هو بكر بن حماد بن سهل بن اسماعيل الزناتي التاهرتي
(200-296هـ/810-908م)
نسبة إلى تاهرت وهي تيارت الحالية بالجزائر، أبو عبد الرحمان
من شعراء الطبقة الأولى في عصره، عالم بالحديث ورجاله
فقيه ، ولد بتيهرت ورحل إلى البصرة في العراق سنة 217هـ
وهو حدث السن ، فأخذ عن مسدد الأسدي البصري شيخ أئمة
المصنفين الاثبات وأول من صنف المسند بالبصرة وغيره، والتقى
بكبار الأدباء فطاحل الشعراء كالشاعر الهجاء دعبل الخزاعي واللغوي
الراوية العباس بن الفرج الرياشي والشاعر الأديب علي بن الجهم بن بدر
، وسهل بن محمد السجستان أحد كبار العلماء باللغة والشعر
وحبيب بن أوس الطائي أبو تمام الشاعر وأحد أمراء البيان وغبرهم،
واتصل بكر بالخليفة المعتصم بالله ومدحه ثم عاد إلى إفريقيا
قبل 239هـ فأخذ عن عون بن يوسف الخزاعي وسحنون بن سعد
بالقيروان ، وفي 247هـ تصدر لإملاء الأدب والعلم بجامعها الكبير فارتحل
إليه الكثير من أهل إفريقيا والأندلس وكان منهم محدث الأندلس في
عصره "قاسم بن أصبغ بن محمد البياني القرطبي" المتوفي سنة 340هـ
وفي 295 عاد إلى تيهرت فتوفي بعد سنة من عودته(296هـ) في قلعة
ابن حمة شمال تيهرت ، وفي نفس السنة التي سقطت فيها الدول
الرستمية بيد العبديين، له "ديوان شعر" كبير عثر عليه في بلاد فارس.
ومن أشعاره ردّه على عمران بن حطان الخارجي الذي قال :
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبـه
أوفى البرية عند الله ميزانـــا
فرد عليه قائلا :
قل لابن ملجم والأقدار غالبـــة
هدمت ويلك للإسلام أركانـــا
قتلت أفضل من يمشي على قــدمٍ
وأول الناس إسلاماً وإيمانــــا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بمــــا
سن الرسول لنـا شرعاً وتبيانــا
صهر النبي ومولاه ونــــاصره
أضحت مناقبه نوراً وبرهانــــا
وكان منه علي رغم الحسود لــه
ما كان هارون من موسى بن عمرانا
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً
ليثاً إذا لقي الأقران أقرانـــــا
ذكرت قاتله والدمع منحـــدر
فقلت سبحان رب الناس سبحانـا
إني لأحسبه ما كـــان من بشرٍ
يخشى المعاد ولكن كان شيطانــا
أشقى مراداً إذا عدت قبائلـــها
وأخسر الناس عند الله ميزانـــا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبــت
على ثمود بأرض الحجر خسرانــا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها
قبل المنية أزماناً فأزمانـــــا
فلا عفا الله عنه ما تحمــــله
ولا سقى قبر عمران بن حطانــا
لقوله في شقي ظل مجترمــــاً
ونال ما ناله ظلماً وعدوانـــاً
يا ضربة من تقي ما أراد بهـــا
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانـا
بل ضربةً من غويٍّ أوردته لظـى
فسوف يلقى بها الرحمن غضبانـا