badi1983
عدد المساهمات : 570 تاريخ التسجيل : 13/10/2008 العمر : 41
| موضوع: ياعرب... ادفنوا حكامكم!! الجمعة يناير 09, 2009 7:54 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد بن إبراهيم العوضي من أجل أن يدرك الغافل، ويعي غير المتابع، ويبصر من ضللته أجهزة الإعلام، وينتبه من يسلم لبعض الأقلام... من أجل تجلية جوهر مأساة غزة، وجذور الإبادة الوحشية التي يتعرض لها الغزاويون المجاهدون المرابطون، أُسطر هذه الكلمات...
لن اخاطب الأنظمة العربية لأنها ماتت كبروا عليها أربعا، وادفنوها، وانفضوا أيديكم من ترابها... هذه الأنظمة باتت مكشوفة لكل إنسان بمن في ذلك الأطفال... فمنها العاجز، ومنها المتخاذل، ومنها المتواطئ، ومنها المتآمر، ومنها أنظمة أرذل من الكيان الصهيوني!!؛ فهي تمارس هواية قمع شعوبها وسرقة ثرواته قبل أن تعانق الصهاينة لتقضي على البقية الباقية من روح المقاومة في الأمة... هؤلاء كما وصفهم الشاعر: عربٌ ولكن لو نزعت جلودهم لوجدت أن اللُب أمريكان
كما أني لا أكتب للشعوب لأخاطب عواطفها، وصدق مشاعرها، وغضبتها، ومناصرتها لأهل غزة الصامدين... وإنما أخاطب وعي الناس لنجلي جانبا من الحقيقة المغيّبة... والسؤال المُر لماذا هذه الإبادة الجماعية لشعب غزة بشكل (هولوكست) مطور ومفضوح لا تمارسه دولة بل يتفق عليه أكثر الأنظمة العالمية؟!
الذي أفهمه ويدركه المتتبع أو المراقب لتسلسل الأحداث يصل إلى أن الحركات العالمية في الغالب تنقسم إلى تيارين، إما أن تكون حركات تحريرية تناضل لنيل الاستقلال وتحرير الأوطان ضد المستعمر المحتل، وإما أن تكون سياسية تعمل في خط التغيير السياسي الإصلاحي السلمي الداخلي كالحركات (الوطنية، الإسلامية، الإصلاحية، اليسارية.... الخ).
وفي التاريخ القديم والمعاصر لم نجد أبدا حركة سياسية عملت على كلتا الجبهتين (تحرير البلاد والإصلاح السياسي في وقت واحد)، ونجحت في الاثنتين، فعلى الصعيد الأول نجحت (حماس) في تحرير غزة (وإن أبقى على حصاره لها)، ومن طرد اليهود منها أيام حكم شارون، أما على الصعيد الآخر (السياسي الداخلي) فحماس كحركة معارضة وصلت إلى الحكم سلميا بالانتخابات النزيهة وباكتساح مذهل وشكلت الحكومة والمجلس التشريعي، لاحظوا... نجاح دون تدرج من أول مرة، والأهم أنه على أجندة المقاومة!!، هذا النجاح بشقيه أحدث قلقا لكيانين: فالنجاح العسكري الميداني كحركة تحررية أزعج الصهاينة والنظام الاميركي فقرروا التخلص منها لأنها اسوأ بديل عن السلطة الفلسطينية السابقة (سلطة التنازلات والفساد).
أما النجاح السياسي لحماس كحركة سياسية وما قدمته من مقترحات ومشاريع إصلاحية... هذا النجاح السياسي أعطى مؤشرات وحمل قرائن على أن الحكومة الحمساوية الجديدة ستنجح في التطبيق، لماذا؟، لأنهم في الأساس كانوا مسيطرين على الكثير من البلديات والنقابات المهنية والاتحادات الطلابية، ويديرون مؤسسات اجتماعية تكافلية ضخمة تتكفل بأسر الشهداء وعائلات الأسرى، والفقراء والأيتام وقدموا نماذج رائعة ونجاحات واقعية زادت من مصداقيتهم في الشارع الفلسطيني وبشرت بمزيد من النجاح المترقب للحكومة الجديدة.
وكما أن النجاح العسكري لفت انتباه الصهاينة، والأميركان وأزعجهم، فإن النجاح في الإصلاح السياسي وإدارة الدولة أزعج السلطة الفلسطينية الفاسدة والأنظمة العربية الأكثر فسادا، فخافوا من تكرار التجربة فجاء تحالف الفسادَيْن العربييْن مع تحالف الطغيان الصهيو - أميركي لتدمير غزة ومن فيها وليس (حماس) فحسب وإنما الشعب الغزاوي عقوبة لهم لاختيارهم حماس، وكم أغاظهم أنه وبعد حصار دام قرابة سنتين توافد الغزاويون بمئات الآلاف إلى المهرجان الذي أقامته حماس قبل بدء الهجوم على غزة بأيام!!
ولهذا عندما سمعنا القيادة الصهيونية تعلن عن بنك الأهداف المحددة للقصف، كانت النتيجة ليس فقط تدمير البنية التحتية لحكومة حماس، إنما شاهدنا تدمير مدارس وجامعات وعشرات المساجد والعمارات السكنية ومحلات الصرافة بل وحتى جانبا من مستشفى الشفاء الذي يغص بالمرضى والأطباء!!
أكتب هذا المقال لأبدد الأطروحة الساذجة التي تختزل ضخامة الحدث ومقدماته وملابساته وتراكماته وتعقيداته بأن السبب في الحرب هو صواريخ حماس فبوش يقول لن تقف الحرب حتى توقف حماس صواريخها، ثم يعيد الإعلام العربي تفاهة هذا التصريح وبعدها يتلقف المواطن العربي هذه الأضحوكة ويعيدها بسذاجة بالغة وان كانت بريئة!!، ولكن الحقيقة كشفت للجميع.
هذه المقالة من وحي كلمتي التي ألقيتها في المهرجان الجماهيري الحاشد في نادي قطر الرياضي مساء الجمعة والذي امتلأ عن آخره بالجماهير والتي هتفت لحماس والمقاومة وغزة، ونقلته قناة الجزيرة (مباشر)، وفيه رفعت على الملأ كفنا أبيض وهتفت في الحشود: "هؤلاء هم الحكام العرب الأموات!!". | |
|