في ظلمة هذا الليل البهيم .. أكتب رسالتي إليكِ .. وقلبي مليء بألف حسرة .. وعيني مليئة بالدموع الحزينة ..
فإليكِ أيتها الأمل .. إلى المؤمنة التي جعلت طريقها محفوفاً بورود الخير والفضيلة ...
لكِ أيتها الأمل .. التي ترقرقت بشفيتها شهادة أن لا إله إلا الله ..
إليك يا صاحبة الروح الشابة.. والعود الغض..
إليك يا زهرة مافتئت تمد قوامها للشمس تستقي الدفء لتبعث على العالم شذاها الساحر..
رسالة من قلب صادق ومشفق إلى درة صانها الإسلام.. وزينها بالتقوى والإيمان.. وجملها بالحياء والعفاف ..
أختاه أرجو أن لا تحسبيه مدحاً أو كلمات إطراء ومجاملة .. أستغفر الله الوقت ليس وقت مجاملات وملامسة عواطف
بل وقت جد وعمل وإدراك لمكر الأعداء ..
أقلب طرفي أتأمل فيتألم القلب .. ويأمل .. ويحزن ويفرح .. ويسعد ويشقى .. من أجلكِ أنتِ .. فأنا والله كغيري من الناصحين أحمل همكِ في الليل والنهار .. وفي اليقظة والمنام ..
فما طوّفت في القلب منـي سحابـة *** من الحزن إلا كنتِ منها على وعـد
ولا رقصت في القلب أطياف فرحـة *** فغنـت إلا كنـتِ طالعـةِ السـعـدِ
أثرت ابتساماتي وأحييـت لوعتـي *** فمن أنتِ يا أنسي ومن أنت يا وجدي
سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته ..
إليكِ أيتها الفتاة .. الدرة .. الجوهرة .. جميلة الدنيا وحورية الآخرة .. أجمل من الحور الحسان .. أمر الجبار ببناء قصركِ في الجنان .. وأجرى من تحته الأنهار.. و أنبت على شواطئه الأشجار ..
إنها أنتِ .. إنها أنت أيتها الأمل .. كم يسعد القلب ويفرح ويعقد الآمال وأنتِ تصارعين طوفان الفساد .. وتصرخين في وجه الرذيلة .. أنا مسلمة مستقيمة .. وبنت أصيلة .. أعرف أن للمكر ألف صورة وحيلة ..
إنها أنتِ .. إنها أنت أيتها الأمل .. كم القلب يشقى ويحزن ويتألم عندما أراكِ ألعوبة تتأرجح .. وسلعة رخيصة .. وفتاة لعوباً .. لا هم لها سوى اللذات والشهوات ..
فهل تبيعي حرير الجنان بعباءة رخيصة على كتفكِ .. أو محادثتكِ لرجال ليس بمحارمكِ .. أو تكشفكِ لهم وسفوركِ ؟!
فستحقين بعصيانكِ بدلاً عن الجنة نارا .. وعن أساور الذهب قيودا وأغلالا .. ويسكن الله قصركِ خلقاً جديدا ما وطئت أقدامهن الأرض ! ..
أختاه .. أيتها الغالية .. يا نسمة العبير .. أنتِ بسمتنا المنشودة .. وأنت شمسنا التي تبدد الظلام ..
فاسمعي هذه الكلمات .. إنها ليست مجرد كلمات .. بل هي وربي آهات القلب المؤمن الغيور ..
فيا أيتها الأمل .. تعالي قبل فوات الأوان .. فاسمعي هذا النداء .. فربما عرفتِ الداء والدواء ..
تعالي ..
هذه الأيام لا ترجع
ولا تصغي لنا الدنيا ولا تسمع
ولا تجدي شكاة الدهر أو تنفع
تعالي نحن بعثرنا السويعاتِ
وضحينا بأيام عزيزاتِ
فيا أختاه يكفينا حماقاتِ
أجل يا أختُ ما قد ضاع يكفينا
فعودي ها هو العمر ينادينا
فلا نخربه يا أختُ بأيدينا
أخيتي .. اسمعي هذه الكلمات .. بعيداً عن إله الهوى والشهوات .. فربما رق القلب فانقلب بعواطفه وأشجانه .. وربما صحى الضمير فيحس بآلامه وآماله .. وربما تنبه العقل ليتحرى بأفكاره وآرائه ..
