المحيط في اللغة لابن عباد ( 324-385):ومن المعاجم اللغوية التي وضعت في القرن الرابع الهجري، كتاب " المحيط للصاحب بن عباد وقد اتبع الصاحب ترتيب الخليل للحروف غير أنه يختلف كثيرا عن الموسوعات اللغوية التي ظهرت في هذا القرن فهو يعتمد على تفسير واحد للفظ لا يتعداه . ولا يحاول أن يأتي في كل لفظ بالأقوال الكثيرة المتفقة والمختلفة التي أدلى بها اللغويون بشأنها، وانفرد هذا المعجم بألفاظ مما جعله يتضخم ويكبر حجمه، ويبدو أن معظم هذه الزيادات كانت من عنده، ومن الظواهر الهامة في هذا الكتاب أيضا عنايته الكبيرة بالعبارات المجازية إذا أضفت المميزات الأخرى وهي الاختصار والانفراد بكثير من الألفاظ والمعاني، وذكره الألفاظ المترادفة أحيانا، وكذلك لم يكن يشير إلى الذين أخذ عنهم اللغة إلا في القليل النادر زيادة على عدم ذكر الشواهد إلا في مواضع نادرة، ويمكن أن نلاحظ كذلك أنه كان يستشهد كثيرا بأستاذه أبي حامد أحمد بن محمد البشتي الخارزنجي الذي كان يعتبر أديب خرا سان وعالمها اللغوي إضافة إلى شيوخ آخرين مثل السيرافي، وابن فارس وابن العميد، وابن مقسم ، ولكن نجد أن الأزهري شكك كثيرا في دقة البشتي وصحة ما يرويه لأنه لم يكن ذا سماع ومن ثم انعكس الأمر على ابن عباد، فكثر التصحيف عنده وبشكل لافت.
نص تطبيقي من معجم المحيط في اللغة
لابن عبّادالعين والحاء :قال الخليل: إعلم أن الحاء لا تأتلف معها العين في كلمة لقرب مخرجيهما إلا أن يشتق فعل من كلمتين مثل حيعل من حي على
قال الخارزنجي قد وجدناهما مؤتلفتين إثعنجح الماء بمعنى إثعنجر وأنشد:
وسح سحا ماؤه فاثعنجحا [ معنى إثعنجح : انفجر ]
وذكر أيضا جحلنجع ، قال وتبرأ من حكاه من معرفته.
العين والهاء: عه: أهمله الخليل
وحكى الخارزنجي عهعهت بالضأن زجرتها وقيل هو زجر للإبل لتحتبس.
هع: هعّ الرجل: قاء
المصادر:1- معجم المحيط في اللغة للصاحب بن عبّاد
2- المعجم العربي حسين نصار
3- المصادر الأدبية واللغوية في التراث العربي عز الدين اسماعيل
نص تطبيقي من معجم المحيط في اللغة
لابن عبّاد
عب: العبّ شدة الجرع
وعباب الأمر: أوله ، ومن البحر أكثره
ويقولون:" إذ وردت [ الظباء] الماء فلا عباب، وإذا لم ترد فلا أباب" مثل، لا عباب أي لا تعبّ فيه ، ولا أباب أي لا تأبّ لطلبه أي لا تتهيأ
واليعبوب: الفرس الكثير الجري ، والجدول الكثير الماء والطويل.
والعبعب: نعمة الشباب، ومنه تعبعب أي حسن وضرب من الأكسية أيضا.
والعبيبة شراب يتخذ من مغافر العرفط، والرائب من الألبان، والعبعاب الطويل، والذي يخرج صوته من حلقه والسيل الذي يسمع خريره من بعد.
والعبب: نبت وقيل شجر، وقال محمد بن حبيب والأثرم عبب الثعلب، ومن قال عنب" فقد أخطأ.
والعبّ: الرّدن
ورجل أعبّ: غليظ الأنف وفقير أيضا.
وفيه عببة: أي كبر.
وعب عب بالضم: زجر للتيس.
بع: البعاع والبعع: الثقل والجهاز.
وبعّ السّحاب بعّا وبعاعا: ألحّ بالمكان.
وألقى عليه بعاعه أي نفسه.
والبعبعة: حكاية صوت.
والبعّة [ من أولاد الإبل] الولد بين الهبع والرّبع.
والبعابعة : الفقراء، ولا يعرف واحده.