أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى
أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى
إلا برايا ، شقية ً ، مجنونهْ
على الوجود حياتُهْ
منَ الشرِّ، كيْ تجنَّ جنونهْ
مانُ صَوْبَ البَلايا؟!»
أصبحَ الحسنُ لعنة ً، تهبط الأر
وِهِ ، وَفَرْطِ وُلُوعِهْ
وشقيٍّ ، طافَ المدينة َ، يستجـ
ـدي ليحيا ، فخيبوه احتقارا
في ظُلْمَة ِ اللَّيل فَاضَتْ
وشعوبٍ ضعيفة ٍ، تتلظى
في جحيمِ الآلامِ عاماً فعاما
وفتاة ٍ حسبتها معبدَ الحبِّ
يَا لاَبْتِسَامة ِ قَلْبٍ
رصْفَ الصَّفَائِح دونَهْ
« يا دهرُ ! رفقاً ! فإنَّ القُـ
والضَّجَرْ
والضَّجَرْ أيُّ طَيْر
لَيْتَ شِعْري !
يَسْمَعُ الأَحْزَانَ تَبْكِي
و ذا جنونٌ ، لعمري ، كلهُ جزعٌ
حَاكُوا لَكُمْ ثَوْبَ عِزٍّ
فَأَرى صَوْتي فَرِيدْ !
يهيجُ فيها غبارا
تبقي الأديبَ حمارا
قد كبلَ القدرُ الضاري فرائسهْ
فما استطاعوا له دفعاً ، ولا حزروا
لا يعرفُ المرءُ منها
ليلاً رأى أمْ نهارا
يخالُ كلَّ خيالٍ
تنوى قلى ً، وصغارا
لبستم الجهلَ ثوباً
تخذتموهُ شعارا
كَالكَسِيرْ ؟
قطنتمُ الجهلَ دارا ؟
لَسْتُ أدري
خلعتموهُ احتقارا
يا ليتَ قومي أصاخوا
لما أقولُ جهارا
وَأَعْقَبَتْهُمْ خُمَارا
كالموتِ ، لكنْ إليها الوردُ والصدرُ
يا شعرُ! أسمعتَ لكنْ
فلا تبالِ إذا ما
أعطوا نداكَ ازورارا
تنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا
تنَّوَى قِلى ً، وَصَغَارا
دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ
شعري نفاثة ُ صدري
يُهِيجُ فيها غُبارا
لولاهُ ما انجابَ عني
يَخَالُ كُلَّ خَيَالٍ
أيامُهُ بضياءِ الفجرِ والشفقِ
ولا وجدتُ اكتئابي
ولا وجدتُ سروري
غردْ، ففي قلبي إليكَ مودة ٌ
لكنْ مودة ُ طائرٍ مأسورِ
لِلْجَهْلِ في الجوِّ نَارا
لولاهُ ما سمعتْ في الكونِ أغنية ٌ
دُونَ أَنْ تَبْلَعَ النُّفُو
لا أنظمُ الشعرَ أرجو به
رضاءَ الأمير
نَسَباً صَارَ مُعْرِقا
سوى حقيرِ الرزايا
يرفُّ فيه مقالي
منْ خافقاتِ خيالي
أبدا ولا الأملُ المجنحُ منشداً
لَبِسْتُم الجَهْلَ ثَوْباً
فوقها يرقصُ الغرامُ ، ويلهو
ويغني في نشوة ٍ ودلالِ
يهتاجني صوتُ الطيورِ ، لأنَّه
متدفقُ بحرارة ٍ وطهورِ
نحن نحيا في جنة ٍ منْ جنانِ السحرِ
في
عالمٍ بعيدٍ ... بعيدِ ...
وَدِمَائي تخلَّقا
يا
شعرُ ! أنتَ ملاكي
وطارفي ، وتلادي
بَذَرَ الحُبُّ بَذْرَهُ
يَرقُبُ البَدْرَ جَفْنُهُ
وأنتَ نعمَ مرادي
متوحداً بعواطفي ، ومشاعري ،
سَرَى ، تَسَرْبَلَ فَارا
إنّّ في ثغرنا رحيقاً سماوياً
بَرْقُ غَيْمٍ تَألَّقا
يَا قَوْمُ مَا لِي أَرَاكُمْ
ذا همة ٍ كثيرَ الرمادِ
تَتْلُو سَحَاباً رُكَاماً
يَا شِعْرُ! أسْمَعْتَ لكِنْ
موتُ يثيرُ الشقاءْ
ثَغْرُهُ مِنْ عُقُودِهِ
وَدُمُوعِي تَنَسَّقَا
هَامَ فِي العَيْنِ غَرْبُهُ
أنتَ في الكونِ قوة ٌ، لم تسها
ماذا أودُّ من المدينة ِ، وهيَ مر
تادٌ لكلِّ دعارة ٍ وفجورِ ؟
خَلَعْتُمُوهُ احتِقَارا
ذرفتهُ أجفانُ الصباحِ مدامعاً
ألاقة ً، في دوحة ٍ وزهورِ ...
أَبْقَوا سَمَاءَ المَعَالي
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
فيصبحُ ما قد شيد اللهُ والورى
خراباً ، كأنّ الكلَّ في أمسهِ وهمُ !
ما قدسَ المثلَ الأعلى وجملهُ
عوائدُ تُحيي في البلاد نوائباً
تَضُجُّ ، وها إنّ الفَضاءَ مَآثِمُ
ثُمَّ مِنْ وَصْلِهِ الجَمِيـ
وغام الفضا فأينَ بروقكْ ؟
" أيها الطائرُ الكئيبُ تغردْ
وطرفُهُ يَرْمُقُ النَّجْمَ
" وأجبني فدتْكَ نفسيَ ـ ماذا ؟
حتى تحركت السنون، وأقبلتْ
فتنُ الحياة ِ بسحرها الفتانِ
يُصوِّبها نَحْوَ الدِّيانَة ِ ظَالِمُ
حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا !
ـان جمٌ أحزانُهُ وهمومُهْ "
" خذ الحياة َ كما جاءتْك مبتسماً
في كفها ، الغارُ أو في كفها العدمُ "
وغادة ُ الحبِّ ثكلى ، لا تغنيني
فمنْ تألمَ لمْ ترحمْ مضاضتهُ
وسحاباً منَ الرؤى ، يتهادى
ـقِ تراباً إلى صميمِ الوادي
تَقُول واللَّيل سَاجٍ
" واقطفِ الوردَ من خدودي ، وجيدي
يا قلبُ نَهْنِهْ دموعَ
وأمانيَّ، يغرقُ الدمعُ أحلاها
صَارَ ذا جِنَّة ٍ بِهِ
عبقرُّ السحرِ، ممراحٌ وديعٌ في سماهْ
وانسَ في الحياة َ .. فالعمرُ قفرٌ
مرعبٌ إنْ ذوى وجفّ نعيمهْ "
ـي مسراتها ، ويبقي أساها
كَمْ قُلُوبٍ تَفَطَّرَتْ
نَاحَتْ عَليهِ فتاة ٌ:
نَ
بلْ لبُّ فنها وصميمهْ"
ليتني لم يعانقِ الفجْرُ أحلامي
فرماها بنظرة ٍ، غشيتها
والقبرُ مصغٍ إليها:
نحوَ السماءِ ، وها أنا في الأرضِ تمثالُ الشجونْ
ولربّ صبحٍ غائمٍ، متحجبٍ
في كلة ٍ من زعزعٍ وغمامِ
جفتْ به أمواجُ ذياك الغرامِ الآفلِ