| تفسير القرآن الموضوع الرابع | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: تفسير القرآن الموضوع الرابع الخميس نوفمبر 13, 2008 1:34 am | |
| 1-الم 2-اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ 3-نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 4-مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ مقدمة تفسير سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم وهي مدنية لأن صدرها إلى ثلاث وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة كما سيأتي بيان ذلك عند تفسير آية المباهلة منها إن شاء الله تعالى وقد ذكرنا ما ورد في فضلها مع سورة البقرة أول تفسير-البقرة وقد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » و « الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم » عند تفسير آية الكرسي وقد تقدم الكلام على قوله « الم » في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته وتقدم أيضا الكلام على قوله « الله لا إله إلا هو الحي القيوم » في تفسير آية الكرسي وقوله تعالى « نزل عليك الكتاب بالحق » يعني نزل عليك القرآن يا محمد بالحق أي لا شك فيه ولا ريب بل هو منزلمن عند الله أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وقوله « مصدقا لما بين يديه » أي من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله والأنبياء فهي تصدقه بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقوله « وأنزل التوراة » أي على موسى بن عمران « والإنجيل » أي على عيسى ابن مريم عليهما السلام « من قبل » أي من قبل هذا القرآن « هدى للناس » أي في زمانهما « وأنزل الفرقان » وهو الفارق بين الهدى والضلال والحق والباطل والغي والرشاد بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات والدلائل الواضحات والبراهين القاطعات ويبينه ويوضحه ويفسره ويقرره ويرشده إليه وينبه عليه من ذلك وقال قتادة والربيع بن أنس الفرقان هاهنا القرآن وأختار ابن جرير أنه مصدر هاهنا لتقدم ذكر القرآن في قوله « نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه » وهو القرآن وأما ما رواه ابن أبي حاتم عن أبي صالح أن المراد بالفرقان هاهنا التوراة فضعيف أيضا لتقدم ذكر التوراة والله أعلم وقوله تعالى « إن الذين كفروا بآيات الله » أي جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل « لهم عذاب شديد » أي يوم القيامة « والله عزيز » أي منيع الجناب عظيم السلطان « ذو إنتقام » أي ممن كذب بآياته وخالف رسله الكرام وأنبيائه العظام تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الخميس نوفمبر 13, 2008 1:36 am | |
| 5-إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء 6-هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يخبر تعالى أنه يعلم غيب السموات والأرض لا يخفى عليه شيء من ذلك « هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء » أي يخلقكم في الأرحام كما يشاء من ذكر وأنثى وحسن وقبيح وشقي وسعيد « لا إله إلا هو العزيز الحكيم » أي هو الذي خلق وهو المستحق للإلهية وحده لا شريك له وله العزة التي لا ترام والحكمة والأحكام وهذه الآية فيها تعريض بل تصريح بأن عيسى ابن مريم عبد مخلوق كما خلق الله سائر البشر لأن الله صوره في الرحم وخلقه كيف يشاء فكيف يكون إلها كما زعمته النصارى عليهم لعائن الله وقد تقلب في الأحشاء وتنقل من حال إلى حال كما قال تعالى « يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الخميس نوفمبر 13, 2008 1:39 am | |
| 7-هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ 8-رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ 9-رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم فمن رد ما أشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ومن عكس إنعكس ولهذا قال تعالى « هن أم الكتاب » أي أصله الذي يرجع إليه عند الإشتباه « وأخر متشابهات » أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه فروي عن السلف عبارات كثيرة فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمر به ويعمل به وكذا روي عن عكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل بن حيان والربيع بن أنس والسدي أنهم قالوا المحكم الذي يعمل به وعن ابن عباس أيضا أنه قال المحكمات قوله تعالى « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا » والآيات وقوله تعالى « وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه » إلى ثلاث آيات بعدها رواه ابنأبي حاتم وحكاه عن سعيد بن جبير به قال حدثنا أبي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد أن يحيى بن يعمر وأبا فاختة تراجعا في هذه الآية وهي « أم الكتاب وأخر متشابهات » فقال أبو فاختة فواتح السور وقال يحيى بن يعمر الفرائض والأمر والنهي والحلال والحرام وقال ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير « هن أم الكتاب » يقول أصل الكتاب وإنما سماهن أم الكتاب لأنهن مكتوبات في جميع الكتب وقال مقاتل بن حيان لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهن وقيل في المتشابهات المنسوخة والمقدم منه والمؤخر والأمثال فيه والأقسام وما يؤمن به ولا يعمل به رواه بن أبي طلحة عن ابن عباس وقيل هي الحروف المقطعة في أوائل السور قاله مقاتل بن حيان وعن مجاهد المتشابهات يصدق بعضها بعضا وهذا إنما هو في تفسير قوله « كتابا متشابها مثاني » هناك ذكروا أن المتشابه هو الكلام الذي كون في سياق واحد والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنة وصفة النار وذكر حال الأبرار وحال الفجار ونحو ذلك وأما هاهنا فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله حيث قال منه آيات محكمات فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم الباطل ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه قال والمتشابهات في الصدق ليس لهن تصريف وتحريف وتأويل إبتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق ولهذا قال الله تعالى « فأما الذين في قلوبهم زيغ » أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل « فيتبعون ما تشابه منه » أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال الله تعالى « إبتغاء الفتنة » أي الإضلال لأتباعهم إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم كما لو أحتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وتركوا الإحتجاج بقوله « إن هو إلا عبد أنعمنا عليه » وبقوله « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون » وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله وعبد ورسول من رسل الله وقوله تعالى « وإبتغاء تأويله » أي تحريفه على ما يريدون وقال مقاتل بن حيان والسدي يبتغون أن يعلموا ما يكون وما عواقب الأشياءمن القرآن وقد قال الإمام أحمد « 6/48 » حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات » إلى قوله « أولوا الألباب » فقال فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم هكذا وقع الحديث في مسند الإمام أحمد رحمه الله من رواية ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها ليس بينهما أحد وهكذا رواه ابن ماجة « 47 » من طريق إسماعيل بن علية وعبد الوهاب الثقفي كلاهما عن أيوب عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عنها وكذا رواه محمد بن يحيى العبدي في مسنده عن عبد الوهاب الثقفي به وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب وكذا رواه غير واحد عن أيوب وقد رواه ابن حبان في صحيحه « 76 » من حديث أيوب به ورواه أبو بكر بن المنذر في تفسيره من طريقين عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي ولقبه عارم حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة به وتابع أيوب أبو عامر الخراز وغيره عن ابن أبي مليكة فرواه الترمذي « 2993 » عن بندار عن أبي داود الطيالسي عن أبي عامر الخراز فذكره ورواه سعيد بن منصور في سننه عن حماد بن يحيى عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة ورواه ابن جرير من حديث روح بن القاسم ونافع بن عمر الجمحي كلاهما عن ابن أبي مليكة عن عائشة وقال نافع في روايته عن ابن أبي مليكة حدثتني عائشة فذكره وقد روى هذا الحديث البخاري عند تفسيره هذه الآية « 4547 » ومسلم في كتاب القدر من صحيحه « 2665 » وأبو داود في السنة من سننه « 4598 » ثلاثتهم عن القعنبي عن يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات » إلى قوله « وما يذكر إلا أولوا الألباب » قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم الدين يتبعونما تشابه منه فأولئك الذين سمى فاحذروهم لفظ البخاري وكذا رواه الترمذي « 2993 » أيضا عن بندار عن أبي داود الطيالسي عن يزيد بن إبراهيم التستري به وقال حسن صحيح وذكر أن يزيد بن إبراهيم التستري تفرد بذكر القاسم في هذا الإسناد وقد رواه غير واحد عن ابن أبي مليكة عن عائشة ولم يذكر القاسم كذا قال وقد رواه ابن أبي حاتم فقال حدثنا أبي حدثنا أبوالوليد الطيالسي حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري وحماد بن سلمة عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى « فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وقال ابن جرير حدثنا علي بن سهل حدثنا الوليد بن مسلم عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية « يتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة » فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذركم الله فإذا رأيتموهم فاعرفوهم ورواه ابن مردويه من طريق أخرى عن القاسم عن عائشة به وقال الإمام أحمد « 5/262 » حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن أبي غالب قال سمعت أبا أمامة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى « فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه » قال هم الخوارج وفي قوله تعالى « يوم تبيض وجوه وتسود وجوه » قال هم الخوارج وقد رواه ابن مردويه من غير وجه عن أبي غالب عن أبي أمامة فذكره وهذا الحديث أقل اقسامه أن يكون موقوفا من كلام الصحابي ومعناه صحيح فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة ففاجئوه بهذه المقالة فقال قائلهم وهو ذو الخويصرة بقر الله خاصرته إعدل فإنك لم تعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب وفي رواية خالد بن الوليد في قتله فقال دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا أي من جنسه قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم « خ 3610 م 1064 » ثم كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة ثم انبعث القدرية ثم المعتزلة ثم الجهمية وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا وما هم يا رسول الله قال من كان على ما أنا عليه وأصحابي أخرجه الحاكم في مستدركه « 1/129 » بهذه الزيادة وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو موسى حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا المعتمر عن أبيه عن قتادة عن الحسن بن جندب بن عبد الله أنه بلغه عن حذيفة أو سمعه منه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر إن في أمتي قوما يقرؤن القرآن ينثرونه نثر الدقل يتأولونه على غير تأويله لم يخرجوه وقوله تعالى « وما يعلم تأويله إلا الله » اختلف القراء في الوقف هاهنا فقيل على الجلالة كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال التفسير على أربعة أنحاء فتفسير لا يعذر أحد في فهمه وتفسير تعرفه العرب من لغاتها وتفسير يعلمه الراسخون في العلم وتفسير لا يعلمه إلا الله ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وأبي الشعشاء وأبي نهيك وغيرهم وقال الحافظ أبو القاسم في المعجم الكبير « 3442 » يتبع | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الخميس نوفمبر 13, 2008 1:40 am | |
