السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحب ...
كلمة صغيرة قليلة الحروف ، لكنها كبيرة المعنى ، عظيمة الأثر .. من عظم هذه الكلمة احتار الناس في معناها ، وربما من أجل هذه الكلمة زهقت أنفس وسالت دماء !!
الحب ...
لا يعرف طعمه إلا من ذاقه ثم فقده !! فلوعة الفراق وألمه وعذابه دليل تغلغل ( الحب ) إلى أعماق القلب وسيرها في مجرى الدماء ومخالطتها لكل المشاعر والأحاسيس .
الحب ...
أما أن يكون مشروعاً ومحموداً واما أن يكون ممنوعاً ومذموماً ، وغاية الحب التعبد وهي مرتبة لا تجوز الا ( لاعظم محبوب ) وهو الله جل وعلا ، ويصل الحب فيها إلى درجة التذلل والخضوع بحيث لا يعترض على أى أمر يؤمر به ولا يخالف ما يحبه حبيبه فيحب كل ما أحبه الله ، ويبغض كل ما يبغض ، بل ويحاول الحبيب أن يجعل كل حبه في الدنيا تبعا لحب ( أعظم حبيب ) وهو الله تبارك وتعالى ، فيحب فيه ويبغض فيه .
الحب ...
يجعل الحبيب يسهر الليالي ويهجر النوم ، يدع الطعام والشراب والشهوة من اجل حبيبه ، ترجف القدمان من طول القيام والوقوف ولا يشعر بهما من اجل حبيبه ، تدمع العينان وتسيل الدموع شوقاً لحبيبه وطلباً لرؤيته ، يقرأ كلامه مرات ومرات ومرات لا يمل ولا يكل .. بل يزداد شوقاً وطمعاً ، يناجيه في السر والخفاء ساعات وساعات .. يكفيه أن حبيبه يسمعه !!.. لو طلب منه حبيبه وقته لاعطاه لو طلب ماله لاعطاه لو طلب حياته ودمه لاعطاه بلا تردد ، فمن اجله يرخص كل شئ ، انه الحبيب الاعظم ، انه ( الله ) .
الحب ..
يتدرج بصاحبه حتى يصل الى مرتبه كبيرة تجعل صاحبها لا يفعل الا ما يرضي حبيبه !! فهل رأيتم حبيباً لا يأكل الا ما يرضي حبيبه ، ولا يشرب الا ما يرضيه ، ولا يلبس الا ما يرضيه ، ولا يمشي الا إلى ما يرضيه ، لا يسمع الا ما يرضيه ، ولا يرى الا ما يرضيه ، حركاته .. سكناته .. كلامه .. صمته .. نومه .. سهره .. أخذه .. عطاؤه .. كل هذا لا يفعله الا اذا كان يرضى حبيبه !! بل حياته وموته في سبيل حبيبه !!فهل هناك حب أعظم من هذا الحب ؟! .. انه ( الحب ) الاعظم ولا يستطيعه الا المؤمنون الصادقون ، قال تعالى ( والذين أمنوا أشد حبا لله ) .
***
ما يسمى هذه الايام بعيد الحب أو الفالانتاين فهو كلام فارغ !! وبدعة شيطانية أصلها مرتبط بالديانة الوثنية الرومانية ، التى كانت تحتفل في منتصف شهر فبراير بآلهتهم ، ولهم إله يسمى إله ( الخصوبة ) !! ولما أنتقل الرومان الوثنيون إلى الديانة النصرانية ربطوا هذا اليوم بقصة القديس " فالانتاين " الذي قتل من أجل عقد قران المحبين في كنيسة مخالفا أوامر الإمبراطور الروماني .
فأصل الاحتفال كان وثنيا ولا زالت فيه علامات الوثنية ، ثم أنتقل ليدخل إلى أعياد النصارى ومناسباتهم ، ثم صارت مناسبة سنوية تتم فيها الفواحش والمنكرات ، حيث يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد ، ويكتب كل منهم اسمه في ورقة ويتم تبادل الأوراق فيحصل كل رجل على حبيبة جديدة يقبلها وتكون عشيقته !! وتمارس في هذا اليوم الفواحش والجنس ، حتى أن الكنيسة ثارت على هذا اليوم وتقاليده وتوقف الاحتفال فيه لقرون طويلة ، حتى تم احياؤه في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين .
فالاحتفال بما يسمى عيد الحب تقليد واتباع لعبادة ودين وثني ، ثم دين نصراني محرف ، وما يحصل فيه من منكرات وفواحش انما هي اتباع لخطوات الشيطان ، واستغلال التجار والمحلات هذا اليوم لترويج بضائعهم بشعارات وسلع ترتبط بما يسمى عيد الحب ، انما هو كسب غير مشروع ، ولو قاطع الناس هذه المحلات لكفت عن غيها واضلالها للناس ، وكل شعار يرفع أو لون ( أحمر ) يلبس فى هذه الايام يقصد صاحبه الاحتفال بعيد الحب ، فانما هو نقص في الدين والخلق ، فلنتأمل !
نحن نعرف الحب .. ولا نحرمه .. ولكن الحب في مكانه المشروع ، فكم يؤجر الانسان عندما يحب زوجته ويصرف قلبه لها ، وتحب المرأة زوجها ، أما ما يحصل اليوم من معاكسات وتحرشات جنسية وكلام ساقط باسم الحب ، فهذا فعل لا يدل الا على اخلاق صاحبه .
اما الكتاب اللذين يزعمون اننا نحرم الحب ، فهم مضللون ومخادعون ، فنحن نعرف الحب ونحترمه ، ونعرف منبعه واين نجعله ، اما احتفالكم باعياد ( وثنية ) فلانكم اضعتم الطريق وصرتم تبحثون لكم عن هوية في مخلفات الامم