دعائم عشر للنهوض العلمي للمسلمين
في مقال سابق تحدثنا عن أسباب التخلف العلمي للمسلمين وقد حصرت هذه الأسباب في عشرة أسباب بعنوان «عشرة أسباب للتخلف العلمي للمسلمين»، وهي:
1 ـ تحويل تحصيل العلم وتعليمه من العبادة إلى الشهادة.
2 ـ غياب التربية الابداعية من حياتنا العلمية.
3 ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين.
4 ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم.
5 ـ الاستغراق في الجدليات.
6 ـ توسيد الأمر لغير أهله.
7 ـ سيادة فكر المنهزمين.
8 ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة.
9 ـ غياب الأمانة العلمية.
10 ـ غياب العمل بروح الجماعة.
ـ واليوم وبناء على طلب بعض الأخوة أضع عشرة مقترحات للنهوض العلمي للمسلمين.
والنهوض العلمي يعني: صحوة المسلمين وعودتهم إلى موقع القيادة والريادة العلمية الخلقية للعالم، تلك الريادة التي قدنا قاطرتها باقتدار لألف عام وربع الألف، كنا فيها المعلمون للبشرية والعلماء والمربون العلميون، فكانت نهضتنا العلمية وتقدمنا العلمي تقدماً وسلاماً على البشرية فلم تباد في حضارتنا الأشجار، ولم تتلف البيئة، ولم يسرق الأطفال ليباعون ويأسلمون، ولم تخطف النساء لاغتصابهن، ولم تستغل حاجة مريض أو فقير لسلب دينه بالدواء والغذاء، ولم يحرق الحيوان، ولم تسمم الآبار والعيون والأنهار، ولم يتلذذ الشاذ بالشاذ رسمياً وعلينا بحماية القانون، ولم يغتصب الأسير وغير ذلك من الأفعال التي قام بها المتقدمون علمياً الآن، ولذلك فصحوتنا ونهوضنا وعودتنا إلى قمرة القيادة العلمية ضرورة بشرية لحمايتها من الزيادة الجماعية بالتقنية العلمية.
والدعائم العشر التي أقترحها لهذا الأمر هي:
1 ـ الإصلاح السياسي:
وقد تبدو هذه الدعامة غريبة ومفتعلة أو متأثرة بالدعوة الحلية للإصلاح السياسي في ديارنا، ولكن الحقيقة العلمية، والوثائق التاريخية تثبت أن التخلف العلمي في حياة المسلمين جاء نتيجة للفساد السياسي، وانتشار الترهل في القيادة، وسيادة الوهن (حب الدنيا وكراهية الموت) في مراكز اتخاذ القرارات السياسية.
ـ والإصلاح السياسي الذي نعنيه يتحقق بتوفير الحرية، والعدل، والشورى.
ـ فمع الحرية ينتشر التقدم العلمي وقد جربنا ذلك سابقاً.
ـ ومع القمع والاستبداد يستشري التخلف العلمي وهذا حالنا الآن.
ـ فالحرية تفك قيود العقل وتحرره من غلائه فينطلق إلى أرحب الآفاق، ويبدع، وقد عبّر العبد العبسي عنترة بن شدّاد عن هذا المفهوم أدق تعبير، عندما هوجمت قبيلته وطلب منه والده أن يتقدم للدفاع عن القبيلة لحماية النساء من السبي والأموال من النهب والكرامة من العار.
ـ فقال عنترة لوالده وسيده: ما للعبد وكل هذا، ما للعبد والقتال والدفاع عن القبيلة وشرف القبيلة العبد للأعمال المهنية وللرعي والسقي وسوق البهائم وغير ذلك من أعمال العبيد!!.
ـ فقال له والده وسيده كما تحقق من الهزيمة: أقدم وافعل وأنت حر، فشاط عنترة في العدو وضرب أروع الأمثلة في البطولة وإنقاذ الأهل والشرف من العار.
ـ فالمبدعون هو الأحرار.
ـ فلا تقل لي: ابحث واكتشف وطبق وطور وأبدع وأنت العبد الذليل.
ـ فكيف أبدع لرفعة قومٍ لا رفعة لي بينهم.
ـ وكيف أبدع لرفاهية مدينة وأنا أعيش في قاعها مذلولاً مقهوراً مذموماً.
ـ وكيف أبدع وغيري يقطف ثمار إبداعي ويحرمني منه.
