salimmen1 salimmen1
عدد المساهمات : 898 تاريخ التسجيل : 05/07/2008 العمر : 42
| موضوع: الموقِف والسلوك اللّغويّين الأحد نوفمبر 02, 2008 12:10 am | |
| 1.3 الموقِف والسلوك اللّغويّين:
1.1.3 الموقف اللّغويّ:
يهمّ تحديدُ هذا المفهوم بما أنّ التّهيئة (التّخطيط) اللّغويّة مشروطة بالحاجة الاجتماعيّة. ثمّة العديد من العوامل (اللّغويّة، اللّغويّة الاجتماعيّة، السّياسيّة، النّفسيّة) الّتي تتدخّل إيجابيًّا أو سلبيًّا في تشييد [ تبنّي ] المواقف.
حسب ميزونيف ج. (Maisonneuve J.) « فالموقف يقوم على تموضعٍ (مجسّدٍ شيئًا ما) لفاعلٍ معيّنٍ (فرديّ أو جماعيّ) تجّاه موضوعٍ (شخص، جماعة، حالة، قيمة). يعبِّر الموقف عن نفسه بشكلٍ منفتحٍ نوعًا ما بواسطة مختلف الأعراض و المؤشِّرات (كلام، نبرات، إيماءات، أفعال، اختيّارات أو غيّابها [ عدمها ] )، كما يمارس وظيفة إدراكيّة [ قدراتيّة ]، طاقويّة ومنظِّمة [ متوازِنة ] على السّلوكات الّتي يتحكّم فيها ». تؤكِّد دانيس ف. (Danes F.) أنّ « الأفراد يتبنّون غالبًا مواقفهم تجّاه اللّغة الوطنيّة بجملتها (باعتبارها مؤسّسة اجتماعيّة) في مقابِل غيرها مِن اللّغات أوّلاً. عندما يُعرَّض للخطر كلٌّ مِن الوطن واللّغة، فالصّلات الّتي تشدّهم باللّغة الوطنيّة تُحيى بصورة جدّ متينة وبالغة العاطفيّة ».
هذا الإيضاح مناسبٌ بالفعل بقدر النّظر إلى القطر المستدعى من قبل اللّغة باعتباره وطنًا. تضيف دانيس ف. (Danes F.) في موضِع لاحق قائلةً: « تتجلّى المواقف أساسًا في زوجٍ من القضايا المتضادّة. فالصّراع بين التّوجّه العقلانيّ والتّوجّه غير العقلانيّ ذو مدًى معتبَر ».
بالنّسبة للمؤلّف فالوجهة العقلانيّة (مواقف ثقافيّة وإثنيّة [ عرقيّة ] ) تشدِّد على الطّابع الأداتيّ للّغة المشتركة وكذا الطبيعة التّوصويّة [ الآمريّة ] الّتي يتّسم به معيارُها الجماعيّ بينما تشمل الوجهة غير العقلانيّة المواقف الوجدانيّة (الانفعاليّة) والتّقليديّة (الأعرافيّة). تتجلّى هذه المواقف بلباسٍ إيجابيّ إزاء اللّغة الوطنيّة (لغة الأمّ) وترافقها صلة وجدانيّة سلبيّة تقام تجّاه غيرها من اللّغات، تلك الأجنبيّة، سيّما إزاء تأثيراتها على لغة الأهالي ». ثمّة إذن مواقف مزدوجة الصّلاحيّة من شأنها أن توجِد خطابات أو سلوكات مُفارِقة.
2.1.3 السّلوك اللّغويّ: لقد عرّف مؤتمر علم النّفس المنعقَد ببريستول (Bristol) في 1979 السّلوك اللّغويّ « إضافة إلى كونه نتاج الأشخاص الّذين تأثّروا بغيرهم، فهو أيضًا واحدٌ مِن الوسائل الّتي يمكِن ممارسة التّأثير عن طريقها [...] فنحن إزاء نظريّة التّلاؤم الّتي ترى أنّ الفرد يعمد إلى الخيارات المناسبة نسبةً إلى تلك الّتي يكون مخاطبه قد اتّخذها، يمكن لهذه الخيارات أن تتّخذ تحت إلحاح الرّغبة في التّوافق أو التّمايُز وهي الرّغبة الّتي يسعى وفقها المتحدِّث إلى الاقتراب من الغير أو بالعكس الابتعاد منه. وبتعبير آخر قد يكون المتحدِّث محلّ الإعجاب أو موضوع الامتعاض وذلك بالمحاكاة أو بالوقوف على طرف مناهض لما يستأثر به ».
