سلام عليك ، تلميذتي الطيبة ، ما قلته انت، قد فكرت فيه أنا ، منذ كنت تلميذا في مرحلة المتوسط من التعليم، وقمت بمحاولة مراسلة رجال من هنا وهناك عبر العالم العربي، إذ كانت نفحة الإصلاح تسري في عروقي ، بل إني أكثرت النقاش والكلام حول الإنسانية والعدالة في العالم ، وراسلت إذعة مونتكارلو وانا ادرس في مرحلة المتوسط، وقرأت عدة كتب في هذه المرحلة أهمها : سقوط الحضارة لكولن ولسن، واللامنتمي للمؤلف نفسه، وكتب المنفلوطي والرافعي وإيميل زولا وفيكتور ايغو قبل أن أبلغ مرحلة التعليم الثانوي، وذلك لنفحة رهيبة في نفسي أن أكون جزءا من مغيري هذا العالم أو السائرين به إلى طريق الصلاح ، ومنذ ان دخلت الجامعة في قسنطينة وأنا أمارس العديد من النشاطات الفكرية في الجامعة وفي الأحياء الجامعية، لعل أهمها تلك التي حدثت معي سنوات 1998 و1999 و2000 في حي 2000 سرير عائشة ام المؤمنينن وفي جامعة قسنطينة كلية الآداب ، وفي حي زواغي سليمان، وصار بعض الطلبة من الأصدقاء يناقشونني واناقشهم عن سبل النشاط الفكري الي يبني حضارة الأمة القادمة، لعلي لن أنسى منهم البيطري إبراهيم من الرواشدن وغيره من الأصدقاء الجيدين ، وبعد تخرجي صرت أقدم بعض الندوات في بلدية ميلة وبعض بلديات الولاية..
ومن يحمل روحا إنسانية فلا بد أن يتألم لحال الظلم الذي يراه في العالم مهما كان غطاؤه.
غير أني الآن في مرحلة من الشباب متقدمة وقد بلغت من العمر ثلاثا وثلاثين ، عمر يذكرني بتضحيات وآلام المسيح عليه السلام من أجل الأمة، صرت أكثر وعيا بأن الإصلاح ليس بالشعارات الرنانة، إنما بالتحرك والعمل المناسب دون بهرجة ولا تظاهر زائف..
ياسمين علينا أن لا نرفض الآخر أبدا، إنما من الحكمة أن نرفض ونحارب الطغيان والظلم تحت أي غطاء كان ، ومهما كان لباس الظلم فسيبقى ظلما، فالظلم ظلم وإن كان قائده فقيه أو إمام. وليكن في علمك تلميذتي أن رسالتي في الماجستير عن الخطاب الإصلاحي ، وفي الدكتوراه أيضا. وحلمي أن أبلغ الكمال الإنساني في مرحلة الأربعين.
وأما عن طموحي فلم يتوقف أبدا ولن يتوقف إلا بصعود الروح إلى بارئها، ليس لي حدود لطموحاتي أبدا، ولن يوقفني عنها إلا الموت، وإن كنت أمر بلحظات تتعطل فيها طموحاتي لكنها لا تنطفئ ولا تمل ولا تكل أبدا. والحرّ إن عرف المسير فلن يكل ولن يخف . ماضون
وأما كلمتي لطالب المدرسة العليا للأساتذة خليفة الله ، فإني أتوسم فيك الخير ، وإن نفسي لتحدثني بمستقبل مشرق لك، فقد أحسسنا روحا جميلة بين جنبيك من خلال كلماتك في هذا المنتدى المشرق بك، سوف تنجح جتما، وتصل إلى مرادك ، واعلم انك كلما حققت أمنية صرت تحلم بأكبر منها، وهذا دأب الطامحين
سلام عليك وعلى ياسمين .
الأستاذ سليم مزهود