بلاغة التشبيه :
التشبيه هو أن يشبه الخفي غير المعتاد بالظاهر المعتاد وهذا يؤدي إلى إيضاح المعنى وبيان المراد، فيزيد المعنى وضوحا ويكسبه تأكيدا . وهو يؤثر في النفس ويحركها ويمكن المعنى من القلب بنقله من العقل إلى الإحساس فيزول الشك والريب . ومن أسباب بلاغته هو التماس شبه للشيء في غير جنسه وشكله فيكون له موقع لدى المتلقي لا يهز ولا يتحرك
وتتمثل بلاغة التشبيه في تآلف الألفاظ، وابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان لا يجول إلا في خاطر الأديب القادر على توليد المعاني
أنواع التشبيه العادي : يتلعق اسمه بحذف أداة التشبيه أو وجه الشبه أو حذفهما معا، أو ذكرهما معا، كالآتي :
وجه الشبه أداة التشبيه
محذوف مذكور محذوف مذكور
تشبيه مجمل تشبيه مفصل تشبيه مؤكد تشبيه مرسل
أمثلة :
- البطل كالأسد في الشجاعة ( تشبيه مرسل مفصل) المشبه:البطل/ المشبه به:الأسد/ أداة التشبيه:الكاف/ وجه الشبه:الشجاعة
- البطل أسد في الشجاعة ( تشبيه مؤكد مفصل) المشبه:البطل/ المشبه به:الأسد/ أداة التشبيه:محذوفة/ وجه الشبه:الشجاعة
- البطل كالأسد ( تشبيه مرسل مجمل) المشبه:البطل/ المشبه به:الأسد/ أداة التشبيه:الكاف / وجه الشبه:محذوف
- البطل أسد ( تشبيه مؤكد مجمل = تشبيه بليغ) المشبه:البطل/ المشبه به:الأسد/ أداة التشبيه:محذوفة / وجه الشبه:محذوف
1/ التشبيه العادي :
- "الناس سواسية كأسنان المشط" ( الناس: مشبه، وأسنان المشط: مشبه به،والكاف: أداة تشبيه، ووجه الشبه: محذوف. فهو تشبيه مرسل مجمل)
- "إن الرسول لنور يستضاء به" ( الرسول: مشبه، والنور: مشبه به، وأداة التشبيه: محذوفة، ووجه الشبه: الضياء . فهو تشبيه مؤكد مجمل)
- "إنها ترمي بشرر كالقصر" ( الغائب هي في"إنها": مشبه، القصر: مشبه به، والكاف: أداة تشبيه . وجه شبه: محذوف.فهو تشبيه مرسل مجمل)
- العلم نور ( العلم: مشبه، والنور: مشبه به والكاف:محذوفة، ووجه الشبه: محذوف. فهو تشبيه مؤكد مجمل، إذن هو تشبيه بليغ )
( يحذف وجه الشبه وأدائهما معا)
2/ التشبيه التمثيلي :
- قال ابن المقفع : الرجل ذو المروءة يكرم على غير مال كالأسد يهاب وإن كان رابضا ، تشبيه صورة بصورة أخرى شبيهة (منظر بمنظر آخر) شبيه أي وجه التشابه متعد ومتداخل
3/ التشبيه الضمني :
قال المتنبي مخاطبا حارس السجن وقد قدم إليه طعاما رديئا حين كان سجينا بمدينة حمص :
غير اختيارك قبلت برك بي والجوع يرضي الأسود بالجيف . حيث شبه اضطراره إلى أكل الطعام الرديء من الجوع كما تضطر الأسود إلى أكل الجيفة من الجوع أيضا
تشبيهات تمثيلية :
- "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا" . (حيث شبه اليهود بالحمار وشبه حالهم بعدم استفادتهم من خير وإرشاد الكتاب التوراة بحال الحمار في عدم استفادته من الكتب التي يحملها على ظهره، فاليهود والأحمرة تقاس عندهما عظمة العلم ومعرفة تحمل لكن مع العجز عن الإنتفاع بها )
- ولقد تمر على الغدير تخاله والنبت مرآة زهت بإطارها . (حيث شبه منظر الماء الصافي يحيط به العشب بمنظر مرآة تزهو بإطارها منظر الرائع، فوجه الشبه الماء والزرع والمرآة وإطارها
تنبيه : عندما يأتي التشبيهات كثيرة فلا يعني أنها تمثيلية : - حامت على قلبي الشكوك كأنه وكأنهن فريسة وصفور . تشبيه تمثيلي لأن عجزه مرتبط بصدره. أما البيت الآتي : فالوعي بغي والتحرر سبة والهمس جرم والكلام حرام . فتشبيه عادي، لأن كل تشبيه مستقل عن الآخر
تشبيهات ضمنية :
- تطيب له المروءة وهي تؤذي ومن يعشق يلذ له الغرام ( تبشيه المروءة رغم ما تسببه له من أذى فهي لذيذة ، مثل العشق رغم صعوباته والأذى الذي يأتي بسببه إلا أنه لذيذ )
- يزدحم الناس على بـابه والمنهل العذب كثير الزحام (شبه ازدحام الناس على باب هذا الكريم مثل ازدحام طلاب الماء على المورد العذب الصافي)
- لا تحقرن صغيرا في مخاصمة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد ( يجب عدم احتقار الصغير في المخاصمة لأنه قد يؤذي ويهزم من يحتقره ولو كان أكثر قوة منه، مثل البعوضة التي تستطيع هزم الأسد بأن تدخل عينه فتدميها )
- مالي أراكم تنكرون مكانتي الشمس لا تخفى مع الإشراق ( إنكار مكانتي بينكم لا ينقص من قيمتي لأنكم عميان ، مكانتي مثل الشمس يرى إشراقها الجميع )
تشبيهات أخرى عادية :
- أشرقت شمس الحرية : ( تشبيه من باب إضافة المشبه به إلى المشبه )
- "يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا" (تشبيه بليغ )
- آ - تواري فجري القدسي في ليل الدهور . ( تشبيه عادي الإضافة )