| حدثنا هاشم بن مرثد حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا وأن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به » الآية وإن يودوا ذا علمهم فيضيعوه ولا يبالون عليه غريب جدا وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضهبعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه منه فآمنوا به وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال كان ابن عباس يقرأ وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون آمنا به وكذا رواه ابن جرير عن عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس إنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد الله بن مسعود إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به وكذا عن أبي بن كعب وأختار ابن جرير هذا القول ومنهم من يقف على قوله والراسخون في العلم وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول وقالوا الخطاب بما لا يفهم بعيد وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به وكذا قال الربيع بن أنس وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير وما يعلم تأويله الذي أراد ما أراد إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ثم ردوا تأويل المتشابهات على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد فاتسق بقولهم الكتاب وصدق بعضه بعضا فنفذت الحجة وظهر به العذر وزاح به الباطل ودفع به الكفر وفي الحديث « خ 75 م 2477 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ومن العلماء من فصل هذا المقام قال التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان أحدهما التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه ومنه قوله تعالى « وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل » وقوله « هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله » أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عز وجل ويكون قوله « والراسخون في العلم » مبتدأ و « يقولون آمنا به » خبره وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان والتعبير عن الشيء كقوله « نبئنا بتأويله » أي بتفسيره فإن أريد به هذا المعنى فالوقف على « والراسخون في العلم » لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الأعتبار وإن لم يحيطوا علما بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه وعلى هذا فيكون قوله « يقولون آمنا به » حال منهم وساغ هذا وأن يكون من المعطوف دون المعطوف عليه كقوله « للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم » إلى قوله « يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا » الآية وقوله تعالى « وجاء ربك والملك صفا صفا » أي وجاء الملائكة صفوفا صفوفا وقوله إخبارا عنهم إنهم يقولون آمنا به أي المتشابه كل من عند ربنا أي الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد كقوله « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا » ولهذا قال تعالى « وما يذكر إلا أولوا الألباب » أي إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها أولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا فياض الرقي حدثنا عبد الله بن يزيد وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنسا وأبا أمامة وأبا الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم فقال من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه ومن عف بطنه وفرجه فذلك من الراسخين في العلم وقال الإمام أحمد « 2/185 » حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤن فقال إنما هلك من كان قلبكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما أنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا به وما جهلتم فكلوه إلى عالمه وتقدم رواية ابن مردويه لهذا الحديث من طريق هشام بن عمار عن أبي حازم عن عمرو بن شعيب به وقد قال أبو يعلى الموصلي في مسنده « 6016 » حدثنا زهير بن حرب حدثنا أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة قال لا أعلمه إلا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نزل القرآن على سبعة أحرف والمراء في القرآن كفر قالها ثلاثا ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه جل جلاله وهذا إسناد صحيح ولكن فيه علة بسبب قول الراوي لا أعلمه إلا عن أبي هريرة وقال ابن المنذر في تفسيره حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا ابن وهب أخبرني نافع بن يزيد قال يقال الراسخون في العلم المتواضعون لله المتذللون لله في مرضاته لا يتعاظمونمن فوقهم ولا يحقرون من دونهم ثم قال تعالى مخبرا عنهم أنهم دعوا ربهم قائلين « ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا » أي لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ الذين يتبعون ما تشابه من القرآن ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم ودينك القويم « وهب لنا من لدنك رحمة » تثبت بها قلوبنا وتجمع بها شملنا وتزيدنا بها إيمانا وإيقانا « إنك أنت الوهاب » -بعض دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال ابن أبي حاتم حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب قالا جميعا حدثنا وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ثم قرأ « ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب » رواه ابن مردويه من طريق محمد بن بكار عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أم سلمة عن أسماء بنت يزيد بن السكن سمعتها تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من دعائه اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله وإن القلب ليتقلب قال نعم ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسد بن موسى عن عبد الحميد بن بهرام به مثله ورواه أيضا عن المثنى عن الحجاج بن منهال عن عبد الحميد بن بهرام به مثله وزاد قلت يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي قال بلى قولي اللهم رب محمد النبي أغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ثم قال ابن مردويه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن هارون بن بكار الدمشقي حدثنا العباس بن الوليد الخلال أخبرنا يزيد بن يحيى بن عبيد الله أخبرنا سعيد بن بشير عن قتادة عن حسان الأعرج عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أن يقيمه أقامه وإذا شاء أن يزيغه أزاغه أما تسمعي قوله « ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب » غريب من هذا الوجه ولكن أصله ثابت في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة بدون زيادة ذكر هذه الآية الكريمة وقد رواه أبو داود « 5061 » والنسائي « عمل 865 » وابن مردويه من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ زاد النسائي وابن حبان وعبد الله بن وهب كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب حدثني عبد الله بن الوليد التجيبي عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب لفظ ابن مردويه وقال عبد الرزاق « 2698 » عن مالك عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عبادة بن نسي أنه أخبره أنه سمع قيس بن الحارث يقول أخبرني أبو عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر الصديق رضي الله عنه المغرب فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل وقرأ في الركعة الثالثة قال فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية « ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا » الآية قال أبو عبيد وأخبرني عبادة بن نسي أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته فقال عمر لقيس كيف أخبرتني عن أبي عبد الله قال عمر فما تركناها منذ سمعناها منه وإن كنت قبل ذلك لعلى غير ذلك فقال له رجل على أي شيء كان أمير المؤمنين قبل ذلك قال كنت أقرا « قل هو الله أحد » وقد روى هذا الأثر الوليد بن مسلم عن مالك والأوزاعي كلاهما عن أبي عبيد به وروى هذا الأثر الوليد أيضا عن ابن جابر عن يحيى بن يحيى الغساني عن محمود بن لبيد عن الصنابحي أنه صلى خلف أبي بكر المغرب فقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة قصيرة يجهر بالقراءة فلما قام إلى الثالثة إبتدأ القراءة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتمس ثيابه فقرأ هذه الآية « ربنا لا تزغ قلوبنا » الآية-وقوله « ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه » أي يقولون في دعائهم إنك يا ربنا ستجمع بين خلقك يوم معادهم وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه وتجزي كلا بعمله وما كان عليه في الدنيا من خير وشر تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الخميس نوفمبر 13, 2008 1:41 am | |
| 10-إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ 11-كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ يخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم وقود النار « يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار » وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند الله ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه بل كما قال تعالى « فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون » وقال تعالى « لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد » وقال هاهنا « إن الذين كفروا » أي بآيات الله وكذبوا رسله وخالفوا كتابه ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه « لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار » أي حطبها الذي تسجر به وتوقد به كقوله « إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم » الآية قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا ابن لهيعة أخبرني ابن الهاد عن هند بنت الحارث عن أم الفضل أم عبد الله بن عباس قالت بينما نحن بمكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فنادى هل بلغت اللهم هل بلغت ثلاثا فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال نعم ثم أصبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى مواطنه وليخوضن رجال البحار بالإسلام وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ويقرؤنه ثم يقولون قرانا وعلمنا فمن هذا الذي هو خير منا فهل في أولئك من خير قالوا يا رسول الله فمن أولئك قال أولئك منكم وهم وقود النار وكذا رأيته بهذا اللفظ وقد رواه ابن مردويه من حديث يزيد بن عبد الله بن الهاد عن هند بنت الحارث إمرأة عبد الله بن شداد عن أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة بمكة فقال هل بلغت يقولها ثلاثا فقام عمر بن الخطاب وكان أواها فقال اللهم نعم وحرصت وجهدت ونصحت فاصبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه وليخوضن رجال البحار بالإسلام وليأتين علس الناس زمان يقرؤن القرآن فيقرؤنه ويعلمونه فيقولون قد قرأنا وعلمنا فمن هذا الذي هو خير منا فما في أولئك من خير قالوا يا رسول الله فمن أولئك قال أولئك منكم أولئك هم وقود النار ثم رواه من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم عن بنت الهاد عن العباس بن عبد المطلب بنحوه وقوله تعالى « كدأب آل فرعون » قال الضحاك عن ابن عباس كصنيع آل فرعون وكذا روي عن عكرمة ومجاهد وأبي مالك والضحاك وغير واحد ومنهم من يقول كسنة آل فرعون وكفعل آل فرعون وكشبه آل فرعون والألفاظ متقاربة والدأب بالتسكين والتحريك أيضا كنهر ونهر هو الصنيع والحال والشأن والأمر والعادة كما يقال لا يزال هذا دأبي ودأبك وقال أمرؤ القيس-وقوفا بها صحبي على مطيهم يقولون لا تأسف أسى وتجمل**كدأبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل-والمعنى كعادتك في أم الحويرث حين أهلكت نفسك في حبها وبكيت دارها ورسمها والمعنى في الآية أن الكافرين لا تغني عنهم الأموال ولا الأولاد بل يهلكون ويعذبون كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل فيما جاؤا به من آيات الله وحججه « والله شديد العقاب » أي شديد الأخذ أليم العذاب لا يمتنع منه أحد ولا يفوته شيء بل هو الفعال لما يريد الذي قد غلب كل شيء لا إله غيره ولا رب سواه تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 1:43 am | |
| 12-قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ 13-قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ يقول تعالى قل يا محمد للكافرين ستغلبون أي في الدنيا وتحشرون أي يوم القيامة إلى جهنم وبئس المهاد وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وإنك لم تلق مثلنا فأنزل الله في ذلك من قولهم « قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد » إلى قوله « لعبرة لأولي الأبصار » وقد رواه محمد بن إسحاق ايضا عن محمد بن أبي محمد عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس فذكروه ولهذا قال تعالى « قد كان لكم آية » أي قد كان لكم أيها اليهود القائلون ما قلتم آية أي دلالة على أن الله معز دينه وناصر رسوله ومظهر كلمته ومعل أمره « في فئتين » أي طائفتين « التقتا » أي للقتال « فئة تقاتل في سبيل الله » وهم المسلمون « وأخرى كافرة » وهم مشركو قريش يوم بدر وقوله « يرونهم مثليهم رأي العين » قال بعض العلماء فيما حكاه ابن جرير يرى المشركون يوم بدر أن المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم أي جعل الله ذلك فيما رأوه سببا لنصرة الإسلام عليهم وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذ قبل القتال يحرز لهم المسلمين فأخبرهم بأنهم ثلاث مئة يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا وهكذا كان الأمر كانوا ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا ثم لما وقع القتال أمدهم الله بألف من خواص الملائكة وساداتهم « والقول الثاني » أن المعنى في قوله تعالى « يرونهم مثليهم رأي العين » أي يرى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم أي ضعفيهم في العدد ومع هذا نصرهم الله عليهم وهذا لا إشكال فيه على ما رواه العوفي عن عباس أن المؤمنين كانوا يوم بدر ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا والمشركين كانوا ستمئة وعشرين وكان هذا القول مأخوذ من ظاهر هذه الآية ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ والسير وأيام الناس وخلاف المعروف عند الجمهور أن المشركين كانوا ما بين تسع مئة إلى ألف كما رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل ذلك العبد الأسود لبني الحجاج عن عدة قريش قال كثير قال كم ينحرون كل يوم قال يوما تسعا ويوما عشرا قال النبي