجنة لا أعلم لهذا الإسناد علة والله أعلم « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 4/16 » حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام يعني الدستوائي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة حدثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو قال بقديد فذكر حديثا وفيه ثم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني أرجو أن لا يدخلها حتى تبؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة قال الضياء وهذا عندي على شرط مسلم « حديث آخر » قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربع مئة ألف قال أبو بكر رضي الله عنه زدنا يا رسول الله قال والله هكذا قال عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعني وما عليك أن يدخل الجنة كلنا قال عمر إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عبد الرزاق قال الضياء وقد رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني قال حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي مئة ألف فقال أبو بكر يا رسول الله زدنا قال وهكذا وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قلت يا رسول الله زدنا فقال عمر إن الله قادر على أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر هذا حديث غريب من هذا الوجه وأبو هلال وأسمه محمد بن سليم الراسبي بصري « طريق أخرى » عن أنس قال الحافظ أبو يعلى « 3783 » حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي حدثنا حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول الله قال لكل رجل سبعون ألفا قالوا زدنا وكان على كثيب فقالوا فقال هكذا وحثا بيديه قالوا يا رسول الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا وهذا إسناد جيد ورجاله كلهم ثقات ما عدا عبد القاهر بن السري وقد سئل عنه ابن معين فقال صالح « حديث آخر » روى الطبراني « كبير 17/123 » من حديث قتادة عن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلاث مئة ألف الجنة بغير حساب فقال عمر يا رسول الله زدنا فقال وهكذا بيده فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال عمر حسبك إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر « حديث آخر » قال الطبراني حدثنا أحمد بن خليد حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام يقول حدثني عبد الله بن عامر أن قيسا الكندي حدثه أن أبا سعيد الأنماري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين الفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه كذا قال قيس فقلت لأبي سعيد آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم بأذني ووعاه قلبي قال أبو سعيد قال يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله بقيته من أعرابنا وقد روى هذا الحديث محمد بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده مثله وزاد قال أبو سعيد فحسب ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ أربع مئة ألف ألف وتسعين ألفا « حديث آخر » قال أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفس محمد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يحيطون الأرض تقول الملائكة لم جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء وهذا إسناد حسن « حديث آخر » من الأحاديث الدالة على فضيلة هذه الأمة وشرفها وكرامتها على الله عز وجل وأنها خير الأمم في الدنيا والآخرة قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أرجو أن يكونوا ثلث الناس قال فكبرنا ثم قال أرجو أن تكونوا الشطر وهكذا رواه « 3/383 » عن روح عن ابن جريج به وهو على شرط مسلم وثبت في الصحيحين « خ 6528 م 221 » من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهلالجنة فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة « طريق أخرى » عن ابن مسعود قال الطبراني « كبير 10/10350 » حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثني الحارث بن حصيرة حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها قالوا الله ورسوله أعلم قال كيف أنتم وثلثها قالوا ذاك أكثر قال كيف أنتم والشطر لكم قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف لكم منها ثمانون صفا قال الطبراني تفرد به الحارث بن حصين « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/355 » حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان الشيباني عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة عشرون ومئة صف هذه الأمة من ذلك ثمانون صفا وكذا رواه « 5/347 » عن عفان عن عبد العزيز به وأخرجه الترمذي « 2546 » من حديث أبي سنان به وقال هذا حديث حسن ورواه ابن ماجة « 4289 » من حديث سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه به « حديث آخر » روى الطبراني « 10/10682 » من حديث سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا خالد بن يزيد البجلي حدثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من أمتي تفرد به خالد بن يزيد البجلي وقد تكلم فيه ابن عدي « حديث آخر » قال الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا موسى بن غيلان حدثنا هاشم بن مخلد حدثناعبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي عمرو عن أبيه عن أبي هريرة قال لما نزلت « ثلة من الأولين وثلة من الآخرين » قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم ربع أهل الجنة أنتم ثلث أهل الجنة أنتم نصف أهل الجنة أنتم ثلثا أهل الجنة وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه الناس لنا فيه تبع غدا لليهود وللنصارى بعد غد رواه البخاري « 896 » ومسلم « 849 » من حديث عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا بنحوه ورواه مسلم « 855 » أيضا من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة وذكر تمام الحديث « حديث آخر » روى الدارقطني في الأفراد من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي ثم قال انفرد به ابن عقيل عن الزهري ولم يرو عنه سواه وتفرد به زهير بن محمد عن ابن عقيل وتفرد به عمرو بن أبي سلمة عن زهير وقد رواه أبو أحمد بن عدي الحافظ فقال حدثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق حدثنا أبو بكر الأعين محمد بن أبي غياث حدثنا أبو حفص التنيسي حدثنا صدقة الدمشقي عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري ورواه الثعلبي حدثنا أبو عباس المخلدي أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد أنبأنا أحمد بن عيسى التنيسي حدثنا عمرو بن سلمة حدثنا صدقة بن عبد الله عن زهير بن محمد بن عقيل به فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله » فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح كما قال قتادة بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها رأى من الناس دعة فقرأ هذه الآية « كنتم خير أمة أخرجت للناس » ثم قال من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها رواه ابن جرير ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله « كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه » الآية ولهذا لما مدح تعالى هذه الأمة على هذه الصفات شرع في ذم أهل الكتاب وتأنيبهم فقال تعالى « ولو آمن أهل الكتاب » أي بما أنزل على محمد « لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون » أي قليل منهم من يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم وأكثرهم على الضلالة والكفر والفسق والعصيان-ثم قال تعالى مخبرا عباده المؤمنين ومبشرا لهم أن النصر والظفر لهم على أهل الكتاب الكفرة الملحدين فقال تعالى « لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون » هكذا وقع فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم أنوفهم وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة كلهم أذلهم الله وكذلك النصارى بالشام كسرهم الصحابة في غير ما موطن وسلبوهم ملك الشام أبد الآبدين ودهر الداهرين ولا تزال عصابة الإسلام قائمة بالشام حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم كذلك ويحكم بملة الإسلام وشرع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام ثم قال تعالى « ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس » أي ألزمهم الله الذلة والصغار أينما كانوا فلا يؤمنون « إلا بحبل من الله » أي بذمة من الله وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم وإلزامهم أحكام الملة « وحبل من الناس » أي أمان منهم لهم كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين ولو امرأة وكذا عبد على أحد قولي العلماء قال ابن عباس « إلا بحبل من الله وحبل من الناس » أي بعهد من الله وعهد من الناس وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء والضحاك والحسن وقتادة والسدي والربيع بن أنس وقوله « وباؤا بغضب من الله » أي ألزموا فالتزموا بغضب من الله وهم يستحقونه « وضربت عليهم المسكنة » أي ألزموها قدرا وشرعا ولهذا قال « ذلك بأنهم كانوا كفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق » أي إنما حملهم على ذلك الكبر والبغي والحسد فأعقبهم ذلك الذلة والصغار والمسكنة أبدا متصلا بذل الآخرة ثم قال تعالى « ذلك بما عصوا وكانوايعتدون » أي إنما حملهم على الكفر بآيات الله وقتل رسل الله وقيضوا لذلك أنهم كانوا يكثرون العصيان لأوامر الله والغشيان لمعاصي الله والإعتداء في شرع الله فعياذا بالله من ذلك والله عز وجل المستعان قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر الأزدي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم ثلاث مئة نبي ثم يقوم سوق بقلهم في آخر النهار تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 1:04 am | |
| 113-لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ 114-يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ 115-وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ 116-إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 117-مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قال ابن أبي نجيح زعم الحسن بن يزيد العجلي عن ابن مسعود في قوله تعالى « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة » قال لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا قال السدي ويؤيد هذا القول الحديث الذي رواه الإمام أحمد ابن حنبل في مسنده « 1/396 » حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم قال فنزلت هذهالآيات « ليسوا سواء من أهل الكتاب » إلى قوله « والله عليم بالمتقين » والمشهور عند كثير من المفسرين كما ذكره محمد بن إسحاق وغيره ورواه العوفي عن ابن عباس أن هذه الآيات نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة بن شعبة وغيرهم أي لا يستوي من تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب وهؤلاء الذين أسلموا ولهذا قال تعالى « ليسوا سواء » أي ليسوا كلهم على حد سواء بل منهم المؤمن ومنهم المجرم ولهذا قال تعالى « من أهل الكتاب أمة قائمة » أي قائمة بأمر الله مطيعة لشرعه متبعة نبي الله فهي قائمة يعني مستقيمة « يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون » أي يقيمون الليل ويكثرون التهجد ويتلون القرآن في صلواتهم « يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين » وهؤلاء هم المذكورون في آخر السورة « وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله » الآية ولهذا قال تعالى هاهنا « وما يفعلوا من خير فلن تكفروه » أي لا يضيع عند الله بل يجزيهم به أوفر الجزاء « والله عليم بالمتقين » أي لا يخفى عليه عمل عامل ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا ثم قال تعالى مخبرا عن الكفرة المشركين بأنه « لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا » أي لا ترد عنهم بأس الله ولا عذابه إذا أراد بهم « وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » ثم ضرب مثلا لما ينفقه الكفار في هذه الدار قاله مجاهد والحسن والسدي فقال تعالى « مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر » أي برد شديد قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم وقال عطاء برد وجليد وعن ابن عباس أيضا ومجاهد « فيها صر » أي نار وهو يرجع إلى الأول فإن البرد الشديد ولا سيما الجليد يحرق الزروع والثمار كما يحرق الشيء بالنار « أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته » أي فأحرقته يعني بذلك السعفة إذا نزلت على حرث قد آن جذاذه أو حصاده فدمرته وأعدمت ما فيه من ثمر أو زرع فذهبت به وأفسدته فعدمه صاحبه أحوج ما كان إليه فكذلك الكفار يمحق الله ثواب أعمالهم في هذه الدنيا وثمرها كما يذهب ثمرة هذا الحرث بذنوب صاحبه وكذلكهؤلاء بنوها على غير أصل وعلى غير اساس « وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 1:06 am | |
| 118-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ 119-هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 120-إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ يقول تبارك وتعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة أي يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالا أي يسعون في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن وبما يستطيعون من المكر والخديعة ويودون ما يعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهم وقوله تعالى « لا تتخذوا بطانة من دونكم » أي من غيركم من أهل الأديان وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخلة أمره وقد روى البخاري « 6611 » والنسائي « 7/158 » وغيرهما من حديث جماعة منهم يونس ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا أستخلف من خليفة إلا كانت له ذ بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالسوء وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله وقد رواه الأوزاعي ومعاوية بن سلام عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه فيحتمل أنه عند الزهري عن أبي سلمة عنهما وأخرجه النسائي « 7/158 » عن الزهري أيضا وعلقه البخاري في صحيحه « 7198 » فقال وقال عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا فذكره فيحتمل أنه عند أبي سلمة عن ثلاثة من الصحابة والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو أيوب محمد بن الوزان حدثنا عيسى بن يونس عن أبي حيان التيمي عن أبي الزنباع عن ابن أبي الدهقانة قال قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إن هاهنا غلاما من أهل الحيرة حافظ كاتب فلو اتخذته كاتبا فقال قد اتخذت إذا بطانة من دون المؤمنين ففي هذا الأثر مع هذه الآية دليل على أن أهل الذمة لا يجوز إستعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء من أهل الحرب ولهذا قال تعالى « لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم » وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسرائيل حدثنا هشيم حدثنا العوام عن الأزهر بن راشد قال كانوا يأتون أنسا فإذا حدثهم بحديث لا يدرون ما هو أتوا الحسن يعني البصري فيفسره لهم قال فحدث ذات يوم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا فلم يدروا ما هو فأتوا الحسن فقالوا له إن أنسا حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا فقال الحسن أما قوله لا تنقشوا في خواتيمكم عربيا محمد صلى الله عليه وسلم وأما قوله لا تستضيئوا بنار المشركين يقول لا تستشيروا المشركين في أموركم ثم قال الحسن تصديق ذلك في كتاب الله « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم » هكذا رواه الحافظ أبو يعلى رحمه الله تعالى وقد رواه النسائي « 8/176 » عن مجاهد بن موسى عن هشيم ورواه الإمام أحمد « 3/99 » عن هشيم بإسناده مثله من غير ذكر تفسير الحسن البصري وهذا التفسير فيه نظر ومعناه ظاهر لا تنقشوا في خواتيمكم عربيا أي بخط عربي لئلا يشابه نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان نقشه محمد رسول الله ولهذا جاء في الحديث الصحيح أنه نهى أن ينقش أحد على نقشه وأما الإستضاءة بنار المشركين فمعناه لا