هيئة الأمم المتحدة
تعريف : عصبة الأمم societies des nations :
نشأت في 28 مارس 1919 من الدول الموقعة على معاهدة فرساي , وغايتها إنماء روح التفاهم، والتعاون بين الأمم وضمان السلام والأمن في العالم، كان مركزها جنيف، من أهم فروعها مكتب العمل الدولي الذي ما زال ينشط، واستمرت هذه العصبة إلى غاية 01/06/1946 . وحلت محلها هيئة الأمم المتحدة
منظمة هيئة الأمم المتحدة ONU :
نشأت عقب الحرب العالمية الثانية ، وقعت ميثاقها 51 دولة بـسان فرانسيسكو سنة 1945 . مركزها الدائم في نيويورك، غايتها حفظ السلام والأمن الدولي، وإنماء العلاقات الودية بين الشعوب ، و أجهزتها هي :
- الجمعية العامة - مجلس الأمن - مجلس الوصاية - محكمة العدل الدولية - البنك الدولي للإنشاء والتعمير
- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية يونسكو - منظمة الصحة العالمية - المجلس الاقتصادي والاجتماعي - هيئة التغذية والزراعة - المنظمة الدولية للاجئين - منظمة الطفولة اليونيسيف
بعض المنظمات التابعة لـ ONU :
المنظمة الدولية للاجئين IRD : مهمتها الإشراف على مصالح اللاجئين في مختلف دول العالم وتقديم العون المادي والمعنوي لهم، والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية
منظمة الصحة العالمية OMS : مهمتها الإشراف على القضايا الصحية في الدول الأعضاء عن طريق العمل على تحسين وضع الفرد الصحي ومنع انتشار الأمراض والأوبئة . مركزها جينيف.
منظمة العمل الدوليةOIT : مهمتها تحقيق السلام عن طريق نشر العدالة الاجتماعية، وتحسين أحوال العمال ورفع مستوى معيشتهم، تتألف من ممثلين عن حكومات وموظفي ونقابيي الدول الأعضاء، مقرها جنيف سويسرا تأسست سنة 1919 باسم مكتب العمل الدولي
ميلاد هيئة الأمم المتحدة : ولدت هيئة الأمم المتحدة بعد مخاض طويل، وكانت الثقة كبيرة في أن تكون وسيلة قوية لحل مشكلات العالم وإنصاف الشعوب الضعيفة حقها …
تمهيد : فشلت عصبة الأمم في تحقيق الأمن والسلام في العالم وهي أكبر أهدافها ، فانطلقت الحرب العالمية الثانية مما جعل بعض الزعماء يفكرون في إنشاء منظمة دولية بديلة تكون أكثر فعالية وإيجابية .
ظروف نشأتها : ظهرت المبادرة بإنشاء وإرساء قواعد أممية قوية تحفظ السلم وتحقق الأمن للجميع في ظل ظروف
خاصة ومتميزة تمثلت فيما يأتي :
1-الحرب العالمية الثانية ووحشية نتائجها وانعكاساتها السلبية في شتى المجالات .
2-الإقرار بحاجة العالم الماسة إلى سلم وأمن عالميين في لقاء الأطلسي.
3-التجربة القاسية الناجمة عن فشل العصبة .
4-ارتفاع مستوى الوعي لدى الشعوب الضعيفة وتطلعها إلى مستقبل واعد يضمن لها السيادة والحرية الكاملة .
مراحل تكوينها هيئة الأمم المتحدة
* مرحلة التفكير والتنظير ) 1941 – 1945 (
1- ميثاق الأطلسي ) 14/08/1941 ( : ضم رئيس USA )روزفلت(، وتشرشل عن بريطانيا، جاء فيه ضرورة تأييد إنشاء منظمة عالمية لحفظ السلام وتحقيق التعاون دوليا
2- مؤتمر واشنطن ) 01/01/1942 ( : تم بعد حادثة بيرل هاربر، ضم USA والإتحاد السوفيتي، وبريطانيا، والصين، و22 دولة، جاء فيه رغبة إنشاء هذه المنظمة
3- مؤتمر موسكو ) 30/10/1943( : حضره وزراء خارجية الإتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصين، جاء فيه الاستعداد لإنشاء المنظمة وأن تقوم على المساواة في السيادة
4- مؤتمر طهران ) 28/11/1943 ( : ضم روزفلت عن USA، و ستالين عن السوفيت وتشرشل عن BRI ، جاء فيه التأكيد على إنشاء السلام المنشود .
