تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ
------------------- تهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا
أبيتُ أراعيها كأني موكلٌ
------------------- بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا
إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ
------------------- تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا
غَوَائِرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها
------------------- مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغَّبا
أخَافُ مُفَاجَاة َ الفِرَاقِ بِبَغْتَة ٍ
------------------- وصرفَ النوى من أن تشتّ وتشعبا
وأيقنتُ لما قوضَ الحيُّ خيمهمْ
------------------- بِرَوْعاتِ بَيْنٍ تَترُك الرّأسَ أشْيَبَا
وَأسْمَعَكَ الدّاعي الفَصِيحُ بفُرْقَة ٍ
------------------- وقدْ جَنَحَتْ شمسُ النّهارِ لِتَغْرُبا
وَبيّنَ في صَوْتِ الغُرَابِ اغتِرَابُهُمْ
------------------- عَشِيّة َ أوْفَى غُصْنَ بانٍ، فَطَرّبَا
وَفي الطّيرِ بالعَلْيَاءِ إذ عَرَضَتْ لَنَا
------------------- وَمَا الطّيرُ إلاّ أن تَمُرّ وَتَنْعَبَا
وكِدتُ غَداة َ البعينِ يَغْلِبُني الهوَى
------------------- أُعَالِجُ نَفْسي أنْ أقُومَ فأرْكَبَا
وكيفَ ولا ينسى التصابيَ بعدما
------------------- تجاوَزَ رَأسَ الأرْبَعينَ وَجَرّبَا
وقدْ بَانَ ما يأتي من الأمرِ ، واكْتَسَتْ
------------------- مَفَارِقُهُ لَوْناً مِنَ الشّيْبِ مُغْرَبا
أتجمعُ شوقاً إن تراختْ بها النوى
------------------- وصداً ، إذا ما أسقبتْ ، وتجنبا
إذا أنبتّ أسبابُ الهوى ، وتصدعتْ
------------------- عَصَا البَينِ لم تسطِعْ لِشعثَاءَ مَطْلَبا
وكيْفَ تَصَدّي المرْءِ ذي اللبّ للصِّبَا
------------------- وَلَيْسَ بمَعْذُورٍ، إذا ما تَطَرَّبَا
أطيلُ اجتناباً عنهمُ ، غيرَ بغضة ٍ
------------------- وَلكِنّ بُقْيَا رَهْبَة ٍ وَتَصَحُّبَا
ألا لا أرَى جاراً يُعلِّلُ نَفْسَهُ
------------------- مطاعاً ، ولا جاراً لشعثاءَ معتبا
إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً
---------------------- بابٌ صَريعٌ وَبابٌ مُخرَقٌ ، خَرِبُ
فقَدْ يُصَادِفُ بَاغي الخيرِ حاجَتَهُ
---------------------- فِيها ويَأوي إليها الذِّكرُ والحَسَبُ
يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ
---------------------- لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ
إلا تنيبوا لأمرِ اللهِ تعترفوا
---------------------- بغارة ٍ عصبٍ منْ خلفها عصبُ
فيهمْ حبيبٌ شهابُ الحربِ يقدمهمْ
---------------------- مستلئماً قدْ بدا في وجههِ الغضبُ
ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفة ٍ
--------------- وعبيدٍ ، وإماءٍ ، وذهبْ
قُلْتُمُ بَدّلْ، فَقَدْ بَدّلَكُمْ
--------------- سَنَة ً حَرّى ، وحَرْباً كاللّهبْ
فَفَريقٌ هَالِكٌ مِنْ عَجَفٍ
--------------- وَفَرِيقٌ كان أوْدَى ، فَذَهَبْ
إذْ قتلتمْ ماجداً ذا مرة ٍ
--------------- وَاضِحَ السُّنّة ِ مَعْرُوفَ النّسَبْ
كأنّهُمْ إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا
كأنّهُمْ إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا
------------------ جِدايَة ُ شِرْكٍ ، مُعلَماتُ الحواجِبِ
أقَمْنَا لكُمْ طَعْناً مُبيراً ، مُنَكِّلاً
------------------ وحزناكمُ بالضربِ من كلّ جانبِ
ولولا لواءُ الحارثية ِ أصبحوا
------------------ يُباعونَ في الأسواقِ بَيْعَ الجَلائِبِ
يمصونَ أرصافَ السهامِ ، كأنهمْ
------------------ إذا هَبَطُوا سَهْلاً وِبَارٌ شَوَازِبُ
نُفَجّيءُ عَنّا النُّاسَ حتّى كأنّما
------------------ يلفحهمْ جمرٌ من النارِ ثاقبُ