صلى الله عليه وسلم القوم ما بين تسع مئة إلى ألف وروى أبو إسحاق السبيعي عن حارثة عن علي رضي الله عنه قال كانوا ألفا وكذا قال ابن مسعود والمشهور أنهم كانوا ما بين التسع مئة إلى الألف وعلى كل تقدير فقد كانوا ثلاثة أمثال المسلمين وعلى هذا فيشكل هذا القول والله أعلم لكن وجه ابن جرير هذا وجعله صحيحا كما تقول عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها وتكون محتاجا إلى ثلاثة آلاف كذا قال وعلى هذا فلا إشكال لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين وهو أن يقال ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر « وإذ يريكموهم إذ إلتقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا » فالجواب أن هذا كان في حالة والآخر كان في حالة أخرى كما قال السدي عن الطيب عن ابن مسعود في قوله تعالى « قد كان لكم آية في فئتين التقتا » الآية قال هذا يوم بدر قال عبد الله بن مسعود وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا وذلك قوله تعالى « وإذ يريكموهم إذ إلتقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم » الآية وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي تراهم سبعين قال أراهم مئة قال فأسرنا رجلا منهم فقلنا كم كنتم قال ألفا فعند ما عاين كل من الفريقين الآخر رأي المسلمون المشركين مثلهم أي أكثر منهم بالضعف ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم عز وجل ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء وهؤلاء في أعين هؤلاء ليقدم كل منهما على الآخر « ليقضي الله أمرا كان مفعولا » أي ليفرق بين الحق والباطل فيظهر كلمة الإيمان على الكفر والطغيان ويعز المؤمنين ويذل الكافرين كما قال الله تعالى « ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة » وقال هاهنا « والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار » أي إن في ذلك لعبرة لمن له بصيرة وفهم ليهتدي به إلى حكم الله وأفعاله وقدره الجاري بنصر عبادهالمؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:37 pm | |
| 14-زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ 15-قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ من النساء والبنين فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والإستكثار منه وإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء وقوله صلى الله عليه وسلم الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله وقوله في الحديث الآخر حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة وقالت عائشة رضي الله عنها لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل وفي رواية من الخيل إلا النساء وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا وتارة يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يعبد الله وحده لا شريك له فهذا محمود ممدوح كما ثبت في الحديث تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وحب المال كذلك تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء والتجبر على الفقراء فهذا مذموم وتارة يكون للنفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات ووجوه البر والطاعات فهذا ممدوح محمود شرعا وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال وحاصلها أنه المال الجزيل كما قاله الضحاك وغيره وقيل ألف دينار وقيل ألف ومئة دينار وقيل إثنا عشر ألفا وقيل أربعون ألفا وقيل ستون ألفا وقيل سبعون ألفا وقيل ثمانون ألفا وقيل غير ذلك وقد قال الإمام أحمد « 2/363 » حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار إثنا عشر ألف أوقية خير مما بين السماء والأرض وقد رواه ابن ماجة « 3660 » عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة به وقد رواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفا كرواية وكيع في تفسيره حيث قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة قال القنطار إثنا عشر ألف أوقية الأوقية خير مما بين السماء والأرض هذا أصح وهكذا رواه ابن جرير عن معاذ بن جبل وابن عمر وحكاه ابن أبي حاتم عن أبي هريرة وأبي الدرداء أنهم قالوا القنطار ألف ومائتا أوقية ثم قال ابن جرير رحمه الله حدثنا زكريا بن يحيى الضرير حدثنا شبابة حدثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية وهذا حديث منكر أيضا والأقرب أن يكون موقوفا على أبي بن كعب كغيره من الصحابة وقد روى ابن مردويه من طريق موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن إبراهيم عن يحنس أبي موسى عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ مئة آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مئة آية إلى ألف اصبح له قنطارا من الأجر عند الله القنطار منه مثل الجبل العظيم ورواه وكيع عن موسى بن عبيدة بمعناه وقال الحاكم في مستدركه « 2/178 » حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي بتنيس حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا زهير بن محمد حدثنا حميد الطويل ورجل آخر عن أنس بن مالك قالسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى « والقناطي المقنطرة » قال القنطار ألفا أوقية صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا رواه الحاكم وقد رواه ابن أبي حاتم بلفظ آخر فقال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن الرقي أنبأنا عمرو بن أبي سلمة أنبأنا زهير يعني ابن محمد أنبأنا حميد الطويل ورجل آخر قد سماه يعني يزيد الرقاشي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله قنطار يعني ألف دينار وهكذا رواه ابن مردويه ورواه الطبراني عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم عن عمرو بن أبي سلمة فذكر بإسناده مثله سواء وروى ابن جرير عن الحسن البصري عنه مرسلا أو موقوفا عليه القنطار ألف ومائتا دينار وهو رواية العوفي عن ابن عباس وقال الضحاك من العرب من يقول القنطار ألف ومائتا دينار ومنهم من يقول إثنا عشر ألفا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عارم عن حماد عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال القنطار ملء مسك الثور ذهبا قال أبو محمد ورواه محمد بن موسى الحرسي عن حماد بن زيد مرفوعا والموقوف أصح « وحب الخيل على ثلاثة أقسام » تارة يكون ربطها أصحابها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها فهؤلاء يثابون وتارة تربط فخرا ونواء لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر وتارة للتعفف وإقتناء نسلها ولم ينس حق الله في رقابها فهذه لصاحبها ستر كما سيأتي الحديث بذلك إن شاء الله تعالى عند قوله تعالى « وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل » الآية وأما المسومة فعن ابن عباس رضي الله عنهما المسومة الراعية والمطهمة الحسان وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبزي والسدي والربيع بن أنس وأبي سنان وغيرهم وقال مكحول المسومة الغرة والتحجيل وقيل غير ذلك وقد قال الإمام أحمد « 5/170 » حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب ماله وأهله إليه وأحب أهله وماله إليه وقوله تعالى « والأنعام » يعني الإبل والبقر والغنم « والحرث » يعني الأرض المتخذة للغراس والزراعة وقال الإمام أحمد « 3/468 » حدثنا روح بن عبادة حدثنا أبو نعامة العدوي عن مسلم بن بديل عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال خير مال أمرئ له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة المأبورة الكثيرة النسل والسكة النخل المصطف والمأبورة الملقحة ثم قال تعالى « ذلك متاع الحياة الدنيا » أي إنما هذا زهرة الحياة وزينتها الفانية الزائلة « والله عنده حسن المآب » أي حسن المرجع والثواب وقد قال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن عطاء عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال قال عمر بن الخطاب لما نزلت « زين للناس حب الشهوات » قلت الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت « قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين أتقوا » الآية ولهذا قال تعالى « قل أؤنبئكم بخير من ذلكم » أي قل يا محمد للناس أأخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة ثم أخبر عن ذلك فقال « للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار » أي تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار من أنواع الأشربة من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر « خالدين فيها » أي ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حولا « وأزواج مطهرة » أي من الدنس والخبث والأذى والحيض والنفاس وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا « ورضوان من الله » أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدا ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة « ورضوان من الله أكبر » أي أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم ثم قال تعالى « والله بصير بالعباد » أي يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:38 pm | |
| 16-الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 17-الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ يصف تبارك وتعالى عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل فقال تعالى « الذين يقولون ربنا إننا آمنا » أي بك وبكتابك وبرسولك « فاغفر لنا ذنوبنا » أي بإيماننا بك وبما شرعته لنا فاغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا من أمرنا بفضلك ورحمتك « وقنا عذاب النار » ثم قال تعالى « الصابرين » أي في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات « والصادقين » فيما أخبروا به من إيمانهم بما يلتزمونه من الأعمال الشاقة « والقانتين » والقنوت الطاعة والخضوع « والمنفقين » أي من أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات وصلة الأرحام والقرابات وسد الخلات ومواساة ذوي الحاجات « والمستغفرين بالأسحار » دل على فضيلة الإستغفار وقت الأسحار وقد قيل إن يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه « سوف استغفر لكم ربي » أنه أخرهم إلى وقت السحر وثبت في الصحيحين وغيرهما من المسانيد والسنن من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له الحديث وقد أفرد الحافظ أبو الحسن الدارقطني في ذلك جزءا على حدة فرواه من طرق متعددة وفي الصحيحين « خ 996 م 745 » عن عائشة رضي الله عنها قالت من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل ثم يقول يا نافع هل جاء السحر فإذا قال نعم أقبل على الدعاء والإستغفار حتى يصبح رواه ابن أبي حاتم وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا أبي عن حريث بن أبي مطر عن إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول يا رب أمرتني فأطعتك وهذا السحر فاغفر لي فنظرت فإذا هو ابن مسعود رضي الله عنه وروى ابن مردويه عن أنس بن مالك قال كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أن نستغفر في آخر السحر سبعين مرة تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:41 pm | |
| 18-شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 19-إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ 20-فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ شهد تعالى وكفى به شهيدا وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم وأصدق القائلين « أنه لا إله إلا هو » أي المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق وأن الجميع عبيده وخلقه وفقراء إليه وهو الغني عما سواه كما قال تعالى « لكن الله يشهد بما أنزل إليك » الآية ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم » وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام « قائما بالقسط » منصوب على الحال وهو في جميع الأحوال كذلك « لا إله إلا هو » تأكيد لما سبق « العزيز الحكيم » العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة وكبرياء الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره وقال الإمام أحمد « 1/166 » حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية بن الوليد حدثني جبير بن عمرو القرشي حدثنا أبو سعد الأنصاري عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوام عن الزبير بن العوام قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم » وأنا على ذلك من الشاهدينيا رب وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر فقال حدثنا علي بن حسين حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني حدثنا عمر بن حفص بن ثابت أبو سعيد الأنصاري حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ هذه الآية « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة » قال وأنا أشهد أي رب وقال الحافظ أبوالقاسم الطبراني في المعجم الكبير « 10/10453 » حدثنا عبدان بن أحمد وعلي بن سعيدالرازي قالا حدثنا عمار بن عمر المختار حدثني أبي حدثني غالب القطان قال أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش فلما كانت ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل فمر بهذه الآية « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام » ثم قال الأعمش وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة « إن الدين عند الله الإسلام » قالها مرارا قلت لقد سمع فيها شيئا فغدوت إليه فودعته ثم قلت يا أبا محمد إني سمعتك تردد هذه الآية قال أو ما بلغك ما فيها قلت أنا عندك منذ شهر لم تحدثني قال والله لا أحدثك بها إلى سنة فأقمت سنة فكنت على بابه فلما مضت السنة قلت يا أبا محمد قد مضت السنة قال حدثني أبو وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله عز وجل عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة وقوله تعالى « إن الدين عند الله الإسلام » إخبارا منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام وهو إتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعالى « ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه » الآية وقال في هذه الآية مخبرا إنحصار الدين المتقبل منه عنده في الإسلام « إن الدين عند الله الإسلام » وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام » بكسر إنه وفتح أن الدين عند الله الإسلام أي شهد هو والملائكة وأولوا العلم من البشر بأن الدين عند الله الإسلام والجمهور قرؤها بالكسر على الخبر وكلا المعنيين صحيح ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول إنما اختلفوا بعد ما قامت الحجة بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب عليهم فقال « وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم » أي بغى بعضهم على بعض فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله وإن كانت حقا ثم قال تعالى « ومن يكفر بآيات الله » أي من جحد ما أنزل الله في كتابه « فإن الله سريع الحساب » أي فإن الله سيجازيه على ذلك ويحاسبه على تكذيبه ويعاقبه على مخالفته كتابه ثم قال تعالى « فإن حاجوك » أي جادلوك في التوحيد « فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن » أي فقل أخلصت عبادتي لله وحده لا شريك له ولا ند له ولا ولد ولا صاحبة له « ومن اتبعن » أي على ديني يقول كمقالتي كما قال تعالى « قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني » الآية ثم قال تعالى آمرا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى طريقته ودينه والدخول في شرعه وما بعثه الله به الكتابين من المليين والأميين من المشركين فقال تعالى « قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ » أي والله عليه حسابهم وإليه مرجعهم ومآبهم وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ولهذا قال تعالى « والله بصير بالعباد » أي هو عليم بمن يستحق الهداية وممن يستحق الضلالة وهو الذي « لا يسئل عما يفعل وهم يسألون » وما ذلك إلا لحكمته ورحمته وهذه الآية وأمثالها من أصرح الدلالات على عموم بعثته صلوات الله وسلامه عليه إلى جميع الخلق كما هو معلوم من دينه ضرورة وكما دل عليه الكتاب والسنة في غير ما آية وحديث فمن ذلك قوله تعالى « قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا » وقال تعالى « تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا » وفي الصحيحين وغيرهما مما ثبت تواتره بالوقائع المتعددة أنه صلى الله عليه وسلم بعث كتبه يدعو إلى الله ملوك الآفاق وطوائف بني آدم من عربهم وعجمهم كتابيهم وأميهم إمتثالا لأمر الله له بذلك وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار رواه مسلم « 153 » وقال صلى الله عليه وسلم بعثت إلى الأحمر والأسود « م 521 » وقال كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة « خ 335 م 521 » وقال الإمام أحمد « 3/175 » حدثنا مؤمل حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه أن غلاما يهوديا كان يضع للنبي صلى الله عليه وسلم وضوءه ويناوله نعليه فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا فلان قل لا إله إلا الله فنظر إلى أبيه فسكت أبوه فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى أبيه فقال أبوه أطع أبا القاسم فقال الغلام أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أخرجه بي من النار رواه البخاري في الصحيح « 1356 » إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:42 pm | |
| 21-إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 22-أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ هذا ذم من الله تعالى لأهل الكتاب بما ارتكبوه من المآثم والمحارم في تكذيبهم بآيات الله قديما وحديثا التي بلغتهم إياها الرسل إستكبارا عليهم وعنادا لهم وتعاظما على الحق واستنكافا عن اتباعه ومع هذا قتلوا من قتلوا من النبيين حين بلغوهم عن الله شرعه بغير سبب ولا جريمة منهم إليهم إلا لكونهم دعوهم إلى الحق « ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس » وهذا هو غاية الكبر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس « م 91 » وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو الزبير الحسن بن علي بن مسلم النيسابوري نزيل مكة حدثني أبو حفص عمر بن حفص يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاري حدثنا محمد بن حمزة حدثنا أبوالحسن مولى لبني أسد عن مكحول عن أبي قبيصة ابن ذؤيب الخزاعي عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة قال رجل قتل نبيا أو من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم » الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة فقام مئة وسبعون رجلا من بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله عز وجل وهكذا رواه ابن جرير عن أبي عبيد الوصابي محمد بن حفص عن ابن حمير عن أبي الحسن مولى بني أسد عن مكحول به وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قتلت بنو إسرائيل ثلاثمئة نبي من أول النهار وأقاموا سوق بقلهم من آخره رواه أبو حاتم ولهذا لما أن تكبروا عن الحق واستكبروا علىالخلق قابلهم الله على ذلك بالذلة والصغار في الدنيا والعذاب المهين في الآخرة فقال تعالى « فبشرهم بعذاب أليم » أي موجع مهين « أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:44 pm | |
| 23-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ 24-ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ 25-فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ يقول تعالى منكرا على اليهود والنصارى المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم اللذين بأيديهم وهما التوراة والإنجيل وإذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله فيما أمرهم به فيهما من إتباع محمد صلى الله عليه وسلم تولوا وهم معرضون عنهما وهذا في غاية ما يكون من ذمهم والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد ثم قال تعالى « ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات » أي إنما حملهم وجرأهم على مخالفة الحق افتراؤهم على الله فيما ادعوه لأنفسهم أنهم إنما يعذبون في النار سبعة أيام عن كل ألف سنة في الدنيا يوما وقد تقدم تفسير ذلك في سورة البقرة ثم قال تعالى « وغرهم فيدينهم ما كانوا يفترون » أي ثبتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم من زعمهم أن النار لا تسمهم بذنوبهم إلا أياما معدودات وهم الذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم واختلفوا ولم ينزل الله به سلطانا قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا « فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه » أي كيف يكون حالهم وقد افتروا على الله وكذبوا رسله وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والله تعالى سائلهم عن ذلك كله وحاكم عليهم ومجازيهم به ولهذا قال تعالى « فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه » أي لا شك في وقوعه وكونه « ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:46 pm | |
| 26-قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 27-تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ يقول تبارك وتعالى « قل » يا محمد معظما لربك وشاكرا له ومفوضا إليه ومتوكلا عليه « اللهم مالك الملك » أي لك الملك كله « تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء » أي أنت المعطي وأنت المانع وأنت الذي ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن وفي هذه الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة لأن الله تعالى حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي الأمي المكي خاتم الأنبياء على الإطلاق ورسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله وخصه بخصائص لم يعطها نبيا من الأنبياء ولا رسولا من الرسل في العلم بالله وشريعته واطلاعه على الغيوب الماضية والآتية وكشفه له عن حقائق الآخرة ونشر أمنه في الآفاق في مشارق الأرض ومغاربها وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان والشرائع فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ما تعاقب الليل والنهار ولهذا قال تعالى « قل اللهم مالك الملك » الآية أي أنت المتصرف في خلقك الفعال لما تريد كما رد تعالى على من يحكم عليه في أمره حيث قال « قل اللهم مالك الملك » الآية أي أنت المتصرف في خلقك الفعال لما تريد كما رد تعالى على من يحكم عليه في أمره حيث قال « وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم » قال الله ردا عليهم « أهم يقسمون رحمة ربك » الآية أي نحن نتصرف فيما خلقنا كما نريد بلا ممانع ولا مدافع ولنا الحكمة البالغة والحجة التامة في ذلك وهكذا يعطي النبوة لمن يريد كما قال تعالى « الله أعلم حيث يجعل رسالته » وقال تعالى « أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض » الآية وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة إسحاق ابن أحمد من تاريخه عن المأمون الخليفة أنه رأى في قصر ببلاد الروم مكتوبا بالحميرية فعرب له فإذا هو بسم الله ما أختلف الليل والنهار ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا بنقل النعيم عن ملك قد زال سلطانه إلى ملك وملك ذي العرش دائم أبدا ليس بفان ولا بمشترك وقوله تعالى « تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل » أي تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان ثم تأخذ من هذا في هذا فيتعاونان ثم يعتدلان وهكذا في فصول السنة ربيعا وصيفا وخريفا وشتاء وقوله تعالى « وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي » أي تخرج الزرع من الحب والحب من الزرع والنخلة من النواة والنواة من النخلة والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء « وترزق من تشاء بغير حساب » أي تعطي من شئت من المال ما لا يعده ولا يقدر على إحصائه وتقتر على آخرين لما لك في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة والعدل قال الطبراني « كبير 12/12792 » حدثنا محمد بن زكريا العلائي حدثنا جعفر بن جسر بن فرقد حدثنا أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران « قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:47 pm | |
| 28-لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال « ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء » أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله كما قال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة » إلى أن قال « ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل » وقال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا » وقال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم من بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم » الآية وقال سبحانه وتعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب « والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير » وقوله تعالى « إلا أن تتقوا منهم تقاة » أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله ان يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم وقال الثوري قال ابن عباس ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان وكذا رواه العوفي عن ابن عباس إنما التقية باللسان وكذا قال أبو العالية وأبو الشعشاء والضحاك والربيع بن أنس ويؤيده ما قالوه قول الله تعالى « من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان » الآية وقال البخاري قال الحسن التقية إلى يوم القيامة ثم قال تعالى « وإلى الله المصير » أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون قال قام فينا معاذ فقال يا بني أود إني رسول سول الله إليكم تعلمون أن المعاد إلى الله إلى الجنة أو إلى النار تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 10:49 pm | |