5-مؤتمر واشنطن – دومبارتون أوكس ) 21/08- 07/10/1944 ( : حضره خبراء ودبلوماسيو الدول : USA، الإتحاد السوفيتي، بريطانيا، الصين، تم فيه وضع الأسس العامة للمنظمة لكنهم اختلفوا في حق الفيتو ونظام العضوية في المنظمة .
6-مؤتمر يلطا ) 04/11/1944 ( : ضم روزفلت وتشرشل وستالين و اتضح فيه رسميا إنشاء الهيئة من خلال تأسيس بعض أجهزتها، وإعطاء النقض أو الفيتو للدول الكبرى في مجلس الأمن
* مرحلة التأسيس ) 24/10/1945 (
7- مؤتمر فرانسيسكو ) 25/04/1945 ( : ضم 51 دولة تلك التي أعلنت الحرب على ألمانيا , وقد
وضع فيه ميثاق المنظمة , وتم التوقيع عليه في 26/04/1945 .
8-الهيئة ) 24/10/1945 (: خرجت الهيئة رسميا إلى حيز الوجود، بعد مصادقة الإتحاد السوفيتي، وبريطانيا، الصين، فرنسا .
مبادئ وأهداف الحركة
المبادئ :
1- الإعلان عن حقوق الإنسان واحترام حرياته الأساسية .
2- توحيد وجهات النظر الدولية حول مختلف القضايا السياسية و الاجتماعية والاقتصادية.
3- اعتماد مبدأ المساواة بين الدول .
4- احترام التكتلات الإقليمية واحترام رغبة الشعوب والأقليات .
الأهداف :
1- الحفاظ على الأمن والسلام العالميين ومنع الحروب وحفظ الأمن الغذائي
2- تنمية العلاقات الودية الدولية
3- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
4- تشجيع التعاون الدولي لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
5- حق الشعوب في تقرير مصيرها 6- المساواة بين جميع الدول في السيادة
7- الامتناع عن التهديد بالقوة 8- حل النزاعات الدولية سلميا
9- تقديم المساعدات الاقتصادية والمالية، وتنمية التجارة الدولية
هياكل منظمة الأمم المتحدة و هيآتها
• الجمعية العامة : تتكون من الدول الأعضاء، ولكل دولة صوت، تجتمع في دورة عادية مرة في السنة يوم 02سبتمبر وفي دورة طارئة بطلب من أغلبية الأعضاء، أو بطلب من مجلس الأمن أو الأمين العام
من أهم اختصاصاتها :
1- مناقشة المشكلات الدولية , واتخاذ القرار بشأنها .
2-الموافقة على الأعضاء الجدد .
3-انتخاب أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، وكذلك أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي
4-تعيين الأمين العام بناء على توصية مجلس الأمن
5-انتخاب قضاة محكمة العدل
* مجلس الأمن : يضم 15 عضوا منهم 5 دائمون لهم الحق في الفيتو وهم USA والإتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والصين، و10 أعضاء غير دائمين ينتخبون لمدة سنتين
من أهم اختصاصاته :
1-حفظ السلام والأمن . 2- حل النزاعات الدولية، وفرض العقوبات لمنع الاعتداء .
3-الإشراف على أقاليم الوصاية .
* المجلس الاقتصادي والاجتماعي : يضم 54 عضوا ، تنتخبهم الجمعية العامة .
من أبرز مهامه :
1- تشجيع التعاون . 2- تقديم المساعدات . 3- صيانة حقوق الإنسان .
* مجلس الوصاية : يتولى إدارة الأقاليم غير المستقلة , وإعدادها لمرحلة الاستقلال .
* محكمة العدل الدولية : هي جهاز القضاء، مقرها في )لاهاي( بهولندا ، تضم 15 قاضيا .
وأكبر مهامها هو : الفصل في القضايا والنزاعات الدولية
* الأمانة العامة : هي الجهاز الإداري
من أبرز مهامها :
1-تنفيذ البرامج والسياسات التي تضعها أجهزة الأمم المتحدة . 2- الوساطة لحل النزاعات .3- تنظيم المؤتمرات .
الأمم المتحدة وقضايا التحرر
إن تسهيل التعاون الدولي هو السبب وراء الحاجة إلى الأمم المتحدة ، بل هو السبب وراء وجودها ... لقد كان إقرار السلام وتحقيق التقدم عن طريق التنمية وتعزيز حقوق الإنسان والنهوض بالقانون الدولي، هي الأهداف التي توخاها المؤسسون الأوائل للأمم المتحدة منذ 60 عاما مضت، وهي نفسها أهداف اليوم .
