مليون طفل شوارع
وتشير تقديرات لمنظمة الصحة العالمية أن أطفال الشوارع في مصر يزيدون على مليون طفل مشرد يجوبون الشوارع نهاراً للسرقة أو الشحاذة، وفي الليل ينامون في الخرابات والمباني المهدمة أو على الأرصفة فيما تقدرها مصادر اجتماعية أخرى بما بين 900 الف ومليون ونصف طفل.
كما تظهر الأرقام الرسمية أن حوالي 2.7 مليون طفل يعملون في مصر أي حوالي 10 في المائة من السكان دون سن 14 عاما، وتشير دراسات اجتماعية إلى أن قسما كبيرا من هؤلاء الأطفال تسعى عائلاتهم لإخراجهم من التعليم بسبب الفقر وتشغيلهم وهم أطفال أو أنهم يهربون نتيجة خلافات عائلية.
كما تشير دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن مدينة القاهرة هي أكثر المدن التي ينتشر بها المشردون ونسبة كبيرة منهم من الأطفال، حيث تؤوي في شوارعها 31.6 في المائة من المشردين، تليها محافظة بورسعيد 16.8 في المائة، بينما تقل النسب في مدن ومحافظات الجنوب.
يقول أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع أن الفقر والتفكك الأسري وراء انتشار هذه الظاهرة، حيث يأتي معظم هؤلاء من عائلات مفككة أو فقيرة، ويرجع المجدوب أسباب هذه الظاهرة عموما إلى التفكك الأسري والفقر ونمو وانتشار التجمعات السكانية العشوائية التي يرى أنها البؤر الأولى والأساسية المفرزة والمستقبلة للأطفال المشردين .
كما يرفض تسميتهم "أطفال الشوارع" لأنها مستعارة من التسمية التي يطلقها علماء الاجتماع على اللقطاء في دول أميركا اللاتينية، في حين أن الأطفال المتسكعين في شوارع مصر لهم عائلات يعرفونها وبعضهم يبيت في منزل أسرته، وإن كان يقضي نهاره وجزءا من ليله هائما على وجهه في الشارع، ولذلك يفضل أن يطلق عليهم اسم "المشردون" .
وينتشر هؤلاء الأطفال في الصباح في الطرقات العامة ومواقف السيارات والقطارات للشحاذة أو النشل أو بيع بعض البضائع الهامشية مثل ورق المناديل، ويتجمعون غالبا في الحدائق العامة، حيث يتعاطون السجائر، أو يشمون المواد المخدرة الصناعية مثل مادة "كُلَّة" اللاصقة، وغالبا ما ينتهي ببعضهم الحال إلى الإدمان على المخدرات والانخراط في جرائم كبيرة.
وتتعاظم المأساة حينما يكون طفل الشارع فتاة صغيرة أو مراهقة حيث ينتهي بها الحال غالبا للاغتصاب على أيدي زملائها أو مجرمين آخرين، وقد تحترف الدعارة، وقد روت احدى هؤلاء الفتيات روايات مثيرة لبرنامج "الناس وأنا"، الذي عرض في شهر رمضان الماضي عن العالم السري لهؤلاء الأطفال وكيف تضع بعض الفتيات شفرات موس الحلاقة في أعلى الفم لاستخدامه في الاعتداء على آخرين ونشلهم.
كما قام بعض الصحفيين المصريين بمغامرات صحفية داخل بعض أوكار أولاد الشوارع، حيث أكدوا أنهم اكتشفوا عالما غريبا من الدعارة والمخدرات والشذوذ والقتل بين هؤلاء الأطفال الذين ألقاهم أهلهم في الشوارع فالتقطهم المجرمون وبعض أفراد هذه العصابات ومارسوا عليهم الضغوط للسرقة والدعارة حتى أصبحوا منه