وما من يد إلاّ لد الله فوقـــــــــها ولا ظالم إلا سيبلي بظــــــــــالم
كم مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في النّاس أموات
إنّما الأمم الأخلاق ما بقيــــــــت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهـــــــــبوا
تعدّ ذنوبي عند قوم كثـــــــــيرة ولا ذنب لي إلا العلي و الفواظل
أعلل نفسي بالآمال أرقبـــــــها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمــل
ولما رأيت الجهل قي النّاس فاشيا تجاهلت حتى ضن أني جـــــاهل
فوا عجبا كم يدّعي الفضل ناقص ووا أسفا كم يظهر النّقص فاضل
جهل الفتى عار عليه لذاتـــــــــه وخموله عار على الأيــــــــــــام
العلم يرفع بيتا لاعمـــــــــــاد له و الجهل يهدم بيت العّز و الشرف
ما الفخر إلا لأهل العلم إنّــــهم علي الهدى لمن استـهدى أدلاء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه و الجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا بــــــــــــــه والنّاس موتى وأهل العلم أحياء
وإن كان في لبس الفتى شرف له فما السّيف إلا غمده و الحمائل
إذا شئت أن تحيا سليما مـن الأذى ودينك موفور وعرضك صـــــــــيّن
لسانك لا تذكر به عورة امـــــرئ فكلّك عورات وللنّاس ألســـــــــــــن
وعينك إن أبدت إليك مـــــــــعايبا فدعها وقل يا عين للنّـــــــــاس أعين
وعاسر بمعروف وسامح مـــــــن اعتدى وفارق ولكن بالتي هي احسن
عليك بتقوى الله إن كنــــــت غافلا يأتيك بالأرزاق من حيث لا تــــــدري
فكيف تخـــــــاف الفقر و الله رازق فقد رزق الطير و الحوت في البــــحر
ومن ظنّ أنّ الرزق يــــــــأتي بقوة ما أكل العصفور شيئا مـــــــــــع الّسر
تزول عن الدّنيا فــــــــإنّك لا تدري إذا جنّ عليك الليل هل تعيش إلي الفجر
فكم من صحيــح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينـــــــا من الدّهر
وكــــم من فتي أمسي وهو ضاحكا وأكفانـــــــــــــــــه تنسج وهو لا يدري
فـــــــــــــــــــمن عاش ألفا و ألفين فلا بدّ من يــــــــــــــوم يسير إلي القبر
ياخادم الجسم كم تسعي لخدمته أتبتغي الرّبح فيما فيه خسران
عليك بالنّفس فاستكمل خصائلها فأنت بالرّوح لا بالجسم إنسان
إنّا نفرح بالأيّام نقطعها وكلّ يوم مضى يدنو من الأجل
فاعمل لدنياك مجتهدا فإنّما الرّيح و الخسران في العمل
ولا خير في حسن الجسوم ونبلها عن لم يزن حسن الجسوم عقول
المرء بالعقل مثل القوس بالوتر إذا فاتها وتر عدّت من الخشب
ما أحسن الدّين و الدّنيا إذا اجتمعا لا بارك الله في دنيا بلا دين
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذي وفيها لمن خاف القلي متعزّل
لعمرك ما بالأرض ضيق علي امرئ سري راغبا أو راهبا وهو يعقل
وإنّي كفاني فقد من ليس جازيا بحسني ولا في قربه متعلّل
أبارك في النّاس أهل الطموح ومن يستلدّ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزّمان ويقنع بالعيش عيش الحجر
والعيش في الدّنيا جهاد دائم ظبي يصارع في الغي ضرغاما
تلك شريعة الحياة فلا تري إلا نزاعا دائما وصداما
رأيت سكوتي متجرا فلزمته إن لم يفد ربحا فلست بخاسر
وإن تجد عيبا فسد الخللا فجلّ من لا عيب فيه و علا