ـ الحرية تدفع الجميع لبذل الجهود والتفكير العلمي الجاد، الحرية تدفع للتغيير العلمي النافع لأن الحرية تطلق للنفوس العنان فتتكون عندها إرادة التغيير للأفضل، والبعد عن التغيير للأسوأ وإذا امتلك الإنسان الإيمان بأهمية التغيير للإصلاح وفقه الله للتغيير قال تعالى: ) إِنَّ الله لاَ يُغير ما بقومٍ حتَّى يغيروا ما بأنفسهم([الرعد: 11] حتَّى يغيروا ما بأنفسهم نحو الإصلاح فيوفقه، أو يغيروا ما بأنفسهم نحو الأسوأ فيكبهم على مناخيرهم في الأسوأ.
ـ فالتغيير الحقيقي المفيد ينبع من الداخل، وكيف يغير للأفضل من استعبدته المقامع والسلاسل وأطواق الحديد، وأساور السجون وذل الوجه.
من هنا كانت الحرية شرط ضروري وأساس للنهوض وبغيابها يغيب النهوض وفي وجودها يسود النهوض إذاً فالحرية شرط أساس للنهوض العلمي للمسلمين.
ـ وأما العدل فهو أساس الملك، وفي مجتمع العدل يُعطى كل ذي حق حقه في الإنتاج والاختراع والإبداع فيسود التنافس الشريف ويختفي الإحباط، وفي مجتمع العدل القوي ضعيفٌ يؤخذ الحق منه، والضعيف قرويٌّ ينتزع الحق له.
ـ وبالشورى يغيب الاستبداد والاستعباد والقهر والقمع والتفرد بمصائر العباد، فبالشورى يشعر كل مسلم أنه صاحب القرار وهو مطالب باحترامه ولو كان على غير هواه أو ما يراه، لأنَّ الأمّة رأت ذلك وارتضته، والمجتمع حسم الأمر واتفق عليه.
ـ من هنا كان الإصلاح السياسي هو الركيزة الأولى والدعامة الكبرى للتقدم العلمي فالحرية والعدل والشورى هم أكسجين الحياة في دوره التقدم العلمي للأمّة.
2 ـ توفير الأمن الشامل:
ـ فالأمن، طمأنينة النفس، وزوال الخوف، والأمانة في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة} قيل هي العدالة، وقيل هي التوحيد، وقيل هي العقل، وهذا صحيح فإن العقل بحصوله تَعلُّم كل ما في طوق البشر تعلمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله وبه فضل الإنسان على كثير من خلق الله تفضيلاً كما قال الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن.
ـ فانظر كيف ربط الأصفهاني رحمه الله بين الأمن وتَعلُّم ما يطيق الإنسان أن يتعلمه وفعل كل جميل وما ينفع، فالعاقل الآمن متعلم لكل مفيد، ونافع ومطبق لكل مقدور نافع.
ـ والأمان والأمانة بمعنى الأمانة ضد الخيانة كما قال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب.
ـ فلا تقدم علمي دون توفير الأمن والأمانة.
ـ ولا أمن دون أمانة، ولذلك كان من الأسباب العشرة للتخلف العلمي للمسلمين، غياب الأمانة العلمية.
ـ والأمن الذي نعنيه هنا هو الأمن بمفهومه الشامل:
ـ للأمن الاجتماعي الداخلي.
ـ والأمن الغذائي الذاتي.
ـ والأمن الدفاعي الصاد لكل تهديد خارجي وداخلي.
ـ وقد جمع الله كل هذا في قوله تعالى: ) فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ([قريش: 3 ـ 4].
ـ فالأمن الاجتماعي بجميع جوانبه النفسية، والاجتماعية، والصحية، والمالية، والتربوية، والتعليمية، والأسرية.
ـ والأمن الغذائي بجوانبه الزراعية، والصناعية، والتجارية، والصحية، والاقتصادية.
ـ والأمن الدفاعي من التهديد الخارجي والداخلي لحماية المكاسب الشعبية والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والتقدم العلمي ضرورة وركيزة أساسية للتقدم العلمي.
3 ـ الالتحام بين العلم والدين:
ـ فعندما علم المسلمون أن العلم والدين وحدة واحدة، كان تحصيل العلم عبادة، ولم يكن العلم لحمل الشهادة، فتقدم المسلمون علمياً وخلقياً، وعندما أثمرت السياسة الدنلوبية للمعتمد البريطاني ولحمله نابليون فعلهما في العلوم الشرعية، وفصلت العلوم الكونية عن العلوم الشرعية، تحول الدين إلى الشعائر وأهملت الشرائع، وسارت الدروشة، والحزبية الفقهية المقيتة، والطائفية المذهبية المذمومة في المجتمع المسلم ضاع العلم والتقدم العلمي من حياة المسلمين وتفرغنا للسفسطة والتفسيق والتجهيل والتخطيىء والفتن التاريخية.