إيجابيات هيئة الأمم :
أكبر إيجابية تمثلت في العمل على تصفية الاستعمار :
1- إسهامها في قضية سوريا ولبنان ، في إجلاء القوات الاستعمارية من البلدين سنة 1946 .
2- قضية إندونيسيا، حيث أشرفت على المفاوضات بينها وبين هولندا حيث انتهت إلى اعتراف هولندا باستقلال إندونيسيا في ديسمبر 1949 .
3- التدخل العسكري في حرب كوريا 1950 إلى 1953
4- قضية ليبيا حيث وافقت الجمعية العامة سنة 1949 على المناداة بليبيا دولة مستقلة قبل 1952 .
5- أزمة السويس حيث تدخلت القبعات الزرق سنة 1956 لحل الأزمة .
6- إعلانها في 14 ديسمبر 1960 منح الاستقلال دول مستعمرة منها : الكونغو )الزائير( سنة 1960 ، قبرص 1963 بين تركيا واليونان، الدومينيك 1965 ، استفتاء الصحراء الغربية 1965 ...
7- وقف القتال بين الهند و باكستان حول مشكلة كشمير 1965 .
8- وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل ، والتدخل لحل النزاع بين العرب وإسرائيل في حرب73
9- التدخل في حل قضية لبنان 1982 و وبين إيران والعراق سنة 1988 .
10 - إحراز الأقاليم الخاضعة لنظام الوصاية على الاستقلال وهي 11 إقليما، واستثنت أقاليم USA
11- إحراز ناميبيا على الاستقلال سنة 1990 .
أما على المستوى السياسي والاجتماعي فتمثلت إيجابياتها في ما يأتي:
12- تقديم المساعدة لـ 55 بلدا في العالم بدعم العمليات الإدارية الخاصة بالانتخابات وعمليات المراقبة والتحقيق.
13- إتاحة وسائل لتسهيل الاتفاقات الدولية , مثل اتفاقية قانون البحار التي حددت حقوق وواجبات الدول الساعية إلى استغلال ثروات البحر .
14- تمديد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي حظيت بالقبول لأول مرة .
15- الاتفاق في مؤتمر قمة الأرض في ريودي جانيرو من أجل إبقاء الغازات الدفينة في حدود مأمونة .
16- معالجة قضايا الفقر والبطالة والتفكك الاجتماعي في مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية سنة 1995, ومد الدول المتخلفة برؤوس الأموال و بالخبرة البشرية للتنمية .
17- حماية حقوق الإنسان وإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة1948 .
صعوبات واجهت الهيئة :
1-المشكلات المالية . 2- عدم تمتعها بسلطة عالمية . 3- عدم التجانس في الاتجاهات السياسية للدول الأعضاء سابقا
4-رفض الدول العظمى تقديم الدعم العسكري إلى الهيئة التي تلجأ حينها إلى الدول الضعيفة .
5-عدم دقة التعريفات الجمركية وكذا القوانين في مواثيقها
تقييم دور الهيئة : لم تكن حلول هيئة الأمم المتحدة كافية ، فقد محاولاتها مجرد تهدئة للوضع ، وهي تنجح دائما في المشكلات التي لا تتدخل فيها الدول الكبرى وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، فإن تدخل الهيئة شلت حركتها كما جرت العادة إذ يستعمل حق الفيتو، إضافة إلى بقائها عاجزة في حل القضية الفلسطينية، وقضايا الشرق الأوسط، وهي لا تفعل الشيء الكثير حيال اعتداءات الدول القوية على الدول والشعوب الضعيفة .
خاتمة :
إن الأمم المتحدة ليست حكومة عالمية ولن تكون كذلك، هي ليست مؤسسة لإعادة توزيع الثروة تأخذ من الأمم الغنية لتعطي الأمم الفقيرة ، وليست الأمم المتحدة جهازا بيروقراطيا قويا له جدول أعماله الخاص، وهي ليست وكالة للتعاقد بين الدول لأغراض الأمن الدولي ، وليست لها أي قدرة عسكرية على الإطلاق عدا السلطة والقوات التي توفرها الدول الأعضاء ، ولكنها مع هذا كله هي الأمل ربما الوحيد والضمانة الرئيسة لتعزيز السلام والأمن وتدعيم التنمية العالمية، وحماية حقوق الإنسان ، وهي الإطار المشترك الوحيد لتعزيز القانون الدولي