طربت وما شوقا الى البيض أطربُ
طربت وما شوقا الى البيض أطربُ
----------------------- ولا لعبًا منى أذو الشيب يلعبُ
ولم يلهنى دارٌ ولا رسم منزلٍ
----------------------- ولم يتطربنى بنانٌ مخضبُ
ولا أنا ممن يزجر الطير هَمَّهُ
----------------------- أصاح غرابٌ أم تعَرَّضَ ثعلبُ
ولكن ألى أهل الفضائل والنُّهى
----------------------- وخير بنى حواء والخير يطلبُ
إلى النفر البيض الذين بـِحُبِّهم
----------------------- إلى الله فيما نابنى أتقرَّبُ
بنى هاشم رهط النبى فإننى
----------------------- بهم ولهم أرضى مرارًا وأغضبُ
خفضت لهم مني جَناحَ مَوَدَّتي
----------------------- إلى كـَنـَفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبُ
وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا
----------------------- مِجَنـًّا على أني أذم وأقصبُ
وأُرمى وأرمي بالعداوه أهلها
----------------------- وإنى لأُوذى فيهم وأؤنبُ
فما ساءنى قول ذى عداوةٍ
----------------------- بعوراء فيهم يجتدينى فأجدبُ
فقل للذى في ظِلِّ عمياء جَوْنةٍ
----------------------- يرى الجور عدلا أين لا أين تذهبُ
بأى كتاب أم بأية سُنًّةٍ
----------------------- ترى حُبَّهُم عارًا عَليَّ وتـَحْسـَبُ
أأسلم ماتأتى به من عداوةٍ
----------------------- وبُغْض ٍ لهم لا جَيْرَ بل هو أشْجَبُ
فما لي الا آل أحْمَدَ شيعة ٌ
----------------------- وما لي إلا مَشْعَبُ الحق مشعبُ
ومن غيرهم أرضى لنفسيَ شيعة ً
----------------------- ومن بعدهم لا من أُجـِلُّ وأرْحَـبُ
أُريب رجالاً مـِنهُمُ وتـُريبُني
----------------------- خلائقُ مما أحدثوا هُنَّ أرْيَبُ
إليكم ذوي آل النبى تطلعت
----------------------- نوازعُ من قلبى ظِمَاءٌ وألـْبـُبُ
فإني عن الأمر الذي تكرهونه
----------------------- بقولي وفعلي ما استطعت لأُجنبُ
يشيرون بالأيدي إليَّ وقولـُهُمْ
----------------------- ألا خاب هذا والمُشيرون أخيبُ
فطائفة ٌ قد أكفرتني بحبكم
----------------------- وطائفة ٌ قالوا مُسِيءٌ ومُذنِبُ
فما ساءني تكفير هاتيك منهمُ
----------------------- ولا عيب هاتيك التي هي أعيبُ
يعيبونني من خبثهم وضلالهم
----------------------- على حبكم بل يسخرون وأعجبُ
وقالوا ترابيٌّ هواه ورأيه
----------------------- بذلك أُدعى فيهمُ وأُلـَقـَّبُ
فلا زلت فيهمُ حيث يتهمونني
----------------------- ولا زلت في أشياعهم أَتقلَّبُ
وأَحمل أحقاد الأقارب فيكم
----------------------- ويُنصب لي في الأبعدين فأنْصَب ُ
بخاتمكم غصباً تجوز أمورهم
----------------------- فلم أَر غصباً مثله يُتغصَّبُ
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً
----------------------- تأَوَّلها مِنَّا تقيٌّ ومُعرِبُ
بحقكم أمست قريشُ تقودنا
----------------------- وبالفـَذ ِّ منها والرديفين نُرْكـَبُ
إذا اتـَّضَعُونا كارهين لِبَيْعَةٍ
----------------------- أناخوا لأُخرى والأزِمَّة ُ تـُجْذ َبُ
رِدافاً علينا لم يُسِيموا رَعِيَّةً
----------------------- وهمُّهموا أن يَمْتـَرُوها فيَحْلِبوا
لينتتجوها فتنة ً بعد فتنةٍ
----------------------- فيفتصلوا أفلاءها ثم يَرْكبوا
لنا قائدٌ منهم عنيفٌ وسائقٌ
----------------------- يُقـَحِّمنا تلك الجراثيم مُتعِبُ
وقالوا ورثناها أبانا وأُمَّنا
----------------------- وماورَّثـَتـْهم ذاك أمٌّ ولا أبُ
يرون لهم حقاً على الناس واجباً
----------------------- سِفاهاً وحقُّ الهاشميين أوْجَبُ
ولكن مواريث ابن آمنة الذي
----------------------- به دان شرقيٌّ لكم ومَغـْرِبُ
فدىً لكم موروثاً أبي وأبو أبي
----------------------- ونفسي ونفسي بَعْدُ بالنَّاس أطيبُ
بك اجتمعت أنسابنا بعد فـُرْقـَةٍ
----------------------- فنحن بنو الإسلام نُدعى ونُنسبُ
حياتـُكَ كانت مَجْدَنا وسَناءَنا
----------------------- وموتك جدع ٌ للعَرَانِين مُوعِبُ
وأنت أمينُ الله في النَّاس كـُلـِّهـِمْ
----------------------- علينا وفيها اختار شرقٌ ومَغْرِبُ
ونستخلف الأموات غيرك كلهم
----------------------- ونُعْتِبُ لو كنا على الحق نُعْتِبُ
فبُوركت مولوداً وبُوركت ناشئاً
----------------------- وبُوركت عند الشَّيْبِ إذ أنت أشيبُ
وبُورك قبرٌ أنت فيه وبُوركـَت
----------------------- به وله أهلٌ لذلك يثربُ
لقد غيَّبوا بـِرًّا وصدقاً ونائلاً
----------------------- عشية واراك الصفيح المُنصَّبُ
يقولون لم يورث ولولا تراثه
----------------------- لقد شركت فيه بُكيلٌ وأرحبُ
ولا كانت الأنصار فيها أدلَّةً
----------------------- ولاغُيَّباً عنها إذا الناس غُيَّبُ
هم شهدوا بدراً وخيبر بعدها
----------------------- ويوم حنينٍ والدماء تصببُ
فإن هي لم تصلح لقومٍ سواهمُ
----------------------- فإن ذوي القربى أحق وأوجب ُ
فيالك أمراً قد أُشتت أموره
----------------------- ودنيا أرى أسبابها تتقضبُ