ـ والحل أن يعلم المسلم أن مجلس علم خير من عبادة سبعين سنة، وأن العلوم الكونية من العلوم النافعة التي تتحول إلى صدقة جارية للعبد في الحياة والممات. وأن العلماء هم علماء العلوم الشرعية، والعلوم الكونية، والعلوم الجتماعية، والعلوم الإنسانية وكل من خشي الله بعلمه فهو عالم ومن لم يخشى الله بعلمه فهو باحث وليس بعالم، فالعالم يعلم العلم ويخشى الله بهذا العلم.
ـ وقصر مفهوم العالم على علماء العلوم الشرعية فقط مخالفةٌ صريحةٌ لنص القرآن الكريم، قال تعالى: ) ألم تر أن الله أنزلَ منَ السماءِ ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها ومن الجبال جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُختلفٌ ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلفٌ ألوانه كذلك إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور ([فاطر: 28 ـ 29].
فالعلماء في الآية علماء علوم الكون (السماء)، والماء (ماء)، والنبات (فأخرجنا به ثمرات)، والجيولوجيا (من الجبال)، والانسانيات (ومن الناس)، والعلوم الإحيائية (والدواب والأنعام)، كل هؤلاء المختصون في تلك العلوم إن علموا قدر الله بعلومهم وخشوه بقلوبهم فهم من العلماء.
ـ ومن هنا يتسع مفهوم العلوم النافعة لتشمل علوم الطب، والهندسة، والكون، والوراثة، والصناعة، والتجارة، والإعلان، والمياه، والأدب، والفن بمعناه الصحيح، والأخلاق، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء.
ـ وعلينا توسيع معنى العبادة في حياتنا لتشمل العبادة، فتحصيل العلم عبادة، وتعليم العلم عبادة، والتقدم العلمي عبادة، والحفاظ على البيئة عبادة، وترجمة العلوم النافعة عبادة، والتقدم العلمي عبادة ) قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ([الأنعام: 162 ـ 163].
4 ـ العمل بتربية الإبداع:
فالجهد المعرفي في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة يحتاج إلى نقلتين نوعيتين أساسيتين:
تتمثل الأولى في التحول من المعرفة التلقينية المرتكزة على مرجعية يلطة فوقية من المعلم أو نصية من (الكتاب المدرس) وبطغيان الجواب الواحد الصحيح (الإجابة النموذجية التي يضعها واضع الأسئلة).
ـ والخطوة الثانية التي يجب علينا إنجازها فتمثل قفزة نوعية من التفكير المقيد الذي يجد مرجعيته خارج منطقه الداخلي إلى الفكر المنطلق، ومن التصلب الذهني وقطيعة الفطرة وأحاديتها وعسف التعميمات وتسرعها إلى الفكر المرن المفتوح على تعدد الاحتمالات وتمازجها وتلاقيها وتتاقضها وذلك هو لب التفكير الإبداعي (كما قال الدكتور مصطفى حجازي في المؤتمر التربوي السنوي السابع 1991م ـ دولة البحرين).
ـ وقد أدى الاستعمار العسكري والاستعمار التربوي والاستعمار الفكري بالسياسة الدنلوبية التي وضعها المعتمد البريطاني دنلوب إلى نتيجة حتمية هي البعد عن الإبداع، وإدخال المسلمين والعرب إلى نفق التخلف العقلي العلمي بما يحتويه من المتون والمصمومات والمكرورات، والتقويم التربوي المكرور والتصحيح المركزي القاتل للإبداع والمعضد للإجابة النموذجية التي من حاد عنها ولو نحو التطوير والتحديث فلا درجات له في هذا النظام التصحيحي العقيم.
5 ـ توسيد الأمر لأهله:
بحيث يوجد الفرد المناسب في المكان المناسب فيكون الوزير والمدير والموظف والقائد والرئيس والمشرف في كل أعمالنا من أهل الاختصاص والذكر وبذلك تنصلح أعمالنا وتتخلص من جيوش الجهلاء في المصالح الحكومية ومراكز البحوث والقيادات، وتختفي المحسوبية، والعصبية، والمذهبية المقيتة من أماكن العمل، ويصبح المعيار هو العلم والعمل، وقد حذرنا المصطفى r من توسيد الأمر لغير أهله وجعل ذلك من علامات الساعة وزوال الدنيا، كما حذرنا من اتخاذ الرؤوس الجُهَّال لأن ذلك يؤدي إلى الضلال وأمرنا الله بسؤال أهل الذكر، وهم أهل العلم قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وقد أبي رسول الله r أن يؤمر أبي ذر ونصحه بالبعد عن ذلك لعدم صلاحيته للإمارة لا طعناً في دينه ولكن لعدم صلاحيته لهذا الأمر.