يستكمل لانتون ر. (Linton R.)، في Le fondement culturelle de la personnalité ” الأساس الثّقافيّ للشّخصيّة “، قائلاً: « يحدّ المجتمع حدودًا يُعتبر السّلوكُ الواقع خارجها غيرَ سويٍّ. حقيقةً فكلّ سلوكٍ لا بدّ أن يُصادق عليه من قبل المجتمع إمّا بصورة إيجابيّة أم بشكلٍ سلبيٍّ (أ. غوجيمان E. Goggeman في La mise en scène de la vie quotidienne ” الإخراج في الحياة اليوميّة “).
فهذه الضّغوط كفيلة بأن تقرِّر مصير سلوك المواطن الّذي سيعرف منذ ذلك الحين أنّ الامتثال للجماعة هو «سواء السّبيل» ذاته. السّلوكات اللّغويّة مثلها مثل غيرها مِن السّلوكات هي ظواهر اجتماعيّة. فاختيّار لغة ما عوضَ الأخرى يتمّ بموجب حالة التّواصل. فعدم الخضوع الكفيل بأن يحقِّق، كما ذُكر أعلاه، مصادقة بإمكانها أن تتراوح من السّخرية إلى عقوبة إداريّة (Gumperz, Sociolinguistique inter-actionnelle) الّذي يُضيف قائلاً: يُسدَّد الهدفُ عندما يكون المتحدِّثون الّذين « يُشاركون في الحدَث من ذات الأصل الّذي ننتمي إليه ».
يقول بورديو ب. في Questions de sociolinguistique ” قضايا اللّسانيّات الاجتماعيّة “ أنّه يوجد « كلمات سليمة مِن النّاحية النّحويّة ومقبولة اجتماعيًّا » ويساند في هذا الشّأن هيمس Hymes الّذي يتحدّث عن « التّحكّم في العلاقات القائمة بين اللّغة وبين سيّاقها الاجتماعيّ الثّقافيّ ».
3.1.3 دراسة السّلوك اللّغويّ: إذا كان فرجسونFerguson G. في Diglossia ” الثّنائيّة اللّغويّة “ قد أحصى الحالات الّتي استُعمِل فيها البدل الصّوتيّ H والّتي استُعمِل فيها البدل الصّوتيّ L وذلك في المجتمع ثنائيّ اللّغة، فقد فضّل جومبرتس Gumperz طرح الأسئلة: من يتكلّم وبأيّ لغة ؟ مع من ؟ وكيف ؟
بتعبير آخر، فالموقف اللّغويّ هو الّذي يُوجِب استعمال لغة بدل أخرى أو يفرض التّعاقب اللّغويّ. يتمّ اختيّار اللّغة كذلك بناء على استراتيجيّة التّواصل المقرَّرة لتحقيق أهداف محدّدة. يتحدّث فيشمان (Fishman) عن « المجالات اللّسانيّة » في Domains and the relationship between micro and macro-sociolinguistics ” المجالات والعلاقة بين اللّسانيّات الاجتماعيّة الصّغرى والكبرى “. هكذا: «فبعض مجالات الأنشطة تحدّد مسبقًا خيار استعمال لغة ما». بالنّسبة إليه فكلّ دراسة للمجالات اللّسانيّة ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار موضوع التّواصل وطبيعة الدّور بين المتحدّثين. يوضّح أنّ تلك « العلاقات القائمة على الدّور » هي «مجموعات مقرّر بها ومقبولة تخصّ الحقوق والواجبات المتبادلة بين أفراد نظام لساني اجتماعي ذاته».