| 29-قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 30-يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ يخبر تبارك وتعالى عباده أنه يعلم السرائر والضمائر والظواهر وأنه لا يخفى عليه منهم خافية بل علمه محيط بهم في سائر الأحوال والأزمان والأيام واللحظات وجميع الأوقات وجميع ما في الأرض والسموات لا يغيب عنه مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك في جميع أقطار الأرض والبحار والجبال « والله على كل شيء قدير » أي وقدرته نافذة في جميع ذلك وهذا تنبيه منه لعباده على خوفه وخشيته لئلا يرتكبوا ما نهى عنه وما يبغضه منهم فإنه عالم بجميع أمورهم وهو قادر على معاجلته بالعقوبة وإن أنظر من أنظر منهم فإنه يمهل ثم يأخذ عزيز مقتدر ولهذا قال بعد هذا « يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا » الآية يعني يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر كما قال تعالى « ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر » فما رأى من أعماله حسنا سره ذلك وأفرحه وما رأى من قبيح ساءه وغصه وود لو أنه تبرأ منه وأن يكون بينهما أمد بعيد كما يقول لشيطانه الذي كان مقرونا به في الدنيا وهو الذي جزأه على فعل السوء « يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين » ثم قال تعالى مؤكدا ومهددا ومتوعدا « ويحذركم الله نفسه » أي يخوفكم عقابه ثم قال جل جلاله مرجيا لعباده لئلا ييئسوا من رحمته ويقنطوا من لطفه « والله رؤوف بالعباد » قال الحسن البصري من رأفتهبهم حذرهم نفسه وقال غيره أي رحيم بخلقه يحب لهم أن يستقيموا على صراطه المستقيم ودينه القويم وأن يتبعوا رسوله الكريم تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:37 pm | |
| 31-قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 32-قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من إدعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح « خ 2697 م 1718 » عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ولهذا قال « إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله » أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء ليس الشأن أن تحب إنما الشأن أن تحب وقال الحسن البصري وغيره من السلف زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية فقال « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله » وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد الأعلى بن أعين عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله قال الله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني وقال أبوزرعة عبد الأعلى هذا منكر الحديث ثم قال تعالى « ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم » أي باتباعكم الرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا من بركة سفارته ثم قال تعالى آمرا لكل أحد من خاص وعام « قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا » أي تخالفوا عن أمره « فإن الله لا يحب الكافرين » فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر والله لا يحب من اتصف بذلك وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء بل المرسلين بل أولوا العزم منهم في زمانه ما وسعهم إلا اتباعه والدخول في طاعته واتباع شريعته كما سيأتي تقريره عند قوله تعالى « وإذ أخذ الله ميثاق النبيين » الآية إن شاء الله تعالى تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:43 pm | |
| 33-إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ 34-ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يخبر تعالى أنه اختار هذه البيوت على سائر أهل الأرض فاصطفى آدم عليه السلام خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء وأسكنه الجنة ثم أهبطه منها لما له في ذلك من الحكمة واصطفى نوحا عليه السلام وجعله أول رسوله بعثه إلى أهل الأرض لما عبد الناس الأوثان وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وانتقم له لما طالت مدته بين ظهراني قومهيدعوهم إلى الله ليلا ونهارا سرا وجهارا فلم يزدهم ذلك إلا فرار فدعا عليهم فأغرقهم الله عن آخرهم ولم ينج منهم إلا من اتبعه على دينه الذي بعثه الله به وأصطفى آل إبراهيم ومنهم سيد البشر خاتم الأنبياء على الأطلاق محمد صلى الله عليه وسلم وآل عمران والمراد بعمران هذا هو والد مريم بنت عمران أم عيسى ابن مريم عليه السلام قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله هو عمران بن ياشم بن ميشا بن حزقيا بن إبراهيم ابن غرايا بن ناوش بن أجر بن بهوا بن نازم بن مقاسط بن إيشا بن إياز بن رخيعم بن سليمان بن داود عليهما السلام فعيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم كما سيأتي بيانه في سورة الأنعام إن شاء الله تعالى وبه الثقة تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:49 pm | |
| 35-إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 36-فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ امرأة عمران هذه أم مريم عليها السلام وهي حنة بنت فاقوذ قال محمد بن إسحاق وكانت امرأة لا تحمل فرأت يوما طائرا يزق فرخه فاشتهت الولد فدعت الله تعالى أن يهبها ولدا فاستجاب الله دعاءها فواقعها زوجها فحملت منه فلما تحققت الحمل نذرت أن يكون محررا أي خالصا مفرغا للعبادة لخدمة بيت المقدس فقالت يا رب « إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم » أي السميع لدعائي العليم بنيتي ولم تكن تعلم ما في بطنها أذكرا أم أنثى « فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت » قرئ برفع التاء على أنها تاء المتكلم وأن ذلك من تمام قولها وقرئ بتسكين التاء على أنه من قول الله عز وجل « وليس الذكر كالأنثى » أي في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى « وإني سميتها مريم » فيه دليل على جواز التسمية يوم الولادة كما هو الظاهر من السياق لأنه شرع من قبلنا وقد حكي مقررا وبذلك ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ولد لي الليلة ولد سميته بإسم أبي إبراهيم أخرجاه « خ 1303 م 2315 » وكذلك ثبت فيهما « خ 5470 م 2144 » أن أنس بن مالك ذهب بأخيه حين ولدته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه عبد الله وفي صحيح البخاري أن رجلا قال يا رسول الله ولد لي الليلة ولد فما أسميه قال سم ابنك عبد الرحمن وثبت في الصحيح أيضا « خ 6191 م 2149 » أنه لما جاء أبو أسيد بابنه ليحنكه فذهل عنه فأمر به أبوه فرد إلى منزلهم فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس سماه المنذر فأما حديث قتادة عن الحسن البصري عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل غلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه فقد رواه أحمد « 5/7 » وأهل السنن « د 2837 س 7/166 جه 3165 » وصححه الترمذي « 1522 » وروي ويدمى وهو أثبت وأحفظ والله أعلم وكذا ما رواه الزبير بن بكار في كتاب النسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن ولده إبراهيم وسماه إبراهيم فإسناده لا يثبت وهو مخالف لما في الصحيح ولو صح لحمل على أنه اشتهر أسمه بذلك يومئذ والله أعلم وقوله إخبارا عن أم مريم أنها قالت « وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » أي عوذتها بالله عز وجل من شر الشيطان وعوذت ذريتها وهو ولدها عيسى عليه السلام فاستجاب الله لها ذلك كما قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولوديولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة أقرؤوا إن شئتم « وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » أخرجاه « خ 4548 م 2366 » من حديث عبد الرزاق ورواه ابن جرير عن أحمد بن الفرج عن بقية عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وروي من حديث قيس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى ابن مريم ومريم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم « وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم » ومن حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ورواه مسلم « 2366 » عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة ورواه ابن وهب أيضا عن ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة ورواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصل الحديث وهكذا رواه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده أمه إلا عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن بالحجاب تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:51 pm | |
| 37-فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ يخبر ربنا أنه تقبلها من أمها نذيرة وأنه أنبتها نباتا حسنا أي جعلها شكلا مليحا ومنظرا بهيجا ويسر لها أسباب القبول وقرنها بالصالحين من عباده تتعلم منهم العلم والخير والدين فلهذا قال « وكفلها زكريا » بتشديد الفاء ونصب زكرياعلى المفعولية أي جعله كافلا لها قال ابن إسحاق وما ذلك إلا أنها كانت يتيمة وذكر غيره أن بني إسرائيل اصابتهم سنة جدب فكفل زكريا مريم لذلك ولا منافاة بين القولين والله أعلم وإنما قدر الله كون زكريا كفلها لسعادتها لتقتبس منه علما جما نافعا وعملا صالحا لأنه كان زوج خالتها على ماذكره ابن إسحاق وابن جرير وغيرهما وقيل زوج أختها كما ورد في الصحيح « م 162 » فإذا بيحيى وعيسى وهما ابنا الخالة وقد يطلق على ما ذكره ابن إسحاق ذلك أيضا توسعا فعلى هذا كانت في حضانة خالتها وقد ثبت في الصحيح « خ 2699 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في عمارة بنت حمزة أن تكون في حضانة خالتها امرأة جعفر بن أبي طالب وقال الخالة بمنزلة الأم ثم أخبر تعالى عن سيادتها وجلادتها في محل عبادتها فقال « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا » قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو الشعشاء وإبراهيم النخعي والضحاك وقتادة والربيع بن أنس وعطية العوفي والسدي يعني وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف وعن مجاهد « وجد عندها رزقا » أي علما أو قال صحفا فيها علم رواه ابن أبي حاتم والأول أصح وفيه دلالة على كرامات الأولياء وفي السنة لهذا نظائر كثيرة فإذا رأى زكريا هذا عندها « قال يا مريم أنى لك هذا » أي يقول من أين لك هذا « قالت هو من عندالله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا سهل بن زنجلة حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا عبد الله بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع قالت لا والله بأبي أنت وأمي فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت والله لأؤثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت بأبي أنت وأمي قد أتى الله بشيء فخبأته لك قال هلمي يا بنية قالت فأتيته بالجفنة فكشفت عنها فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهت وعرفت أنها بركة من الله فحمدت الله وصليت على نبيه وقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه حمد الله وقال من أين لك هذا يا بنية يا أبت « هو من عند الله إن الله يرزق منيشاء بغير حساب » فحمد الله وقال الحمد لله الذي جعلك يا بنية شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا وسئلت عنه قالت « هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل علي وفاطمة وحسن وحسين وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته حتى شبعوا جميعا قالت وبقيت الجفنة كما هي قالت فأوسعت ببقيتها على جميع الجيران وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:52 pm | |
| 38-هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء 39-فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ 40-قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ 41-قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ لما رأى زكريا عليه السلام أن الله يرزق مريم عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء طمع حينئذ في الولد وإن كان شيخا كبيرا قد وهن منه العظم واشتعل الرأس شيبا وكانت أمرأته مع ذلك كبيرة وعاقرا لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداء خفيا وقال « رب هب لي من لدنك » أي من عندك ذرية طيبة أي ولدا صالحا إنك سميع الدعاء قال الله تعالى « فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب » أي خاطبته الملائكة شفاهاخطابا أسمعته وهو قائم يصلي في محراب عبادته ومحل خلوته ومجلس مناجاته وصلاته ثم أخبر تعالى عما بشرته به الملائكة « أن الله يبشرك بيحيى » أي بولد يوجد لك من صلبك إسمه يحيى قال قتادة وغيره إنما سمي يحيى لأن الله أحياه بالإيمان وقوله « مصدقا بكلمة من الله » روى العوفي وغيره عن ابن عباس وقال الحسن وقتادة وعكرمة ومجاهد وأبو الشعشاء والسدي والربيع بن أنس والضحاك وغيره في هذه الآية « مصدقا بكلمة من الله » أي بعيسى ابن مريم وقال الربيع بن أنس هو أول من صدق بعيسى ابن مريم وقال قتادة وعلى سننه ومنهاجه وقال ابن جريج قال ابن عباس في قوله « مصدقا بكلمة من الله » قال كان يحيى وعيسى ابني خالة وكانت أم يحيى تقول لمريم إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك فذلك تصديقه له في بطن أمه وهو أول من صدق عيسى وكلمة الله عيسى وهو أكبر من عيسى عليه السلام وهكذا قال السدي أيضا وقوله « وسيدا » قال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة وسعيد بن جبير وغيرهم الحليم وقال قتادة سيدا في العلم والعبادة وقال ابن عباس والثوري والضحاك السيد الحليم المتقي قال سعيد بن المسيب هو الفقيه العالم وقال عطية السيد في خلقه ودينه وقال عكرمة هو الذي لا يغلبه الغضب وقال ابن زيد هو الشريف وقال مجاهد وغيره هو الكريم على الله عز وجل وقوله « وحصورا » روي