بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وبعد:
ما أقسى تلك الكلمات التي قلتها في حقي ، فإن كان فيّ ما قلتِه، فأطلب من الله الصفح والمغفرة، وإن كان ما قلتِه فيّ بعيد عن الصواب والحقيقة، فأطلب من الله ان يعفو عنك، إذ ظلمتني ظلما شديدا، إلى درجة أنه لم يظلمني أحد هذا الظلم من قبل منذ ولادتي .
أختي الصغيرة ياسمينة والتي ألفتها كبيرة في عقلها وطموحها، ما أقوله في المدرج لا أقصدك به لا من قريب ولا من بعيد، بل لا أقصد أي طالب او طالبة سواء أكان يدرس عندي ام لا. فإن تحدثت عن اصحاب التنمية البشرية فإنني قد أشرت إلى انها بدأت واضحة المعالم جميلة ، جدية الاهداف، ثم غدت عند كثيرين مغنما وكسبا للمال، فغدوا يخدّرون المتلقي بتراهات وخزعبلات، إنما قصدت من يسمون انفسهم قادة المجتمع، وينصبون انفسهم كذلك، حاشا البعض. ولم أذكر أي واحد منهم بعينه، لأني لا أطلق الأحكام على الناس أبدا .
أختي الصغيرة ، أما فيما يخص تكبري، فقد رأيتُ نفسي متواضعا جدا، ولعلي أخطأتُ في هذه الرؤية، ما أعرفه عني أني لم أصدّ أحدا في حياتي أبدا، ولم أقل إني بلغت كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا بنية الافتخار او ما شابه ذلك .
لعل انشغالي الشديد بمشروع الماستر من اجل طلبة جامعة ميلة، وأملي أن ينجح هذا المشروع لذلك أراني منشغلا جدا به، لأن عدم تقديم هذا المشروع يعني أن مصير طلبة اللغة في معهدنا إلى ضياع.
أختي الصغيرة ياسمينة، والله كنت أراك نجمة عالية في السماء، والله كنت مستبشرا بك خيرا، ووالله دائما كنت أقول في نفسي متى انهي هذا المشروع الذي آخر اجله يوم 21 فيفري 2011، متى انهيه فأناديك ان تعالي أريد أن أكلمك، فكلامي معك يريحني، لأني فعلا احترمتك وقدرتك تقديرا بالغا.
لكنك أفسدت كل دواخلي الطيبة تجاهك ، وإن كنت مغرورا بمدحك كما تقولين، فاسحبي كل كلمة تقولينها فيّ، فيكفيني رب العباد خالقي المولى تعالى، وإن كنتِ أنتِ معجبة ومرتاحة للأردنيين فابقي معهم ، فنحن لسنا في المقام الرفيع الذي ترينه، ولا نطلب أن نكون كذلك، نسأل الله أن يرضى عنا ، فإن رضي عنا فلسنا نبالي بالغاضبين ، وإن قبلنا ربنا عنده سبحانه فلا نبالي بالرافضين
لقد آذيتني يا ياسمينة بكلامك ، ما تلقيتُ مثل هذا الأذى من قبل في حياتي كلها .. فانسحبي فما عدت أعرف كيف سأتعامل معك ، ولا تنسي قول الشاعر :
تنام عينك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنم
ما أكثر آذاك ، ما أقسى كلامك ومع من ؟ مع أستاذك
ألا تعلمين أن للأستاذ حقا عليك لا ينسى، ألا تعلمين أن جميع الشرائع وأقوال الحكماء تحذّر من أذيته، وتطلب من طالب العلم أن يصبر عليه إن جفا، هذا إن جفا
قال الشاعر قديما حسبما أورده فيلسوف الإسلام ابو حامد الغزالي في حق المعلم :
إنّ المعلّم والطبيب كليهما ** لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لذائك إن جفوت طبيبه ** واقنع بجهلك إن جفوت معّلما
وقد قال عمر بن الخطاب : من علّمني حرفا كنت له عبدا فإن شاء أعتق وإن شاء استرق.
أختي الصغيرة ، ياسمينة، كان عليك أن تصبري على أستاذك إن رأيته قد جفا ولا تتسرعي في الحكم عليه واتهامه بالغرور، واعلمي أن الذل لأستاذك رفعة ، قال الإمام على ابن أبى طالب رضي الله عنه: من حق المعلم عليك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية، وان تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك، ولا تغمزن بعينك، وفى الأثر قول ابن عباس رضي الله عنهما: ذللت طالباً فعززت مطلوباً .
قال الشاعر:
من لم يذق طعم المذلة ساعةً ** قطع الزمان بأسره مذلولا
ياسمينة، لست أنا إلا بشرا ولا أطلب من هذه الدنيا متعة أو ربحا، ما أريد ألا الإصلاح ما استعطت، ولا أدعي الكمال وإن كان إنسانيا، لكن من حقي أن أسعى إليه بما أوتيت من قوة.
لقد أخطأتِ في حقي خطأ والله يستوجب منك التوبة . خسارة أن تسقطي الآن من عيني وقد غرستك فيهما ، فكيف تضيعيّن قلبا قد أحبك وروحا لا تنساك، ودعوة كانت حاضرة لك في كل صلاة، إييييييييييييييييه يا ياسمينة ما أقساك . سلام عليك. ووداعا دون أن اتهمك بشيء إلا بإقرار ظلم بالغ منك فينا.