تقاربوهم في المنازل بحيث تكونون معهم في بلادهم بل تباعدوا منهم وهاجروا من بلادهم ولهذاروى أبو داود لا تتراءى ناراهما وفي الحديث الآخر من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله فحمل الحديث على ما قاله الحسن رحمه الله والإستشهاد عليه بالآية فيه نظر والله أعلم ثم قال تعالى « قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر » أي قد لاح على صفحات وجوههم وفلتات ألسنتهم من العداوة مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل ولهذا قال تعالى « قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون » وقوله تعالى « ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم » أي أنتم أيها المؤمنون تحبون المنافقين بما يظهارون لكم الإيمان فتحبونهم على ذلك وهم لا يحبونكم لا باطنا ولا ظاهرا « وتؤمنون بالكتاب كله » أي ليس عندكم في شيء منه شك ولا ريب وهم عندهم الشك والريب والحيرة وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس « وتؤمنون بالكتاب كله » أي بكتابكم وكتابهم وبما مضى من الكتب قبل ذلك وهم يكفرون بكتابكم فأنتم أحق بالغضاء لهم منهم لكم رواه ابن جرير « وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ » والأنامل أطراف الأصابع قاله قتادة وقال الشاعر-وما حملت كفاي أنملي العشرا-وقال ابن مسعود والسدي والربيع بن أنس الأنامل الأصابع وهذا شأن المنافقين يظهارون للمؤمنين الإيمان والمودة وهم في الباطن بخلاف ذلك من كل وجه كما قال تعالى « وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ » وذلك أشد الغيظ والحنق قال الله تعالى « قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور » أي مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين ويغيظكم ذلك منهم فاعلموا أن الله متم نعمته على عباده المؤمنين ومكمل دينه ومعل كلمته ومظهر دينه فموتوا أنتم بغيظكم « إن الله عليم بذات الصدور » أي هو عليم بما تنطوي عليه ضمائركم وتكنه سرائركم من البغضاء والحسد والغل للمؤمنين وهو مجازيكم عليه في الدنيا بأن يريكم خلاف ما تأملون وفي الآخرة بالعذاب الشديد في النار التي أنتم خالدون فيها لا محيد لكم عنها ولا خروج لكم منها ثم قال تعالى « إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوابها » وهذه الحال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين وهو أنه إذا أصاب المؤمنين خصب ونصر وتأييد وكثروا وعز أنصارهم ساء ذلك المنافقين وإن أصاب المسلمين سنة أي جدب أو أديل عليهم الأعداء لما لله تعالى في ذلك من الحكمة كما جرى يوم أحد فرح المنافقون بذلك قال الله تعالى مخاطبا للمؤمنين « وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا » الآية يرشدهم تعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله الذي هو محيط بأعدائهم فلا حول ولا قوة لهم إلا به وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا يقع في الوجود شيء إلا بتقديره ومشيئته ومن توكل عليه كفاه ثم شرع تعالى في ذكر قصة أحد وما كان فيها من الإختبار لعباده المؤمنين والتمييز بين المؤمنين والمنافقين وبيان الصابرين فقال تعالى تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الأحد نوفمبر 16, 2008 2:14 am | |
| 121-وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 122-إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ 123-وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ المراد بهذه الواقعة يوم أحد عند الجمهور قاله ابن عباس والحسن وقتادة والسدي وغير واحد وعن الحسن والبصري المراد بذلك يوم الأحزاب ورواه ابن جرير وهو غريب لا يعول عليه وكانت وقعة أحد يوم السبت من شوال سنة ثلاث من الهجرة قال قتادة لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال وقال عكرمة يوم السبت للنصف من شوال فالله أعلم وكان سببها أن المشركين حين قتل من قتل من أشرافهم يوم بدر وسلمت العير بما فيها من التجارة التي كانت مع أبي سفيان فلما رجع قفلهم إلى مكة قالأبناء من قتل ورؤساء من بقي لأبي سفيان أرصد هذه الأموال لقتال محمد فأنفقوها في ذلك فجمعوا الجموع والأحابيش وأقبلوا في نحو من ثلاثة آلاف حتى نزلوا قريبا من أحد تلقاء المدينة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فلما فرغ منها صلى على رجل من بني النجار يقال له مالك بن عمرو واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أيخرج إليهم أم يمكث بالمدينة فأشار عبد الله بن أبي بالمقام بالمدينة فإن أقاموا بشر محبس وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم وإن رجعوا رجعوا خائبين وأشار آخرون من الصحابة ممن لم يشهد بدرا بالخروج إليهم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته وخرج عليهم وقد ندم بعضهم وقالوا لعلنا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن شئت أن نمكث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يرجع حتى يحكم الله له فسار صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه فلما كانوا بالشوط رجع عبد الله بن أبي بثلث الجيش مغضبا لكونه لم يرجع إلى قوله وقال هو وأصحابه لو نعلم اليوم قتالا لا تبعناكم ولكنا لا نراكم تقاتلون واستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرا حتى نزل الشعب من أحد عدوة الوادي وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وقال