6 ـ الهروب من المقت الكبير:
ـ والمقت الكبير هو القول بلا عمل مِصداقاً لقول الله تعالى: ) يا أيها الذين أمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون. كَبُرَ مقتاَ عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ([الصف: 3].
ـ فنحن الآن أمة الكلام، والوعود، والخطب الكلامية ولسنا أمة العمل والتطبيق فتحولنا من أمة علمية عملية إلى أمة صوتية صراخية، مصلحونا يبيعون لنا الكلام، والمربيين عندنا صناعتهم الكلام، والعلماء عندنا هم أهل الكلام وهذا ممقوت عند الله.
7 ـ تفعيل دور المراكز العلمية والبحثية:
ـ فعندنا مراكز البحوث والمختبرات الجامعية والباحثون، ولكن كلها مؤسسات غير فاعلة مهمتها الحصول على الدرجات العلمية والترقية والمظهرية.
أما الالتحام بشركات الإنتاج، والمجتمع فلا وجود له، ولا علاقة في الغالب بين البحوث ومشكلاتنا الاقتصادية والسياسية والعسكرية والطبية، حتى أصبح البحث العلمي من الهدر الاقتصادي على الميزانية العامة ومن الفاقد الاقتصادي لذلك وجب تفعيل دور تلك المراكز والتحامها بالمشكلات العلمية في المجتمع.
8 ـ العمل بروح الجماعة:
ـ فالإسلام دين الجماعة، ويد الله مع الجماعة، (إياك نعبد وإياك نستعين) بروح الجماعة (نعبد ونستعين) وعندما نعمل بروح الجماعة تتكاتف الجهود ويسود الحب والتعاون، وتغيب الأنانية والفردية والحقد والمكائد التي عمت الأفراد والطوائف والجماعات والشعوب والدول الإسلامية، فالكل يعمل لنفسه وفي جزيرته المحلية فقط.
والعمل الجماعي يؤدي إلى التكامل الاقتصادي والتكامل السياسي.
9 ـ تعلٌّ علُو الهمة:
قال الأستاذ محمد المقدم في بحثه القيم هم علو الهمة:
ـ الهَمُّ: ما هُمَّ به من أمر لُيُفْعَل.
ـ والهمة: هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلو أو سفول.
ـ وقيل: علو الهمة: هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور.
ـ وقيل: خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.
ـ وقال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول في بعض الآثار الإلهية قوله تعالى: (إني لا أنظر إلى كلام الحكيم وإنما أنظر إلى همته) ونحن نحتاج إلى تعلم علو الهمة ورفعها إبعاداً للعجلة والرضا بالشكليات والبعد عن الجوهر، والبحث عن الأسهل والبعد عن الصبر والمصابره والمكايده.
فمن لم يكايد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وعلو الهمة: يقض على الكسل والضياع العلمي.
10 ـ تعلَّم فقه التمكين ووسطية الإسلام:
وقد ألف الدكتور محمد علي الصابوني كتاباً في فقه التمكين في القرآن الكريم هو في الأصل رسالة جامعية نال بها المؤلف درجة الماجستير لنتعلم منه أنواع التمكين وشروط التمكين، ومراحل التمكين، وأهداف التمكين، وتحقيق التمكين ومنه التقدم العلمي في الحياة والتعامل مع سنن الله في الكون وقوانينه.
ـ تعلُّم وسطية الإسلام:
أما وسطية الإسلام فقد ألف فيها الدكتور محمد علي الصلابي كتاب وسطية الإسلام في القرآن الكريم وهو في الأصل رسالة علمية نال عليها درجة الدكتوراه.
ووسطية الإسلام: معناها العدل والخيار والأفضل وهو يشمل كل خصلة محمودة لها طرفان مذمومان فإن السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، وأيضاً العلم وسط بين الجهل وإنصاف المتعلمين، والإنسان مأمور بتجنب كل وصف مذموم كالجهل وإنصاف المتعلمين، وتعلم الوسطية يعلم المسلم ذلك، والله الموفق.