« يتوقّف الاندماج في أيّ جماعة على هذه المعارف العمليّة والنّظريّة » (C. Baylan, dans Sociolinguistique : société, langue et culture) تجدر الملاحظة أنّه يمكن للمتحدّث أن يستعمل مختلف مستويات اللّغة بناء على الحالة التّواصليّ. فهكذا سيتسنّى لمسئول حزب سيّاسيّ أداء عدّة أدوار: أدوار السّياسيّ، الأب، المحامي، الزّوج، المواطن...).
فالعلاقات القائمة على الدّور تتغيّر في حالة إذا ما كان التّفاعل ذا طابع صلحيّ عرْضيّ (مسئول حزب مع مناضليه) حيث « يُوضع الإصبع على الواجبات والحقوق المتبادلة بين الأشخاص المعنيّين [ المتواطئين ] أو شخصيّ «احتكاكات قائمة على الميول وحاجاتها الفرديّة والمؤقّتة».
يستكمل روبيلار د. Robillard D. في L’aménagement linguistique : problématique et perspective ” التّخطيط اللّغويّ: إشكاليّة ومنظور “ قائلاً: يرتبط اختيّار الموضوع أيضًا « بالمستوى التّراتبيّ لدى المؤسّسة »، كما يرجع كذلك إلى مواطن التّواصل « قد تُناط اللّغة المستعملة للمكان الّذي يُعتدّ بها أكثر ممّا تُرهن على المتحدِّث » (Mackey dans Bilinguisme et contact) (أي الازدواجيّة اللّغويّة والاتّصال).
لهذا يميل مسئولو الأحزاب السّياسيّة الموسومة وطنيّة و/أو إسلاميّة إلى التكلّم غالبًا بالعربيّة الفصحى في المحاضرات والمداخلات العامّة أو في مقرّات حزبهم. ثمّة ارتخاء في الأماكن العادية حيث ينتابهم العطف إلى استعمال اللّغة الطّبيعيّة بل في الكثير اللّغة الفرنسيّة.
2.3 تعليميّة اللّغات وقضايا السّاعة: هنا بعض لبنات، ولمسات، ثمّة موضوعات راهنة
1.2.3 تعليم اللّغة العربيّة المشتركة: « لَقد أدَّى الانتِشار المُكثَّف لِتعليم اللُّغة العربيَّة المُشتركة لا إلى استِعمالِها خارج المدرسة، بل إلى مُراجعة أبنية الدَّارجات (العاميات) المُتحدَّث بِها، ممَّا ولَّد السجِّل الثَّالث » . أيْ أنَّ اللُّغة العربيَّة المُشتركة هي الّتي أخذت الدَّارجات تَتغيَّر وِفقَ قواعدها حتَّى على مُستوى أبنيها التَّركيبيَّة والصَّرفيَّة.
غير أنَّه ليس كلُّ اللِّسانيُّين مُتَّفقين على صحَّة هذا الرَّأي. لِهذا وَجدنا الباحث رمضان آيت أومزيان مُتحفِّظًا إزاءه ومُعتَرضًا في بِداية الأمر قائلاً: « لكن افتِراض، في هذه السَّاعة، وُجود نظامٍ فَرعيٍّ هو في طريق التَّشكُّل، ويكون بِمثابة استِعمالٍ وسائطيٍ، ليس إلاَّ مُبالغة، بِما أنَّ التَّغيُّرات المُسجَّلة تَظلُّ على الأَقلِّ مَحدودةً. هذا ما دفع سكيك إلى التَدقيق في هذه المُلاحظة وهو يَكتب: ” لكن هذا لا يَعني أنَّ العربيَّة الأدبيَّة قد تَحوَّلت هكذا إلى تَنوُّع يُستَعمَل تِلقائيًّا وعفويًّا “ ، إذ يبقى استِعمالُها مَحصورًا في النِّطاق الرَّسميّ » .