لا يقاتلن أحد حتى نأمره بالقتال وتهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبع مئة من أصحابه وأمر على الرماة عبد الله بن جبير أخا بني عمرو بن عوف والرماة يومئذ خمسون رجلا فقال لهم إنضحوا الخيل عنا ولا نؤتين من قبلكم والزموا مكانكم إن كانت النوبة لنا أو علينا وإن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين وأعطى اللواء مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الغلمان يومئذ وأخر آخرين حتى أمضاهم يوم الخندق بعد هذا اليوم بقريب من سنتين وتهيأت قريش وهم ثلاثة آلاف ومعهم مئتا فرس قد جنبوه فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ودفعوا اللواء إلى بني عبد الدار ثم كان بين الفريقين ما سيأتي تفصيله في موضعه إن شاء الله تعالى ولهذا قال تعالى « وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال » أي تين لهم منازلهم وتجعلهم ميمنة وميسرة وحيث أمرتهم « والله سميع عليم » أي سميع لما يقولون عليم بضمائركم وقد أورد ابن جرير هاهنا سؤالا حاصله كيف تقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد يوم الجمعة بعد الصلاة وقد قال الله تعالى « وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال » الآية ثم كان جوابه عنه أن غدوه ليبوئهم مقاعد إنما كان يوم السبت أول النهار وقوله تعالى « إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا » الآية قال البخاري « 4558 » حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول فينا نزلت « إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا » الآية قال نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب وقال سفيان مرة وما يسرني أنها لم تنزل لقوله تعالى « والله وليهما » وكذا رواه مسلم « 2505 » من حديث سفيان بن عيينة به وكذا قال غير واحد من السلف إنهم بنو حارثة وبنو سلمة وقوله تعالى « ولقد نصركم الله ببدر » أي يوم بدر وكان يوم جمعة وافق السابع عشر من شهر رمضان من سنة إثنتين من الهجرة وهو يوم الفرقان الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله ودمغ فيه الشرك وخرب محله وحزبه هذا مع قلة عدد المسلمين يومئذ فإنهم كانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا فيهم فارسان وسبعون بعيرا والباقون مشاة ليس معهم من العدد جميع ما يحتاجون إليه وكان العدو يومئذ ما بين التسع مئة إلى الألف في سوابغ الحديد والبيض والعدة الكاملة والخيول المسومة والحلي الزائد فأعز الله رسوله وأظهر وحيه وتنزيله وبيض وجه النبي وقبيله وأخزى الشيطان وجيله ولهذا قال تعالى ممتنا على عباده المؤمنين وحزبه المتقين « ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة » أي قليل عددكم لتعلموا أن النصر إنما هو من عند الله لا بكثرة العدد والعدد ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى « ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا » إلى « غفور رحيم » وقال الإمام أحمد « 1/49 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت عياضا الأشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض هذا الذي حدث سماكا قال وقال عمر إذا كان قتالا فعليكم أبو عبيدة قال فكتبنا إليه أنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا إنه قد جاءني كتابكم تستمدوننيوإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحصن جندا الله عز وجل فاستنصروه فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر في يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني قال فقاتلناهم فهزمناهم أربع فراسخ قال وأصبنا أموالا فتشاورنا فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل ذي رأس عشرة قال وقال أبو عبيدة من يراهنني فقال شاب أنا إن لم تغضب قال فسبقه فرايت عقيصتي أبي عبيدة تنقران وهو خلفه على فرس عري وهذا إسناد صحيح وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه « 4766 » من حديث بندار عن غندر بنحوه واختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه وبدر مكان بين مكة والمدينة تعرف ببئر ما منسوبة إلى رجل حفرها يقال له بدر بن النارين قال الشعبي بدر بئر لرجل يسمى بدرا وقوله « فاتقوا الله لعلكم تشكرون » أي تقومون بطاعته تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الأحد نوفمبر 16, 2008 2:17 am | |
| 124-إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ 125-بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ 126-وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 127-لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ 128-لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ 129-وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ اختلف المفسرون في هذا الوعد هل كان يوم بدر أو يوم أحد على قولين « أحدهما » أن قوله « إذ تقول للمؤمنين » متعلق بقوله « ولقد نصركم الله ببدر » وهذا عن الحسن البصري وعامر الشعبي والربيع بن أنس وغيرهم واختاره ابن جرير قال عباد بن منصور عن الحسن في قوله « إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة » قال هذا يوم بدر رواه ابن أبي حاتم ثم قال حدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا داود عن عامر يعني الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر يمد المشركين فشق ذلك عليهم