وَلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى من حياتِهِ
وَلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى من حياتِهِ
----------------- إذا لمْ يثِبْ للأَمر إلاَّ بقائدِ
فعالجْ جسيمات الأمور ولا تكنْ
----------------- هبيتَ الفؤادِ همة ً للسوائدِ
إذا الرِّيحُ جاءَتْ بالجَهام تَشُّلهُ
----------------- هذا ليله مثلُ القلاص الطرائدِ
وأعقَبَ نَوْءُ المُدْبرينَ بغبرَة ٍ
----------------- وَقطْرٍ قليلِ الماءِ باللَّيْل بارد
كفى حاجة ََ الأضيافِ حتى يريحها
----------------- على الحيَّ منا كلُّ أروعَ ماجدِ
تراهُ بتفريج الأمور ولفهّا
----------------- لما نالَ من معروفها غيرَ زاهدِ
ولَيْسَ أخونا عِندَ شَرٍّ يخافُهُ
----------------- ولا عندَ خَيْرٍ إنْ رجاهُ بواحدِ
إذا قيلَ منْ للمعضلاتِ أجابهُ
----------------- عظامُ اللهى منَّا طوالُ السَّواعدِ
إذا جحدَ الجميلَ بنو قرادٍ
إذا جحدَ الجميلَ بنو قرادٍ
----------------- وجازَى بالقَبيح بَنو زيادِ
فَهُمْ ساداتُ عَبْسٍ أيْنَ حَلُّوا
----------------- كما زعمُوا وفَرْسانُ البلادِ
وَلا عَيْبٌ عليَّ ولا مَلامٌ
----------------- إذا أصلحتُ حالي بالفسادِ
فإنَّ النارَ تضرمُ في جمادٍ
----------------- إذا ما الصخرُ كرَّ على الزنادِ
ويُرْجَى الوصْلُ بعدَ الهَجْر حيناً
----------------- كما يرجى الدنوُّ منَ البعادِ
حَلُمْتُ فما عَرَفتُمْ حقَّ حِلمي
----------------- ولا ذكرَتْ عشيرَتكُمْ ودادي
سأَجْهلُ بعدَ هذا الحلم حتى
----------------- أُريقَ دَمَ الحواضِر والبَوادي
ويشكوا السيفُ منْ كفي ملالاً
----------------- ويسأمُ عاتقي حملَ النجادِ
وقد شاهدتمُ في يومْ طيَّ
----------------- فعالي بالمهندة ِ الحدادِ
رَدَدتُ الخَيْلَ خاليَة ً حَيارَى
----------------- وسُقْتُ جيادَها والسَّيفُ حادِي
ولو أنّ السنانَ لهُ لسانُ
----------------- حكَى كَمْ شكَّ دِرْعاً بالفُؤَاد
وكم داع ِدعا في الحرب باسمي
----------------- وناداني فَخُضتُ حَشا المنادي
يردُ جوابهُ قولاً وفعلاً
----------------- ببيضِ الهند والسُّمرِ الصعادِ
فكن يا عمرو منه على حذارِ
----------------- ولا تملأْ جفُونَكَ بالرُّقاد
ولولا سيدٌ فينا مطاعٌ
----------------- عظيم القدر مرتفعُ العمادِ
أقمتُ الحقَّ في الهنديَّ رغماً
----------------- وأظهَرْتُ الضَّلال منَ الرَّشاد
أرضُ الشَّرَبَّة ِ شِعْبٌ ووادي
أرضُ الشَّرَبَّة ِ شِعْبٌ ووادي
----------------- رَحَلْتُ وأهلْها في فُؤَادي
يحلُّون فيهِ وفي ناظري
----------------- وإنْ أبْعدوا في مَحَلّ السَّواد
إذَا خَفَقَ البرْقُ منْ حيِّهم
----------------- أرقتُ وبتّ ُحليفَ السهاد
وريحُ الخُزَامى يُذَكِّرُ أنْفي
----------------- نَسيمع عَذَارَى وذَاتَ الأَيادي
أيا عبلُ مني بطيفِ الخيالِ