يَرى بَعضُ اللِّسانيُّين أنَّ السجلَّين (العربيَّة المُعاصِرة والعاميَّات) لا يَقوم أحدُهما مَقامَ الآخر. هذا بِالضَّبط ما يَذهب إليه الباحث رمضان آيت أومزيان إذ يَقول: « تَكمُن أهمُّ ميزة مِن السِّمات الاجتِماعيَّة الثَّقافيَّة الّتي تَختصُّ بِها مُختَلفُ الجَماعات العربيَّة، على المٌستوى اللُّغويّ، في تَعايُش نِظاميْن لُغويَّين مُتباينيْن عُمومًا ولا يَقوم أحدُهما مَقامَ الآخر: حيث يلْجاُ المُتحدِّثون، وِفقَ حالات التَّواصُل، إمَّا إلى العربيَّة المُعاصِرة »المُشتركة» ـ لُغة الكتُب المَدرسيَّة وَوسائل الإعلام ـ أو إلى اللَّهجة المَحليَّة.
هذه الحالة مِن الثُّنائيَّة اللُّغويَّة [ diglossie ] هي اليومَ سائدةٌ، بِكلِّ وُضوحٍ، في الجزائر مَثلاً حيث لا تُحدِث العربيَّة «المُشتَركة» في العُموم على اللَّهجات المُستَعمَلة في الواقِع يَوميًّا إلاَّ تَأثيرًا ضئيلاً. وهذا حتَّى لَدى المُتحدِّثين النَّشء المُتمدرسين والمُتعلِّمين لِلُّغة العربيَّة الفُصحى » .
2.2.3 مثال عن تحليل المعلِّم للغة الفرنسيّة على ضوء اللّسانيات: اللّغة الفرنسيّة لها تقاليد الاستعمال في الجزائر باعتبارها لغة ثانية إلى درجة أنّ تعليمها كان دائمًا يشكِّل رهانًا تضطلع به مختلف السياسات التعليميّة والتربويّة المتعاقبة على عمر الدولة الجزائريّة .
ما يهمّنا في هذا المقام من تلك اللّغة الثانية هو تواجدها في الجزائر إلى جانب أنماط أخرى من الاستعمالات اللّغويّة واللّهجيّة بحيث أصبح لا يليق بمعلّميها غظّ الطرف عن تموقع وتنوّع المتعلّمين الذين يحضّر لأجلهم دروسًا ويتحدّث إليهم بها طيلة حصته التعليميّة ويقوم في حضرتهم بوصف نظام تابع إلى أسرة لغويّة هي غير الأسرة اللّغويّة التي تنتمي إليها العربيّة، ويكلّفهم بتطبيقات ينجزونها تفسح لهم مجالاً لاستعمالها أو التفكير في إحدى مسائلها، أو بالعكس من ذلك تُنجَز في ظروفٍ (بيئة) لا توفِّر الجوَّ السليم لتمثّل ذلك النظام؛ ثمّ تعرض عليه للمناقشة والتصحيح والتصويب، ولغته هو ـ حسب حالته النفسيّة أحيانًا ـ قد تتداخل فيها البنى العربيّة وتنفلِت من لسانه ألفاظٌ من الدّارج العامي: كلّ هذه الأنشطة التعليميّة والبيداغوجيّة وغيرها لا يمكن أن تحدث بنفس الطرق التي يعرفها زميله في فرنسا مثلاً، لسبب بسيط هو اختلاف المتعلّم الذي يفد من وسط اجتماعيّ مغاير، لكن تبقى النظريات اللّسانية ومناهج الوصف اللّسانيّ الموضوعة هنا وهناك والمطوّرة من قبل اللّسانيّين في المقام الأوّل يمكن أن تعبّئ المعلّمين في الجزائر بنفس الحكمة والتبصّر، قد لا يسلم تطبيقُها في المدرسة الجزائريّة من العيوب، فالتسلّح بالنظريات اللّسانيّة لا يضير أبدًا إنّما يُتيح عدّة اختيارات، لا يُجانب الحقَّ من وجدناه يضع تلك المناهج في خدمته.
تقدِّم اللّسانيات التداوليّة التي أصبحت ميدانَ أسئلةٍ جديدة تفسيراتٍ لبعض الوحدات اللّغويّة بمراعاة السياق الذي تستعمل فيه وباعتبار المقامات التي يُنتَج فيها الخطاب.