عن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي الشعشاء وعطية العوفي أنهم قالوا الذي لا يأتي النساء وعن أبي العالية والربيع بن أنس هو الذي لا يولد له ولا ماء له وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا يحيى بن المغيرة أنبأنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس في الحصور الذي لا ينزل الماء وقد روى ابن أبي حاتم في هذا حديثا غريبا جدا فقال حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب البغدادي حدثني سعيد بن سليمان حدثنا عباد يعني ابن العوام عن يحيى بن سعيد عن المسيب عن ابن العاص لا يدرى عبد الله أو عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله « سيدا وحصورا » قال ثم تناول شيئا من الأرض فقال كان ذكره مثل هذا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول ليس أحد من خلق الله لا يلقاه بذنب غير يحيى بن زكريا ثم قرأ سعيد « وسيدا وحصورا » ثم أخذ شيئا من الأرض فقال الحصور من ذكره مثل ذا وأشار يحيى بن سعيد القطان بطرف أصبعه السبابة فهذا موقوف أصح إسنادا من المرفوع ورواه ابن المنذر في تفسيره حدثنا أحمد بن داود السمناني حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يلقى الله إلا ذا ذنب إلا يحيى بن زكريا فإن الله يقول « وسيدا وحصورا » قال وإنما ذكره مثل هدبة الثوب وأشار بأنملته وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عيسى ابن حماد ومحمد بن سلمة المرادي قالا حدثنا حجاج بن سليمان المقري عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم يلقى الله بذنب يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال وكان ذكره مثل هذه القذاة وقد قال القاضي عياض في كتابه الشفاء إعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى أنه كان « حصورا » ليس كما قاله بعضهم إنه كان هيوبا أولا ذكر له بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا هذه نقيصة وعيب ولا يليق بالأنبياء عليهم السلام وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب أي لا يأتيها كأنه حصور عنها وقيل مانعا نفسه من الشهوات وقيل ليست له شهوة في النساء وقد بان لك من هذا أن عدم القدرة على النكاح نقص وإنما الفضل في كونها موجودة ثم يمنعها إما بمجاهدة كعيسى أو بكفاية من الله عز وجل كيحيى عليه السلام ثم هي في حق من قدر عليها وقام بالواجب فيها ولم تشغله عن ربه درجة عليا وهي درجة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي لم يشغله كثرتهن عن عبادة ربه بل زادهذلك عبادة بتحصينهن وقيامه عليهن وإكسابه لهن وهدايته إياهن بل قد صرح أنها ليست من حظوظ دنياه هو وإن كانت من حظوظ دنيا غيره فقال حبب إلي من دنياكم هذا لفظه والمقصود أنه مدح ليحيى بأنه حصور ليس أنه لا يأتي النساء بل معناه كما قاله هو وغيره أنه حصور من الفواحش والقاذورات ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال وغشيانهن وإيلادهن بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء زكريا المتقدم حيث قال « هب لي من لدنك ذرية طيبة » كأنه قال ولدا له ذرية ونسل وعقب والله سبحانه وتعالى أعلم وقوله « ونبيا من الصالحين » هذه بشارة ثانية بنبوة يحيى بولادته وهي أعلى من الأولى كقوله لأم موسى « إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين » فلما تحقق زكريا عليه السلام هذه البشارة وأخذ يتعجب من وجود الولد منه بعد الكبر « قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال » أي الملك « كذلك الله يفعل ما يشاء » أي هكذا أمر الله عظيم لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه أمر « قال رب أجعل لي آية » أي علامة أستدل بها على وجود الولد مني « قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا » أي إشارة لا تستطيع النطق مع أنك سوي صحيح كما في قوله « ثلاث ليال سويا » ثم أمر بكثرة الذكر والتكبير والتسبيح في هذه الحال فقال تعالى « واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار » وسيأتي طرف آخر في بسط هذا المقام في أول سورة مريم إن شاء الله تعالى تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:55 pm | |
| 42-وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ 43-يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ 44-ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ هذا إخبار من الله تعالى بما خاطبت به الملائكة مريم عليها السلام عن أمر الله لهم بذلك أن الله قد اصطفاها أي إختارها الله لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهارتها من الأكدار والوساوس وأصطفاها ثانيا مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين قال عبد الرزاق « 20603 » أنبأنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى « إن الله اصطفاك وطهرك وأصطفاك على نساء العالمين » قال كان أبو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناء على ولد في صغره ورعاة على زوج في ذات يده ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط ولم يخرجه من هذا الوجه سوى مسلم « 2527 » فإنه رواه عن محمد بن رافع وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق به وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد أخرجاه في الصحيحين « خ 3432 م 2430 » منحديث هشام به مثله وقال الترمذي « 3878 » حدثنا أبو بكر بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون تفرد به الترمذي وصححه وقال عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه قال كان ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت رسول الله رواه ابن مردويه وروى ابن مردويه من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا آدم العسقلاني حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة سمعت مرة الهمداني يحدث عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وقد أخرجه الجماعة إلا أبا داود « خ 2411 م 2431 ت 1834 س 7/68 جه 3280 » من طريق شعبة به ولفظ البخاري كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسيةامرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة عن النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقد استقصيت طرق هذا الحديث وألفاظه في قصة عيسى بن مريم عليه السلام في كتابنا البداية والنهاية ولله الحمد والمنة ثم أخبر تعالى عن الملائكة أنهم أمروها بكثرة العبادة والخشوع والركوع والسجود والدأب في العمل لما يريد الله بها من الأمر الذي قدره الله وقضاه مما فيه محنة لها ورفعة في الدارين بما أظهر الله فيها من قدرته العظيمة حيث خلق منها ولدا من غير أب فقال تعالى « يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين » أما القنوت فهو الطاعة في خشوع كما قال تعالى « وله من في السموات والأرض كل له قانتون » وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة ورواه ابن جرير من طريق ابن لهيعة عن دراج وفيه نكارة وقال مجاهد كانت مريم عليها السلام تقوم حتى تتورم كعباها والقنوت هو طول الركوع في الصلاة يعني إمتثالا لقول الله تعالى « يا مريم اقنتي لربك » قال الحسن يعني أعبدي لربك « واسجدي واركعي مع الراكعين » أي كوني منهم وقال الأوزاعي ركدت في محرابها راكعة وساجدة وقائمة حتى نزل ماء الأصفر في قدميها رضي الله عنها وأرضاها وقد ذكر الحافظ بن عساكر في ترجمتها من طريق محمد بن يونس الكديمي وفيه مقال ثنا علي بن بحر بن بري ثنا الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير في قوله « يا مريم اقنتي لربك واسجدي » قال سجدت حتى نزل الماء الأصفر في عينيها وذكر ابن أبي الدنيا ثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كانت مريم عليها السلام تغتسل في كل ليلة ثم قال تعالى لرسوله بعد ما أطلعه على جلية الأمر « ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك » أي نقصه عليك « وما كنت لديهم » أي ما كنت عندهم يا محمد فتخبرهم عن معاينة عما جرى بل أطلعك الله على ذلك كأنك حاضر وشاهد لما كان من أمرهم حين اقترعوا في شأن مريم أيهم يكفلها وذلك لرغبتهم في الأجر قال ابن جرير حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثني حجاج عن ابن جريج عن القاسم بن أبي بزة أنه أخبره عن عكرمة وأبي بكر عن عكرمة قال ثم خرجت بها يعني مريم في خرقها إلى بني الكاهن بن هارون أخي موسى عليهما السلام قال وهم يومئذ يلون في بيت المقدس ما تلي الحجبة من الكعبة فقالت لهم دونكم هذه النذيرة فإني حررتها وهي أنثى ولا يدخل الكنيسة حائض وأنا لا أردها إلى بيتي فقالوا هذه ابنة إمامنا وكان عمران يؤمهم في الصلاة وصاحب قرباننا فقال زكريا أدفعوها لي فإن خالتها تحتي فقالوا لا تطيب أنفسنا هي ابنة إمامنا فذلك حين اقترعوا عليها بأقلامهم التي يكتبون بها التوراة فقرعهم زكريا فكفلها وقد ذكر عكرمة أيضا والسدي وقتادة والربيع بن أنس وغير واحد دخل حديث بعضهم في بعض إنهم ذهبوا إلى نهر الأردن واقترعوا هنالك على أن يلقوا أقلامهم فأيهم يثبت في جرية الماء فهو كافلها فألفوا أقلامهم فاحتملها الماء إلا قلم زكريا فإنه ثبت ويقال إنه ذهب صاعدا يشق جرية الماء وكان مع ذلك كبيرهم وسيدهم وعالمهم وإمامهم ونبيهم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:57 pm | |
| 45-إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 46-وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ 47-قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ هذه بشارة من الملائكة لمريم عليها السلام بأن سيوجد منها ولد عظيم له شأن كبير قال الله تعالى « إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه » أي بولد يكون وجوده بكلمة من الله أي يقول له كن فيكون وهذا تفسير قوله « مصدقا بكلمة من الله » كما ذكره الجمهور على ما سبق بيانه « إسمه المسيح عيسى ابن مريم » أي يكون هذا مشهورا في الدنيا يعرفه المؤمنون بذلك وسمي المسيح قال بعض السلف لكثرة سياحته وقيل لأنه كان مسيح القدمين لا أخمص لهماوقيل لأنه كان إذا مسح أحدا من ذوي العاهات برئ بإذن الله تعالى وقوله تعالى « عيسى ابن مريم » نسبة إلى أمه حيث لا أب له « وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين » أي له وجاهة ومكانة عند الله في الدنيا بما يوحيه الله إليه من الشريعة وينزله عليه من الكتاب وغير ذلك مما منحه الله به وفي الدار الآخرة يشفع عند الله فيمن يأذن له فيه فيقبل منه أسوة بإخوانه من أولي العزم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين وقوله « ويكلم الناس في المهد وكهلا » أي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له في حال صغره معجزة وآية وفي حال كهولته حين يوحي الله إليه « ومن الصالحين » أي في قوله وعمله له علم صحيح وعمل صالح قال محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن شرحبيل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تكلم أحد في صغره إلا عيسى وصاحب جريج وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو الصقر يحيى بن محمد بن قزعة حدثنا الحسين يعني المروزي حدثنا جرير يعني ابن حازم عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاث عيسى وصبي كان في زمن جريج وصبي آخر « خ 2482 م 2550 » فلما سمعت بشارة الملائكة لها بذلك عن الله عز وجل قالت في مناجاتها « رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر » تقول كيف يوجد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولا من عزمي أن أتزوج ولست بغيا حاشا لله فقال لها الملك عن الله عز وجل في جواب ذلك السؤال « كذلك الله يخلق ما يشاء » أي هكذا أمر الله عظيم لا يعجزه شئ وصرح هاهنا بقوله « يخلق ما يشاء » ولم يقل يفعل كما في قصة زكريا بل نص هاهنا على أنه يخلق لئلا يبقى لمبطل شبهة وأكد ذلك بقوله « إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون » أي فلا يتأخر شيئا بل يوجد عقيب الأمر بلا مهلة كقوله « وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر » أي إنما نأمر مرة لا مثنوية فيها فيكون ذلك الشيء سريعا كلمح البصر تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:59 pm | |