إنها إشراقة .. إنها إشراقة لتشرقي في سمائنا يا شروق .. وهي الحنان من نبع لا يجف يا حنان .. إنها الأمل الذي نرجوه يا أمل . .
فهل أنت أملٌ فنعقد عليكِ الآمال .. أم أنت ألم فتزيدين الآلام آلاما ..
أخيتي أرجوكِ لا تنزعجي بصراحتي فما بالك أخيتي .. ما بالكِ تُخدعين بمعسول الكلام .. وتلهفين خلف وسائل الإعلام .. وتتكشفين للأجانب من الرجال .. و تتساهلين في أمر الحجاب .. بدون عقل ولا تفكير .. وأسمعك ترددين هذه هي الحياة من يخرجني مما أنا فيه ! طفش وضيق وغيرها من العبارات التي نسمعها من بعض الغافلات ..
فيا أيتها الأخت الغالية كوني عاقلة فطنة .... وكم أود أن تقفي مع نفسك قليلا وتسألينها من دعاكِ إلى عصيانه عز وجل؟!
شتان والله من يريدكِ لشهوته وبين من يريدكِ لأمته !
نعم .. نريدكِ أن تكوني أكبر من هذا .. أن تنفعي .. أن تساهمي ببناء مجتمع ونهضته .. لا كما يريدونكِ الآخرين للغزل والحب والشهوة والغناء والرقص والطرب ألهذا خلقتِ فقط ؟! وهل الحياة حب وعشق فقط ؟! لماذا ننام على الشهوة ونصحو عليها ؟! ..
إن من النساء من لا تنام ولا تقوم إلا على غناء العاشق الولهان .. أوقات لمشاهدة لقطات الحب والتقبيل .. وأوقات لقراءة روايات العشق والغرام .. وأوقات لتصفح مجلات الفن والغناء .. وأوقات للهمسات والمعاكسات .. لماذا عواطف فقط ؟!! .. أين العقل .. أين الإيمان .. أين المروءة .. بل أين البناء والتربية .. والفكر والمبادئ والأهداف في حياة المرأة ..
فلماذا الاهتمام بالصورة لا بالحقيقة .. وبالجسد لا بالروح ! ..
نعم .. كم أتمنى يا أخيتي أن تفرقين بين من يحترم عقلكِ لا جسدكِ ..
ويهتم بملء الفراغ الروحي والفكري لديكِ لا من يهتم بالشهوة والجسد والطرب ..
فهل عرفتي ماذا نريد ؟! .. وأنت تقرئين القرآن قفي وتأملي قول الحق عز وجل :
( إن جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً )
فهل عرفت إذاً ؟! .. إنه ابتلاء وامتحان ........... فسألي نفسكِ هل نجحت أم رسبتِ في الامتحان ؟!
أيتها الغالية هل نسيتِ أنكِ في الدنيا .. وأنها مليئة بالهموم والآلام وأنها حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة
هل نسيتِ أنه هناك شيئاً اسمه الزهد والورع وترك الشبهات فضلاً عن ترك المحرمات وأنه هناك آخرة وموتى وقبراً وحسن أو سوء خاتمة
وجنة ونارا وجزاء وحسابا
اسألي نفسك بصراحة : لو جاءك ملك الموت بأمر من ربك عز وجل وأنت تقرئين هذه الرسالة ليقبض روحك الآن.. هل كانت تسرك محادثتك مع ذلك الرجل..؟
في ذلك اليوم يوم المحشر، حين يقوم الناس لرب العالمين، وينصب الصراط وتحته الكلاليب واللهب.. هل كانت تسرك محادثتك مع ذلك الرجل..؟
يوم تقفين أنت عارية حافية بصغرك وضآلتك أمام خالق السماوات والأرض، العظيم المتعال عز وجل، الذي يعلم سرك وجهرك، هل كانت تسرك محادثتك مع ذلك الرجل وانتهاك حدود الله التي فرضها عليك وقال في محكم التنزيل ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) ..
