إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ
فأيُّ غَناءٍ لهذي الحياة
وهذا الصراعِ ، العنيفِ ، الّشديد
وذاك الجمال الذي لا يُملُّ
وتلك الأغاني ، وذاكَ الّنشيد
وهذا الظلامِ ، وذاك الضياءِ
وتلكَ النّجومِ ، وهذا الصَّعيد
لماذا نمرّ بوادِي الزمان
سِراعاً ، ولكنّنا لا نَعُود ؟
فنشرب من كلّ نبع شراباً
ومنهُ الرفيعُ ، ومنه الزَّهيد ؟
ومنه اللذيذُ ، ومنه الكريهُ
ومنه المُشيدُ ، ومنه الُمبيد
وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ
وتلكَ العهودَ التي لا تَعود
ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ
وفيها الشَّقيُّ ، وفيها السَّعيدْ
وفيها البَديعُ ، وفيها الشنيعُ
وفيها الوديعُ ، وفيها العنيدْ
فيصبحُ منها الوليُّ ، الحميمُ
ويصبحُ منها العدوُّ ، الحقُودْ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ
أتيناه من عالمٍ ، لا نراه
فُرادى ، فما شأنُ هذي الحقُودْ ؟
وما شأنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ ؟
وما شأنُ هذا الإخاءِ الوَدودْ ؟