----------------- على المُستَهَامِ وطِيبِ الرُّقادِ
عسى نَظْرَة ٌ مِنْكِ تحيا بها
----------------- حُشاشَة ُ مَيْتِ الجفا والبِعادِ
وحقَك لا زالَ ظهْر الجواد
----------------- مقيلي وسيفي ودرعي وسادي
إلى أنْ أدوسَ بلادَ العراق
----------------- وأَفني حواضِرَها والبَوادي
إذا قامَ سوقٌ لبَيعِ النفوسِ
----------------- ونادى وأعلنَ فيها المنادي
وأقبلتِ الخيلُ تحتَ الغبار
----------------- بوَقْعِ الرِّماحِ وضَرْبِ الحداد
هنالكَ أصدمُ فرسانها
----------------- فترْجع مخْذولة ً كالعِماد
وأرجعُ والنوق موقورة ٌ
----------------- تَسيرُ الهُوَيْنَا وَشَيْبُوبُ حادي
وتَسْهَرُ لي أعينُ الحاسدينَ
----------------- وترقدُ أعينُ أهل الوداد
ألا مَنْ مُبْلغٌ أهلَ الجُحُود
ألا مَنْ مُبْلغٌ أهلَ الجُحُود
----------------- مَقالَ فتى ً وَفيٍّ بالعُهُود
سأخرجُ للبرازِ خلى َّ بالِ
----------------- بقَلبٍ قُدَّ منْ زُبَرِ الحديدِ
وأطعنُ بالقنا حتى يراني
----------------- عَدوي كالشرارة ِ من بعيد
إذا ما الحربُ دارتْ لي رَحاها
----------------- وطاب المَوْتُ للرَّجُلِ الشَّدِيد
تَرَى بيضاً تَشَعْشَعُ في لَظاها
----------------- قد التصقت بأعضادِ الزنود
فأقحمُها ولكن معْ رجالٍ
----------------- كأَنَّ قلوبها حَجَرُ الصَّعيد
وَخَيْلٍ عُوِّدتْ خَوْضَ المنايا
----------------- تُشَيِّبُ مَفْرِقَ الطفْلِ الوليدِ
سأَحمِلُ بالأُسودِ على أسودٍ
----------------- وأخْضِبُ ساعدي بدمِ الأُسود
بمَمْلكَة ٍ عليها تَاج عِزٍّ
----------------- وَقَوْمٍ من بني عَبْسٍ شُهود
فأَما القائلونَ هزبرُ قومٍ
----------------- فَذَاكَ الفَخرُ لا شَرَفُ الجدود
وأمَّا القائِلونَ قَتيلُ طَعْنٍ
----------------- فذلك مصرع البطل الجليد
صحا مِنْ بعْدِ سكرته فؤَادي
صحا مِنْ بعْدِ سكرته فؤَادي
----------------- وعاود مقْلتي طِيبُ الرُّقاد
وأصبح من يعاندني ذليلا
----------------- كَثيرَ الهَمّ لا يَفْدِيهِ فادي
يرى في نومهِ فتكات سيفي
----------------- فَيَشْكُو ما يَرَاهُ إلى الوِسادِ
ألا ياعبل قد عاينتِ فعلي
----------------- وبانَ لكِ الضلالُ من الرَّشاد
وإنْ أبْصَرْتِ مِثْلِي فاهْجُريني
----------------- ولا يَلْحَقْكِ عارٌ مِنْ سَوادي
وإلاَّ فاذكري طَعني وَضَربي
----------------- إذا ما لَجّ قَوْمُك في بِعادي
طَرَقْتُ ديار كِنْدَة َ وهي تدْوي
----------------- دويَّ الرعدِ منْ ركضِ الجياد
وبَدَّدْتُ الفَوارِسَ في رُباها
----------------- بطعنٍ مثلِ أفواه المزادِ
وَخَثْعَمُ قد صَبَحْناها صَباحاً
----------------- بُكُوراً قَبْلَ ما نادى المُنادي
غدوا لما رأوا من حد سيفي
----------------- نذير الموت في الأرواحِ حاد
وعُدْنا بالنّهابِ وبالسَّرايا
----------------- وبالأَسرَى تُكَبَّلُ بالصَّفاد