| 48-وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 49-وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 50-وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ 51-إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ يقول تعالى مخبرا عن تمام بشارة الملائكة لمريم بابنها عيسى عليه السلام أن الله يعلمه الكتاب والحكمة الظاهر المراد بالكتاب هاهنا الكتابة والحكمة تقدم تفسيرها في سورة البقرة والتوراة والإنجيل فالتوراة الكتاب الذي أنزل على موسى بن عمران والإنجيل الذي أنزل على عيسى ابن مريم عليهما السلام وقد كان عيسى عليه السلام يحفظ هذا وهذا وقوله « ورسولا إلى بني إسرائيل » قائلا لهم « أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله » وكذلك كان يفعل بصور من الطين شكل طير ثم ينفخ فيه فيطير عيانا بإذن الله عز وجل الذي جعل هذا معجزة له تدل على أنه أرسله « وأبرئ الأكمه » قيل إنه الذي يبصر نهارا ولا يبصر ليلا وقيل بالعكس وقيل الأعمش وقيل هو الذي يولد أعمى وهو أشبه لأنه أبلغ في المعجزة وأقوى في التحدي « والأبرص » معروف « وأحيي الموتى بإذن الله » قال كثير من العلماء بعث الله كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة فبعثه الله بمعجزات بهرت الأبصار وحيرت كل سحار فلما أستيقنوا أنها من عند العظيم الجبار إنقادوا للإسلام وصاروا من عباد الله الأبرار وأما عيسىعليه السلام فبعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه إلا أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد أو على مداواة الأكمه والأبرص وبعث من هو في قبره رهين إلى يوم التناد وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعث في زمان الفصحاء والبلغاء وتجاريد الشعراء فأتاهم بكتاب من الله عز وجل فلو إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله لم يستطيعوا أبدا لو كان بعضهم لبعض ظهيرا وما ذاك إلا أن كلام الرب عز وجل لا يشبه كلام الخلق أبدا وقوله « وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم » أي أخبركم بما أكل أحدكم الآن وما هو مدخر له في بيته لغد « إن في ذلك » أي في ذلك كله « لآية لكم » أي على صدقي فيما جئتكم به « إن كنتم مؤمنين ومصدقا لما بين يدي من التوراة » أي مقرا لهم ومثبتا « ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم » فيه دلالة على أن عيسى عليه السلام نسخ بعض شريعة التوراة وهو الصحيح من القولين ومن العلماء من قال لم ينسخ منها شيئا وإنما أحل لهم بعض ما كانوا يتنازعون فيه خطأ وكشف لهم عن الغطاء في ذلك كما قال في الآية الأخرى « ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه » والله أعلم ثم قال « وجئتكم بآية من ربكم » أي بحجة ودلالة على صدقي فيما أقول لكم « فأتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فأعبدوه » أي أنا وأنتم سواء في العبودية له والخضوع والإستكانة إليه « هذا صراط مستقيم » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:01 am | |
| 52-فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 53-رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 54-وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ يقول تعالى « فلما أحس عيسى » أي إستشعر منهم التصميم على الكفر والإستمرار على الضلال قال من أنصاري إلى الله قال مجاهد أي من يتبعني إلى الله وقال سفيان الثوري وغيره أي من أنصاري مع الله وقول مجاهد أقرب والظاهر أنه أراد من أنصاري في الدعوة إلى الله كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مواسم الحج قبل أن يهاجر من رجل يؤويني حتى أبلغ كلام ربي فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي حتى وجد الأنصار فآووه ونصروه وهاجر إليهم فواسوه ومنعوه من الأسود والأحمر رضي الله عنهم وأرضاهم وهكذا عيسى ابن مريم عليه السلام إنتدب له طائفة من بني إسرائيل فآمنوا به ووازروه ونصروه وأتبعوا النور الذي أنزل معه ولهذا قال تعالى مخبرا عنهم « قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون ربنا آمنا بما أنزلت وأتبعنا الرسول فأكتبنا مع الشاهدين » الحواريون قيل كانوا قصارين وقيل سموا بذلك لبياض ثيابهم وقيل صيادين والصحيح أن الحواري الناصر كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ندب الناس يوم الأحزاب فأنتدب الزبير ثم ندبهم فأنتدب الزبير رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواري الزبير وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله « فأكتبنا مع الشاهدين » قال مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا إسناد جيد ثم قال تعالى مخبرا عن ملإ بني إسرائيل فيما هموا به من الفتك بعيسى عليه السلام وإرادته بالسوء والصلب حين تمالؤا عليه ووشوا به إلى ملك ذلك الزمان وكان كافرا أن هنا رجلا يضل الناس ويصدهم عن طاعة الملك ويفند الرعايا ويفرق بين الأب وابنه إلى غير ذلك مما تقادوه في رقابهم ورموه به من الكذب وأنه ولد زنية حتى إستثاروا غضب الملك فبعث في طلبه من يأخذه ويصلبه وينكل به فلما أحاطوا بمنزلة وظنوا أنهم قد ظفروا به نجاه الله تعالى من بينهم ورفعه من روزنة ذلك البيت إلى السماء وألقى الله شبهه على رجل ممن كان عنده في المنزل فلما دخل أولئك أعتقدوه في ظلمة الليل عيسى فأخذوه وأهانوه وصلبوه ووضعوا على رأسه الشوك وكان هذا من مكر الله بهم فإنه نجى نبيه ورفعه من بين أظهرهموتركهم في ضلالهم يعمهون يعتقدون أنهم قد ظفروا بطلبتهم وأسكن الله في قلوبهم قسوة وعنادا للحق ملازما لهم وأورثهم ذلة لا تفارقهم إلى يوم التناد ولهذا قال تعالى « ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين » تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:03 am | |
| 55-إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 56-فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ 57-وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ 58-ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ إختلف المفسرون في قوله تعالى « إني متوفيك ورافعك إلي » فقال قتادة وغيره هذا من المقدم والمؤخر وتقديره إني رافعك إلي ومتوفيك يعني بعد ذلك وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إني متوفيك أي مميتك وقال محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه قال توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه قال ابن إسحاق والنصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات ثم أحياه قال إسحاق بن بشر عن إدريس عن وهب أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ثم رفعه قال مطر الوراق إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت وكذا قال ابن جرير توفيه هو رفعه وقال الأكثرون المراد بالوفاة هاهنا النوم كما قال تعالى « وهو الذي يتوفاكم بالليل » الآية وقال تعالى « الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها » الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور « خ 6312 م 2711 » الحديث وقال تعالى « وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيم وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم » إلى قوله « وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيز حكيما وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا » والضمير في قوله قبل موته عائد على عيسى عليه السلام أي وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة على ما سيأتي بيانه فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلهم لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه حدثنا الربيع بن أنس عن الحسن أنه قال في قوله تعالى « إني متوفيك » يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود إن عيسى لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة وقوله تعالى « ومطهرك من الذين كفروا » أي برفعي إياك إلى السماء « وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة » وهكذا وقع فإن المسيح عليه السلام لما رفعه الله إلى السماء تفرقت أصحابه شيعا بعده فمنهم من آمن بما بعثه الله به على أنه عبد الله ورسوله وابن أمته ومنهم من غلا فيه فجعله ابن الله وآخرون قالوا هو الله وآخرون قالوا هو ثالث ثلاثة وقد حكى الله مقالتهم في القرآن ورد على كل فريق فأستمروا على ذلك قريبا من ثلاث مئة سنة ثم نبع لهم ملك من ملوك اليونان يقال له قسطنطين فدخل في دين النصرانية قيل حيلة ليفسده فإنه كان فيلسوفا وقيل جهلا منه إلا أنه بدل لهم دين المسيح وحرفه وزاد فيه ونقص منه ووضعت له القوانين والأمانة الكبرى التي هي الخيانة الحقيرة وأحل في زمانه لحم الخنزير وصلوا إلى المشرق وصوروا له الكنائس والمعابد والصوامع وزاد في صيامهم عشرة أيام من أجل ذنب أرتكبه فيما يزعمون وصار دين المسيح دين قسطنطين إلى أن بنى لهم من الكنائس والمعابد والصوامع والديارات ما يزيد على إثني عشر ألف معبد وبنى المدينة المنسوبة إليه وأتبعه طائفة الملكية منهم وهم في هذا كله قاهارون لليهود أيده الله عليهم لأنه أقرب إلى الحق منهم وإن كان الجميع كفارا عليهم لعائن الله فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فكان من آمن به يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله على الوجه الحق فكانوا هم أتباع كل نبي على وجه الأرض إذ قد صدقوا الرسول النبي الأميالعربي خاتم الرسل وسيد ولد آدم على الإطلاق الذي دعاهم إلى التصديق بجميع الحق فكانوا أولى بكل نبي من أمته الذين يزعمون أنهم على ملته وطريقته مما قد حرفوا وبدلوا ثم لو لم يكن شيء من ذلك لكان قد نسخ الله شريعة جميع الرسل بما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الدين الحق الذي لا يبدل ولا يغير إلى قيام الساعة ولا يزال قائما منصورا ظاهرا على كل دين فلهذا فتح الله لأصحابه مشارق الأرض ومغاربها وأحتازوا جميع الممالك ودانت لهم جميع الدول وكسروا كسرى وقصروا قيصر وسلبوهما كنوزهما وأنفقت في سبيل الله كما أخبرهم بذلك نبيهم عن ربهم عز وجل في قوله « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا » الآية فلهذا لما كانوا هم المؤمنين بالمسيح حقا سلبوا النصارى بلاد الشام وألجؤهم إلى الروم فلجئوا إلى مدينتهم القسطنطينية ولا يزال الإسلام وأهله فوقهم إلى يوم القيامة وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أمته بأن آخرهم سيفتحون القسطنطينية ويستفيئون ما فيها من الأموال ويقتلون الروم مقتلة عظيمة جدا لم ير الناس مثلها ولا يرون بعدها نظيرها وقد جمعت في هذا جزءا مفردا ولهذا قال تعالى « وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين » وكذلك فعل بمن كفر بالمسيح من اليهود أو غلا فيه أو أطراه من النصارى عذبهم في الدنيا بالقتل والسبي وأخذ الأموال وإزالة الأيدي عن الممالك وفي الدار الآخرة عذابهم أشد وأشق « وما لهم من الله من واق » « وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم » أي في الدنيا والآخرة في الدنيا بالنصر والظفر وفي الآخرة بالجنات العاليات « والله لا يحب الظالمين » ثم قال تعالى « ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم » أي هذا الذي قصصنا عليك يا محمد في أمر عيسى ومبدأ ميلاده وكيفية أمره هو مما قاله تعالى وأوحاه إليك ونزله عليك من اللوح المحفوظ فلا مرية فيه ولا شك كما قال تعالى في سورة مريم « ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون » وهاهنا قال تعالى تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
| |
|
| |
badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: رد: تفسير القرآن الموضوع الرابع السبت نوفمبر 15, 2008 12:06 am | |
| 59-إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 60-الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ 61-فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ 62-إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 63-فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ يقول جل وعلا « إن مثل عيسى عند الله » في قدرة الله حيث خلقه من غير أب « كمثل آدم » حيث خلقه من غير أب ولا أم بل « خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون » فالذي خلق آدم من غير أب قادر على أن يخلق عيسى بطريق الأولى والأحرى وإن جاز أدعاء النبوة في عيسى لكونه مخلوقا من غير أب فجوز ذلك في آدم بالطريق الأولى ومعلوم بالإتفاق أن ذلك باطل فدعواه في عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادا ولكن الرب جل جلاله أراد أن يظهر قدرته لخلقه حين خلق آدم لا من ذكر ولا من أنثى وخلق حواء من ذكر بلا أنثى وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى ولهذا قال تعالى في سورة مريم « ولنجعله آية للناس » وقال هاهنا « الحق من ربك فلا تكن من الممترين » أي هذا هو القول الحق في عيسى الذي لا محيد عنه ولا صحيح سواه وماذا بعد الحق إلا الضلال ثم قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يباهل من عاند الحق في أمر عيسى بعد ظهور البيان « فمن حاجك فيهمن بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم » أي نحضرهم في حال المباهلة « ثم نبتهل » أي نلتعن « فنجعل لعنة الله على الكاذبين » أي منا ومنكم-المباهلة-وكان سبب نزول المباهلة وما قبلها من أول السورة إلى هنا في وفد نجران أن النصارى لما قدموا فجعلوا يحاجون في عيسى ويزعمون فيه ما يزعمون من النبوة والإلهية فأنزل الله صدر هذه السورة ردا عليهم كما ذكره الإمام محمد بن إسحاق بن يسار وغيره قال ابن إسحاق في سيرته المشهورة « 2/254 » وغيره وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ستون راكبا فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم وهم العاقب وأسمه عبد المسيح والسيد وهو الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل وأويس بن الحارث وزيد وقيس ويزيد وابنيه وخويلد وعمرو وخالد وعبد الله ويحنس وأمر هؤلاء يؤول إلى ثلاثة منهم وهم العاقب وكان أمير القوم وذا رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه والسيد وكان عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم وأبو حارثة بن علقمة وكان أسقفهم صاحب مدارستهم وكان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه وبنوا له الكنائس وأخدموه لما يعلمونه من صلابته في دينهم وقد كان يعرف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته وشأنه مما علمه من الكتب المتقدمة ولكن حمله ذلك على الإستمرار في النصرانية لما يرى من تعظيمه فيها وجاهه عند أهلها قال ابن إسحاق « 2/256 » وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال قدموا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم المدينة فدخلوا عليه في مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات جبب وأردية من جمال رجال بني الحارث بن كعب قال يقول من رآهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأينا بعدهم وفد مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم فصلوا إلى المشرق قال « 2/257 » فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة والعاقب عبد المسيح والسيد الأيهم وهم من النصرانية على دين الملك مع اختلاف أمرهم يقولون هو الله ويقولون هو ولد الله ويقولون هو ثالث ثلاثة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا وكذلك النصرانية فهم يحتجون في قولهم هو الله بأنه كان يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص والأسقام ويخبر بالغيوب ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا وذلككله بأمر الله وليجعله الله آية للناس ويحتجون في قولهم بأنه ابن الله يقولون لم يكن له أب يعلم وقد تكلم في المهد بشيء لم يصنعه أحد من بني آدم قبله ويحتجون على قولهم بأنه ثالث ثلاثة يقول الله تعالى فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا فيقولون لو كان واحدا ما قال إلا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت ولكنه هو وعيسى ومريم تعالى الله وتقدس وتنزه عما يقول الظالمون والجاهلون علوا كبيرا وفي كل ذلك من قولهم قد نزل القرآن فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلما قالا قد أسلمنا قال إنكما لم تسلما فأسلما قالا بلى قد اسلمنا قبلك قال كذبتما يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا فمن أبوه يا محمد فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فلم يجبهما فأنزل الله في ذلك من قولهم وإختلاف أمرهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها ثم تكلم ابن إسحاق على تفسيرها إلى أن قال فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الله والفصل من القضاء بينه وبينهم وأمر بما أمر به من ملاعنتهم أن ردوا ذلك عليه دعاءهم إلى ذلك فقالوا يا أبا القاسم دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه ثم أنصرفوا عنه ثم خلوا بالعاقب وكان ذا رأيهم فقالوا يا عبد المسيح ماذا ترى فقال والله يا معشر النصارى لقد عرفتم إن محمدا لنبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ولقد علمتم أنه مالاعن قوم نبيا قط فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم وإنه الإستئصال منكم إن فعلتم فإن كنتم أبيتم إلا ألف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وأنصرفوا إلى بلادكم فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم قد رأينا أن لا نلاعنك ونتركك على دينك ونرجع على ديننا ولكن أبعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء أختلفنا فيها في أموالنا فإنكم عندنا رضا قال محمد بن جعفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أئتوني العشيةأبعث معكم القوي الأمين فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ما أحببت الإمارة قط حبي إياها يومئذ رجاء أن أكون صاحبها فرحت إلى الظهر مهجرا فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سلم ثم نظر عن يمينه وشماله فجعلت أتطاول له ليراني فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح فدعاه فقال اخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه قال عمر فذهب بها أبو عبيدة رضي الله عنه وقد روى ابن مردويه من طريق محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج أن وفد أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه إلا أنه قال في الأشراف كانوا إثني عشر وذكر بقيته بأطول من هذا السياق وزيادات أخر وقال البخاري « 4380 » حدثنا عباس بن الحسين حدثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة رضي الله عنه قال جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه قال فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا قالا إنا نعطيك ما سألتنا وأبعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا أميا فقال لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قم يا أبا عبيدة بن الجراح فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أمين هذه الأمة رواه البخاري « 4381 » ومسلم « 2420 » والترمذي « 3796 » والنسائي « صحابة 93 » وابن ماجه « 135 » من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة بنحوه وقد رواه أحمد « 1/414 » والنسائي « صحابة 93 » وابن ماجه « 136 » من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة عن ابن مسعود بنحوه وقال البخاري « 4382 » حدثنا أبوالوليد حدثنا شعبة عن خالد عن أبي قلابة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وقال الإمام أحمد « 1/348 » حدثنا إسماعيل بن يزيد الرقي أبو يزيد حدثنا فرات عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال قال أبو جهل قبحه الله إن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأتينه حتى أطأ على رقبته قال فقال لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا وقد رواه البخاري والترمذي « 3348 » والنسائي « كبرى 11685 خ 4958 » من حديث عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم به وقال الترمذي حسن صحيح وقد روى البيهقي في دلائل النبوة « 5/385 » قصة وفد نجران مطولة جدا ولنذكره فإن فيه فوائد كثيرة وفيه غرابة وفيه مناسبة لهذا المقام قال البيهقي حدثنا أبو عبد الله الحافظ أبو سعيد ومحمد بن موسى بن الفضل قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع عن أبيه عن جده قال يونس وكان نصرانيا فأسلم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان بأسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد النبي رسول الله أسقف نجران وأهل نجران إن أسلمتم فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فإن أبيتم فالجزية فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام فلما أتى الأسقف الكتاب وقرأه فظع به وذعره ذعرا شديدا وبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة وكان من همدان ولم يكن أحد يدعى إذا نزلت معضلة قبله لا الأيهم ولا السيد ولا العاقب فدفع الأسقف كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل فقرأه فقال الأسقف يا أبا مريم ما رأيك فقال شرحبيل قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة فما يؤمن أن يكون هذا هو ذاك الرجل ليس لي في أمر النبوة رأي ولو كان في أمر من أمور الدنيا لأشرت عليك فيه برأيي واجتهدت لك فقال له الأسقف تنح فاجلس فتنحى شرحبيل فجلس ناحية فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له عبد الله بن شرحبيل وهو من ذي أصبح من حمير فأقرأهالكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال مثل قول شرحبيل فقال له الأسقف تنح فأجلس فتنحى عبد الله فجلس ناحية فبعث الأسقف إلى رجل من أهل نجران يقال له جبار بن فيض بني الحارث بن كعب أحد بني الحماس فأقرأه الكتاب وسأله عن الرأي فيه فقال له مثل قول شرحبيل وعبد الله فأمره الأسقف فتنحى فجلس ناحية فلما إجتمع الرأي منهم على تلك المقالة جميعا أمر الأسقف بالناقوس فضرب به ورفعت النيران والمسوح في الصوامع وكذلك كانوا يفعلون إذا فزعوا بالنهار وإذا كان فزعهم ليلا ضربوا بالناقوس ورفعت النيران في الصوامع فاجتمعوا حين ضرب بالناقوس ورفعت المسوح أهل الوادي أعلاه وأسفله وطول الوادي مسيرة يوم للراكب السريع وفيه ثلاث وسبعون قرية وعشرون ومئة ألف مقاتل فقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم عن الرأي فيه فأجتمع رأي أهل الرأي منهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل الأصبحي وجبار ابن فيض الحارثي فيأتونهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق الوفد حتى إذا كانوا بالمدينة وضعوا ثياب السفر عنهم ولبسوا حللا لهم يجرونها من حبرة وخواتيم الذهب ثم انطلقوا حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه فلم يرد عليهم وتصدوا لكلامه نهارا طويلا فلم يكلمهم وعليهم تلك الحلل وخواتيم الذهب فانطلقوا يتبعون عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وكانا معرفة فوجدوهما في ناس من المهاجرين والأنصار في مجلس فقالوا يا عثمان ويا عبد الرحمن إن نبيكم كتب إلينا كتابا فأقبلنا مجيبين له فأتيناه فسلمنا عليه فلم يرد سلامنا وتصديقنا لكلامه نهارا طويلا فأعيانا أن يكلمنا فما الرأي منكما أترون أن نرجع فقالا لعلي بن أبي طالب وهو في القوم ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم فقال علي لعثمان وعبد الرحمن أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم ويلبسوا ثياب سفرهم ثم يعودون إليه ففعلوا فسلموا عليه فرد سلامهم ثم قال والذي بعثني بالحق لقد أتوني المرة الأولى وإن إبليس لمعهم ثم سألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له ما تقول في عيسى فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى يسرنا إن كنت نبيا أن نسمع ما تقول فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقول لي ربي في عيسى فأصبح الغد وقد أنزل الله هذه الآية « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم » إلى قوله « الكاذبين » فأبوا أن يقروا بذلك فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد بعد ماأخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميل له وفاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة وله يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل لصاحبيه لقد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا ولم يصدروا إلا عن رأي وإني والله أرى أمرا ثقيلا والله لئن كان هذا الرجل مبعوثا فكنا أول العرب طعنا في عينيه وردا عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور أصحابه حتى يصيبنا بجائحة وإنا لأدنى العرب منهم جوارا ولئن كان هذا الرجل نبيا مرسلا فلاعناه لا يبقى منا على وجه الأرض شعر ولا ظفر إلا هلك فقال صاحباه فما الرأي يا أبا مريم فقال أرى أن أحكمه فإني أرى رجلا لا يحكم شططا أبدا فقالا له أنت وذاك قال فتلقى شرحبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك فقال وما هو فقال حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل وراءك أحد يثرب عليك فقال شرحبيل سل صاحبي فسألهما فقالا ما يرد الوادي ولا يصدر إلا عن شرحبيل فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلاعنهم حتى إذا كان من الغد أتوه فكتب لهم هذا الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما كتب النبي محمد رسول الله لنجران إن كان عليهم حكمه في كل نمرة وكل صفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فاضل عليهم وترك ذلك كله لهم على ألفي حلة في كل رجب ألف حلة وفي كل صفر ألف حلة وذكر تمام الشروط وبقية السياق والغرض أن وفودهم كان في سنة تسع لأن الزهري قال كان أهل نجران أول من أدى الجزية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وآية الجزية إنما أنزلت بعد الفتح وهي قوله تعالى « قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر » الآية وقال أبو بكر بن مردويه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن داود المكي حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة قال فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن الحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثني بالحق لو قاللا لأمطر عليهم الوادي نارا قال جابر وفيهم نزلت « تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم » قال جابر « أنفسنا وأنفسكم » رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب « وأبناءنا » الحسن والحسين « ونساءنا » فاطمة وهكذا رواه الحاكم في مستدركه « 2/593 594 » عن علي بن عيسى عن أحمد بن محمد الأزهري عن علي بن حجر عن علي بن مسهر عن داود بن أبي هند به بمعناه ثم قال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هكذا قال وقد رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي مرسلا وهذا أصح وقد روي عن ابن عباس والبراء نحو ذلك ثم قال الله تعالى « إن هذا لهو القصص الحق » أي هذا الذي قصصناه عليك يا محمد في شأن عيسى هو الحق الذي لا معدل عنه ولا محيد « وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم فإن تولوا » أي عن هذا إلى غيره « فإن الله عليم بالمفسدين » أي من عدل عن الحق إلى الباطل فهو المفسد والله عليم به وسيجزيه على ذلك شر الجزاء وهو القادر الذي لا يفوته شيء سبحانه وبحمده ونعوذ به من حلول نقمته تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير | |
|
| |
| تفسير القرآن الموضوع الرابع | |
|