أختاه .. كيف بك لو نزل بجسمك عاهة فغيرت جمالكِ وبهجتكِ !..
أختاه .. إن للموت سكرات وللقبر ظلمات وللنار زفرات فاسألي نفسك ماذا أعددتِ لها !
أختاه .. إنها الحقيقة لا مفر منها فإن الله يقول : " ولا تنس نصيبك من الدنيا " فلماذا أصبح نصيبك كله للدنيا ! .. لماذا نسيتِ الآخرة؟! ..
لماذا نسيتِ الجنة وما فيها من نعيم وخضرة وأنها وقصور وجمال وخمر وغناء وفيها ما لا يخطر على القلب ! ..
أخيتي الغالية الهوى يقسّي القلب فكرري المحاولات أكثري من الاستغفار والتوبة حاولي جاهدي واصبري ولا تيأسي ولا تستعجلي النتائج فإن لهذه المحاولات المتكررة آثاراً ستجدينها ولو بعد حين ..
أخيتي تمنّي ما شئتِ واعملي ما شئتِ ولكن اعلمي أن الله يراكِ .. وأن اللحظات معدودة .. والأنفاس محسوبة .. والذي يذهب لا يرجع .. ومطايا الليل والنهار بنا تسرع .. فماذا قدمتِ لحياتكِ ؟! .. اسألي نفسكِ : ماذا قدمت لحياتكِ قبل أن يفاجئكِ الموت ؟!
نعم أيتها الفتاة إنما من يمشي وراء قلبه يضله فإذا لم يكن في قلبكِ خوفاً من الله فأين عقلكِ فأنت تريدين أن تكونين زوجة وأما وسيدة لبيت
فهل الطيش والعبث الذي تفعلينه الآن يؤهلكِ لهذا ؟!
أجزم بأن الإجابة لا .. لأنه لا يمكن أن يرضى بكِ أحدُ وأنتِ على هذا الحال .. حتى هذا الذي يدعي محبتكِ فهو أول من يحتقركِ ويسخر بكِ
خاصة عندما يعلن عن البحث عن شريكة الحياة .. فهو يعلم أنكِ لا تصلحين زوجة ولا أماً
وهكذا هم الذئاب يريدونها سافرة متبرجة خراجة ولاجة وقت نزواتهم وشهواتهم .. وذات دين وخلق بل ومحافظة وقت جدهم
حتى قال أحدهم " أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة وأنا اكلمها بالهاتف لأحقق غرضي ولكني في داخلي أنظر إليها بكل احتقار " ..
وقال شاب آخر بكل وقاحة يستهزئ فيقول أنه مرتبط بعلاقات مع نصف درزن فتيات "
أسمعتِ أيتها المعاكسة جيداً للذلة وصلتِ إليه! .. أترضين أن تكوني بعد هذا كله أداة لهو وعبث أو من بنات الهوى لأمثال هؤلاء ..
اسأليه فقط بصدق هل يرضى هذا لأخته ؟!
أسألكِ بالله وبكل صدق وإخلاص أليس هذا احتقاراً وإهانة للمرأة ؟!
لا تتعجلي الإجابة فكري فأنت بنفسك الحكم وأنا على يقين أن نداء الفطرة والعقل سينتصر في النهاية ..
ثم اسألي نفسكِ : هل لك شخصية مستقلة ؟ وهل لك عقل وهويّة ؟
لا تتعجبي من سؤالي فكم تمارس بعض الأخوات قتل شخصيتها وتأجير عقلها وبيع هويتها بتفاهات لا قيمة لها.. فماذا تقولين إذاً عن العشرات اللاتي يتهافتن وبجنون على ذلك الموديل أو على طريقة ذلك اللباس لمجرد أن مطربةً أو فنانة أو مذيعة لبست ذلك اللباس أو تلك الحركة !!