(ألم المعصية ولذة الطاعة) المعصية مرة المذاق لا يقبل عليها إلا من تجرد من الإيمان وخلع لباس التقوى خير لباس , عندها يقبل على فعل المعصية ولكنه فور الانتهاء منها يشعر بالندم ويتجرع كؤوس الحسرة والألم ويتمنى انه ما وقع فى هذا المعصية ولا اقبل عليها والناس فى هذا الباب ينقسمون إلى أصناف شتى وأنواع عدة فمنهم من يفعل المعصية فى السر حيث لا يراه احد من الناس يبيت وقد ستره ربه ثم يصبح يقول يا فلان فعلت البارحة كذا وكذا يكشف ستر الله عليه وهذا من المجاهرين وهذا الصنف الذي قال فيه المعصوم صلى الله عليه وسلم (كل امتى معافى إلا المجاهرون ) وصنف آخر يبيت وهو لم يفعل شئ ثم يصبح يقول يا فلان فعلت البارحة كذا وكذا وهو لم يفعل شئ فيبؤ بالإثم دون أن يقترف المعصية وصنف ثالث ينظر إلى المعصية ويرى المعصية ويلتذذ بذلك ويتمنى أن لو كان هو الذي يواقع تلك المعصية فهما فى الوزر سواء هكذا قال لنا المعصوم عليه الصلاة والسلام ومنهم من يفعل المعصية لأنه اعتاد على ذلك وهذا ما يسمى (بإلف العادة) وصنف أخير , صاحب نفس لوامة يفعل المعصية تحت سطوت الهوى وغلبات الشهوة ولكنه سرعان ما يفيق ويستفيق ويندم ويتأسف ويستغفر ويتوب وهذا أفضل هذه الأصناف وان كان الغالب على النفس البشرية طبيعة الندم فور الوقوع فى المعصية وعكس ذلك تماما فعل الطاعة , فما رأينا فى هذا الوجود احد فعل طاعة ثم ندم على فعله لها , فهل رأيت أحدا صلى الصبح فى جماعة ثم قال لك أنا نادم على أنى فعلت ذلك أو صام يوما فى سبيل الله ثم ندم عليه (فكر واعقل)