السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي: هذه المرة أكتب إليكن فيها، ولكن ما دعاني لأن أكتب موضوع قد ندى له الجبين وبكى له القلب وشعرت بعظمة الله تبارك وتعالى. وما أن سمعت هذا الموضوع الذى أنقله إليكن حتى شعرت بحلم الله علينا ونحن نعصاه. وكيف لا وهو الودود الرحيم. ولكن هل يكون الودود الرحيم أهون الناظرين إلينا؟ هل نستهين بلقائه؟؟
ويحك يا نفس ألم تستشعري عظمة ربك؟؟ ويحك يا نفس ألم ترهقك الذنوب والمعاصي؟؟ ويحك ويحك!!
حان الآن أن أنقل إليكن هذه القصة التي وردت في شريط "وغارت الحوراء" للشيخ عبدالمحسن الأحمد:
هما شاب وفتاة اجتمعا على معصية الله بستار الحب، وبعد أن تعددت لقاءاتهما وتخوفا من الناس ولم يخافا رب الناس؛ اتفقا أن يتقابلا بمنأى من الناس. فاتفقا على أن يذهبا إلى مكان لا يراهما فيه الناس. فأراد الشاب أن يطمئنها فقال لها: مكان لا يرانا فيه الناس؟ والله لآخذك إلى مكان...... (ثم تبرأ منه لسانه) قال لها والله لآخذك إلى مكان لا يرانا فيه الله...
فمن سمعه يا أخواتي؟ أتعلمن من سمعه؟ لقد سمعه جبار السموات والأرض!!
فلما استخفيا من الناس وهموا بما نهاهم الله عنه فإذا بمداهمة ليست تأخذ الأجساد، ولكن مداهمة تأخذ الأرواح.
أخذ الله روحه، وأوقف الله قلبه، وشل جوارحه، فخر الشاب ميتاً... وما كان من الفتاة إلا أن أصيبت بصاعقة من السماء وذهلت من هذا الموقف، وما شعرت بنفسها وخرجت أمام الناس وهي تقول في دهشة (يقول ما يشوفه.. أخذ روحه... يقول ما يشوفه.. أخذ روحه)
سبحانك ربي ما أحلمك.. سبحانك ربي ما أعظمك..
تسترنا ونعصاك.. ما أحقرك يا نفس؟ ألن تتوبي إلى بارئك؟
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق...)
بل آن يارب.. فتب علينا وارحمنا وتوفنا على طاعتك..