هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ ، يبابِ
هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ ، يبابِ
-------------------- متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ
ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ
-------------------- بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ
فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدة ٍ
-------------------- بَيْضَاءَ ، آنِسَة ِ الحدِيثِ ، كَعَابِ
واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى
-------------------- مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ
أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ ، وألّبُوا
-------------------- أهْلَ القُرَى ، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ
جَيْشٌ ، عُيَيْنَة ُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم
-------------------- متخمطينَ بحلبة ِ الأحزابِ
حتّى إذا وَرَدُوا المَدينة َ وارتَجَوْا
-------------------- قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ
وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ
-------------------- ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ
بهُبُوبِ مُعصِفَة ٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ
-------------------- وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ
وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ
-------------------- وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ
مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا ، فَفَرّجَ عَنهُمُ
-------------------- تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ
وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ
-------------------- وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ
-------------------- والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ ، فَأرَانَهُ
-------------------- في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب
عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ
------------------ كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيبِ
تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ
------------------ مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ
فأمْسَى رَسْمُها خَلَقاً ، وأمْسَتْ
------------------ يَبَاباً بَعْدَ سَاكِنِها الحَبيبِ
فَدَعْ عَنكَ التذكّرَ كلَّ يومٍ
------------------ وَرُدَّ حَرارة َ الصّدْرِ الكَئيبِ
وَخَبّرْ بالّذي لا عَيْبَ فيهِ
------------------ بصدقٍ ، غيرِ إخبارِ الكذوبِ
بمَا صَنَعَ المَلِيكُ غَدَاة َ بَدْرٍ
------------------ لنا في المشركينَ منَ النصيبِ
غداة َ كأنّ جمعهمُ حراءٌ
------------------ بَدَتْ أرْكَانُهُ جِنْحَ الغُرُوبِ
فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ
------------------ كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ
أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ
------------------ عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ
بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ
------------------ وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ
بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها
------------------ بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ
فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً
------------------ وعتبة َ قدْ تركنا بالجبوبِ
وشيبة َ قدْ تركنا في رجالٍ
------------------ ذوي حسبٍ ، إذا نسبوا ، نسيبِ
يناديهمْ رسولُ اللهِ ، لما
------------------ قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ
ألمْ تَجِدُو حديثي كانَ حَقَّاً، وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ
فَما نَطَقُوا ، ولَو نَطَقوا لَقالوا:
------------------ صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