فأنزل الله تعالى « ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين » إلى قوله « مسومين » قال فبلغت كرز الهزيمة فلم يمد المشركين ولم يمد المسلمين بالخمسة وقال الربيع بن أنس أمد الله المسلمين بألف ثم صاروا ثلاثة آلاف ثم صاروا خمسة آلاف فإن قيل فما الجمع بين هذه الآية على هذا القول وبين قوله في قصة بدر « إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين » إلى قوله « إن الله عزيز حكيم » فالجواب أن التنصيص على الألف هاهنا لا ينافي الثلاثة الآلاف فما فوقها لقوله « مردفين » بمعنى يدرفهم غيرهم ويتبعهم ألوف أخر مثلهم وهذا السياق شبيه بهذا السياق في سورة آل عمران فالظاهر أن ذلك كان يوم بدر كما هو المعروف من أن قتال الملائكة إنما كان يوم بدر والله أعلم وقال سعيد بن أبي عروبة أمد الله المسلمين يوم بدر بخمسة آلاف « القول الثاني » أن هذا الوعد متعلق بقوله « وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال » وذلك يوم أحد وهو قولمجاهد وعكرمة والضحاك والزهري وموسى بن عقبة وغيرهم لكن قالوا لم يحصل الإمداد بالخمسة الآلاف لأن المسلمين فروا يومئذ زاد عكرمة ولا بالثلاثة الآلاف لقوله تعالى « إن تصبروا وتتقوا » فلم يصبروا بل فروا فلم يمدوا بملك واحد وقوله تعالى « بلى إن تصبروا وتتقوا » يعني تصبروا على مصابرة عدوكم وتتقوني وتطيعوا أمري وقوله تعالى « ويأتوكم من فورهم هذا » قال الحسن وقتادة والربيع والسدي أي من وجههم هذا وقال مجاهد وعكرمة وأبو صالح أي من غضبهم هذا وقال الضحاك من غضبهم ووجههم وقال العوفي عن ابن عباس من سفرهم هذا ويقال من غضبهم هذا وقوله تعالى « يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين » أي معلمين بالسيما وقال أبو إسحاق السبيعي عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض وكان سيماهم أيضا في نواصي خيلهمرواه ابن أبي حاتم ثم قال حدثنا أبو زرعة حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية « مسومين » قال بالعهن الأحمر وقال مجاهد « مسومين » أي محدقة أعرافها معلمة نواصيها بالصوف الأبيض في أذناب الخيل وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه قال أتت الملائكة محمدا صلى الله عليه وسلم مسومين بالصوف فسوم محمد وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف وقال قتادة وعكرمة « مسومين » أي بسيما القتال وقال مكحول مسومين بالعمائم وروى ابن مردويه من حديث عبد القدوس بن حبيب عن عطاء ابن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله « مسومين » قال معلمين وكان سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود ويوم حنين عمائم حمر وروي من حديث حسين بن مخارق عن سعيد عن الحكم عن مقسم عن سبن عباس قال لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر وقال ابن إسحاق « 2/331 » حدثني من لا أتهم عن مقسم عن ابن عباس قال كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاء قد أرسلوها في ظهروهم ويوم حنين عمائم حمر ولم تضرب الملائكة في يوم سوى يوم بدر وكانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون ثم رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس فذكر نحوه وقال ابن أبي حاتم حدثنا الأحمسي حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن يحيى بن عباد أن الزبير رضي الله عنه كان عليه يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر رواه ابن مردويه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير فذكره وقوله تعالى « وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به » أي وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالهم إلا بشارة لكم وتطييبا لقلوبكم وتطمينا وإلا فإنما النصر من عند الله الذي لو شاء لا نتصر من أعدائه بدونكم ومن غير احتياج إلى قتالكم لهم كما قال تعالى بعد أمره المؤمنين بالقتال « ذلك ولو يشاء الله لا نتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم » ولهذا قال هاهنا « وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم » أي هو ذو العزة التي لا ترام والحكمة في قدره والأحكام ثم قال تعالى « ليقطع طرفا من الذين كفروا » أي أمركم بالجهاد لما له في ذلك من الحكمة في كل تقدير ولهذا ذكر جميع الأقسام الممكنة في الكفار المجاهدين فقال « ليقطع طرفا » أي ليهلك أمة « من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا » أي يرجعوا « خائبين » لم يحصلوا على ما أملوا ثم اعترض بجملة دلت على أن الحكمة في الدنيا والآخرة له وحده لا شريك له فقال تعالى « ليس لك من الأمر شيء » أي بل الأمر كله إلي كما قال تعالى « فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب » وقال « ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء » وقال « إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء » وقال محمد بن إسحاق في قوله « ليس لك من الأمر شيء » أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم ثم ذكر بقية الأقسام فقال « أو يتوب عليهم » أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة « أو يعذبهم » أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال « فإنهم ظالمون » أي يستحقون ذلك وقال البخاري « 4559 » حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبد الله أنبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله تعالى « ليس لك من الأمر شيء » الآية وهكذا رواه النسائي « كبرى 11075و 11076 » من حديث عبد الله بن المبارك وعبد الرزاق كلاهما عن معمر به وقال الإمام أحمد حدثنا أبوالنضر حدثنا أبو عقيل قال أحمد وهو عبد الله بن عقيل صالح الحديث ثقة حدثنا عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم العن فلانا وفلانا اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت هذه الآية « ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون » فتيب عليهم كلهم وقال أحمد « 2/104 » حدثنا أبو معاوية الغلابي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن عبد الله أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة قال فأنزل الله « ليس لك من الأمر شيء » إلى آخر الآية قال وهداهم الله للإسلام قال البخاري قال محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو على رجال من المشركين يسميهم بأسمائهم حتى أنزل الله تعالى « ليس لك من الأمر شيء » الآية وقال البخاري أيضا « 4560 » حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع وربما قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر وأجعلها عليهم سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من أحياء العرب حتى أنزل الله « ليس لك من الأمر شيء » الآية وقال البخاري « قبل 4069 » قال حميد وثابت عن مالك بن أنس شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت « ليس لك من الأمر شيء » وقد أسند هذا الحديث الذي علقه البخاري في صحيحه فقال البخاري في غزوة أحد حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله « ليس لك من الأمر شيء » الآية « 4070 » وعن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت « ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون » هكذا ذكر هذه الزيادة البخاري معلقة مرسلة وقد تقدمت مسندة متصلة في مسند أحمد آنفا وقال الإمام أحمد « 3/99 » حدثنا هشيم حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل فأنزل الله « ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون » إنفرد به مسلم « 1791 » فرواه عن القعنبي عن حماد بن سلمة عنثابت عن أنس فذكره وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا يحيى بن واضح حدثنا الحسين بن واقد عن مطر عن قتادة قال أصيب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته وفرق حاجبه فوقع وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح عن وجهه فأفاق وهو يقول كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل فأنزل الله « ليس لك من الأمر شيء » الآية وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بنحوه ولم يقل فأفاق ثم قال تعالى « ولله ما في السموات وما في الأرض » الآية أي الجميع ملك له وأهلهما عبيد بين يديه « يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء » اي هوالمتصرف فلا معقب لحكمه ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون والله غفور رحيم تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الأحد نوفمبر 16, 2008 2:21 am | |
| 130-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 131-وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ 132-وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 133-وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 134-الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 135-وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 136-أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن تعاطي الربا وأكله أضعافا مضاعفة كما كانوا في الجاهلية يقولون إذا حل أجل الدين إما أن تقضي وإما أن تربي فإن قضاه وإلا زاده في المدة وزاد الآخر في القدر وهكذا كل عام فربما تضاعف القليل حتى يسير كثيرا مضاعفا وأمر تعالى عباده بالتقوى لعلهم يفلحون في الأولى وفي الأخرى ثم توعدهم بالنار وحذرهم منها فقال تعالى « واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون » ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إلى نيل القربات فقال تعالى « وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين » أي كما أعدت النار للكافرين وقد قيل إن معنى قوله عرضها السموات والأرض تنبيها على إتساع طولها كما قال في صفة فرش الجنة « بطائنها من إستبرق » أي فما ظنك بالظهائر وقيل بل عرضها كطولها لأنها فيه تحت العرش والشيء المقبب والمستدير عرضه كطوله وقد دل على ذلك ما ثبت في الصحيح « 2390 » إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن وهذه الآية كقوله في سورة الحديد « سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض » الآية وقد روينا في مسند الإمام أحمد « 3/441 » أن هرقل كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنك دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار وقد رواه ابن جرير فقال حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني مسلم بن خالد عن ابن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى بن مرة قال لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص شيخا كبيرا قد فسد فقال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل فتناول الصحيفة رجل عن يساره قال قلت من صاحبكم الذي يقرأ قالوا معاوية فإذا كتاب