فتحليل وحدة (Maintenant) [ الآن ] في اللّغة الفرنسيّة باعتبارها مُحدِّدة للمقولة الزّمنية تسمح بتناول أوجه الإبهام الّذي سرعان ما يضمحلّ عند ذلك التّحديد. فهي قد تدلّ على الزّمان الواقع خارج اللّغة فتكون له قيمة ” في الحال أو حالاً “، كما أنّها جديرة بأن تأخذ مقام القيمة: ” بما أنّ “ .
3.2.3 الصراع اللّغويّ في الجزائر ودور التوعية: من أجل تجنيد كلّ الطاقات وتحريك المؤسّسات للنهوض برسالة التوعية إن لم تشفي غليل المعرفة، فحسبها فضلاً أنّها تعمد إلى فتح النقاش ورفع حرارته؛ وهم على الأقلّ يتفقّدون المعلومات الآنية والتاريخيّة التي تثقل كاهلَ الكتب ورفوفَ المكتبات.
لا رَدَّ لحتميّةٍ فرضَت نفسَها هنا إذ نسوق هذا الكلام ، حيث يستوجِب علينا التنويه بفضل " كتابٍ " ظهر مؤخَّرًا في الجزائر هو عبارة عن سلسلة إصدارات تحمِل عنوانًا طموحًا: Réflexions يشرِف عليها الباحِث مصطفى ماضي المختصّ في علم الاجتماع والمهتمّ بقضايا التعريب في الجزائر؛ يتكفّل الكتابُ بنشر مقالاتٍ طروحاتُها قريبة بعضها من بعض، بدءًا بما تُعنَى به من الصراع اللّغويّ وقضايا التعريب في الجزائر على وجه الخصوص؛ وهو بمثابة ملتقًى لمثقّفين وجماعيّين جزائريّين في المقام الأوّل تتفاوت اختصاصاتُهم بين علم الاجتماع والأدب وعلم النفس واللّسانيات..الخ، يغلب على منشوراتهم تقديرُهم للمناخ الثقافي واللّغوي والاجتماعي الجزائريّ، وتندرج ضمن الهدف المحوريّ الذي سطّرته السلسلة لنفسها وهو فتح إحدى قنوات التواصل بين المجتمع الذي تتوالى عليه الأزمات والمثقّفين الذين يبدو أنّهم لا يضطلعون بدورهم ولو في اختصار المسافات المؤدية إلى ملامسة تلك المشكلات الاجتماعيّة وبأهمِّ أبعادها التي كان من المنتظَر أن يحتضنوها وتحظى باهتمامهم، لكنه يظلّ دورًا لا يقلّ أهميّة.
نشير منذ اللّحظة إلى العدد المنشور الذي يحمل في واجهته: " Elites & questions identitaire "، الذي طُرحت فيه مشكلات مردُّها إلى عدم الحسم في القضايا اللّغويّة وتلك المتعلِّقة بالهويّة الثقافيّة والوطنيّة الجزائريّة، ويُبدي كيف أنّ النقاش الذي قد يؤدّي إلى ذلك الحسم قد تعطّل منذ حقبٍ راسخة في التاريخ الجزائريّ ومنذ القِدم ولا يزال يُؤجّل: وَرَدَ هذا التشخيص حقًا في ثنايا البحث الذي تقدّم به مصطفي ماضي الذي وجدناه يُطلِقه انطلاقًا من الصفحة الأولى من مقاله (المقدِّمة) وبدون تردّد ولا تستّر . كما عني هذا العدد بمسائل تمسّ وظيفة النّخبة أو بالأحرى توظيفها المعلَن أو المتماهي؛ والنخبة المثقّفة كناقل الأفكار هي أيضًا تتميّز حسب اللّغة التي تسخِّرها أداةً لنشر تلك الأفكار: ألم تَعتَدْ جماعة مِن المصنِّفين تصنيف المثقَّفين في الجزائر إلى ” متفرنسين (فرانكفونيين) ومعرَّبين “ وفقَ معيار اللّغة بالدرجة الأولى ؟ وهو معيارٌ أصبح تليدًا لا يليق الاستمرارُ في الإخلاص له لأنّه ببساطة لا يعكس الحقيقة بجميع مظاهِرها، ويجب إعادة النظر فيه وفحصه من جديد على حدّ عبارة مصطفى حدّاب . | |
|