ألم تسأل الدار الغداة متى هيا
ألم تسأل الدار الغداة متى هيا
--------------------- عددت لها من السنين ثمانيا
بوادي الظباء فالسليل تبدلت
--------------------- الحي قطرا لا يفيق وسافيا
أربت عليه كل وطفاء جونة
--------------------- وأسحم هطال يسوق القواريا
فلا زال يسقيها ويسقي بلادها
--------------------- من المزن رجاف يسوق السواريا
يسقي شرير البحر جودا ترده
--------------------- حلائب قرح ثم أصبح غاديا
عهدت بها الحي الجميع كأنهم
--------------------- عظام الملوك عزة وتباهيا
لهم مجلس غلب الرقاب مراجح
--------------------- قدار الحفاظ يدفعون الأعاديا
وفتيان صدق غير وخش أشابة
--------------------- مكاسيب للمال الطريف معاطيا
إذا ظعنوا يوما سمعت خلالهم
--------------------- غناء وتأييها ونقرا وحاديا
ورنة هتاف العشي مكبل
--------------------- ينازعه الأوتار من ليس راميا
ينازعه مثل المهاة رفيقة
--------------------- بجس الندامى تترك القلب رانيا
غدا فتيا دهر فمرا عليهم
--------------------- نهار وليل يلحقان التواليا
توالي من غالت شعوب فأصبحت
--------------------- كلولهم تبكي وتبكي البواكيا
تذكرت ذكرى من أميمة بعدما
--------------------- لقيت عناء من أميمة عانيا
فلا هي ترضى دون أمرد ناشئ
--------------------- ولا أستطيع أن أرد شبابيا
وقد طال عهدي بالشباب وأهله
--------------------- ولاقيت روعات يشبن النواصيا
بدت فعل ذي ود فلما تبعتها
--------------------- تولت وأبقت حاجتي في فؤاديا
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا
--------------------- سواها ولا عن حبها متراخيا
ولو دام منها وصلها ما قليتها
--------------------- ولكن كفى بالهجر للحب شافيا
وما رابها من ريبة غير أنها
--------------------- رأت لمتي شابت وشاب لداتيا
تلوم على هلك البعير ظعينتي
--------------------- وكنت على لوم العواذل زاريا
ألم تعلمي أني رزئت محاربا
--------------------- فما لك منه اليوم شيء ولا ليا
ومن قبله ما قد رزئت بوحوح
--------------------- وكان ابن أمي والخليل المصافيا
فتى كملت أخلاقه غير أنه
--------------------- جواد فما يبقي من المال باقيا
فتى تم فيه ما يسر صديقه
--------------------- على أن فيه ما يسوء الأعاديا
يقول لمن يلحاه في بذل ماله
--------------------- أأنفق أيامي وأترك ماليا
يدر العروق بالسنان ويشتري
--------------------- من الحمد ما يبقى وإن كان غاليا
أشم طويل الساعدين سميدع
--------------------- إذا لم يرح للمجد أصبح غاديا
أتيحت له والغم يحتضر الفتى
--------------------- ومن حاجة الإنسان ما ليس لاقيا
كفينا بني كعب فلم نر عندهم
--------------------- لما كان إلا ما جزى الله جازيا
ويوم النخيل إذ أتينا نساءكم
--------------------- حواسر يركضن الجمال المذاكيا
ويوم شديد غير ذي متنفس
--------------------- أصم على من كان يحسب راقيا
كأن زفير القوم من خوف شره
--------------------- وقد بلغت منه النفوس التراقيا
زفير متم بالمشيأ طرقت
--------------------- بكاهله فلا يريم الملاقيا
سنورثكم إن التراث إليكم
--------------------- حبيب قرارات النجا فالمغاليا
وماء من الأفلاج مرا وغدة
--------------------- وذئبا إذا ما جنه الليل عاديا
وأطواءنا من بطن أكمة إنكم
--------------------- جشمتم إلى أربابهن الدواهيا
ولو أن قومي لم تخني جدودهم
--------------------- وأحلامهم أصبحت للفتق آسيا
ولكن قومي أصبحوا مثل خيبر
--------------------- بها داؤها ولا تضر الأعاديا
فلا تنتهي أضغان قومي بينهم
--------------------- وسوآتهم حتى يصيروا مواليا
موالي حلف لا موالي قرابة
--------------------- ولكن قطينا يسألون الأتاويا
فلم أجد الإخوان إلا صحابة
--------------------- ولم أجد الأهلين إلا مثاويا
وكانت قشير شامتا بصديقها
--------------------- وآخر مزريا عليها وزاريا
ولكن أخو العلياء والجود مالك
--------------------- أقام على عهد النوى والتصافيا
فأصبحت الثيران غرقى وأصبحت
--------------------- نساء تميم يلتقطن الصياصيا
له نضد بالغور غور تهامة
--------------------- يجاوب بالرعشاء جونا يمانيا
فأصبح بالقمرى يجر عفاءه
--------------------- بهيما كلون الليل أسود داجيا
فلما دنا للخرج خرج عنيزة
--------------------- وذي بقر ألقى بهن المراسيا
لها بعد إسناد الكليم وهدئه
--------------------- ورنة من يبكي إذا كان باكيا
هدير هدير الثور ينفض رأسه
--------------------- يذب بروقيه الكلاب الصواريا
ومثل الدمى شم العرانين ساكن
--------------------- بهن الحياء لا يشعن التقافيا