صاحبي إنك كنت تدعوني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار وقال الأعمش وسفيان الثوري وشعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار فقال لهم عمر أرأيتم إذا جاء النهار أين الليل وإذا جاء الليل أين النهار فقالوا لقد نزعت مثلها من التوراة رواه ابن جرير من ثلاثة طرق ثم قال حدثنا أحمد بن حازم حدثنا أبو نعيم حدثنا جعفر بن برقان أنبأنا يزيد بن الأصم أن رجلا من أهل الكتاب قال يقولون « جنة عرضها السموات والأرض » فأين النار فقال ابن عباس رضي الله عنه أين يكون الليل إذا جاء النهار وأين يكون النهار إذا جاء الليل وقد روي هذا مر مرفوعا فقال البزار « 2196 » حدثنا محمد بن معمر حدثنا المغيرة بن سلمة أبو هشام حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت قوله تعالى « جنة عرضها السموات والأرض » فأين النار قال أرأيت الليل إذا جاء لبس كل شيء فأين النهار قال حيث شاء الله قال وكذلك النار تكون حيث شاء الله عز وجل وهذا يحتمل معنيين « أحدهما » أن يكون المعنى في ذلك أنه لا يلزم من عدم مشاهدتنا الليل إذا جاء النهار أن لا يكون في مكان وإن كنا لا نعلمه وكذلك النار تكون حيث شاء الله عز وجل وهذا أظهر كما تقدم في حديث أبي هريرة عن البزار « الثاني » أن يكون المعنى أن النهار إذا تغشى وجه العالم من هذا الجانب فإن الليل يكون من الجانب الآخر فكذلك الجنة في أعلى عليين فوق السموات تحت العرش وعرضها كما قال الله عز وجل « كعرض السموات والأرض » والنار في أسفل سافلين فلا تنافي بين كونها كعرض السموات والأرض وبين وجود النار والله أعلم ثم ذكر تعالى صفة أهل الجنة فقال « الذين ينفقون في السراء والضراء » أي في الشدة والرخاء والمنشط والمكره والصحة والمرض وفي جميع الأحوال كما قال « الذين ينفقون بالليل والنهار سرا وعلانية » والمعنى أنهم لا يشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر وقوله تعالى « والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس » أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم-كظم الغيظ والعفو عن الناس-وقد ورد في بعض الآثار يقول الله تعالى يا ابن آدم أذكرني إذا غضبت فلا أهلكك فيمن أهلكرواه ابن أبي حاتم وقد قال أبو يعلى في مسنده حدثنا أبو موسى الزمن حدثنا عيسى بن شعيب الضرير أبو الفضل حدثني الربيع بن سليمان النميري عن أبي عمرو بن أنس بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن خزن لسانه ستر الله عورته ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره وهذا حديث غريب وفي إسناده نظر وقال الإمام أحمد « 2/236 » حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وقد رواه الشيخان « خ 6114 م 2609 » من حديث مالك وقال الإمام أحمد ايضا « 1/382 » حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله مالك من مالك إلا ما قدمت وما لوارثك إلا ما أخرت قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الصرعة فيكم قلنا الذي لا تصرعه الرجال قال لا ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما الرقوب قلنا الذي لا ولد له قال لا ولكن الرقوب الذي لا يقدم من ولده شيئا أخرج البخاري « 6442 » الفصل الأول منه وأخرج مسلم « 2608 » أصل هذا الحديث من رواية الأعمش به « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/367 » حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت عروة بن عبد الله الجعفي يحدث عن أبي حصبة أو ابن أبي حصبة عن رجل شهد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال أتدرون ما الرقوب قلنا الذي لا ولد له قال الرقوب كل الرقوب الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئا قال أتدرون من الصعلوك قالوا الذي ليس له مال فقال النبي صلى الله عليه وسلم الصعلوك كل الصعلوك الذي له مال فمات ولم يقدم منه شيئا قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الصرعة قالوا الصريع الذي لا تصرعه الرجال فقال صلى الله عليه وسلم الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/34 » حدثنا ابن نمير حدثنا هشام هو ابن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن عم له يقال له جارية بن قدامة السعدي أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل علي لعلي أعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارا كل ذلك يقول لا تغضب وكذا رواه « 5/34 » عن أبي معاوية عن هشام به ورواه أيضا « 5/34 » عن يحيى بن سعيد القطان عن هشام به أن رجلا قال يا رسول الله قل لي قولا وأقلل علي لعلي أعقله فقال لا تغضب الحديث انفرد به أحمد « حديث آخر » قال أحمد « 5/373 » حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل يا رسول الله أوصني قال لا تغضب قال الرجل ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله إنفرد به أحمد « حديث آخر » قال الإمام أحمد « 5/152 » حدثنا أبو معاوية حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود عن أبي ذر رضي الله عنه قال كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقالوا أيكم يورد على أبي ذر ويحسب شعرات من رأسه فقال رجل أنا فجاء فأورد على الحوض فدقه وكان أبو ذر قائما فجلس ثم إضطجع فقيل له يا أبا ذر لم جلست ثم إضطجعت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ورواه أبو داود « 4782 » يتبع | |
|
| |
| تفسير القرآن الموضوع الرابع | |
|