أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ ؟

أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ ؟

أينَ يا شعبُ قلبُكَ الخَافقُ الحسَّاسُ؟

أين يا شعبُ، رُوحُك الشَّاعرُ الفنَّانُ

أين يا شعبُ ، فنُّك السَّاحرُ الخلاّق ُ؟

إنَّ يمَّ الحياة ِ يَدوي حوالَيْكَ

أينَ عَزْمُ الحياة ِ ؟ لا شيءَ إلاّ

عُمُرٌ مَيِّتٌ ، وَقَلْبٌ خَواءٌ

وحياة ٌ، تنامُ في ظلمة ِ الوادي

أيُّ عيشٍ هذا ، وأيُّ حياة ٍ؟!

قد مشتْ حولَك الفصولُ وغَنَّتْكَ

ودَوَتْ فوقَك العواصِفُ والأنواءُ

وأطافَتْ بكَ الوُحوشُ وناشتْك

يا إلهي ! أما تحسُّ ؟ أَمَا تشدو؟

ملَّ نهرُ الزّمانِ أيَّامَكَ الموتَى

أنتَ لا ميِّتٌ فيبلَى ، ولا حيٌّ

أبداً يرمقُ الفراغَ بطرفٍ

أيُّ سِحْرٌ دهاك َ! هل أنتَ مسحورٌ

آه! بل أنتَ في الشُّعوب عجوزٌ

ماتَ شوقُ الشبابِ في قلبِه الذاوي

فمضى يَنْشُدُ السَّلامَ .. بعيداً..

«في قبرِ أمسِهِ» غيرَ آبِهْ...
وارتضى القبرَ مسكن اً، تتلاشى

وتناسى الحياة َ، والزّمَنَ الدّاوي

واعبدِ «الأمسَ» وادَّكِرْ صُوَرَ الماضِي

وإذا مرَّتِ الحياة ُ حوالَيْكَ

تتغنّى الحياة بالشوق والعزم

والربيعُ الجميلُ يرقصُ فوقَ

ومشَى النّاسُ خلفَها ، يتَمَلوْنَ

والربيعُ الفَنَّانُ شاعِرُها المفتونُ

وَتَمَلَّ الجمالَ في رِممِ الموتَى ..!

وَتَغَزَّلْ بسِحْرِ أيَّامِكَ الأولى

وإذا هبَّت الطيورُ مع الفجر

وتُحَيِّي الحياة َ، والعالَمَ الحيَّ

والفَراشُ الجميلُ رَفْرَفَ في الرَّوْضِ

وأفاقَ الوجودُ للعمل المُجْدِي

ومشى الناس في الشِّعاب ، وفي الغاب

ينشدون الجمال َ، والنُّور َ، والأفراحَ

فاغضُضِ الطَّرفَ في الظَّلامِ ! وحاذِرْ

وَصَبَاحُ الحياة ِ لا يُوقِظُ الموْتَى

كلُّ شيءٍ يُعَاطِفُ العالَم الحيَّ

والذي لا يجاوِبُ الكونَ بالاحساسِ

كُلُّ شيءٍ يُسايرُ الزَّمنَ الماشي

كلُّ شيءٍ ـ إلاَّكَ ـ حَيٌّ ، عَطوفٌ

فلِماذا تعيشُ في الكون يا صَاحِ !

لستَ يا شيخُ للحياة ِ بأَهْلٍ

أنت قَفْرٌ ، جهنَّميٌّ لَعِينٌ

لا ترفُّ الحياة ُ فيه ، فلا طيرَ

أنتَ يا كاهنَ الظلامِ ياة ٌ

كافرٌ بالحياة ِ والنُّور ِ.. لا يُصغي

أنتَ قلبٌ، لا شوقَ فيه ولا عزمَ

أنتَ دنيا ، يُظِلُّها أُفُقُ الماضي

مات فيها الزّمانُ ، والكونُ إِلاَّ

والشقيُّ الشقيُّ في الأرض قلبٌ

أنتَ لا شيءَ في الوجودِ ، فغادِرْهُ